تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » 5 طرق تظهر بها تقدير الأم في الأعياد و المناسبات المختلفة

5 طرق تظهر بها تقدير الأم في الأعياد و المناسبات المختلفة

تقدير الأم

تقدير الأم من الأمور الهامة جدًا خصوصًا إذا كنت تعيش مع والدتك في سعادة وتريد التعبير عن حبك وتقديرك لهذه السعادة التي تمنحها لك، لكن المشكلة الحقيقية أنك قد لا تعرف طريقتك المميزة التي يُمكن من خلالها التعبير عن هذا التقدير الكبير.

لا شك عزيزي القارئ أن تقدير الأم واحدة من الأمور الرائعة التي تُعبر عن إنسانيتك واعترافك بالجميل تجاه الشخص الأهم والأكثر استحقاقًا لهذا الاعتراف، فالأم غالبًا ما تمنحك كل ما لديك دون أن تنتظر أية مُقابل، هي أساسًا لا تنتظر كلمة شكر، فقط تُريد مساعدتك في أن تُصبح شخص أفضل تفتخر به، بيد أن هذا لا يمنع أبدًا في أنها تستحق منك ما هو أكثر من مجرد الحب، إنها تحتاج إلى التقدير، وهو يأتي من خلال عدة طرق بعض الناس يتغافلون عنها بصورة تامة، وإن كان ثمة هدف حقيقي للسطور القادمة فهو بالتأكيد الإشارة إلى دور الأم مع إظهار بعض الطرق التي يُمكن من خلالها فعلًا التعبير عن هذا التقدير، فهل أنتم مستعدون للقيام بهذا الأمر وإعطاء الأم جزء صغير جدًا مما تستحقه؟ حسنًا لنبدأ.

تقدير الأم

طبعًا هذا المجال لا يسمح أبدًا بالجلوس لوضع تعبير أو مُصطلح وتعريف لكلمة الأم، فهي كلمة بديهية الفهم تمامًا، حيث أنها تُعبر عن الشيء الأهم والأرقى في هذا الكون، لكن فيما يتعلق بعملية التقدير التي نتحدث عنها الآن فهي تعني ببساطة شديدة تعويض الأم ومنحها جزء من الاهتمام، وهو أمر قد لا يظهر من خلال الحديث فقط، وإنما يُمكن كذلك التعبير عنه من خلال بعض الهدايا والطرق، والواقع أن عملية التقدير التي نتحدث عنها غالبًا ما تأتي بصورة بديهية تمامًا، بمعنى أن الشخص لا يحتاج إلى موقف معين أو حدث تقوم به الأم حتى يبدأ في مجازاتها عليه من خلال التقدير، فقط مجرد وجودها في الحياة أمر يستحق التقدير بحد ذاته، كذلك الأنبياء والكتب السماوية كلها حضت على هذا الأمر ودعت إليه كثيرًا.

أيضًا فكرة تقدير الأم ليست فكرة حديثة أو مُبتكرة على الإطلاق، إذ أنه منذ قديم الأزل يسعى الناس إلى منح التقدير لأمهاتهم، أما فيما يتعلق بالطرق التي يحدث بها هذا التقدير فهي الشيء المختلف فعلًا، حيث أنه ثمة طرق تقليدية عتيقة وثمة طرق مبتكرة وحديثة، مع الوضع في الاعتبار بالتأكيد أن الأم نفسها لا تهتم أساسًا بنوعية التقدير وشكله، هي فقط تُريد أن تحظى بها مهما كانت الطرق، وكل هذا يقودنا في النهاية إلى شيء في غاية الأهمية، وهو التعرف على أكثر من طريقة يُمكن من خلالها إظهار هذا التقدير واختيار الطريقة الأنسب والأفضل.

طرق تقدير الأم

في البداية دعونا نتفق على أن فكرة تقدير الأم بالصورة المناسبة ليست حكرًا على الأعياد والمناسبات، بمعنى أنه من الممكن جدًا إظهار هذا التقدير في الأيام العادية وبأي شكل ممكن دون النظر في المناسبة أو الظرف الحالي، وعليه فإن الطريقة المُثلى لا تلتزم بوقت مثالي أيضًا، على العموم، من أهم الطرق المستخدمة في التقدير الهدايا.

تقديم هدية مناسبة

طبعًا الهدية هي الشيء الأهم والأكثر وقعًا في كل علاقة، سواء كانت علاقة أمومة أم علاقة حب، وفي حالتنا هذه فإننا نتحدث تقريبًا عن علاقة مختلطة تجمع الأمرين معًا، وهذا يعني أن الذهاب إلى الأم بهدية في عيد ميلادها أو أي مناسبة أخرى تكون الأم جزءًا منها يُعد من أهم أشكال التقدير، وبالطبع الهدايا التي يتم تقديمها إلى الأم غالبًا ما لا تكون هدايا تقليدية، بمعنى أنها قد تكون مصحف أو لباس بأي شكل تفضله الأم أو مُصلية أو خاتم من الذهب أو مسك أو أي شيء آخر يُمكن إدخاله في هيئة عينية تكون غير مُكلفة، أو دعونا نُفصل الأمر أكثر ونقول إنها يجب أن تكون على قدر حالتك المادية، فالأم أساسًا لن تكون سعيدة عندما تنفق مالًا كثيرًا على هدية لها، فكل ما تريده هو سعادتك ومجرد تذكرك لها.

طريقة تقديم الهدية كذلك يجب ألا تكون طريقة تقليدية، فحتى ولو كانت الهدية شيء بسيط جدًا وبمبلغ صغير للغاية فإن شكل تقديمها والمفاجأة التي تتوقعها الأم عند التقديم تجعلك تهتم كثيرًا بالتقديم، كأن تقوم بتغليف الهدية بشكل مناسب أو مثلًا تضع بعض المسك المميز عليها أو تكتب ورقة بإهداء أو تُبدع في شكل التقديم وجعله غير مُتوقع، كل هذا في النهاية يُحقق لنا معادلة تقديم الهدية في صورة مميزة ورائعة.

الهدية في صورة كلمات

لا نزال مع تقدير الأم والذي اتفقنا أنه وارد جدًا التحقق بأكثر من صورة، والطريقة التي سنتناولها الآن هي الكلمات، فالكلمات كما تعرف عزيزي القارئ هي المحفز الأول والرئيسي، بوسع الإنسان الموت بسبب الكلمات وبوسعه كذلك البقاء على قيد الحياة بفعل الكلمات، وببساطة شديدة فإنك سوف تستخدم الكلمات الصحيحة فقط في الموضع الصحيح، فقد اتفقنا قبل قليل أن الأم لا تطمع أبدًا في ابنها وبوسعها أن تعيش طوال حياتها من أجل خدمته، وقد تفعل كل ذلك لمجرد بسمة بسيطة أو حتى كلمة جميلة، وهنا يأتي دورك، فمثلًا في الأعياد تتذكرها بكلمة وعندما تُقدم لك أي شيء حتى ولو كان كوب ماء فإنه بمقدورك أيضًا منحها تلك الكلمة، وليس هناك أية مانع من أن تكون الكلمة بها الكثير من المبالغة، كأن تقول لها مثلًا أنتِ أجمل أم في الدنيا حتى لو لم تكن كذلك أو تقول أنتِ أكثر أم ذكاءً، وهكذا.

الكلمات لا تكون شكر فقط، فقد تكون قصيدة أو خاطرة عن الأم، فما أجمل أن تأتي في عيد الأم مثلًا لتُخبر والدتك بأنك لن تُعطيها هدية عينية اليوم وإنما ستقوم بنسج قصيدة فيها أو كتابة بعض الكلمات في لوحة وإهدائها تلك اللوحة، فكل ما نتحدث عنه الآن مجرد أشياء بسيطة، أو هكذا تبدو بالنسبة لك، لكن بالنسبة للأم فقد قمت لتوك بواحدة من الأشياء المُبهرة، جرب هذه الطريقة ولن تندم بكل تأكيد.

الهدية في صورة نزهة

الطريقة الثالثة من طرق تقديم الأم، وهي الطريقة التي ربما أصبحت الأكثر استخدامًا في الوقت الحالي، هي طريقة النزاهة، أو تحديدًا تقدير الأم في صورة نزهة، وهذا يتم من خلال الذهاب إلى الأم واصطحابها في نزهة تمامًا مثلما تفعل مع زوجتك أو حبيبتك، فليس هناك أدنى شك من كون والدتك لن تكون أقل على الإطلاق من أي شخص آخر لديك تحبه وتهتم به وتدرك يقينًا أن تلك النزهة سوف تجعله سعيدًا، وبالطبع ثمة ترشيحات كثيرة للأماكن لكن هنا نحن لا تشغلنا ماهية المكان أو حتى قيمته المادية أو التكاليف التي ستتحملها خلاله بقدر ما تشغلنا فكرة النزهة نفسها وتأثيرها على معنويات الأم، إذ أن هذه الطريقة قد تم تجريبها أكثر من مرة وأثبتت نجاحًا كبيرًا وأنها أوقع في نفسية الأم وتجعلها أكثر رضاءً، لذلك لا تتغافل عنها.

الهدية في صورة عمرة

الطريقة الرابعة ضمن طرق تقدير الأم والتي يُمكن وصفها بالطريقة الحديثة نسبيًا هي طريقة العمرة أو الحج، وهنا نحن بالتأكيد نتحدث عن الأم ذات الخلفية الدينية الإسلامية، وبما أننا نوجه مقالنا للوطن العربي فهذا ربما يكون الوضع الغالب، وليس هناك مسلم على وجه الأرض لا يحلم بالقيام برحلة حج أو عمرة، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ قدر السعادة الذي يُمكنك إدخاله على والدتك في اللحظة التي تدخل فيها إليها وأنت تحمل بيدك تأشيرة الحج أو العمرة الخاصة بها، صحيح أن هذه الطريقة قد تكون الأكثر كلفة لكنها في نفس الوقت الأكثر قيمة، فقد السعادة بعدها يكون كبيرًا جدًا، لذا إذا كنت تمتلك فعلًا القدرة على القيام بذلك وتريد تقدير أمك بصورة مثالية فإن هذه الطريقة هي الأفضل والأنسب.

الهدية في زيارة عائلية

الطريقة الخامسة والأخيرة ضمن طرق تقدير الأم هي طريقة مستخدمة بكثرة حاليًا وخصوصًا من الأبناء الذين تزوجوا وتركوا أمهاتهم بعد أن أصبح لهم حياتهم وبيوتهم الخاصة، والفكرة ببساطة تقوم على إجراء زيارة عائلية كبيرة إلى الأم في وقت الأحداث الهامة والمناسبات، حيث أنك ستأخذ أطفالك وزوجتك وأشقائك حال تواجدهم ثم تذهبون جميعًا إلى والدتكم بصورة مفاجئة، هذا هو الأفضل، فالمفاجأة هنا تُمثل نصف الحدث، وهناك يُمكنكم القيام بوليمة أو طلب طعام جاهز أو أي شيء آخر، المهم في النهاية أن الأم ستسعد جدًا لمجرد تذكركم لها وتجمعكم من أجلها.

تقدير الأم في الإسلام

بعد أن ذكرنا أهم طرق تقدير الأم فنحن بالتأكيد سنكون في حاجة إلى المرور على بعض الدلائل والإثباتات التي تؤكد فكرة تقدير الأم هذه وتحض عليها، وتلك الوسائل والإثباتات دينية وشرعية في المقام الأول، وما دمنا نتحدث من هذه الزاوية فإن القرآن الكريم سيكون بالتأكيد هو اللبنة الأولى في هذا الإثبات.

تقدير الأم في القرآن الكريم

لطالما تحدث القرآن الكريم عن الوالدين وأهميتهم، لكن الحديث في مواضع كثيرة قد تركز بشكل رئيسي على الأم، حيث أن القرآن قد أمر بالإحسان إليها وتقديم كامل العون لها ورد جزء ولو بسيط مما قامت به تجاه أطفالها، وقد ذُكر ذلك الأمر صراحةً في أكثر من نص قرآني شهير، لذلك ليس هناك شك في أن القرآن يقف في صف تقدير الأم والإحسان إليها.

تقدير الأم في السنة النبوية

فيما يتعلق بالأحاديث النبوية فهي أيضًا ليس هناك أكثر منها فيما يتعلق بتقدير الأم ورعايتها والحفاظ عليها وإعطائها جزء ولو بسيط من حقها عليك، وربما هذا الأمر يتضح بشدة في الحديث النبوي الشهير الذي يتحدث عن الرجل الذي ذهب إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وطالبه بمعرفة أحق الناس بالطاعة والإحسان فأخبره النبي بما في معنى الحديث أن أحق الناس هي الأم، كما ردد ذلك ثلاث مرات قبل أن يذكر الأب مرة وحيدة، كما أن فكرة التقدير قد زُرعت في حديث آخر يقول فيه النبي الكريم أن الجنة أساسًا تكون تحت أقدام الأمهات، ولكم أن تتخيلوا أن مكان يحلم به الجميع يكون أساسًا متاح بعد المكوث تحت أقدام الأمهات، وهي كناية طبعًا عن الطاعة والامتثال للأمهات.

تقدير الأم لدى الصحابة والتابعين

الصحابة والتابعين أيضًا كان لهم دور كبير في التركيز على فكرة تقدير الأم وخروج ذلك التقدير على أفضل نحو ممكن، وقد ظهر ذلك الأمر جليًا في الحادثة الشهيرة المُتعلق بالصحابي الذي حمل والدته على كتفه وتنقل بها وذهب إلى الحج معها وهي على نفس الحالة، أيضًا التابعي الذي كان يمنع الطعام عن نفسه من أجل والدته، فهذه النماذج المذكورة وغيرها الكثير تدل في النهاية على أن تقدير الأم ليس مجرد كلمات رنانة تُقال، وإنما هي أفعال حض عليها الإسلام بأكثر من صورة.

ختامًا، عزيزي القارئ أنت بالتأكيد لست في حاجة على الإطلاق للقراءة كثيرًا عن تقدير الأم حتى تُصبح منجذبًا لهذا الأمر وراغبًا فيه، فكل شخص منا يمتلك أم مثالية تستحق التقدير بكل الأشكال المتاحة، ولهذا فإننا عندما تحدثنا في السطور الماضية عن هذا الموضوع فإننا فقط أردنا التعريف ببعض الطرق الجيدة التي قد تكون غائبة عن بعضكم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

إحدى عشر − أربعة =