تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » تعرف على فوائد التواصل الاجتماعي الإلكتروني الكثيرة

تعرف على فوائد التواصل الاجتماعي الإلكتروني الكثيرة

التواصل الاجتماعي الإلكتروني

التواصل الاجتماعي الإلكتروني ظاهرة جديدة برزت في بداية الألفية الثالثة، وقد أدت تلك الظاهرة إلى إحداث حالة من الانفتاح بالإضافة إلى بعض الفوائد الأخرى.

يُعتبر التواصل الاجتماعي الإلكتروني واحدة من الأشياء التي رُزق بها ذلك الكوكب المسكين مع مطلع الألفية الثالثة، فالعالم بعد الحربين العالميتين خلال القرن العشرين قرر أن ينغلق على نفسه، لم يعد التواصل موجودًا بين الناس وبدأت الدوائر تضيق بشكل يقول إن ثمة مشكلة حقيقية تُهدد الاستمرار، بات يقينًا أن الهدف الأسمى من وجود البشرية لم يعد يتحقق بالشكل المطلوب، أضف إلى ذلك حقيقة زيادة المشاغل وانشغال الناس عن بعضهم البعض، ولهذا كان من الطبيعي أن يتم السعي إلى إيجاد وسيلة يُمكن من خلالها حل تلك المشكلة التي بدت غير بسيطة بالمرة، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى التواصل الاجتماعي الذي يتم بصورة إلكترونية ويُمكن من خلاله تحقيق مكاسب مُقاربة للتواصل المادي الفعلي، عمومًا، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرف سويًا على أبرز طرق التواصل الاجتماعي الإلكتروني، وأيضًا الفوائد التي يُمكن حصدها من ذلك التواصل، فهل أنتم مستعدون لتلك الرحلة الشيقة داخل العالم الوهمي؟

التواصل الاجتماعي الإلكتروني

النصف الأول من ذلك المصطلح الذي نتحدث هو النصف المعروف لدى الجميع، إنه التواصل الاجتماعي الذي يحدث منذ تواجد الإنسان على الأرض وسيستمر حتى اليوم الأخير له بها، إنها سنة الحياة، فالناس يحتاجون إلى بعضهم، يحتاجون للتواصل كي يشعروا أنهم بخير وأنهم لا يعيشون على هذه الأرض بمفردهم، ولهذا فإنه من المنطقي أن يعرف الناس بذلك التواصل ويؤمنوا بأهمية وجوده، لكن النصف الثاني من المصطلح، والذي كما هو واضح وصف للنصف الأول، فهو ما نُريد حقًا التحدث عنه، ربما لأنه الشيء الجديد علينا.

التواصل الاجتماعي الإلكتروني يعني أن الناس سوف يتواصلون دون أن يكون هناك أي احتكاك جسدي، بل إن ذلك التواصل سوف يكون عن بُعد، إنه في الواقع اختزال للمسافات واللغات والأعراق والبلاد والديانات، وكل شيء يُمكن للتواصل الاجتماعي، الذي يتم إلكترونيًا، فعله، ببساطة، يُمكن القول إن حياة أخرى موازية للحياة التي نعيشها، لكن يا تُرى ما هي الوسائل التي تُمكننا فعلًا من تحقيق ذلك التواصل؟

وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني

قبل أن نتعرف على فوائد التواصل الاجتماعي الإلكتروني نحن بحاجة بالتأكيد إلى معرفة أهم الوسائل المُتاحة حاليًا بهذا الصدد، أو بمعنى أدق، أبرز الطرق التي تم استخدامها وأثبتت نجاحًا كبيرًا يجعلنا واثقين من أنه سوف يُسهم في تحقيق الفوائد التي سنذكرها، ولتكن البداية مثلًا مع الفيس بوك، الموقع الأزرق.

الفيس بوك، تواصل بلا حدود

إذا ما ذُكر التواصل الاجتماعي الذي يتم بصورة إلكترونية فليس من المسموح عقلًا التغاضي عن الفيس بوك بوصفه أحد أهم تلك الطرق في التواصل، فقد كانت البداية الحقيقية للفيس في عام 2005، ورغم ذلك تمكن خلال عشر سنوات من إثبات نجاحات هائلة، والحقيقة أن الفيس لم يكن الموقع الأول من حيث التاريخ بين مواقع التواصل، لكنه قد تمكن خلال فترة قصيرة من القفز فوق كل المواقع، وطبعًا لم يعد الأمر تواصلًا فقط، وإنما تواصل مصحوب بمكاسب مادية هائلة.

يُمكن الفيس بوك رواده من التواصل مع بعضهم من خلال خاصية الرسائل النصية، وفي الفترة الأخيرة تم تحديث تلك الخاصية وأصبحت تشمل كذلك التواصل الصوتي، وأيضًا يُمكن لأعضاء الموقع الأزرق أن يُعبروا عن آرائهم وتوجهاتهم بكل بساطة من خلال ما يُعرف بتحديث الحالة، وكذلك مشاركة الانتصارات والانكسارات والأفراح والأحزان، والأهم من ذلك أن الفيس يمنح خاصية المُشاركة وتقديم الواجب الاجتماعي في تلك المناسبات، وبهذا يكون الموقع قد نجح في تحقيق التواصل بأفضل صورة ممكنة له، هذا بالطبع إذا تغاضينا عن المكاسب المادية التي أصبح البعض يُحققها من خلال استغلال الفيس في الأنشطة التُجارية المُختلفة.

تويتر، تغريدات صغيرة فعالة

أيضًا من ضمن مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني التي حققت طفرة كبيرة في الآونة الأخيرة موقع تويتر المعروف باللون السماوي، ذلك الموقع الذي يُتيح للمستخدمين له إبداء الآراء من خلال ما يُعرف بالتغريدات، تلك التي يُعبر من خلالها الأشخاص عن مواقفهم وتوجهاتهم وتفاعلهم عمومًا مع الأحداث الجارية حولهم، وأيضًا لم يكن تويتر موقعًا قديمًا، لكنه منذ ظهوره تمكن من جذب المشتركين له حتى أصبح أشبه بالهوس بالنسبة لهم.

المشاهير والمُثقفين والنُخبة، كل هؤلاء ستجدهم داخل ذلك الموقع السماوي، وطبعًا هناك حادثة شهيرة وقعت في الانتخابات الأمريكية قبل الأخيرة عندما اكتُشف وجود مُتابعين وهميين للرئيس أوباما، مما أدى بالتبعية إلى تضاؤل شعبيته، ومن هذا يتضح أهمية تويتر وقدرته على التأثير في الناس وعلى آرائهم وتوجهاتهم كذلك، أما المُشتركين العاديين فهم يشعرون حقًا أثناء وجودهم في تويتر أن كلمتهم بات لها ثقل مسموع، من أجل كل ذلك ارتقى تويتر للمرتبة الأولى.

واتس أب، موقع المُحادثات الأول

إذا كان غرضك من التواصل الاجتماعي الإلكتروني هو فقط امتلاك طريقة يُمكن من خلالها إجراء المُحادثات بكل نجاح وسرعة فإن موقع واتس أب بلا شك سوف يكون الخيار الأول والأمثل لك، فهو يمتلك خاصية المحادثة بدرجة فائقة، كما يُمكن من خلاله إجراء المحادثات الكتابية والصوتية على حدٍ سواء، والميزة الأهم أنه يقبل بأقل استخدام ممكن من الإنترنت، مما سيُسهم في حل مشكلة شبكة الإنترنت الضعيفة الموجودة غالبًا، ولهذا نجده ببساطة صاحب المرتبة الثالثة في مواقع التواصل، كما أنه قادر على التقدم بالترتيب في الفترة المقبلة.

المدونات، يوتيوب، البريد الإلكتروني، طرق أخرى للتواصل

كما ذكرنا، في المراتب الأولى يقع الفيس بوك وتويتر والواتس أب ضمن مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني التي لا يُمكن مجابهتها، لكن بالطبع ليست هذه كل الطرق، وإنما ثمة أشياء أخرى قد تقل أهمية وتأثيرًا لكنها تظل ذات أهمية وتأثير، ومن ضمن هذه الأشياء مثلًا موقع يوتيوب، وهو المُختص برفع الفيديوهات وتحميلها، والحقيقة أن ذلك الموقع بالرغم من أقدميته إلا أن تواصله محدود، فامتلاك الكلمة أبسط بكثير من امتلاك الفيديو، هذا على الرغم من أن الفيديو في الأساس يُعتبر طريقة أسهل في الشرح والتواصل، عمومًا، يتواجد يوتيوب على خارطة مواقع التواصل بتأثير محدود محسوب.

بالنسبة للمدونات فهي تُعتبر من طرق التواصل المتوسطة، فلا هي قديمة ولا هي حديثة، لكن في وقت من الأوقات كانت الملاذ الأخير لمن يُريد التواصل مع الآخرين إلكترونيًا، وطبعًا كانت تقف بجوارها المُنتديات التي تمتلك نفس التأثير، ثم بعد ذلك بدأ العالم يعرف الفيس بوك وتويتر مما أدى إلى اختفاء تلك الأساليب، تمامًا مثلما هو الحال مع البريد الإلكتروني، والذي يُعتبر أقدم طريقة في التواصل الاجتماعي بصورة إلكترونية، لكنه كذلك تضاءل استخدامه منذ فترة.

فوائد التواصل الاجتماعي الإلكتروني

نأتي للمرحلة الأهم، وهي تلك التي تتعلق بالفوائد الوارد الحصول عليها بعد القيام بالتواصل عن طريق المواقع الإلكترونية، والحقيقة أننا لا نقول هنا مجرد احتمالات وتكهنات، وإنما نتائج أدت إليها الأبحاث والدراسات التي أُجريت على المُستخدمين بالفعل لتلك المواقع، وعلى رأس تلك الفوائد مثلًا خلق عالم تواصلي جديد.

خلق عالم تواصلي جديد

عندما نُفكر في الأمر سنجد أن ظروف الحياة المُختلفة سوف تضطرنا إلى الاحتكاك ببعض مصادر التواصل الاجتماعي التي ستجعلنا بالتبعية قادرين على التعرف على فئات جديدة في نطاق معين، فسوف يكون لديك أصدقاء المنزل وأصدقاء المدرسة وأصدقاء العمل، هؤلاء هم العالم الذي سوف تتواصل معه اجتماعيًا، ومن النادر جدًا أن تحصل على فرصة التواصل مع عالم آخر، لكن التواصل الاجتماعي الإلكتروني يفعل لك ذلك الأمر.

عند التواصل إلكترونيًا سوف يكون بإمكانك التواصل مع أشخاص ربما لم تكن الحياة الواقعية ستسمح لك بالتواصل معهم في يومٍ من الأيام، سوف تتواصل مع أشخاص خارج نطاق تحرك وربما سيُمكنك التواصل مع أشخاص خارج بلدك أو ربما القرية التي تعيش به، إنه نوع من أنواع الانفتاح بكل تأكيد، وهو أهم شيء سوف ترغب في الحصول عليه من شيء هام كمواقع التواصل الاجتماعي.

تحقيق مبدأ الألفة والحب

عادةً ما تكون مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني طريقًا لزرع المودة والألفة والحب بين الناس، وطبعًا هذا الأمر ليس عبثًا، فمثلًا حساب الفيس بوك يجعل المشتركين به يعرفون مواعيد أعياد ميلاد الأصدقاء معهم، بل ويُذكرهم في كل مناسبة بإرسال برقية تهنئة نصية، وكذلك في حالات الزواج والخطبة والنجاح، وعلى الجانب الآخر، إذا كان ثمة حدث مأسوي حزين فإن موقع التواصل الاجتماعي سوف تُعلمه للجميع وبالتالي يلقى الشخص المُتضرر بعضًا من المساندة، حيث سيشعر حقًا أن ثمة من يهتم به ويُشاطره أحزان، في حين أن العالم الحقيقي ربما لن يُمكنك من الانتباه أصلًا لمثل هذه الأمور، أرأيتم كيف أن الأمر مُختلف؟

كسب الخبرات وتعلم الثقافات

أيضًا من ضمن فوائد التواصل الاجتماعي الإلكتروني أنك سوف تكون قادرًا على كسب المزيد من الخبرات الحياتية التي ربما لم تكن لتكسبها طوال حياتك في العالم الواقعي، أو على الأقل كنت لتأخذ وقتًا طويلًا من أجل كسبها، فعندما يكون لديك موقع تواصل اجتماعي سيكون من الوارد جدًا أن يتواجد به الكثير والكثير من الأصدقاء، وبالتالي سوف تأخذ من خبرات وتجارب الجميع، أما الثقافات فهي أمر مفروغ منها، حيث أنك ستعرف طريقة تفكير كل فئة وكيفية تعاملها مع القضايا الراهنة، ببساطة، سوف يمنحك حساب التواصل الاجتماعي تأشيرة لعالم أكثر نضجًا في الغالب من عالمك.

هوية شخصية ثانية

كل شخص يمتلك هوية شخصية أو بطاقة إثبات هوية على وجه التحديد، تلك البطاقة هي هويتك الأولى المُعتد بها في العالم الأصلي، أما العالم الإلكتروني فإنه يحتاج منك امتلاك حساب على مواقع التواصل تكون معلوماتك مُسجلة به، إضافة إلى أنه سوف يحمل أفكارك وتوجهاتك وانطباعاتك عن بعض المسائل التي تشغل المجتمع، وبهذا سوف يكون أشبه بهوية ثانية لك، لكن تلك الهوية لن تكون متعلقة فقط بالمعلومات الورقية الموجودة في بطاقة هويتك الأولى، وإنما كذلك سوف تحمل هوية لعقلك وكيفية استخدامك له في التفكير.

التعبير عن الرأي بحرية مطلقة

في العالم الحقيقي قد لا يُمكنك التعبير عن رأيك أو إبداءه في مسألة سياسية على سبيل المثال لأن ذلك سوف يُعرضك لبعض المُضايقات، أيضًا إذا كنت لا تمتلك لسانًا مُنطلقًا فلن تتمكن من مجاراة الأوضاع هناك، ولهذا نجد مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني تُمثل الحل الأمثل لهذه المُشكلة لأنها تجعلنا نُعبر عن الرأي بكل حرية دون خوف من اعتقال أو تهديد، كما أن الشخص الذي يمتلك لسانًا غير مُحدث سوف يتمكن من مجاراة الأمر من خلال الكتابة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

16 + 11 =