تسعة اولاد
الرئيسية » دروس » هل الوحدة في المدرسة طبيعية وكيف يمكنك التعامل معها؟

هل الوحدة في المدرسة طبيعية وكيف يمكنك التعامل معها؟

الوحدة في المدرسة

عندما ننظر إلى أي مدرسة بالعالم سنجد فيها العديد من الأشخاص ذوي الصفات والشخصيات المختلفة، ومن ضمن هؤلاء يوجد من يعاني من الوحدة في المدرسة حيث نجده منعزل ومنطوي على نفسه مع ظهور بعض الآثار الجانبية الأخرى.

من بين الكثير من الأشكال والشخصيات التي ستقابلها في المدرسة ستجد الشخصية المنعزلة التي تعاني من الوحدة في المدرسة ، وهذا سيكون شخص منطوي وحيد لا يحب مجالسة الآخرين أو التحدث معهم، ولذلك كلما وجد أي نشاط عملي سيكون ذلك الشخص بعيدًا كل البعد عنه، فمثلًا لن يشارك في لعب كرة القدم في المدرسة، ولن يشارك في المجموعات الطلابية، ولن يلعب مع الأطفال في الوقت المخصص للعب والترفيه، وغيرها من الأشياء الأخرى التي لن نجدها في ذلك الشخص الذي يعاني من مشكلة الوحدة في المدرسة ، فللأسف الوحدة أمر غير طبيعي بالمرة ويجب على الآباء ضرورة الكشف على أبناءهم إذا ظهرت عليهم أعراض الوحدة سواء في المدرسة أو المنزل أو الشارع، ويتم معرفة ذلك عن طريق التحدث مع المدرسين في المدرسة حول نشاط الطفل وما يقوم به أمامهم، فإن وجدت المشكلة فيجب معالجتها في أسرع وقت قبل أن تتفاقم وتزداد خطورة، ونحن هنا سوف نتناول أسباب وأعراض هذه المشكلة مع توضيح كيفية التعامل معها، فلا تذهبوا بعيدًا.

أسباب ومظاهر الوحدة في المدرسة

بكل صراحة تعد الوحدة في المدرسة أمر غير طبيعي إطلاقًا ويجب معالجته في أسرع وقت حتى لا تستمر مع الطفل حتى الكبر، فالشخص الوحيد الذي يظل بمفرده أغلب الوقت ولا يحب مجالسة الناس وتكوين الصداقات هو شخص يعاني من بعض المشكلات النفسية، فمثلًا من الممكن أن تكون هذه الوحدة نابعة عن مشاكل عائلية يعاني منها الطفل حديثًا، حيث أنه قد يكون هناك على سبيل المثال خلاف بين الوالدين يتحمل نتائجه الأولاد، ومن الممكن أيضًا أن يكون هناك مرض نفسي أو مشكلة لدى الطفل تجعله يشعر بتلك الوحدة ولا يفضل التقرب من الأصدقاء، مثل مشكلة الاكتئاب التي تسيطر على مزاج الطفل فتجعله يعيش في حالة حزن وضيق نفسي شديد، فهنا لن يعاني الطفل من الوحدة في المدرسة فقط بل بالعديد من الآثار السلبية الأخرى.

أما عن مظاهر الوحدة في المدرسة فستكون بتجنب الحديث مع الزملاء في الفصل، فنجد الطفل يبعد عن الطلاب ولا يتقرب منهم أبدًا، هذا بجانب امتناعه عن المشاركة في الجماعات الطلابية والأعمال التطوعية، وأيضًا قد تؤثر هذه الوحدة على تجاوبه في الفصل مع المدرس، فحتى لو كان الطفل يعرف إجابة الأسئلة التي يسأل عنها المدرس فسوف نجده لا يقوم بالمشاركة بنفسه في الإجابة عنها، إلا لو قام المدرس بتوجيه السؤال له بشكل خاص فهنا لا يوجد أمامه مناص سوى الإجابة إن كان يعرفها، والكثير من المظاهر التي تدل على الوحدة في المدرسة ولكننا لن نستطيع الحديث عنها جميعًا حتى لو في رؤوس أقلام.

التعامل مع الوحدة المدرسية

بعدما عرفنا بالأعلى أن الوحدة في المدرسة هي أمر غير طبيعية ومشكلة يجب التعامل معها في أسرع وقت، وجب الحديث هنا عن الحل الأمثل والأفضل في التعامل مع مشكلة الوحدة في المدرسة ، والحل هو القضاء عليها وتكوين صداقات جديدة في المدرسة حتى لا تكون هناك وحدة من الأساس، فهذا الحل بكل تأكيد سوف يقضي على أساس تلك المشكلة ويجعل الطفل سعيد ويمارس حياته مع أصدقائه بصورة طبيعية وسليمة، ولكن تكوين صداقات جديدة للقضاء على الوحدة هو أمر ليس بالسهل كما هو في الوضعيات الطبيعية، بل هنا يتوجب على الطفل السير في ذلك الطريق وفق قواعد وخطوات معينة حتى تنجح العملية، وهنا يأتي دورنا في إعطاء النصائح والقواعد التي ستسير عليها في طريقك لتكوين صداقات جديدة في المدرسة، وأولى هذه النصائح هي تجهيز النفس بشكل كامل.

تجهيز النفس وإصلاح المشكلات

قبل أن نخوض تجربة تكوين صداقات جديدة حتى نقضي على الوحدة في المدرسة علينا أن نقوم بتصليح وتجهيز النفس حتى تصبح قادرة على التواصل مع الآخرين وكسب محبتهم، ففي الغالب تكون الشخصية الحقيقة للطفل متخفية وراء انعزاله وبعده عن التواصل مع الأشخاص الآخرين، لذا سيقوم أولًا بتجهيز وتكوين نفسه حيث أنه سيصبح أكثر جرأة وسيقضي على المشكلات والخصال السيئة التي يعاني منها، وأيضًا سيقوم برسم الشخصية التي يريدها لنفسه وبعدها سيسعى للوصول لتلك الشخصية الجيدة.

ولابد أيضًا من تنمية الثقة لدى الطفل سواء تنميتها بنفسه فقط أو بنفسه وأهله معًا، حيث أنه لابد أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الطفل وزملاءه الذين سيكونون صداقة فيما بينهما فيما بعد، ويتم زرع هذه الثقة عن طريق التحدث عن المشاعر الشخصية وبعض الأسرار أو الأمور العميقة بعض الشيء في علاقتهما، فكلما كانت الأمور بسيطة وقليلة الحواجز كلما كانت العلاقة بين الطفل وأصدقائه الجدد أكثر عمقًا وثقة، لذلك لابد من زرع الثقة في نفس الطفل حتى يتمكن من تكوين صداقات جديدة بصورة سريعة وسهلة.

المشاركة في الأنشطة والمجموعات

من المعروف لدى الجميع أنه ضد كلمة وحدة اجتماع ومشاركة لذلك لكي نتمكن من القضاء على الوحدة في المدرسة يتوجب على الطفل المشاركة في الأنشطة والانضمام إلى المجموعات التي تتناسب معه، فإذا ما أقيمت نشاطات أو فعاليات في المدرسة فلابد من المشاركة فيها لأنها ستعرفك على أصدقاء جدد حتى لو لم تكن تريد ذلك، فمثلًا إذا كان نشاط يدوي فسوف تكونون فريق للعمل معًا حتى تنجزوا النشاط اليدوي المطلوب منكم، وهذا ينطبق أيضًا على الرسم وما إلى ذلك من تلك الأنشطة الطلابية، فهي ذات جو مبهج ومختلف عن الجو الموجود في الفصل لأن الأخير بالطبع ذو جو جاد وخالي من الهرج والضحك، لذلك يجب استغلال مثل هذه الأنشطة التي لا تكرر كثيرًا حتى نخرج منها بأصدقاء يقضون على الوحدة والعزلة التي يعيش فيها الطفل.

وأيضًا يمكن للطفل المشاركة في المجموعات عن طريق الانضمام إلى المجموعة الطلابية التي يحبها ويحب أفرادها وأفكارهم، فالاهتمام المشترك بين الطلاب سيجعلهم يتقربون فيما بينهم وتصبح علاقتهم ببعض وطيدة وهذا بالطبع هو المطلوب، فتوطيد العلاقة سيؤدي حتمًا لتكوين صداقات جديدة ناجحة مائة بالمائة، لذلك يجب الاهتمام بمثل هذه الأمور حتى نقضي على الوحدة في المدرسة ونبدأ طور جديد في حياتنا وهو تكوين صداقات والتعايش معها بشكل جيد.

الظهور والمبادرة والتواصل

نأتي هنا للحديث عن خلطة سريعة ورائعة في القضاء على مشكلة الوحدة في المدرسة وهذه الخلطة تتكون من الظهور والمبادرة والتواصل، فالثلاثة أشياء مع بعضهم البعض سيتمكنون من حل مشكلتنا والقضاء عليها بكل تأكيد، أما عن الظهور فهو بداية كل شيء وخاصة الصداقة فلكي تتم أو تنجح أي علاقة جديدة لابد من الظهور بشكل كبير من قبل الشخص الذي يرغب في ذلك، فكلما سنحت لك الفرصة فسارع بالخروج من المنزل والظهور بين الناس حتى تكون صداقاتك الجديدة، فلا تكتفي بالمدرسة فقط بل أخرج للحفلات والنشاطات الخارجية والتمارين الرياضية وما إلى ذلك.

بعد ذلك لدينا المبادرة فيجب على الطفل أن يبادر في التعرف على الناس وتكوين الصدقات الجديدة، فبالطبع إن كنت تنوي القضاء على الوحدة في المدرسة فيتوجب عليك أن تبادر بالتعرف على أشخاص جدد، ولا تنتظر منهم أن يقوموا بهذا الأمر لأنهم في الغالب يكونون صداقات أخرى ولا يعانون من نفس المشكلة وهي الوحدة، لذلك فستنضم إلى الطلاب وتتفاعل معهم حتى تتعرف عليهم واحدًا تلو الأخر وتقرر الاستمرار فيمن تعجبك شخصيته من بينهم، أما عن التواصل فهنا لن يكون مقتصرًا على المدرسة وداخلها فقط، بل سيكون خارج المدرسة حيث ستتواصل مع أصدقائك الجدد على الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي وهكذا، فذلك سوف يعزز الثقة فيما بينك وبين أصدقائك الجدد وبالتالي تصبح علاقة عميقة إلى أقصى حد.

الكاتب: أحمد حمد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

تسعة + ستة عشر =