تسعة بيئة
تأثير المجاعات
بيئة » الزراعة والغذاء » دراسة حول تأثير المجاعات على النظام البيئي لكوكب الأرض

دراسة حول تأثير المجاعات على النظام البيئي لكوكب الأرض

تأثير المجاعات هو النتيجة الحتمية لحدوث المجاعات وخاصةً في الدول النامية، فالمجاعة هي النقص في كل شيء، وينتج عن ذلك النقص خراب بدني ونفسي ينتهي بالكوارث.

مما لا شك فيه أن تأثير المجاعات أحد أهم الأشياء التي يخشاها سكان هذه الأرض، وهذا الأمر في الحقيقة لا يختلف كثيرًا عن الخوف من المجاعة نفسها، فالخوف من المجاعة أصلًا نابع من التأثير الكارثي الذي تُخلفه، والذي يصل في أغلب الأحيان إلى الموت الجماعي المُخيف وتدمير حضارات كاملة، والحقيقة أن العالم منذ بدايته وحتى الآن وهو يتعرض لعدد كبير من المجاعات، بيد أن قارة أفريقيا تُعتبر الأكثر تأثرًا بلا أدنى شك، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على المجاعات وتأثيرها وأكثر المناطق تعرضًا لها، والأهم من كل ذلك بالتأكيد نتائجها وحلولها.

ما هي المجاعات وما هو تأثير المجاعات ؟

قبل أن نتعرف على تأثير المجاعات علينا أولًا التعرّف على المقصود بالمجاعة عمومًا، فالمجاعة هي فترة سوداء على العالم يحدث فيها انقطاع شبه كامل للموارد التي يحتاجها، وعلى رأسها بالتأكيد الطعام والشراب، والحقيقة أنه خلال فترة المجاعة يُصبح كل شيء موجود على الأرض أشبه بكنز لا يُمكن التفريط فيه، حتى كسرة الخبز يُمكن أن تُباع بمبالغ خيالية، لأنه وببساطة شديدة تكون الأموال الورقية بلا أي قيمة تُذكر.

ظهرت المجاعة منذ ظهور الإنسان، وقد كثُرت وتعاظمت خلال القرون والعصور الأولى خاصةً، وذلك لأن الإنسان وقتها لم يكن قادرًا على حماية نفسها أو غذائه، ثم بدأت نسب حدوث المجاعات تقل بعد ذلك شيئًا فشيئًا حتى أصبحت شبه نادرة الحدوث في وقتنا الحالي، لكن السؤال الأهم الآن بالتأكيد، ما هي أسباب حدوث تلك المجاعات؟

أسباب المجاعات في العالم

هناك مجموعة من الأسباب التي يُمكن اعتبارها أحد أهم أسباب المجاعات في العالم، وذلك على الرغم من المجاعات لها أسباب عدة، إلا أن تلك الأسباب بالتحديد تمتلك الأثر الأقوى، وهي التي عندما تحدث يُصبح تأثير المجاعات غير قابل للمواجهة، وأهم هذه الأسباب بالتأكيد الجفاف والفيضانات والحروب والزيادة السكانية، وسوف نتناول الآن تلك الأسباب بشيء من التفصيل لنعرف الأثر الكبير لها.

الجفاف والفيضانات، السبب الأول

ربنا يكون من المُثير لديكم بعض الشيء أن نذكر الجفاف والفيضانات سويًا باعتبارهما أحد أهم أسباب المجاعات، والحقيقة أن تأثير المجاعات التي ينتج جراء هذان الكارثتان بالذات يُعتبر غير محتملًا، فالجفاف من المعروف أنه عندما يأتي فإنه لا يترك أي شيء أخضر، وإنما يهلك الثروة الزراعية بأكمله، والتي يكون الماء هو قوامها الرئيسي، وهذا ما لا يتوافر في حالة الجفاف، وهنا تكمن المشكلة في قلة الموارد الزراعية وبالتالي الغذائية وبالتالي حدوث المجاعة، وهو أمر لا يختلف كثيرًا فيما يتعلق بالفيضانات، إذ أنه كذلك يُعتبر ناقوس خطر يضرب الزراعة ويهلك النباتات ويتسبب في نفس الأضرار التي يتسبب بها الجفاف بالضبط.

الحروب، السبب البشري الأكبر

الحروب كذلك تُعتبر من أسباب تأثير المجاعات القوي الذي يحدث بعدها، حيث أن الحرب منذ أن خلق الله الأرض وهي شر لا يُراد به غالبًا سوى الشر، وخاصةً حروب العصر الحديث، والتي لا مجال للتحدث عن كوراثها، وإنما يكفينا فقط الاستدلال بالحرب العالمية الثانية، والتي أحدثت مجموعة غير معقولة من التوابع المدمرة وتسببت في إصابة بعض البلدان بالمجاعة، إذ أن الحرب في الأساس تقضي على الخيرات وتقتل الناس، وهو أقوى سبب لأي مجاعة.

الزيادة السكانية، دول العالم الثالث

في الحقيقة أن ذلك السبب هو الوحيد الذي يعتبر سببًا نسبيًا، أي أن حدوث تأثير المجاعات القوي، أو المجاعات بشكل عام، يتوقف على قوة الدولة الاقتصادية، فدولة مثل الصين أو اليابان مثلًا بالرغم من أعدادها السكانية الكبيرة إلا أنها لا تعرف المجاعات ولا تعاني منها، وعلى العكس تمامًا نجد دولة مثل الهند تقترب أعدادها من أعداد الصين واليابان إلا أن بعض مناطقها تُعاني من خطر المجاعات، فالأمر كما ذكرنا متوقف على قوة الدولة الاقتصادية وقدرتها على تحمل الزيادة السكانية من عدمه، لذلك يعتبر ذلك السبب من أقل أسباب المجاعات انتشارًا.

المجاعات في أفريقيا

إذا ما ذُكرت المجاعات أو تأثير المجاعات الهائل بشكل عام فلا مفر بالتأكيد من ذكر قارة أفريقيا، فلن نبالغ إذا قلنا إن قارة أفريقيا هي أكثر قارات العالم تعرضًا لخطر المجاعات، بل وبها عدة دول لا تعرف أي شيء بخلاف المجاعات، وذلك مثل دولة الصومال مثلًا، فهي منغمسة في المجاعات منذ أن عرفها الإنسان حتى الآن.

في الحقيقة يعد الفقر هو السمة الرئيسية والعامل المشترك بين شيئين هامين، وهما الجهل والمجاعات، فالدول الفقيرة لن تكون قادرة على الحصول على فرصة تعليم جيدة، وبالتالي لن تتمكن من الإنتاج، وبالتالي سوف يستمر ذلك الفقر حتى يصل إلى درجة المجاعة، وهنا يحدث ما لا يُحمد عُقبه، والغريب أنه حتى الآن لم تستطع بعض الدول الأفريقية من الإفلات من خطر الجماعات ذلك بالرغم من وجود عدة حلول منطقية يمكن من خلالها فعل هذا الأمر.

نتائج المجاعة

المقصود بنتائج المجاعة هو بالضبط المقصود بمصطلح تأثير المجاعات، فكلاهما معنيان بالبحث خلف الكوارث الذي تنتج جراء حدوث هذا النقص الذي يُطلق عليه المجاعة، ولكيلا نُفكر كثيرًا، فإن الموت الجماعي يكون على رأس قائمة أولويات المجاعة عند حدوثها، فأولئك الذين يعيشون في زمن المجاعات ولا يجدون الطعام والشراب بالتأكيد سوف يلفظون أنفاسهم الأخيرة في أيام قليلة.

بخلاف الموت، ولنفترض أن الأمور قد صارت بخير فإن أقل شيء يُمكن أن يحدث هو تفشي الأمراض، والأمراض التي ستتفشى لن تكون أمراض عادية بالمرة، بل أمراض قاتلة أيضًا، وهو ما يأخذنا إلى التأثير الأول، كل هذا بخلاف أشياء مفروغ منها كالفقر والجهل والتخلف والعودة بالحياة لأزمنة غابرة، ولذلك تتمنى الدول الهلاك عوضًا عن حدوث مجاعة.

حلول المجاعة

عند حدوث المجاعة، وبالتالي ظهور تأثير المجاعات القوي الذي يُدمر البلاد ويجعلها تعود مئات السنين إلى الوراء، والحقيقة إن مواجهة المجاعات وتجنب تأثيرها يكمن في حلول بسيط وممكنة، وأولها بالتأكيد هو الحرص على توفير الغذاء وتوافره بشكل دائم كي لا يحدث التعرض لعجز لأي سبب من الأسباب السابقة المسببة للمجاعة.

توفير الغذاء أمر قد يبدو للبعض صعب، لكنه في الحقيقة سهل جدًا، فيكفي في الدول الزراعية مثلًا أن ترفع الحكومات يدها من ضرائب الفلاح وتوفر له الدعم المناسب، وبالتالي سوف يجد نفسه يسعى باستمرار إلى الإنتاج الوفير الذي يضمن له الربح الكبير، لكن ذلك الأمر في الحقيقة سوف يعود بالنفع على البلد بأكملها، فمع توافر الإنتاج الزراعي الغذائي تُصبح كلمة مجاعة مجرد كلمة عابرة، وأيضًا من ضمن الحلول التي يجب إيجادها من أجل القضاء على المجاعات هو توفير التعليم، لأن الجهل هو الداء الأول لأي بلد، بل هو المجاعة الحقيقية إذا أمعنا التفكير، فالجاهل يُصبح متخاذلًا عن كل شيء أو عاجزًا عنه، وبالتالي يحدث النقص المؤدي للمجاعة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

خمسة × أربعة =