تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » أخطر المواد الكيميائية : ماذا تعرف عن أخطر عشر مواد كيميائية؟

أخطر المواد الكيميائية : ماذا تعرف عن أخطر عشر مواد كيميائية؟

أخطر المواد الكيميائية

تعتبر أخطر المواد الكيميائية سلاحًا ذا حدين، حيث يمكن للعلم الحديث تسخيرها في خدمة البشرية بصورة مذهلة، كما يمكن –على نقيض ذلك- استخدامها في تدمير البشرية وتشويه المخلوقات.

إن أخطر المواد الكيميائية جزء من حياتنا اليومية، ليس هذا الأمر غريبا؛ فإن معظم المنتجات التي نستخدمها في استهلاكنا اليومي تحتوي على مركبات كيميائية خطيرة سواء في إنتاجها أو معالجتها، وإذا زادت نسبة استهلاك البشر منها عن النسبة المقررة والآمنة حدثت الكارثة التي قد تودي بحياة الكثيرين منا، وكلما قطع الإنسان شوطا في مدنيته وتحضره كانت حاجته إلى الاعتماد على تلك المواد الكيميائية أكبر؛ حيث تُستخدم على نطاق واسع في العصر الحديث في كثير من المجالات الصناعية أو الزراعية أو الطبية وغير ذلك، وتُنفق الشركات الصناعية مبالغ طائلة للحصول على تلك المواد الكيميائية، وما يُنفَق على تخزينها يفوق ذلك بكثير؛ لأنها تعتبر أسلحة فتاكة، ويتناول هذا المقال المواد الكيميائية المتفجرة، وأخطر عنصر كيميائي، وكذلك أخطر عشر مواد كيميائية عرفها العالم.

طبيعة المواد الكيميائية المتفجرة

تتكون أخطر المواد الكيميائية المتفجرة عادة كغيرها من باقي المواد المتفجرة من خليط أو مركب من مادتين كيميائيتين أو أكثر، يمكنه التحول إلى غازات وحرارة عالية وضغط عالٍ في زمن قصير جدا تحت تأثير عوامل خارجية؛ مما يسبب تدميرا تُقاس قدرته بحسب كمية المادة وظروف التفاعل، وتنقسم المواد الكيميائية المتفجرة إلى ثلاثة أقسام أساسية من حيث قدرتها على التدمير والانفجار:

مواد ذاتية الانفجار

وهذه المواد تعد أخطر المواد الكيميائية على الإطلاق؛ وذلك بسبب قدرتها الذاتية على التدمير والتخريب المباشر، ومنها ما هو شديد الفاعلية والخطورة مثل: RDX، C4 الذي يتكون من أربعة مركبات خطيرة، C3، تترايل، وهذه المواد تستخدم بصورة أساسية في تصنيع الصواعق والألغام والقنابل. ومنها ما هو متوسط الخطورة والانفجار مثل: الديناميت، TNT، وهذا النوع من المتفجرات أكثر استخداما وشهرة في صناعة المتفجرات المختلفة. وهناك نوع ثالث أقل تأثيرًا وهو منخفض الانفجار، ويتكون عادة من مركبات الأملاح، وأشهرها خليط ANFO.

مواد محرضة على الانفجار

وهي من المواد ذات الحساسية الشديدة للاحتكاك والحرارة، وتستخدم في المساعدة على بدء الانفجار، ومن أشهر تلك المواد وإن كانت لا تعد أخطر المواد الكيميائية لضعف قدرتها التخريبية: مركبات الزئبق والرصاص والفضة وبروكسيد الأسيتون وبروكسيد الهكسامين.

مواد متفجرة دافعة

وهذه أيضًا من أخطر المواد الكيميائية في العالم؛ وذلك بسبب قدرتها على التدمير والدفع القوي، ويتم إضافتها للمساعدة في دفع الصواريخ والقذائف إضافة إلى قدرتها على التفجير والتدمير، ومن هذه المواد: النيتروسليولوز ومسحوق البارود.

وهناك مواد كيميائية أخرى يتم إضافتها للمواد المتفجرة السابقة لتزيد قدرتها على التدمير والإضاءة أو قدرتها الحرارية، ومن تلك المواد: مركبات الماغنسيوم والألمنيوم والنحاس.

ما هو أخطر عنصر كيميائي؟

إنها مادة البوتولينوم أو توكسين البوتولينوم شديدة الخطورة، وتعد أخطر المواد الكيميائية على الإطلاق، حيث يعتبرها العلماء أكثر العناصر سمية وخطورة على مستوى العالم، وبالرغم من ذلك فإنها تستخدم بنسب ضئيلة جدا في صناعة مستحضرات التجميل، وكذلك تستخدم للحقن في كثير من عمليات التجميل للقضاء على التجاعيد، ويكون ذلك بعد تخفيفها، ويذكر العلماء أن بضعة جرامات من هذا العنصر الكيميائي الخطير تكفي لقتل خُمس سكان العالم حاليًا، أي ما يعادل مليار ومائتي مليون نسمة! والجدير بالذكر أن التعرض لتلك المادة يؤدي إلى انعدام الرؤية وارتخاء العضلات ثم الوفاة بعد ذلك.

ماذا تعرف عن أخطر عشر مواد كيميائية؟

لا شكَّ أن العناصر الإشعاعية والمتفجرات النووية والذرية هي أخطر ما عرفه الإنسان من أسلحة الدمار الشامل؛ وذلك لما لها من قدرة تدميرية عالية، ولكننا نتناول في هذا المقال أخطر المواد الكيميائية التي تستخدم في صناعة المتفجرات بصفة عامة، وفيما يلي أخطر عشر مواد كيميائية مستخدمة في هذا المجال:

مركب RDX

إنه مركب نيتروجيني، يعتمد على الروابط النيتروجينية بدلا من الروابط الأوكسجينية؛ وذلك يؤدي إلى قوة انفجارية هائلة بسبب تعقيد ذرات النيتروجين وعدم استقراره، وتعد هذه المادة هي أكثر المواد المستخدمة في صناعة المتفجرات؛ حيث يتم إضافتها مع مواد أخرى لإحداث التفاعل المطلوب، وقد تمَّ استخدام تلك المادة خلال الحرب العالمية الثانية بصورة كبيرة، ويشير العلماء إلى أنها تُنتج من التفاعل بين حامض النيتريك وسداسي المثيلين رباعي الأمين.

مركب C4

هي مركب من يعتمد على المتفجرات البلاستيكية؛ حيث تُدمج المواد الكيميائية المتفجرة مع بعض مواد الأغلفة البلاستيكية؛ لتكون أقل حساسية للحرارة والاحتكاك مع منحها المرونة الكافية لتشكيلها في صور متعددة، وهذا المركب يعد من أخطر المواد الكيميائية لما يحتوي عليه من متفجرات؛ حيث أن أكثر من 90% من المواد المتفجرة به من مادة RDX، وقد انتشر استخدام تلك المادة في التفجير والتدمير منذ حوالي 30 سنة تقريبا، ويرى الخبراء العسكريون أن قوة مادة TNT شديدة الانفجار المعروفة تعادل خُمس قوة مادة C4 التدميرية.

مادة TNT

تعتبر هذه المادة أكثر المواد الكيميائية المستخدمة في التفجير شهرة وانتشارا، وهي مركب كيميائي صلب لونه أصفر، وكان عدم انفجاره بشكل تلقائي دون وسائل مساعده واستقرار حالته من أسباب انتشاره وكثرة استخدامه في صناعة القنابل والمتفجرات، ومن هنا أُطلق عليها اسم (أم القنابل)؛ حيث أن القنابل التي تصنع من هذه المادة تحدث دمارا هائلا لا مثيل له؛ مما جعل أقوى الأسلحة غير النووية، وقد تمَّ تجريب هذا النوع من القنابل من قبل الجيش الأمريكي في حرب أفغانستان عام 2017، وقد شوهدت آثارها التدميرية الهائلة، ويُذكر أن 80% من مكونات تلك القنبلة تحتوي على مادة TNT شديدة الانفجار إضافة إلى 20% مسحوق الألومنيوم؛ مما يجعلها شديدة الانفجار، ويؤهلها لتكون من أخطر المواد الكيميائية في عالمنا الذي نعيشه.

مادة بيروكسيد الهيدروجين من أخطر المواد الكيميائية

إنها مركب كيميائي خطير صيغته H2O2، والغريب في الأمر أنه في عام 2005 صُنعت بعض المتفجرات من تلك المادة (بيروكسيد الهيدروجين) واستُخدمت في إحدى الهجمات بلندن، وقد أسفر الهجوم عن مصرع 52 نسمة من الأبرياء، ويذكر الخبراء أن تلك المادة لديها قوة دفع تفجيرية هائلة؛ مما أهلها لتُستخدم في صنع الصواريخ المدمرة.

مركب بيروكسيد الأسيتون

وهو أحد مركبات البيروكسيدات العضوية التي تحتوي على روابط أوكسجينية غير مستقرة؛ وذلك يجعلها مؤهلة للانفجار التلقائي بصورة تمثل خطرا أكبر، وهي تعد من أخطر المواد الكيميائية لأنها شديدة التطاير، وتحتاج لحرص شديد عند التعامل معها والتحكم فيها، فإن تطاير جرامات قليلة منها يمكنه أن يُحدث عاهات مستديمة في المتعاملين معها؛ ولهذا السبب أطلق عليها العلماء لقب (أم الشيطان)، ويذكر الخبراء أن قوتها التفجيرية تعادل 80% من قوة مادة TNT شديدة الانفجار، ولكن مكمن الخطر يتمثل في سهولة تحضير تلك المادة وكذلك قلة التكلفة؛ حيث يمكن لأي طالب أو كيميائي تحضيرها في معمله، ولكن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة يصعب السيطرة عليها.

مادة بروميد الأثيديوم

هي من المواد المستخدمة حديثا في المجال الطبي؛ وذلك من أجل عزل أجزاء الحمض النووي والحصول على صفات معينة في تركيب الحمض النووي للجنين، وقد ثبت علميا أن مادة بروميد الأثينيوم من المواد المشعة التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وقد انتبه كثير من العلماء أخير لهذا الخطر؛ فحذروا من استخدام بروميد الأثيديوم باعتباره من أخطر المركبات الكيميائية على صحة الإنسان، وعملوا على البحث عن مواد أخرى تستخدم في عزل الحمض النووي تكون أكثر أمانًا على جسم الإنسان فيما بعد.

مركب بيتن PETN

يعد هذا المركب أيضا من أخطر المواد الكيميائية وأكثرها تدميرا، وكان الألماني تولينز هو أول ما قام بتحضيره عمليا عام 1891، ثم استخدم في صناعة المتفجرات التي استخدمتها ألمانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، وأيضا استخدم في الحرب العالمية الثانية بعد ذلك، وهو من المواد التي تعتمد على روابط نيتروجينية؛ مما يجعل قوته التفجيرية هائلة، وبالرغم من ذلك فإن هذا المركب الساحر له فوائد واستخدامات طبية عجيبة؛ حيث يستخدم لتوسيع الأوعية الدموية وعلاج الذبحة الصدرية عند مرضى القلب.

مركب الديجوكسين

وهو من المركبات العلاجية التي تستخدم في علاج أمراض القلب ولكن بكميات مناسبة، حيث يستخدم في تحسين صحة القلب ورفع كفاءته والعمل على انتظام ضرباته، ولكن الدكتور تشارليز كولين يصف هذا الدواء بأنه (ملاك الموت)، ويرى البعض أن هذا الدواء من أخطر المواد الكيميائية حيث أنه مسؤول عن وفاة كثير من مرضى القلب، وقد ذكرت دراسة منشورة في المجلة الطبية (القلب الأوروبي) أن مَن يستخدمه تزيد فرصته في الوفاة بنسبة 20% عن غيره ممن يتناول علاجات أخرى، كما أشارت دراسة حديثة أخرى تحت إشراف باحثين من مركز كايزر بيرماننتي إلى أن استخدام عقار الديجوكسين أدى إلى رفع نسبة الوفيات بين مرضى قصور القلب إلى نسبة تزيد على 70%.

مادة الرصاص

هي من المواد والمعادن التي تتوافر بكثر في البيئة، ويستخدم في كثير من الصناعات منها: صناعة مستحضرات التجميل، وقود السيارات، ألوان الطلاء، خامات الدهان والبناء، طلاء الأظافر، وعندما أثبت العلماء أن مادة الرصاص من المواد السامة المميتة فقد حظرت الولايات المتحدة وبريطانيا استخدام تلك المادة في الصناعات إلا بنسب معينة، والجدير بالذكر أن الأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل هم الأكثر عرضة للتأثر والإصابة بتسمم الرصاص المستخدم في الطلاء ومستحضرات التجميل وغيره، وقد ثبت أن هذا التسمم يؤدي إلى الإصابة بالتهاب في الأعصاب، فقدان الشهية، ألم في البطن، قيء، تشنجات، غيبوبة، تنميل في الأطراف، عقم، فقدان الذاكرة وغير ذلك.

أزيد الأزيدوأزيد

هي من أخطر المواد الكيميائية على الإطلاق، وذلك لأنها تحتوي على نسبة عالية من النيتروجين النشط؛ مما جعلها من أشد المواد انفجارا وتدميرا، حيث يحتوي المركب على 14 ذرة من عنصر النيتروجين النشط، وهو من المواد الحساسة للاحتكاك والحرارة، فيمكنها الانفجار على أي حالة؛ لذلك يرى بعض الخبراء أنه لا يجب التعامل مع مثل تلك المواد نهائيا سواء من قبل الخبراء أو غيرهم، والجدير بالذكر أنه غير مصرح بتداوله أو التعامل مع هذا المركب الخطير إلا من قبل الخبراء فقط.

إن سلسلة المخاطر لا تتوقف، وكوابيس أخطر المواد الكيميائية لا تنتهي، فالعلم الحديث كل يوم يجرب جديدا، ويضيف مركبات كيميائية مستحدثة، منها ما يفيد الإنسان، ومنها ما يكون ضرره أكثر من فائدته؛ فيكون ما فيه الشفاء يحمل في طياته الموت العاجل، ولكن أغلبها يمثل خطرا على صحة الإنسان، بل يهدد بقاءه أحيانا، وقد تناول هذا المقال نبذة عن المواد الكيميائية المتفجرة، وأخطر عنصر كيميائي، وبعض المعلومات عن أخطر عشر مواد كيميائية.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

تسعة عشر − 11 =