تسعة بيئة
ملوحة البحار
بيئة » الماء » ملوحة البحار : كيف يتسبب الإنسان في تغيير خصائص الماء؟

ملوحة البحار : كيف يتسبب الإنسان في تغيير خصائص الماء؟

نعلم جميعًا أن ملوحة البحار أمر موجود ومسلم به ولكن للأسف يجهل الكثير منا أهمية تلك الملوحة العظيمة، فلملوحة البحار أهمية وفوائد منها ما هو خاص بالكائنات الحية الموجودة في البحر ومنها ما هو خاص بنا نحن، فهل تعرف ما هي تلك الفوائد؟

إذا كنت لا تعرف ملوحة البحار والفوائد العديدة التي تقدمها لنا فيتوجب عليك أن تتابع مقالنا هذا إلى نهايته، فنحن هنا سوف نتعرف على كل ما يتعلق بملوحة البحار من نسبتها وفوائدها والأسباب التي أدت إلى تكوينها، مع معرفة البحر الأكثر ملوحة في العالم نظرًا لوجود اختلاف كبير على تلك النقطة، أو بالأحرى تغير النظرية التي كانت مصدقة إلى فترة من الوقت ليست بالكبيرة، وبعيدًا عن ذلك فالبحار بشكل عام هي الأكثر ملوحة في العالم حيث تتراوح نسبة الملوحة في أغلبها بين ثلاثين وخمسة وثلاثين جزء من الألف، فالعلماء يقيسوا الملوحة بالنسبة للألف جزء من ماء البحر وليس بالنسبة للمائة كما هو متعارف في جميع الأشياء الأخرى، وهذا عائد إلى كمية المياه الكبيرة جدًا الموجودة في البحر فالأسهل هو النظر للألف وليس المائة القليلة، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض البحار التي تتخطى نسبة الملوحة بها الخمسة وثلاثين جزء من ألف، وفي نفس الوقت هناك أيضًا من لم تتجاوز العشرين، عامة سنقوم هنا بالحديث عن كل ذلك تفصيلًا فتابعوا معنا.

نسبة ملوحة البحار

يقصد من جملة نسبة ملوحة البحار أي معدل أو كمية الأملاح الذائبة في ماء البحر وهذه الأملاح تتمثل في ثنائي الكربونات وكبريتات الكالسيوم وكلوريد الصوديوم وسلفات الماغنسيوم، ويقوم العلماء بقياس نسبة الملوحة تلك استنادًا على الألفية وليس المئوية، بمعنى أنه يتم حساب وزن الملح الموجود في كل ألف جزء وليس مائة جزء من ماء البحر، وتقريبًا تكون نسبة ملوحة البحار هي خمسة وثلاثين جزء من الألف ولكنها ليست متساوية في جميع البحار الموجودة في العالم، فهناك بحار تزيد نسبتها عن الخمسة وثلاثين غرام في الألف وهناك من تقل وهكذا، وهذا ما نراه بشكل واضح عند النظر على مياه البحار الباردة حيث تكون نسبة ملوحة البحار فيها لا تتجاوز الخمسة وعشرين جزء من الألف.

وكلما بعدنا عن ذلك واقتربنا من البحار الموجودة في المناطق الشبه مدارية والمدارية كلما كانت نسبة الملوحة أكبر بكثير، فهي تزداد شيئًا فشيء حتى تصل إلى خمسين جزء من الألف، وخير مثال على ذلك هو البحر الأحمر الذي تصل ملوحته إلى أربعين غرام في الألف الواحد، ويجب علينا معرفة أن مياه البحار بشكل عام هي الأكثر ملوحة في العالم وهذا له حكمة وأهمية كبيرة سوف نتناولها في الفقرة القادمة.

فوائد ملوحة البحار

هناك فوائد عظيمة وأهمية كبيرة جدًا لتلك الملوحة المرتفعة الموجودة في مياه البحار فمنها ما هو متعلق بالبشر ومنها ما هو متعلق بالكائنات التي تعيش في البحر، أما عن أهميته بالنسبة للكائنات الحية التي تعيش فيه فالملوحة الشديد تحافظ على حياة هذه الكائنات، ولولاها لتعفنت الكثير منها أو قُضي على خصائصها التي تميزها عن غيرها، فكما نعلم جميعًا أن البحار ذات مساحات واسعة وبها العديد من الكائنات الحية المتنوعة والمقتربة من بعضها البعض، ولكن هذه الأعداد الكبيرة من تلك الكائنات تحتاج إلى بيئة مناسبة للعيش كما هو الحال لدى أي كائن على وجه الأرض، وللأسف يوجد ما هو سلبي في الموضوع وهو أن تلك المساحة الواسعة تزيد من قابلية البحر لنمو البكتريا وظهور التعفن به.

وهنا يأتي الدور الهام لنسبة ملوحة البحار الكبيرة حيث تقوم هي بتقليل تلك البكتريا قدر الإمكان حتى تحافظ على خصائص الكائنات الحية الموجودة بالبحر وتبقي على حياتها سالمة، بعد ذلك لدينا أهمية وفوائد ملوحة البحار بالنسبة للبشر وأولى هذه الفوائد هو الملح الذي يتم استخراجه من ماء البحر، ويتم استعمال هذا الملح في طهي الطعام الخاص بالبشر والطعام الخاص بالحيوانات التي يتم تربيتها، هذا بجانب استعماله في ثقل السيراميك وبعض الأغراض الأخرى، ولا ننسى أيضًا أن الملح يدخل في صناعة الأدوية الكيميائية حيث نجده يستخدم في التخفيف من التهاب الحلق، وتورم العينين والتهابها، وأوجاع الأسنان، والفائدة الأخرى هو استعمال ملح البحر في إدخاله مع الثلج حتى تقل نسبة تجمد هذا الثلج.

أسباب ملوحة البحار

أما عن أسباب ملوحة البحار الكبيرة فهي تنحصر في سببين الأول هو تواجد أملاح كلوريد الصوديوم بنسبة كبيرة جدًا في قشرة الكرة الأرضية، فالقشرة الأرضية تحتوي منذ القدم على الكثير من جزئيات المركبات الكيميائية ذات النسب المختلفة في الكثافة، ومع مرور الوقت تفاعلت هذه الجزيئات الكيميائية الصغيرة مع بعضها البعض نتيجة البرودة الشديدة التي ظهرت بها، وهذا ما أدى إلى تكوين مركبات كيميائية متكاملة وكبيرة تتميز بقلويتها وملوحتها، ونظرًا لكون هذه المركبات الجديدة قابلة للاندماج والذوبان في المياه فقد ذابت وأصبحت مياه البحار ذات ملوحة كبيرة جدًا، وتختلف تلك الملوحة الموجودة في البحر من مكان لأخر فمثلًا بحر البلطيق ماءه قليل الملوحة وهذا عائد إلى وصول مياه الأنهار العذبة إليه بكثرة دائمة، أما البحر الميت فماءه مالح جدًا وهذا بسبب ندرة المياه العذبة التي تصل إليه مع وقوعه في منطقة حارة جدًا تؤدي درجة حرارتها المرتفعة إلى تبخر الماء في البحر بشدة، وبالطبع معدلات التبخر الكبيرة تزيد ممن كمية الأملاح التي تبقى في ماء البحر.

بعد ذلك لدينا السبب الثاني وهو خاص بالنشاطات البركانية التي تحدث تلقائيًا من فترة لأخرى، فالأملاح التي تحدث بسبب الانصهار البركاني والحمم البركانية تذوب في المياه بالتعاون مع ثاني أكسيد الكربون حتى تشكل لنا حمض الكربونيك، ويعمل هذا الخليط القوي والشديد على إذابة المعادن الموجودة في البحر وتحويلها إلى أملاح، تتبخر نتيجة درجة الحرارة المرتفعة وتتساقط هذه الأملاح متراكمة على البحر مرة أخرى، هذا بجانب أن الأنهار تنقل جزء من ماءها إلى البحار وهذه المياه التي تنتقل تكون محتوية على بعض من أملاح النهر القليلة، وهذا بالطبع يؤدي إلى زيادة نسبة الملوحة في البحار وخاصة عند مرورها بالصخور اليابسة التي تحمل نسبة لا بأس بها من المعادن التي تنصهر هي الأخرى وتكون لنا أملاح في البحر.

ما هو البحر الأكثر ملوحة في العالم؟

ملوحة البحار ليست ثابتة، فهناك العديد من البحار التي تكون نسبة الملوحة لديها مرتفعة جدًا بالمقارنة مع بقية البحار الأخرى، وقد أشيع منذ عدة أعوام كثيرة أن البحر الميت هو الأكثر ملوحة في العالم ولكن مع الكثير من الدراسات والفحوصات تبين أنه لا يعدو كونه واحد من أكثر البحار ملوحة فقط، حيث يتبوأ المرتبة الخامسة من بين البحار المالحة في العالم بنسبة لا تتجاوز السبعة وثلاثين بالمائة من الأملاح، أما عن صاحب المرتبة الأولى فهي بركة دون جوان الموجودة في القطب الجنوبي، ونسبة ملوحة هذه البركة الكبيرة هي أربعة وأربعين بالمائة وهو يعد معدل كبير للغاية ولا يعرف العلماء السر وراء ذلك الأمر، أما عن المرتبة الثانية فهي بحيرة عسل الموجودة في دولة جيبوتي الأفريقية، وتتميز بحيرة عسل بكونه صاحبة المركز الثاني في المناطق الأكثر انخفاضًا على الأرض وهي بذلك تأتي بعد البحر الميت صاحب المرتبة الأولى، أما عن المرتبة الثالثة والرابعة فهما لصحراء سالادر والمحيط الهادي.

الكاتب: أحمد حمد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

خمسة × خمسة =