تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » أفلام المستقبل : أفلام سافرت عبر الزمن وكشفت ستار المستقبل

أفلام المستقبل : أفلام سافرت عبر الزمن وكشفت ستار المستقبل

أفلام المستقبل

أفلام المستقبل هي تلك الأفلام التي تُنتج حاليًا لكن أحداثها وموضوعها يكون متعلقًا بصورة أكبر بالمستقبل، وهذا بالطبع يمنحها مذاقًا خاص عند المشاهدة.

مما لا شك فيه أن أفلام المستقبل تُعتبر أحد أكبر الإنتاجات السينمائية طلبًا من المشاهدين، فالناس يعرفون ما يجري معهم الآن، ويعرفون كذلك معظم ما جرى معهم في الماضي، أو بإمكانهم معرفته في أي وقت يُريدونه، لكن ما لا يعرفونه غالبًا هو ما سيحدث لهم وللأجيال القادمة في المستقبل، فهو أمر غامض بعض الشيء، وعلى الرغم من أن ما يدور في تلك الأفلام التي تتحدث عن المستقبل يكون خياليًا مئة بالمئة إلا أنه يُرضى المشاهدين بشكلٍ كبير ويمنحهم ما يحتاجون معرفته، فعادةً ما يبدو المستقبل على أنه جنة الأرض، وأن كل شيء سوف يتحول إلى الأفضل، وعادةً ما يكون العكس، لكنه في النهاية لا يخرج عن أشياء متوقعة يقودنا إليها ما يحدث حاليًا، عمومًا، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرف سويًا على أبرز أفلام المُستقبل التي أُنتجت طوال السنوات الماضية مع بعض اللمحات حول ما يُمكن تحقيقه من الأشياء الخيالية المذكورة في هذه الأفلام، فهل أنتم مستعدون الآن لتسلق آلة الزمن معنا وبدء تلك الرحلة؟

أفلام المستقبل

في البداية يجب أن نعرف بأننا عندما نتحدث عن أفلام المستقبل فسوف نتناول نوعين هامين، النوع الأول هو ذلك الذي يتعلق بالأفلام التي تتحدث عن المستقبل البعيد الذي سيكون حاضرًا ربما بعد مئات السنين، أما النوع الثاني فهو المتعلق بالأفلام التي أُنتجت قبل فترة قصيرة وتنبأت بأشياء حدثت أو تحدث حاليًا، فهذا النوعان يجمعهما شيء واحد، وهو أنه لحظة تصويرهما لم يكن ما يدور داخل الفيلم واقعًا في الحقيقة، ولتكن البداية مع فيلم من النوع الأول، فيلم مُختلفة.

Insurgent… عن العالم المنفصل المخدوع

الفيلم الأول في النوع الأول من أفلام المستقبل هو فيلم “مختلفة”، أو سلسلة مختلفة إذا أردنا التدقيق، فقد أُنتج من هذه السلسلة فيلمين، لكنهما في الأصل يُكملان بعضهما وليسا منفصلين، ولهذا يُمكننا معاملتهما على أنهما كيان واحد، عمومًا، يدور ذلك الفيلم في المستقبل البعيد جدًا، فبعد أن ينتهي العالم وتحدث به الكثير من الكوارث يُصبح على البشر الانقسام إلى خمس فئات رئيسية، كل فئة تختص بشيء مُعين وتعيش تحت لواءه وتفني نفسها في حمايته، وتستمر أحداث الفيلم حتى تظهر بطلتنا الشقراء المتمردة على ذلك النظام كريس.

تخوض كريس حربًا مع الفئات من أجل ظلمها لكل من هم خارج ذلك التصنيف، لكن المفاجأة الحقيقية تحدث مع نهاية الفيلم، حيث نكتشف أن كل هذا مجرد تجربة تم وضع فيه ملايين البشر، وأن هذا العالم مُصطنع ووهمي بينما العالم الخارجي يُشاهد من بعيد بترقب كل ما يجري داخل ذلك العالم، عمومًا، الفيلم تنبأ بشكل العالم في المستقبل، وما الذي سيحدث لنا عندما نفقد وحدتنا ونتجه إلى تقسيم أنفسنا لفئات حسب قدراتنا ونتغافل عن الضعفاء والفقراء.

عداء المتاهة، عن الدمار والأمل والخلاص

هذا الفيلم أيضًا يتبع نوع أفلام المستقبل التي تتحدث عن الزمن البعيد جدًا، ففي هذا الفيلم الذي صدر في عام 2014 نرى شاب صغير يستيقظ فيجد نفسه في صندوق، ذلك الصندوق يصل إلى مكان مُغلق ومُحاط بأسوار عالية لا يُمكن تجاوزها، بينما في ذلك المكان ثمة الكثير من الشبان الذي يُتضح فيما بعد أنهم قد جاؤوا بنفس الطريقة التي جاء بها الشاب، ثم مع الوقت يتضح أن العالم الخارجي قد تم تدميره بالقنابل النووية ولذلك قام بعض العلماء بابتكار تلك المتاهة من أجل حفظ بعض الشباب الذين بإمكانهم تخليص العالم فيما بعد.

الفيلم جاء على ثلاثة أجزاء، تم عرض الجزأين الأول والثاني وبانتظار عرض الثالث مطلع العام المقبل، لكن كما هو واضح فإن الفيلم يُحذر مرة أخرى من المستقبل ويقول بأن الاستخدام النووي سيقودنا في النهاية إلى باب مُغلق، هذا إذا لم يقودنا إلى الفناء المحتوم، كما أن الفيلم يُشير إلى أن الشباب هم الذين يصنعون الفارق في كل زمانٍ ومكان، وأنه يجب الاهتمام بهم وإسداء كل الخدمات التي يحتاجونها من أجل تولي دورهم الطبيعي في قيادة العالم.

الوجه المخلوع، فيلم يتنبأ بالمستقبل الطبي

مع النوع الثاني من أفلام المستقبل ستكون بدايتنا مع فيلم الوجه المخلوع الذي تم إنتاجه في نهاية عام 1997، أي قبل حوالي عشرين سنة من الآن، وقد كان ذلك الفيلم يتحدث ببساطة عن عمليات زرعة وتبديل الأعضاء البشرية، لكنه قد تطرق عقلًا إلى جزء من الجسم كان من المستحيل عقلًا تبديله من جسم إلى آخر، وهو الوجه، لكن اليوم، ونحن في العام 2017، تم الإعلان عن عملية تستهدف نقل وجه كامل مثلما حدث بالفيلم، وهنا يكمن التنبؤ الذي نتحدث عنه، تنبؤ تحقق بعد أكثر من عشرين سنة.

الفيلم كان يحكي عن شُرطي ولص، اللص يقوم بالعملية ويأخذ وجه الشرطي ثم يعيش حياته وتدور الأحداث حتى تعود الأمور في النهاية إلى نصابها، لكن ما يعنينا أن ذلك الأمر كان في ذلك الوقت يُعد ضربًا من الخيال العلمي، لكن الآن، إذا شاهدنا فيلمًا يتحدث عن نفس القصة، فلن نستطيع أبدًا الزعم بأنه فيلم خيالي، بل سنعتبره واقعي إلى أبعد حد ممكن.

 فيديودروم، كيف بدأ اليوتيوب؟

ثمة فيلم عالمي شهير يُدعى فيديودروم يتحدث عن شخص يقوم بتأسيس مكان على شبكة الإنترنت يقوم بتجميع كافة الفيديوهات عليها، إلى هنا سيبدو الأمر طبيعيًا وسيكون بإمكانك الآن أن تصرخ قائلًا أين الخيال العلمي في ذلك؟ نحن نتحدث عن اليوتيوب، جميل، لكن هل تعرف متى تم إنتاج ذلك الفيلم؟ تقريبًا أربعة عقود، وتحديدًا 1983، ولكيلا تُكثر التفكير في الأمر فإن هذا الوقت لم يكن شاهدًا على وجود اليوتيوب أو الإنترنت أصلًا بالشكل الذي يتواجد عليه الآن، كان مجرد فيلم خيال علمي، لكن ذلك العلمي قد نجح في زحزحة العالم ودفعه إلى تنفيذ الفكرة التي اقترحها، والتي كانت وقت عرضها ضرب من الجنون ثم باتت الآن واقع نعيشه، ومن لا يعرف اليوتيوب؟

سوبر ماريو بروس، الفيلم الكارثي

صدر هذا الفيلم في عام 1993، وكان ضمن تصنيف أفلام المستقبل الجيدة بالرغم من كونه فيلم هزلي كوميدي، لكنه كان يحمل بداخله قنبلة وكارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معان، فقد كانت بداية الفيلم مشهد لاصطدام طائرة وتحطم برج التجارة العالمي، أجل كما سمعتم تمامًا، لقد كان التنبؤ بسقوط ذلك البرج العملاق سابقًا أوانه بثمانية سنوات تقريبًا، وعلى الرغم من أن الفيلم قد مر مرور الكرام إلا أن الناس مؤخرًا بدؤوا يتشككون في الأمر ويرجعونه إلى أسباب أخرى غير طبيعية، كما أن مجموعة أخرى من المتخصصين بدؤوا في التفرغ لأمر واحد فقط، وهو متابعة كافة الأفلام القديمة ومقارنة الأحداث الموجودة بها بتلك الأحداث التي تحدث وحدثت قبل وقت قصير، والغريب أن هؤلاء يكتشفون كوارث كل يوم وحوادث مجنونة لم يكن أحد يتوقع أنها موجودة.

نت، فيلم عن التقدم الوظيفي

أيضًا من ضمن أفلام المستقبل التي كان لها نظرة ثاقبة ومؤثرة فيلم نت الذي صدر عام 1995، وهو وقت كان الإنترنت فيه موجودًا لكن ليس بالصورة التي قد يتخيلها البعض الآن، لكن، وللغرابة الشديدة، ظهر بطل الفيلم خلال أحداثها وهو يطلب طعام من أحد المطاعم بصورة إلكترونية، وهي صيحة جديدة لم تكن موجودة من قبل، وصدقوا أو لا تصدقوا، لقد أُعجب أصحاب محلات الأطعمة بفكرة الفيلم وتم إضافة خدمة طلب الأطعمة عبر الإنترنت!

روبوكوب، عن الذكاء الاصطناعي المحتمل

قبل ثلاثة عقود، وتحديدًا في عام 1987، تم إنتاج فيلم يحمل اسم روبوكوب، وقد كان ذلك الفيلم يتحدث ببساطة عن قيام بعض الأشخاص بتطوير أجهزة من المعادن حتى تتحول في النهاية إلى إنسان آلي يحمل بخدمة الذكاء الاصطناعي، حيث سيكون بإمكانه خدمة الإنسان والقيام بكل ما يتم برمجته من أجل القيام به، وطبعًا فكرة كهذه في ذلك التوقيت كانت مجرد فكرة خيالية بحتة لا تعرف الحقيقة من قريبٍ أو بعيد، لكن، بمرور الأيام والسنوات، بدأ كل شيء يتغير تمامًا.

قبل عدة أشهر ظهر في اليابان الإنسان الآلي الذي تنبأ به الفيلم، كما أنه من المتوقع أن يتم تعميم ذلك الاختراع في نصف العالم خلال عشر سنوات قادمة، بل قبل ذلك تم إصدار شيء قريب من ذلك الأمر، كالأجزاء الاصطناعية مثلًا التي تُعطى للأشخاص الذين يفقدون بعض أجزاءهم الطبيعية، فهؤلاء بات بإمكانهم الآن الحصول على أجزاء صناعية تقوم بنفس المهام التي كانت تقوم بها الطبيعية، وهو أمر مُذهل بكل تأكيد.

Total Recall 1990، من أين جاءت الفكرة؟

طبعًا جميعنا يعرف أنه ثمة نوع شهير وحديث من أنواع السيارات قد ظهر خلال السنوات الخمس الأخيرة ويمتاز بقيامه بالقيادة الذاتية، بمعنى أدق هو لا يحتاج إلى سائق، وإنما فقط برنامج يتم ضبطه على الطريق ثم يتم تركه ليذهب بك إلى حيث حددت، لكن في الحقيقة أننا عندما نتحدث عن أمر يحدث هذه الأيام ونقول أنه قد ظهر على الشاشة قبل أكثر من ثلاثة عقود في فيلم خيال علمي فسوف يبدو الأمر بالتأكيد وكأنه ضرب من الجنون، حيث أنه من المعروف عن أفلام الخيال العلمي القديمة أنها أكثر نضجًا وذكاءً من تلك الحديثة وتمتلك أفكارًا أكثر اتقادًا، ويبدو أن هذا هو ما حدث بالضبط في ذلك الفيلم، والذي بالمناسبة لم يذكر أي تفصيله تتعلق بالمستقبل سوى هذه، وسبحان الله تحققت!

كيف يبدو المُستقبل؟

بعد ما ذكرنا من أفلام تحدثت عن المستقبل ومنحته بعض التوقعات فقد بات بإمكاننا الآن الجزم بأن المستقبل لن يخرج عن أمرين، فإما أن يكون جيدًا وجنة فعلًا كما تُصوره بعض الأفلام، وإما أن يكون قطعة من الجحيم كما تُصوره مجموعة أخرى من الأفلام أيضًا، في النهاية سنجد أنفسنا بين أمرين لا ثالث لهما، والحقيقة أنه مع تحقيق الاحتمال الأول سوف تكون هناك أشياء قابلة للتحقق بشدة، مثل أجهزة الذكاء الاصطناعي التي ستعمل على خدمة البشر، وأيضًا شكل الكوكب الذي سيكون أكثر تنظيمًا ورقيًا مما هو عليه الآن، أما في حالة تحقق العكس فإننا بلا شك سوف نُعاني الأمرين، فأجل يُمكن لتلك الكوارث الحدوث، والكثير من المؤشرات حاليًا تؤكد أنها تقترب جدًا من التحقق، وطبعًا كلنا نعرف بمشاكل البيئة ونقص المياه واقتراب الفضائيين من غزو الأرض، كل هذا وارد الحدوث، لكن هل سيحدث؟ الله أعلى وأعلم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

17 + تسعة عشر =