تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » جائزة البوكر : هل يُمكنك الفوز يومًا بجائزة البوكر العربية في فن الرواية؟!

جائزة البوكر : هل يُمكنك الفوز يومًا بجائزة البوكر العربية في فن الرواية؟!

جائزة البوكر

جائزة البوكر هو إسم للجائزة العالمية للرواية العربية، والتي يُنظمها الطيران الإماراتي بدعم من جائزة البوكر الإنجليزية من بريطانيا، وهي مستمرة حتى الآن.

تُعتبر جائزة البوكر العربية واحدة من أكبر الجوائز العربية في مجال الرواية، فتقريبًا لا يوجد كاتب روائي عربي إلا ويحلم أن يتوج بهذه الجائزة، وذلك من أجل المقابل المادي الكبيرة والشهرة الواسعة التي يحصل عليها كذلك، وقد كانت الجائزة في الأصل بريطانية، ومُخصصة للروايات المكتوبة باللغة الإنجليزية فقط، إلا أنه في عام 2007 تم تخصيص شرع لها يهتم بالرواية العربية تحت رعاية الطيران الإماراتي وبدعم من الجائزة الأصلية، عمومًا، دعونا نتعرف سويًا في السطور القليلة القادمة على تفاصيل أكثر حول هذه الجائزة وأسباب الشهرة الكبيرة التي حظيت بها.

ما هي جائزة البوكر للرواية العربية

بداية جائزة البوكر

قبل كل شيء، علينا التعرف أولًا على أصل جائزة البوكر، فهي كما ذكرنا جائزة بريطانية انطلقت نهاية القرن المنصرم، وكانت تهتم بمنح أفضل رواية مكتوبة بالإنجليزية جائزة مادية كبيرة إضافةً إلى التسليط الإعلامي، وربما يكون ذلك بدافع إنعاش فن الرواية من جديد والذي كان وقتها آخذًا في التراجع أمام الشعر، ولم يكن هناك جائزة كبرى مهتمة بالرواية سوى جائزة نوبل، والتي كانت في الحقيقة تهتم بالأدب ككل، أي أنها لم تكن تُعطي الروايات حقها كذلك، على كلٍ، انطلقت الجائزة وحققت نجاحات كبيرة أعادت إلى الرواية جمهورها ورونقها من جديد، حتى أن العرب بدأوا يفكرون في استنساخ هذه التجربة في الوطن العربي لإحياء الرواية العربية أيضًا.

جائزة البوكر العربية

حصلت هيئة الطيران الإماراتية في عام 2006 على تصريح إنشاء فرع من جائزة البوكر خاص بالرواية العربية فقط، وقد التزمت الجائزة الأم بتوفير الرعاية والإشراف على الجائزة، فيما تولت الشركة دعمها ماديًا، وبالفعل انطلقت الجائزة في عام 2007 مُحققة نجاح كبير فاق التوقعات وبنسبة مشاركات عالية، وقد حرصت الجائزة منذ الوهلة الأولى على وضع بعض الشروط التي من شأنها تنظيم سير المسابقة، والواقع أن هذه الشروط قد لقت قبولًا من البعض وتم رفضها من البعض الآخر، لكن في النهاية تم إقرارها وجرت المسابقة وفقًا لها.

شروط جائزة البوكر

كما ذكرنا، وضعت لجنة جائزة البوكر بعض الشروط التي من شأنها تنظيم عملية الترشيح للجائزة، وقد كانت بعض هذه الشروط تتعلق بعملية التقديم للمسابقة وبعضها الآخر يتعلق بالعمل المُقدم للجائزة وصفات من يحق له التقديم، وبالطبع هناك ما يتعلق بما بعد المسابقة حيث إعلان النتيجة وتتويج الفائزين.

شروط عملية التقديم

من أجل التقدم لجائزة كبرى مثل جائزة البوكر عليك أولًا أن تكون على قيد الحياة، فهذا هو الشرط الأول من شروط التقدم للمسابقة، وهو أن يكون الكاتب على قيد الحياة، كذلك لا تتقدم دار النشر سوى بثلاث رواياتٍ فقط من إنتاجها الأدبي، لكن قبل ذلك يجب أن تكون هذه الدار قد مر على تأسيسها أكثر من عامين، وأن تكون مُشهرة بالطبع، ويجب أن نعرف أنه لا يجوز للكاتب التقدم لهذه المسابقة بنفسه، وإنما تُرشحه دار النشر التي تتمتع بما سبق ذكره.

الكاتب، بالإضافة إلى شرط كونه على قيد الحياة، يجب أن يكتب تعهدًا بأن هذا العمل من إنتاجه الأدبي، وليس مترجمًا عن أعمال أُخرى أو مُقتبسًا منها، كما أن الرواية التي يُرشحها يجب ألا يكون قد مضى على نشرها أكثر من عامين، وكذلك يُسمح للكاتب الذي ترشح للجائزة من قبل ودخل قائمتها الطويلة والقصيرة بأن يترشح بعيدًا عن الدار وخارج العدد المسموح لها به، وهو ثلاثة كما ذكرنا.

النتيجة وتتويج الفائزين

يمر إعلان نتيجة البوكر بعدة مراحل وخطوات، تبدأ باستقبال الأعمال على مدار شهرين أو يزيد، حسب رؤية اللجنة، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة قراءة الأعمال المُرشحة وفرزها حتى الاستقرار على أفضل اثنا عشر عملًا، وهؤلاء يشكلون ما يُعرف بالقائمة الطويلة لجائزة البوكر، وعادة ما يُعلنون في النصف الثاني من يناير أو الأول من فبراير.

المرحلة الثالثة تأخذ حوالي شهر، حيث يتم فيها تسليط الضوء على روايات القائمة الطويلة، قبل أن تُعلن القائمة القصيرة والتي تضم عادةً ستة أعمال فقط، هذه الأعمال تظل حتى الأسبوع الأخير من أبريل، وهو الوقت الذي يتم فيه اعلان اسم الرواية الفائزة وسط حضور لأصحاب الروايات الست، والذين يحصلون جميعًا على مزايا رائعة.

مزايا جائزة البوكر

كما ذكرنا، يُعلن اسم الحاصل على جائزة البوكر في أبريل من كل عام، والحقيقة أن كل من يصلون إلى القائمة القصيرة بجائزة البوكر يُمكن اعتبارهم فائزين، لأنهم يحصلون على الكثير من الامتيازات، أهمها في البداية المبلغ المادي، فكل كاتب يدخل القائمة القصيرة يحصل على عشرة آلاف دولار، أما الفائز باللقب فيحصل على أربعين ألف دولار إضافية، وبذلك تُصبح القيمة المادية للجائزة كاملة مئة ألف دولار.

بخلاف الجائزة المادية، تُترجم الأعمال الفائزة بالمراكز الأولى إلى عدة لغات، منها الإنجليزية والفرنسية واللاتينية، كما أن الفائزين يدخلون في حملة إعلامية كبيرة تروج لهم ولأعمالهم، والحقيقة أن ما يُميز جائزة البوكر إضافةً إلى كل ذلك هو الاعتراف الدولي بها من قِبل جميع المؤسسات الأدبية، فهي في الأصل كما ذكرنا تتبع جائزة البوكر البريطانية.

أبطال جائزة البوكر

منذ انطلاق جائزة البوكر عام 2007 ظفر بها تسعة روائيين، من أكثر من بلد عربي، منها مصر والعراق وفلسطين والسعودية والكويت وتونس من البلاد، لكن ثمة ثلاث أعمال، وثلاث كُتاب، حُفرت أعمالهم في عقول القراء قبل سجلات الجائزة، وهؤلاء الثلاثة هم المصري بهاء طاهر، والكويتي سعود السنعوسي، والفلسطيني ربعي المدهون.

بهاء طاهر، أول الفائزين

يُعد بهاء طاهر أول كاتب يفوز بلقب جائزة البوكر، وقد حصل عليه في دورتها الأولى عام 2007، وذلك بروايته الشهيرة واحة غروب، والتي تتحدث عن ضابط مصري يُدعى محمود متزوج من فتاة بريطانية تُسمى كاترين ينتقلون إلى واحة من أجل مهمة معينة، وقد تم تحويل هذه الرواية إلى عمل تلفزيوني من المحتمل خروجه إلى النور في رمضان 2017، إضافةً بالتأكيد إلى ترجمتها إلى أكثر من خمس لغات.

سعود السنعوسي، الكويتي الأول

يُعتبر سعود السنعوسي أول كاتب كويتي يفوز بلقب جائزة البوكر، حيث حصل عليه عام 2013 بروايته الشهيرة ساق البامبو، والتي تتحدث عن شاب فلبيني كويتي يبدأ رحلة البحث عن هويته، وقد قُوبلت هذه الرواية بترحاب كبير من قِبل النقاد بالرغم من كونها الرواية الثانية للكاتب الذي لم يكن متجاوزًا وقتها الثلاثين عام، وبالطبع تم ترجمتها إلى أكثر من لغة كما حُولت كذلك إلى عمل تلفزيوني يحمل نفس الاسم وعرض في رمضان 2016.

ربعي المدهون، رواية القضية

تُعد رواية مصائر للكاتب ربعي المدهون، والتي فازت بلقب جائزة البوكر عام 2016، واحدة من أكثر الروايات التي ناصرت القضية الفلسطينية، وقد حققت هذه الرواية نجاحات كبيرة بهذا الصدد حتى أنه قد تم ترجمتها إلى اللغة العبرية عقب فوزها بجائزة البوكر مباشرة، إضافةً بالطبع إلى الترجمة للغات الأخرى.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة + 17 =