تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كهف الرجل : كيف ومتى ينسحب الرجل داخل كهفه الفكري؟

كهف الرجل : كيف ومتى ينسحب الرجل داخل كهفه الفكري؟

كهف الرجل من ضمن الطرق العجيبة التي يستخدمها الرجال في إعادة تشكيل حالتهم النفسية، وجراحهم العاطفية بطريقة ذاتية. لماذا وكيف قد يلجأ الرجل إلى كهفه؟

كهف الرجل

كهف الرجل هو شيء غير مفهوم عند الكثير من الرجال أو النساء على حد سواء. لدرجة أن هناك رجال يلجئون للدخول لهذا الكهف وهم لا يعرفون كيف ولماذا يدخلون. ولكن الذي يحركهم هو حاجتهم فقط للتحسين بطريقة فطرية وغريزية، وهذا من ضمن تكوين الرجل. ولذلك في المقابل أيضًا العديد من النساء التي تجهل طبيعة الرجل تقدم حكم بالافتراء عن الرجال، أنهم يحبون الوحدة وأنهم غير مبالين بالأسرة، وأنه لا يتكلم معها، هو فقط يحب أن يجلس مع نفسه. أيضًا في العلاقات العاطفية الكثير من الفتيات تعتبر احتياج الشاب للجلوس بمفرده دون أن يتعامل معها أو يكلمها بشكل مستمر، بإن هذا نوع من الهروب منها وأنه لا يحبها، وأنه يضحك عليها لأنها ليست جميلة. وكل هذه الأفكار في حين أن ما يحدث فقط هو احتياج طبيعي، لأن يدخل الشاب لكهف الرجل الخاص به ويجلس مع نفسه. لذلك عزيزي القارئ في هذا المقال سنتكلم في هذا الموضوع الجميل بكل تفاصيله مهمة والعملية. التي ستنفعك سواء كنت رجل أو سيدة في التعامل مع كهف الرجل.

ما هو كهف الرجل ؟ ومتى ينعزل داخل تفكيره؟

طرق الدخول إلى كهف الرجل

الصمت

هناك نوع من الرجال يحب أن يصمت فقط دون أن يفعل شيء أخر. والمشكلة هنا أن هذا الشخص في طبيعته ربما لا يكون صموتًا أو معتاد على الصمت لفترات طويلة، أو غير هادئ الطباع. ولكن الذي يحدث هو رغبة عارمة تنتابه في أن يصمت ولا يتكلم ولا يسمع. هو فقط ينفصل عن العالم لمجرد أنه يريد أن يشعر بنوع من أنواع الخصوصية. أو يريد أن يشعر بالتركيز، أو لأي سبب من الذين سنذكرهم فيما بعد. ومشكلة هذا الشخص أن الناس من حوله غالبًا تعتقد أنه تغير فجأة أو أنه أصبح متكبر، أو أنه يصطنع الحكمة. معظم الأحكام عليه تكون سلبية، ولكنه هو في الأخير لا يبالي. لأنه في الحقيقة هو دخل كهف الرجل عن طريق الصمت، لمجرد أنه لا يريد أن يبالي. فهو يقصد أن يتجاهل كل شيء حتى الكلام الذي يتكلم إياه.

الجلوس وحيدًا

وهذا قد يكون غريب أكثر من الصمت، حيث أن هذه الطريقة في الدخول إلى كهف الرجل، غالبًا مستفزة جدًا لمن حولهم. وخاصة للزوجات، لأن الزوجة لا تفهم فكرة الرغبة المفاجئة للانعزال من الزوج. وتسأل نفسها لماذا هو لا يريد الجلوس معي! وتنظر لنفسها في المرآة لعلها تكون قبيحة. ولكن الذي يحدث هو أن الرجل فقط يريد أن يصير بعيد عن الناس ليس أكثر ولا أقل. وقد يفعل الرجل هذا الفعل عن طريق أن يجلس وحيدًا في غرفته وهي ظلام أو أن ينام على السرير، أو أن يجلس ليدخن السجائر وهو ينظر في اللا شيء. الموضوع يكون نسبي من رجل لرجل في طريقة جلوسه وحيدًا. ولكن الشيء الأساسي بين كل الرجال، هو أنهم غالبًا إما لا يفكرون في شيء، فهم فقط يريدون أن يكونوا وحيدين لفترة ما. إما أنهم يفكرون في شيء لدرجة كبيرة جدًا. ومن هنا فكرة المقاطعة له ستكون فكرة سيئة جدًا لا أنصح الزوجات أن تفعلها.

السفر بعيدًا

هذا الأمر معروف جيدًا في الدول الغربية، ولكنه ليس معروفًا جدًا عندنا نحن الشرقيين. ولكن في الدول الغربية من الطبيعي أن يطلب الزوج من زوجته أن يذهب وحيدًا ليسافر إلى مكان، فقط ليجلس فيه مع نفسه ويفكر في بعض الأشياء التي يريدها بذهن صافي. والحقيقة أن كهف الرجل معروف ومقدر لدى الغرب، لأنه أثبت فعاليته مع الرجال هناك. لأن كل من يتجه منهم إلى كهفه الخاص، غالبًا يحافظ على اتزانه النفسي بصورة جيدة جدًا. ويحاول جاهدًا أن يكافئ الزوجة على تحملها لعدم وجوده معها. ومن هنا تكون العلاقة مبنية أكثر على العطاء والأخذ بطريقة جيدة جدًا وسليمة جدًا. أيضًا موضوع السفر لا يحتاج من الرجل أن يسافر من قارة إلى قارة، بل هو فقط من الممكن أن يذهب إلى مكان أخر ليس إلا مجرد كونه مكان مختلف غير المعتاد عليه. ليكون بالنسبة له نوعًا ما تغير هيكلي لمشهد الحياة التي يعيشها مما يساعد الشخص على الارتياح داخل كهفه العقلي.

الاختفاء دون إنذار

وهو يحدث أكثر عند الرجال الشرقيين. وذلك كما قلنا لعدم وعي النساء الشرقيين لموضوع السفر. ولذلك أحيانًا كثيرة لا يرجع الرجل إلى بيته بطريقة طبيعية بل يغلق هاتفه ولا يظهر لمدة يومين أو ثلاثة، أو مهما كانت المدة التي يأخذها. ويفاجئ الجميع عند عودته أنه لم يحدث له شيء. هو فقط يحتاج إلى أن يكون داخل كهف الرجل الخاص به، وقد فعل ذلك من خلال الاختفاء المفاجئ. ولكن تظل هذه الطريقة في الدخول إلى كهف الرجل من أسوء الطرق التي يستخدمها الرجال، لأنها تتسبب كثيرًا بقلق المهتمين وأسرة هذا الرجل. ولا سيما لو كان مازال شابًا، غالبًا أسرته ستقلق جدًا عليه. ولكن في المقابل يجب على العائلة أن يتفهمون أن هذا الفعل هو خارج إرادته، وأنه اضطر لفعل ذلك نفسيًا لأنه يحتاج له.

أسباب وصول الرجل إلى مرحلة الدخول في الكهف

الضغط النفسي

أحيانًا كثيرة يكون الضغط النفسي على الرجل قاسِ جدًا، ومن أكثر من اتجاه بمعنى أنه يكون لديه ضغوطات مادية ويكون لديه ضغوطات أسرية وضغوطات في العمل. كل هذه الأحمال والأثقال النفسية تؤدي في الأخير إلى أن الرجل يتشبع بالكثير من الألم النفسي الغير محتمل. وللأسف ليس هناك وسيلة لإفراغ هذا الضغط، ولأن بعض الزوجات لا تعرف قيمة هذه الضغوطات، بل بالعكس تشارك بها بسبب جهلها بكيفية التعامل مع الرجل. فالرجل ييأس من فكرة أن يفرغ ضغطه النفسي مع شخص أخر. ولذلك يلجأ إلى كهف الرجل، حيث يدخل في هذا الكهف ويصير وحيدًا ليس لديه ضغوطات، ليس لديه أصوات أطفال في أذنه، ليس لديه صوت زوجة، وليس لديه صوت مدير في العمل يأمره. بل هو فقط مع نفسه لا يفعل شيء سوى أن يعيش مع نفسه لأجل نفسه فقط. وقد تتغير المدة التي يستغرقها في الدخول إلى كهف الرجل، حسب حجم الضغوطات. فلو كان ما بداخله كثيرًا وعميقًا فهو لن يجلس هناك مدة ساعة أو اثنتين. بل من الممكن أن يأخذ الموضوع معه عدة أيام يفكر، ولا يفكر في نفس الوقت. فقط يشعر أنه ليس ملك لأحد وأن لديه مساحته الخاصة جدًا.

الجرح العاطفي

الجرح العاطفي بالنسبة للرجال يختلف تمامًا عن النساء. فالأمر بالنسبة للرجال عميق جدًا، وقد لا يبكي الرجل وقد لا يصرخ ولا عيناه تدمع، ولكنه لو تعرض لجرح عاطفي يثقب هذا الجرح أعماقه من الداخل. ويكون هذا الجرح صعب جدًا علاجه وفي نفس الوقت صعب جدًا التعامل مع الناس أيضًا وهو مجروح. ويشعر نوعًا ما أنه ليس على سجيته. ولذلك غالبًا في مثل هذه المواقف يقرر أن يدخل إلى كهف الرجل الذي انجرح بداخله، ويجلس هناك يضمد ويلعق جراحه النفسية والعاطفية على مهل. قد يكون حزين جدًا وقد يكون عصبي جدًا. ولذلك هو يفضل أن يكون وحيد، يشعر بالضعف وهو وحيد حتى يستطيع أن يقيم نفسه. وهذه هي ميزة كهف الرجل أنه يعتبر مشفى نفسي ذاتي عند الرجال. يدخل الشخص فيه مدمر نفسيًا ويخرج منه مهيأ تمامًا لإعادة المحاولة، والبدء من جديد بصورة نشيطة. وفي كل الأحوال الذي يحدد مقدار مدة دخول الشخص إلى كهف الرجل هو مدى شعوره بالجرح العاطفي. ولكن المشكلة أحيانًا أن هناك رجال لا يخرجون ويجلسون هناك طويلًا يلوذون بالوحدة مدى الحياة، وهذه هي المشكلة.

الإبداع

مشكلة الكثير من الفنانين هو أنهم يميلون كثيرًا إلى كهف الرجل. لسبب بسيط، لأن إبداع فنهم يعتمد على كونهم وحيدين في مكان هادئ. وطالما هم في مكان زحم وليس فيه فرصة للتفكير في الإبداع، فهذا المكان يكون بالنسبة لهذا النوع من الناس بمثابة الزنزانة الكبيرة. حيث أنهم يشعرون من الداخل أن المحيط والمجتمع الذي حولهم يحول بينهم وبين عشقهم للإبداع. ولذلك غالبًا الفنانين والرسامين والكتاب، يكونون أشخاص غير مشهورين عن عمد. لأن هذا الجو من الناس الكثيرة يجعلهم دائمًا يبدعون على مراحل، والذي هو في حد ذاته يعد نوعًا ما قتل للإبداع. أغلبية المبدعين عندما يبدئون في عمل ما سواء كتاب أو رسمة أو كتابة قصيدة شعرية، فهم يفضلون أن يكون العمل في هذا العمل الإبداعي متواصل. حتى لا يتوه الإلهام والتفاصيل الجميلة التي هي سبب في تمييز أعمالهم كمبدعين. ولذلك الرجال المبدعين ليسوا مثل النساء، فليس لديهم القدرة على فعل أكثر من عمل يحتاج تركيز في نفس الوقت. لذلك غالبًا هذا النوع من الرجال يلجأ للدخول إلى كهف الرجل.

الهروب من المشاكل

في أي بلد في العالم هناك مشاكل، أي كانت ظروف الرجل سواء كان فقير أو غني، كبير أو صغير. لكن في الأخير كل البشر لديهم هذا الخيط المعقد من المشاكل الذي نعيش هذه الحياة كي نحل عقده، ونعيش في استقرار. لذلك الرجال الذين لديهم مشاكل سواء نفسية أو عائلية هم غالبًا يلجئون إلى كهف الرجل فورًا كنوع من أنواع الهروب. لأن من الممكن أن تكون المشاكل نفسها عائلية مع الزوجة نفسها، ولذلك حتى الشخص الوحيد الذي ممكن أن يدعمه سيكون هو السبب. ولذلك الرجل يهرب إلى مكان لا يشعر فيه أنه داخل مشكلة ويذهب إلى أي مكان بعيد. ولكن الأهم أنه يبتعد عن أسباب المشاكل.

الرغبة في البكاء

أحيانًا يكون الرجل في حاجة إلى أن يبكي ويخرج ما بداخله في صورة دموع كثيرة. ولكن هذا لا يتطابق مع مفهوم الرجولة عند الكثير من المجتمعات. ولذلك فكرة أن الرجل يبكي فهذا أمر محرج بالنسبة للرجل نفسه. ولذلك غالبًا الرجل عندما يشعر برغبة ملحة في فعل شيء محرج كالبكاء، يلجأ إلى مكانه السري ويدخل إلى كهف الرجل الذي صنعه لنفسه. حتى يفعل ما يشاء دون أن يعلق أحد على كونه رجل أو على كونه مجنون أو أنه غريب الأطوار. وهو نوعًا ما يسمى في الهروب من المجتمع، حيث عندما يتكاتف المجتمع والناس برأي سلبي على بعض الأشخاص، يلجأ هو للهروب من كل هذه الأصوات وينعم في عزلة وحيدًا بصوت عقله فقط، دون أن يشعره أحد أنه سيء أو إنه جيد. هو فقط يريد أن يعيش وقت ما بعيدًا عن كلام الناس الذي يسبب له المتاعب.

الهروب من الشهرة

بعض الممثلين أو المغنين المشاهير تصير حياتهم عبارة عن جحيم، فهم يكونوا عبارة عن أشخاص مراقبين من الكاميرات. وهناك نوع من الصحفيين يدعون المتعقبين، وعملهم هو أن يتعقبوا الممثلين في كل أماكنهم الخاصة ويلتقطون لهم الصور وينفردون بها حتى يبيعون هذه الصور للمجلات بسعر عالي. والمجلات تستغل الصورة في عمل خبر ما، ومن هنا تزيد مبيعات المجالات على فكرة التنصت على حياة المشاهير الخاصة. من هنا بعض المشاهير الرجال يقررون الذهاب إلى مكان ناءٍ بعيد لا يعرفهم فيه أحد. ويبدئون في العيش فترة مع هؤلاء الناس حتى يشعرون أنهم طبيعيين. وغير ملاحقين من قبل أحد. وهذا يندرج جدًا تحت بند كهف النجوم سواء رجال أو نساء.

تعامل المرأة مع كهف الرجل

يجب على الزوجات أن تفهم قدسية كهف الرجل بالنسبة للرجل نفسه. لأن هذا الأمر ليس أمر بسيط يمكن أن تتهاوني معه أو يمكن أن تخرقي خصوصياته ببساطة فقط لأنك زوجته، ومن الطبيعي أن تفعلي أي شيء في زوجك. الحقيقة هي أن زوجك ملكك ولكل زوجة الحق تمامًا في أن تأخذ أي شيء تريد بشفاعة علاقة الزواج المقدسة بينهم. ولكننا هنا لا نتكلم عن شيء كهذا، بل نحن نتكلم من منطلق احترام حاجة الرجل لأن يستقل بنفسيته في هذا الوقت. مثلما يجب على الرجل تقدير نفسية الأنثى وقت دورتها الشهرية لأنها تكون مزاجيًا متقلبة.

لا تقاطعيه

يجب على الزوجة أن تحترم خصوصية كهف الرجل الذي يدخل فيه زوجها. وتفهم أن الأمر ضروري ليعيد نفسيته إلى وضعها الطبيعي. ولكن المشكلة هي أن الكثير من الزوجات تجهل هذه النقطة، فتذهب الزوجة وتقاطع الرجل وتقول له اذهب احضر طلبات للبيت، أو يجب عليك أن تصلح هذا الشيء، أو تشكي له من شيء هو لا يهتم به في هذا الوقت، أو تقول له مباشرة “افعل شيئًا غير أن تجلس هكذا دون فائدة”. كل هذه المقاطعات تعتبر رعونة كبيرة من السيدات التي لا تفهم نفسية الرجل في هذا الوقت. لأن حينها لو الرجل شعر أنك لا تحترمين مشاعره أو نفسيته في هذا الوقت، من الممكن أن ينفجر في المرأة كالبركان، ومن الممكن لو كان رجل هادئ الطباع أن يتركها ويذهب بعيدًا عنها. ولكن هذا ما لا نريده فنحن نكتب هذا المقال حتى تتحاشى كل الزوجات هذه النتيجة التي من الممكن أن تؤثر على استقرارهم الزوجي، لو تكررت مقاطعات الزوجة للرجل. ولم تعطيه مساحة أن يرتب فيها عاطفته ونفسيته.

لا تتركيه

في المقابل عزيزتي المرأة لا يجب عليك أن تتركين زوجك عندما يدخل إلى كهف الرجل الخاص به بطريقة ليس بها أي اهتمام. الرجال لا يحبون مقاطعتهم ولكن هذا لا يمنع أنهم يحبون الاهتمام. ولذلك لا تتركيه وتذهبين وكأنه عبارة عن آلة سوف تصلح نفسها بنفسها. أنا أعلم الآن أن السيدات ربما يقولون إن هذا الكلام متناقض، فكيف لا تقاطعون الرجل وكيف لا تتركونه؟ ولكن الحقيقة أن هذا هو الصواب، فالرجل يريد المرأة أن تكون بجواره مهتمة به، ولكن دون أن تكون مصدر تشويش عليه. بل أن تكون داعمًا له في كل ما يريده. الرجل يحب المرأة جدًا التي ترعاه وهي في نفس الوقت لا تشتت انتباهه. كمثال طبيعي، ليس هناك مشكلة إذا سألتي الرجل كل بضعة ساعات سؤال بسيط وهو “أتريد مني شيئًا؟” وهو غالبًا سيجاوب بلا. قد يتكرر الأمر كثيرًا، ولكن ما لا تعلمينه عزيزتي أن هذا السؤال يفرق مع الرجل كثيرًا ويشعره أنه محبوب ومدعوم، ولديه امرأة تقدره وتفكر فيه. وربما هذا يكون سببًا في أن يجعل فترة وجوده في كهف الرجل إيجابية وقصيرة. لأنه يكون لديه دافع خفي للحياة وللحلول ولإعادة ترتيب الأفكار، وهو محبتك التي تظهر في بعض الأفعال البسيطة جدًا.

تحملي عنه المسئولية

ما يجب أن تعرفه النساء عمومًا، أن الرجال ليسوا حيوانات، فهم فعلًا رجال وهم الأكثر مسئولية والأكثر تطلبًا لفعل الأشياء. ولكن في وقت دخول الزوج إلى كهف الرجل يجب أن تفهم الزوجة أن هذا الوقت يجب هي أن تتيح له الفرصة أن يختلي بنفسه. بمعنى أخر يجب على المرأة أن تهيئ له أن يأخذ راحته في هذا الوقت. بمعنى لو كان لديكم أطفال فيجب أن تتحكمين فيهم وتجعليهم بعيدين عنه. يجب أن تؤجلين طلباتك أو أن تفعلين بعض الطلبات التي من الممكن أن تقومين أنت بها. هو سيقدر ذلك جدًا، وأنا أتكلم عن الرجل الطبيعي فهو سيفهم ما فعلته زوجته على أنها أفرغت له مساحة من الزمن خالية من المسئوليات التي تحملتها هي، لمجرد أن تهديه وقتًا ليرتاح نفسيًا. وربما أيضًا شعوره أنك تتحملين المسئولية نيابة عنه يكون دافع من داخله لئلا يطيل هذه المدة، ويستغل أقصر وقت ممكن في أن يعيد ترتيب نفسه بسرعة حتى يرجع مرة أخرى ويريحك. وهنا ستكونان أنتما الاثنان قد استفدتما، فالرجل سيكون قد أعاد شحن نفسيته وعاطفته وعقله وأصبح أكثر قدرة على تحمل المسئولية بطريقة أكبر. ومن ناحية أخرى المرأة ستكون اكتسبت حب وتقدير وود زوجها لها بطريقة تعتمد على الفعل وليس مجرد كلمات. وهذا الأمر يؤثر كثيرًا في الرجال عمومًا.

افعلي ما يطلبه منك بعدما يخرج من الكهف

عندما يخرج زوجك من كهف الرجل الخاص به، هو في الغالب سيطلب منك طلب ما، أي كان نوع الطلب لو كنت تقدرين على تنفيذه فيجب عليك أن تتركي أي شيء في يدك وتنفذين ما قاله لك زوجك في هذا الوقت فورًا. وهنا عامل التوقيت هو الفيصل في كيفية التعامل مع الرجل في هذا الوقت. فالرجل عندما يخرج من هذه المنطقة الزمنية النفسية، يكون لديه حماس بعض الشيء ويكون لديه خطوط مبدئية لأشياء في عقله. لذلك لو كانت لديك القدرة على تنفيذ ما يرغب فيه، فورًا افعليه ولا تؤجليه. وأهم شيء ألا تقولي له “أيمكن أن أفعله لك ولكن وقتًا أخر؟” لأن هذه الإجابة ستكون صادمة بالنسبة له. وما لا تعلمه السيدات أن الرجل عندما يطلب شيء بعدما يخرج من كهفه النفسي، فهو غالبًا يحتاجه بشده، وطلبه لهذا الشيء يكون مقترن بكرامته، وعدم تنفيذك له سيترجم بالنسبة له أنك غير مهتمة بطلباته أو حزنه أو كبته. في حين أنك لو نفذتي ما قاله لك غالبًا ستخرجينه من هذه الحالة فورًا وسيكون لديه حافز أن يخرج ليكون معك.

أخيرًا عزيزي القارئ، كهف الرجل ليس شيء سلبي بل هو إيجابي في أغلب الأحيان. وما يحدد كونه سلبي أو إيجابي هو طريقة تعامل الآخرين معه. ولذلك عندما تجدون شخص ما دخل هذا الكهف فرجاء لا تأخذون الأمر من ناحية المزاح أو من ناحية الاستهزاء، أو كأنه فعل جريمة. بل كل ما عليكم فعله هو أن تقدروا حالته وتتركوه وتحترموا مساحته الشخصية.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

اثنان × أربعة =