تسعة بيئة
أفعى قوس قزح
بيئة » Featured » أفعى قوس قزح : أفعى غير سامة لكنها معرضة لخطر الانقراض

أفعى قوس قزح : أفعى غير سامة لكنها معرضة لخطر الانقراض

أفعى قوس قزح نوع من أنواع الأفاعي التي تعيش أمريكا الشمالية وبعض المناطق في العالم، وتتميز تلك الأفعى بألوانها القزحية المُختلفة، كما أنها غير سامة.

تُعتبر أفعى قوس قزح من الأفاعي النادرة التي تعيش في مناطق كثيرة في العالم أهمها أمريكا الشمالية ذات الغابات المطيرة، وقد اشتُهرت هذه الأفاعي بأشكالها الخلابة التي تُشبه كثيرًا قوس قزح، وأيضا كونها أفعى غير سامة منحها مزيدًا من الشهرة والاهتمام، حتى أن البعض قد تغاضى عن كونها أفعى في الأصل، لكن كل ذلك لم يُفيد في النهاية، إذ تعرضت أفعى قوس قزح للاقتراب من خطر الانقراض، وأصبح الجميع يستعد لإدراج اسمها على رأس قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف على أفعى قوس قزح وحياتها وحقيقة تعرضها للانقراض.

أفعى قوس قزح

هناك الكثير من أنواع الأفاعي، وبالطبع هناك الكثير من الأسماء لكل هذه الأفاعي، إلا أن أفعى قوس قزح لم تُحير البشر كثيرًا في تسميتها، إذ أن ألوانها وشكلها سهلا كثيرًا اختيار الاسم، فهي تأخذ شكل القزح وتتزخرف ببعض الألوان الموجودة في مجموعة قوس قزح، ولذلك سُمية باسم أفعى قوس قزح.

عُرفت أفعى قوس قزح منذ أن عُرفت الأفاعي بشكل عام، والأفاعي لمن لا يعرف من الحيوانات الأصيلة التي تتواجد على الأرض منذ زمنٍ بعيد، والدليل على ذلك أنها قد ذُكرت في القرآن بقصة سيدنا موسى، لكن مع اختلاف أنواع الأفاعي تختلف كذلك أوصاف كل نوع.

أوصاف أفعى قوس قزح

أوصاف أفعى قوس قزح تبدأ بالتأكيد من الشكل، والحقيقة أن الشكل في الأساس يُعد السمة المميزة للأفعى بشكل عام وأفعى قوس قزح بشكل خاص، أما ما يُميز شكل الأفاعي بشكل عام فهو الجسم الحلزوني الذي يُشبه الحبل، ويأخذ تكوينًا واحدًا، بينما تتميز أفعى قوس قزح بشكل عام بألوانها الزاهية، وإن كان اللون البُني هو الأبرز بين مجموعة الألوان تلك.

طول أفعى قوس قزح قبل الالتفاف يبلغ حوالي ستين سنتيمتر، وقد يصل إلى المئة في الحجم الكبير، أما الوزن فهو لا يتجاوز الخمسة كيلو جرام، ويبدأ من كيلو واحد، والحقيقة أن هذه الأوصاف بالرغم من ضعفها إلى حدٍ ما إلا أن وجودها في أي أفعى لا يمنع كونها أفعى قاتلة سامة، عدا أنوع قليلة فقط، من بينها أفعى قوس قزح.

أفعى بلا سُم

دائمًا ما تقترن صورة الأفعى لدى البشر بالسم الذي تبثه في الأرض، حتى أن الإنسان قد يتم تشبيهه بالأفعى إذا كان سيئًا ويتلفظ بالكلام البذيء الذي يُشبه السم، لكن، بالرغم من كل ذلك، جاء أفعى قوس قزح بلا سم لتكسب تعاطف البشر وتجعلهم يتقربون منها دون خوف أو وجل.

تُعتبر أفعى قوس قزح من أنواع الأفاعي النادرة التي لا تبث السم في كل من يقترب منها، وحتى الآن لا يُعرف سبب ذلك، فالبعض يُرجح أنه جاء لإكمال منظومة الجمال التي تتمتع بها تلك الأفعى، والتي تبدأ من الشكل الحلزوني المُطرز بألوان قوس قزح، عمومًا، في النهاية جاءت أفعى قوس قزح بلا سم أو أي خطورة تذكر على البشر.

أفعى قوس قزح والغذاء

تتغذى أفعى قوس قزح على الزواحف والنباتات والحيوانات الصغيرة بشكل عام، لكن غذائها المفضل بلا شك هو الفئران، وخاصةً تلك الفئران الصغيرة، والحقيقة أن ذلك لا يرجع إلى قوة وضعف قوس قزح، وإنما إلى استمتاعها أكثر بأكل لحوم الفئران الصغيرة، وبالمناسبة، طريقة صيد أفعى قوس قزح لفريستها لا تُفرق بين صغير وكبير.

تصطاد أفعى قوس قزح فريستها بطريقة مُختلفة بعض الشيء عن باقي الحيوانات، فالبعض يعتمد على المخالب، والبعض يعتمد على الأسنان، إلا أن أفعى قوس قزح تعتمد على طولها، حيث تقوم بالالتفاف بفتة حول الضحية وخنقها حتى تلفظ الأنفاس الأخيرة، ثم تشرع بعد ذلك في التهامها، والحقيقة أنه ثمة حكمة عظيمة في شكل الأفاعي بشكل عام، تتجلى بوضح في طريقة بحثهم عن الغذاء والحصول عليه، فقط تخيلوا أن الأفاعي، بالإضافة إلى عدم امتلاكها لمخالب أو أسنان للصيد، قصيرة الحجم، كيف كانت ستتمكن من الحياة على هذه الأرض!

أفعى قوس قزح والتكاثر

تتكاثر أفعى قوس قزح في فصل الخريف، ولكم أن تتخيلوا أنه بالرغم من أن الأنثى لا تلد سوى مرة واحدة في العام إلا أنها في هذه المرد تلد أكثر من خمسة عشر أفعى قوس قزح صغير، وذلك أن تقضي في الحمل مدة لا تقل عن ستة أشهر، وقد تصل عند بعض الأفاعي سبعة أشهر، وهي المدة الأقل بالنسبة للبشر.

صغير أفعى قوس قزح يبدأ الاعتماد على نفسه بعد عشرة أيام فقط من الولادة، فهو يبدأ بعدهم في الزحف والبحث عن طعامه بنفسه، فيمكنه في هذا الوقت تناول الفئران الصغيرة بكل سهولة، أما عن العمر الذي تعيشه أفعى قوس قزح فهناك من يقول إنه لا يقل عن خمسة أعوام ولا يزيد عن العشرة، مدة مناسبة تقضي خلالها أفعى قوس قزح حياة مناسبة أيضًا.

حياة أفعى قوس قزح

حياة أفعى قوس قزح تبدو كذلك مُثيرة، فهي تبدأ ذروة نشاطها ليلًا، وتقضي معظم أوقات النهار في النوم، وتُفضل التواجد بمناطق السهول والمُستنقعات وأي مكان عامة بالقرب من الماء، أو حتى الماء نفسه، فتلك الأفعى تُجيد كذلك السباحة، إلا أن السبب الرئيسي لتواجدها بالقرب من الماء هو كونها مخلوق كثير الشرب.

تستغل أفعى قوس قزح شكلها في التخفي من أعدائها، أو التربص كذلك بالفرائس، ففي كل الحالات يمنحها الشكل والوزن والطول خاصية أخرى لا تتوافر في باقي الحيوانات، أو حتى أنواع الأفاعي الأخرى، والحقيقة أن حياة أفعى قوس قزح لا تحظى بتهديد كبير من قبل الحيوانات الأخرى، وإن كان ثمة تهديد فعلًا فهو من البشر.

أفعى قوس قزح والانقراض

كعادة البشر، عندما يستضعفون حيوانًا فإنهم لا يرحمونه، أما إذا كان قويًا فإنهم حتى لا يُفكرون في الاقتراب منه، وهذا ما حدث بالضبط مع أفعى قوس قزح، فلو كانت تلك الأفعى سامة فبالتأكيد لم يكن ليقترب أحد منها ويُعرض حياته للخطر، لكن، ولأنها لا تعرف السم ولا تستخدمه، وجد البشر سهولة كبيرة في الظفر بها واصطيادها.

كانت أفعى قوس قزح تعيش في مأمنٍ من البشر حتى وقتٍ قريب، فكل ما تفعله هو النوم أو البحث عن الغذاء الذي يُساعدها في استمرار الحياة، لكن، مع انتشار الأقوال حول ارتفاع ثمن جلود تلك الأفعى، بدأ البشر يبحثون عن جلودها، وبالتالي يُقدمون على قتلها، والحقيقة أنه لم يكن هناك وجود لأي مقاومة تذكر من جانب تلك الأفعى بسبب ضعفها، مما سهل المهمة كثيرًا وجعل رحلة اصطيادها أشبه بنزهة، تلك النزهة التي تسببت مؤخرًا في تناقص الأعداد الموجودة من أفعى قوس قزح واقترابها بشدة من التهديد بالانقراض، ثم الخطوة التالية التي لا يتمناها أحد، وهي الانقراض بالفعل.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة − اثنان =