تسعة بيئة
الزراعة الأحادية
بيئة » الزراعة والغذاء » الزراعة الأحادية وتأثيرها الضار على البيئة 

الزراعة الأحادية وتأثيرها الضار على البيئة 

الزراعة الأحادية هي زراعة محصول واحد فقط طوال السنة وعدم تنويع المحاصيل على نفس الرقعة من الأرض، هذه العملية تضر بالأرض بشكل كبير، وهو ما نبينه باستفاضة.

مفهوم الزراعة الأحادية غير متعارف عليه بشكل كبير لدى العديد من الناس ولكن بالنسبة للمتخصصين في أعمال الزراعة فهو أمر معروف ومفهوم، حيث يعني هذا المصطلح أن تتم زراعة محصول واحد فقط في مساحة شاسعة وكبيرة من الأراضي الزراعية ولعدة سنوات متتابعة دون أن يتم تغيره، وهي عادةً تستخدم في الحقول الواسعة جدا، ويقوم المزارعون الذين يرغبون في زراعة مساحات واسعة ومنتشرة بهذا النوع من الزراعة من أجل زيادة المحصول، ولكنها تكون زراعة روتينية ليس بها أي نوع من أنواع التجديد. يستخدم مصطلح الزراعة الأحادية ليصف مجموعة المحاصيل المتشابهة جينيًا، وذلك لتنمية تلك المحاصيل مثل زراعة القمح في حقول القمح الواسعة وبساتين التفاح. هذه الطريقة في الزراعة تحتاج إلى آلات ومعدات معينة خاصة حتى يتم الحصول على مجموعة محاصيل كثيرة في أراضِ مساحتها أقل.

تعرف على مشاكل وعيوب الزراعة الأحادية

فوائد الزراعة الأحادية

هذا النوع من الزراعة له فوائد عديدة حيث يساعد على التقليل من الجفاف.

في الأربع عقود الأخيرة أدى التطور في الزراعة الأحادية إلى تقليص حجم الأراضي المستخدمة في الزراعة وزيادة كمية المحاصيل، وهذا النجاح أدى إلى إنتاج كميات مهولة من أنواع المحاصيل المختلفة مما ترتب عليه خفض أسعار تلك المحاصيل.

مساوئ الزراعة الأحادية

الزراعة الأحادية أيضًا لها مساوئ حيث أن استبدال النظام البيئي الطبيعي بنظام يعتمد على وجود محاصيل معينة يتم اختيارها بشكل خاص يترتب عليه قلة التنوع الوراثي في الحياة البرية، ويعرض الحيوانات البرية للأمراض الكثيرة.

الزراعة الأحادية في الغابات تؤدي إلى تقليل حجم الأماكن المناسبة للحيوانات وتكون هذه الأشجار في نفس الحجم حيث يتم زراعتها في نفس الوقت والعمر وبالتالي عندما يأتي وقت الحصاد فإنه يتم قطع جميع الأشجار في نفس التوقيت مما يترتب عليه تغير كلي في المناخ والظروف البيئية وأماكن تواجد الحيوانات.

الفشل الفاجع للمحاصيل، حيث أن الاعتماد الكلي على الزراعة الأحادية قد يؤدي بشكل كبير إلى أخطاء فادحة فمجرد التعرض لأي تغير مناخي أو فطريات تصيب الأشجار الموجودة فإن التلف سوف يصل للمحصول بأكمله مثلما حدث في أيرلندا عندما حدثت مجاعة كبرى بسبب تعرض محصول البطاطس لفطر أدى إلى تلف المحصول كله.

عوامل إنجاح عملية الزراعة الأحادية

يعد ضوء الشمس والهواء والتربة والماء أهم العوامل اللازمة لنجاح عملية الزراعة، وعنصري الماء والتربة ونوعها وكميتها هما الأكثر عرضة لتدخل البشر عبر السنين.

ورغم توافر أشعة وضوء الشمس والهواء في كل الأماكن على سطح الأرض، ولكن المحاصيل أيضًا تحتاج إلى عناصر مغذية للتربة ويلزم لها توفر المياه بكثرة، فعند حدوث عملية الحصاد للمحاصيل فإن المزارعين يقومون بإزالة جزء من العناصر التي تقوم بتغذية التربة، وإذا لم يحدث تجديد للتربة فإنها تتعرض للجفاف وقلة المحصول.

الزراعة الأحادية ( المستدامة ) تعتمد على تجدد التربة وتقليل استخدام الغاز الطبيعي والذي تكون مهمته تحويل غاز النيتروجين إلى أسمدة صناعية.

في بعض المناطق الزراعية تكون المياه متوفرة بطريقة تسمح بنمو المحاصيل، بينما توجد مناطق أخرى لا تتوافر فيها المياه بشكل جيد مما يعني اعتمادها على الري، وحتى تصبح أنظمة الري أحادية فإن ذلك يتطلب الإدارة السليمة لتجنب حدوث الملوحة للتربة، وتجنب استخدام كميات كبيرة من المياه المخزنة أكثر من تلك المتجددة طبيعيًا، حتى لا نصل لنتيجة أن مصادر المياه من الموارد الغير متجددة.

وقد تم إدخال عدة تحسينات وتعديلات على التقنيات المستخدمة في حفر الآبار ونظام الري بالتنقيط مما أدى إلى إمكانية إنتاج كميات كبيرة من المحاصيل بشكل منتظم في مناطق سقوط الأمطار الغزيرة، ولذلك فإن تحقيق هذه النسبة من النجاح أمر لم يكن متوقع.

عمليًا لا توجد قاعدة ثابتة للزراعة الأحادية حيث يجب أن تتكيف الظروف المناسبة لكل حالة زراعية بشكل فردي، وقد تكون هناك أساليب أخرى للزراعة لا تناسب فكرة الزراعة الأحادية بشكل طبيعي.

وهناك العديد من الطرق والوسائل لتربية الحيوانات بطريقة مستدامة، ويعتبر تقسيم المراعي إلى مساحات أصغر عن طريق الأسوار من أهم وسائل إدارة المراعي.

وقد تم إجراء محاولات عديدة لإنتاج لحوم صناعية عن طريق استخدام أنسجة منفصلة.

النتائج السلبية لتعرية التربة

بشكل سريع جدًا أصبحت تعرية التربة من المشكلات الكبيرة عالميًا. كما أنه يتعرض أكثر من مليون طن من التربة للتعرية وذلك وفقًا للتقديرات العالمية، وإذا استمرت بالمعدل الحالي فإنه من المتوقع أن تنخفض غلة المحاصيل للنصف خلال من ٣٠ – ٥٠ عامًا قادمة وهو أمر يعرض مصر للخطر، وأيضا يؤدي إلى زيادة أسعار الاستيراد من الخارج بالضرورة وهو أمر سوف يعطي لمصر الأمر سوء أكثر ما هو عليه الآن لذلك يجب على كل من يريد أن يعمل في مجال الزراعة الأحادية أن يستمر في القراءة واكتساب الخبرات المتعددة التي من خلالها نستطيع تفادي الأخطاء السابقة ونقوم بالزراعة على أكمل وجه.

طرق معالجة التربة

إن فساد التربة لا يعني أن هذه هي النهاية بل بالعكس فإن هناك العديد من الطرق التي من خلالها تستطيع أن تصلح ما فسدته مرة أخري للتربة ولكن الأمر قد يستغرق وقت طويل ولكننا لا نريد أن نخسر التربة فنفعل ذلك من أجل إبقائها، وذلك يتم بالعديد من الطرق وأبسطها عن طريق البخار يمكن معالجة التربة وذلك كبديل بيئي طبيعي للمعالجات الكيميائية التي تعمل على تعقيم التربة، وهناك طرق عديدة لتوليد بخار ونقله للتربة حتى يقوم بقتل البكتيريا والآفات التي تصيب التربة. ومن المتوقع أن يصبح السماد العضوي مصدرًا أساسيًا للطاقة.

آثار الزراعة الأحادية خارج الحقول

يمكن القول بأن الحقول التي تستطيع إنتاج محاصيل مستدامة بينما يكون لها تأثير سلبي على البيئة لا تعتبر من أنواع الزراعة المستدامة. وتؤثر الزراعة المستدامة على الإنتاج الذي لابد أن يتزايد ليستطيع أن يفي بمتطلبات الغذاء خصوصًا مع ازدياد عدد السكان في العالم والذي يتوقع أن يصل إلى ٩ مليار نسمة في عام ٢٠٥٠. ويمكن زيادة الإنتاج عن طريق وجود أراضي زراعية جديدة تعمل على تقليل الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون.

الزراعة الأحادية وعلاقتها بالسياسة الدولية

أصبح هذا النوع من الزراعة محل اهتمام على الصعيد السياسي الدولي خصوصًا في الأمور التي تتعلق بتقليل المخاطر المتعلقة بتغير المناخ وارتفاع معدلات نمو السكان في العالم.

وقامت اللجنة المعنية بالزراعة المستدامة بتقديم بعض التوصيات لتحقيق الأمن الغذائي في مواجهة التغيرات المناخية، وقامت اللجنة أيضًا بالحث على اندماج الزراعة المستدامة مع السياسات الدولية والقومية.

وقالت اللجنة أن التغيرات المناخية المختلفة وتقلبات الطقس سوف تؤثر بشكل سلبي على كمية إنتاج المحاصيل ولذلك يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لدفع عجلة التغيير في الأنظمة الزراعية. ودعت اللجنة لزيادة الاستثمارات في الزراعة الأحادية بما يتضمن ميزانيات البحث العلمي والإصلاح الزراعي وتحسين جودة البنية التحتية.

الزراعة المستدامة والتخطيط الحضري

قام الكثير من المختصين بشئون البيئة بتأييد فكرة بناء مساكن لها كثافة سكانية مرتفعة للحفاظ على الأراضي والمحاصيل، وزيادة حجم الإشغال العمراني حيث يتم التوسعة رأسيا وليس أفقيا مما يحافظ على استنفاذ الأراضي، كما يتم تخصيص مساحات من الأراضي لزراعتها بطريقة الزراعة الأحادية مما يساعد على زراعة مساحات أقل من تلك المزروعة بالطريقة التقليدية لكنها تعطي محصول وفير مقارنة بها.

وهنا يمكننا القول أن الزراعة الأحادية هي اتجاه هام وضروري لمواجهة التحديات التي نمر بها في عالمنا في الوقت الحالي من تضاؤل للأراضي المزروعة ونقص حاد في الإمدادات الغذائية من المحاصيل الزراعية، فتعد هي الحل الأمثل لعلاج الأمر إذا ما تم إجراءها بالطريقة الصحيحة والجادة.

راندا عبد البديع

حاصلة على بكالوريوس في العلوم تخصص كيمياء ونبات، أهوى العمل الحر، أعمل كمدونة ومترجمة على الإنترنت لأكثر من أربع سنوات.

أضف تعليق

اثنان × 1 =