قبل فترة ليست بالطويلة لم يكن مصطلح تجارة الطاقة المُتجددة درجًا ومعمولًا به، وذلك نظرًا لكون التجارة في ذلك التوقيت لم تكن على المستوى المطلوب، لكن الآن تغير كل شيء تمامًا وأصبحت تجارة الطاقة المتجددة واحدة من التجارات الكُبرى المسيطرة التي يُتوقع منها دائمًا مكاسب هائلة، وذلك بسبب تنوع تلك الطاقات مع تواجد ما يُمكن وصفه بالمرونة في التعامل بمثل هذه الطاقات، فالمستثمر الذي سيُقرر الدخول في هذا المجال لن يتعامل فقط مع شركات أو قطاعات، وإنما سيتعامل مع دول، أيضًا الطاقة المُتجددة سلعة لا يُمكن رفضها بأية حالٍ من الأحوال، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نقترب أكثر من الطاقة المتجددة وتجارتها ونُجيب على السؤال المُتعلق بحجم التجارة فيها خلال الوقت الحالي، وذلك طبعًا من الناحية المادية، بمعنى أننا سنزل الستار عن خبايا الطاقة المتجددة ونكشف الجانب الآخر لها، الجانب المادي تحديدًا.
محتويات
الطاقة المتجددة
في البداية علينا أولًا التعرف على ما يُقصد بمصطلح الطاقة المُتجددة قبل أن نتبين حجم التجارة الموجودة بها أو فكرة الاستثمار عن طريقها أساسًا، فالمقصود بالطاقة المتجددة تلك الطاقة النظيفة التي لا تتعرض لخطر النفاد ولا يُمكنها أساسًا التعرض له بيوم من الأيام نظرًا للخاصية الهامة التي تتمتع بها والتي تتضح تمامًا من اسمها، خاصية التجدد، ولا ننسى طبعًا فكرة النظافة والصحية، فهي لا تُسبب أي ضرر للإنسان مثلما هو الحال مع الطاقة الغير مُتجددة، وربما مثل هذه المُعطيات والخصائص الموجودة في تلك الطاقة هي ما يُمكن وصفها بأسباب التفكير بالاستثمار بها، ببساطة، نحن نتحدث عن صناعة مضمونة واستثمار ليس به أية قلق، ومن هنا جاءت البداية.
الاستثمار في الطاقة المتجددة
هل ثمة استثمار في مجال الطاقة المتجددة؟ بكل تأكيد ثمة استثمار، وإلا ما كانت صناعة الطاقة المتجددة لتصمد حتى وقتنا الحالي، ففي النهاية كل سوق لا يقوم بنفسه، وإنما يتواجد أشخاص هم الذين يتولون هذا الأمر من خلال ضخ الأموال ثم جمعها مجددًا في صورة أرباح، وهذا ما يُمكننا إطلاق مُصطلح استثمار عليه، أما عن البدايات فقد كانت مع انتصاف القرن المنصرم، وبتحديد أكثر مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث أن العالم عندما فرغ من الحرب وويلاتها قرر التفكير في الأمور التي ستجدي نفعًا له، قرر التفكير في الاستثمار من أجل ضمان رفاهية بقدر معقول للشعوب، وفي هذا الوقت كانت الطاقة المتجددة هي الخيار الأفضل والأكثر جاهزية، خصوصًا مع تواجد احتمالية كُبرى لنفاد أغلب الطاقات الغير مُتجددة خلال قرن واحد فقط، وبعد حدوث ذلك الاستثمار كان السؤال الهام جدًا عن حجمه وتواجده.
حجم تجارة الطاقة المتجددة
الآن نأتي سريعًا إلى السؤال الهام المُتعلق بحجم تجارة الطاقة المتجددة بالعالم في الوقت الحالي، وذلك طبعًا من الناحية المادية، فقد اتفقنا قبل قليل على وجود الاستثمار بالفعل في هذا المجال، لكن ما نريد التعرف عليه الآن الحجم الذي يأتي به ذلك الاستثمار، والسؤال ليس عن كونه صغيرًا أم كبيرًا، فهذه أمور مفروغ منها طبعًا، لكننا نبحث عن الطرق والكيفية التي يُمكننا من خلالها الوقوف على ذلك الحجم بشكل مُحدد، وربما أهم كيفية لذلك معرفة حجم الاستثمار المادي الحالي.
معرفة حجم الاستثمار المادي
من الأشياء الرئيسية التي تجعلنا نقف على حجم الاستثمار في تجارة الطاقة المتجددة أن نقوم بالتعرف على حجم الاستثمار المادي الموجود في هذه العملية، والحقيقة أن الدراسات والأبحاث التي أُجريت بذلك الصدد قد أثبتت مُسبقًا أن حجم الاستثمار قد بلغ في عام 2007 ما يقترب من الثمانين مليار دولار، أما في الوقت الحالي فيُمكن القول ببساطة أننا نتحدث عن رقم يقترب من المئة وخمسين مليار دولار، إذ أن الاستثمار في السنوات الأخيرة قد تضاعف وأصبح يصل إلى أعلى قيمة له عام 2015، وبالمناسبة، نحن هنا لا نتحدث عن الأرباح التي تأتي من خلف الاستثمار في الطاقة المتجددة، بل نتحدث عن القيمة التي يتم وضعها أساسًا للقيام بعملية الاستثمار، ثم بعد ذلك تأتي الأرباح بميزانية أخرى.
تخطيط 65 دولة للاستثمار
أيضًا عندما نبحث خلف تجارة الطاقة المتجددة ونُريد الوصول إلى حجم حقيقي للتعامل المادي بها فإننا لا يجب أن نغفل أبدًا وجود ما يقترب من الخمسة وستين دولة داخل هذه التجارة، وبالمناسبة، لا يُمكنك أن تنظر إلى عدد المستثمرين بالمقارنة مع الدول الموجودة، فهذه مقارنة ليست فعلية أو منطقية، وإنما المقارنة تكون مع الدول التي تؤهل أساسًا للدخول في هذه الصناعة، وفي الواقع هذا يجعلنا أمام 5 دول فقط، وهي الدول الكُبرى أو العظمى، لكن ما يحدث أنه ثمة ما يقترب من الخمسة وستين دولة في الصناعة ومؤهلين للزيادة خلال العشر سنوات القادمة، وهو ما يوضح لنا حجم الانسياق الكبير خلف عملية الاستثمار هذه وما ينتظره العالم منها.
إنشاء شركات مُتخصصة
أيضًا من الأمور التي تجعلنا أمام عملية من عمليات الانفتاح على حجم تجارة الطاقة المتجددة بالعالم في الوقت الحالي أن نعرف بأنه ثمة شركات مُتخصصة تم الشروع في إنشائها حديثًا خصيصًا من أجل الطاقة المُتجددة، وبتحديد أكثر الاستثمار فيها، بتوضيح أكثر دعونا نُقر بوجود شركات لا تفعل شيء بخلاف التداول في أصول وثوابت الطاقة المتجددة كنوع من التجارة التي يتوقع منها ربح كبير، وبالفعل يأتي ربح من هذه الشركات بعد أن يتم تقسيمها إلى أسهم، وهذه الأسهم تُطرح في الأسواق ويكون عليها إقبال من المُستثمرين الذين ربما لا يشغلهم الطاقة المتجددة أو فائدتها وأهمية تواجدها، كل ما هنالك أنهم يبحثون عن الربح، وهذا ما سيعثرون عليه من خلال الاستثمار في هذه الطاقة، أو هذا المُنتج كما يُطلقون عليه.
تحديد نسب وأرقام تجارة الطاقة المتجددة
لكي نكون دقيقين فيما يتعلق بمسألة تجارة الطاقة المتجددة فدعونا نشرع مباشرةً في تحديد نسب وأرقام لهذه التجارة، حيث أنه ثمة استثمار يصل إلى 21% من المعدل الكلي للاستثمار في كل دولة يُخصص فقط من أجل الطاقة المتجددة، هذا الاستثمار يدر ربح بمعدل 36% من إجمالي الدخل، أي بنسبة ربح تقترب من 15%، وطبعًا تلك النسبة كبيرة أو على الأقل معقولة جدًا مقارنةً بتجارة حديثة نسبيًا، إذ أن تجارة الطاقة المتجددة لم تظهر إلا في هذا القرن عندما أدرك العالم أنه من الممكن عدم الاكتفاء بالفائدة الحيوية فقط وإنما كذلك الفائدة المادية.
ختامًا عزيزي القارئ، كما هو واضح من الشرح المُسبق، فإن عملية الاستثمار والسعي في تجارة الطاقة المتجددة لم تعد مجرد عملية استثمارية بحتة، بل هي في الحقيقة عملية حياتية، إذ أننا نتحدث عن الطاقة المُتجددة التي جاءت لتكون بديلًا عن الطاقات الغير متجددة، جاءت لتكون قارب إنقاذ حقيقي لهذه العالم.
أضف تعليق