تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تحدث حساسية الأطفال وكيف تحمي طفلك من مضاعفاتها؟

كيف تحدث حساسية الأطفال وكيف تحمي طفلك من مضاعفاتها؟

في الوقت الذي أصبحت فيه حساسية الأطفال شبحا يهاجم كل الأمهات والآباء، أصبح الأطباء يقفون على أحدث الطرق لعلاجها ومد يد العون لكل طفل، حتى يحيا حياة لا تعب فيها ولا سقم. وفي هذا المقال نسرد الحديث عن كل ما يتعلق بهذا المرض.

حساسية الأطفال

يعد مرض حساسية الأطفال من الأمراض المنتشرة، وبشدة، في جميع الأوساط والمجتمعات؛ فلا تكاد تجد بيت ما إلا ويعاني فيه طفل على الأقل من الحساسية. وبالرغم من أنه ليس بالأمر المستعصي الذي يصعب علاجه، يعد التشخيص الصحيح لمرض حساسية الأطفال هو مفتاح العلاج وأول طريقه، وبدونه تتفاقم المشكلة، وقد تلازم الشخص مدة طويلة من حياته، وقد لا تفارقه من الأساس. والحقيقة أن حساسية الأطفال على أكثر من نوع، وكل نوع يعتبر تخصصا يستقل بذاته، وله متخصصيه وأساليب علاجه الخاصة به. وإليك عزيزي القارئ الأشكال الأكثر شيوعا للحساسية والطرق المثلى للتعامل معها.

حساسية الأطفال الرضع

لأن الطفل الرضيع لا يأكل في الغالب إلا الحليب، سواء كان حليب الأم أو الحليب الصناعي، فإنه من المرهق جدا له وللأم إصابته بالحساسية؛ فليست هناك بدائل قد تلجأ إليها الأم في مثل هذه الحالة. وعادة ما يصيب الأطفال الرضع أكثر من نوع من حساسية الأطفال، فقد يصاب بحساسية سكر الحليب، ويسمى كذلك بسكر اللاكتوز، أو بروتين الحليب أو المكسرات أو القمح أو الصويا أو البيض أو الذرة أو الأسماك. وقد تسأل الأم عن الأعراض التي تعرف من خلالها أن طفلها يعاني من أيا من أنواع حساسية الأطفال ؛ وأول أعراض الإصابة بالحساسية هي ظهور الطفح الجلدي بمناطق متفرقة بالجسم، وخصوصا الوجه؛ ويظهر على هيئة احمرار أو حبوب بالجلد. وقد تظهر أعراض على الجهاز التنفسي مثل العطس أو السعال أو احمرار العين أو تدميعها. وهناك كذلك الأعراض التي تظهر على الجهاز الهضمي؛ وتشمل البكاء المستمر والمغص الذي يصيب الطفل فور تناوله الحليب الطبيعي أو الصناعي والإمساك المزمن وحتى تغير لون البراز ورائحته.

والحقيقة أن الغذاء الذي تتناوله الأمهات المرضعات له تأثيره على الأطفال؛ وعادة ما يعرف الطبيب سبب حساسية الأطفال بسؤالهن عن النظام الغذائي الذي يتبعنه. فإذا كان سبب الحساسية هو سكر الحليب، فليست هناك طريقة لحل المشكلة سوى الامتناع عن تناول الحليب وكل مشتقاته، كالألبان وأنواع الجبن وغيرها. وإذا كان الطفل يتناول حليبا صناعيا فلابد من اختيار الأنواع غير المشتملة على سكر اللاكتوز. هذه أبسط أنواع الحساسيات ومن السهل التعامل معها؛ المشكلة الكبيرة تكمن في إصابة الطفل بحساسية بروتين الحليب، لأن هذا النوع من الحساسية لا حل له سوى بالامتناع عن إعطاء الحليب للطفل أو امتناع الأم من تناول كل ما يحتوي على بروتين الحليب. والمشكلة أن بروتين الحليب قد يدخل في تصنيع بعض المواد بأسماء مختلفة، مثل الكازيين والواي بروتين والمصل ومصل الحليب ولاكتو ولاكتو اسيديك. فإذا كانت لدى الأم الرغبة في إرضاع طفلها رضاعة طبيعية فلتمتنع عن تناول مثل هذه الأطعمة.

وكثيرا ما يعاني الأطفال المصابين بحساسية بروتين الحليب من حساسية من البروتينات بشكل عام، وخصوصا اللحوم أو بروتين الصويا. فإذا توقفت الأم عن تناول الحليب ومشتقاته ووجدت أن طفلها لا زال يعاني من نفس الأعراض، فلا بد من الامتناع عن اللحوم ومنتجات الصويا. والمشكلة الكبيرة هنا أن الأم تحتاج وبشدة في هذه الفترة إلى كميات كافية من الكالسيوم والبروتين، خاصة أنها خرجت لتوها من تجربة الحمل والولادة، ولذا فلا بد من البحث عن البدائل لهذه الأطعمة حتى لا تتضرر من هذا النظام الغذائي المفتقر للكثير من العناصر. وإذا كانت الأم غير قادرة على اتباع هذه الحمية، فليس أمامها إلا إعطاء مولودها الحليب الصناعي المناسب لنوع الحساسية الذي يعاني منه. والطريقة المثلى لتحديد أنواع الأغذية التي تسبب حساسية الأطفال هو إجراء التحاليل بالمختبر تحت الجلد. وعند قيام الأم بعمل حمية تناسب رضيعها، فقد لا يظهر أي تحسن عليه قبل أسبوع إلى أسبوعين.

حساسية الطعام عند الأطفال

في الفترة الأخيرة شهدت حساسية الأطفال من الطعام ردود أفعال كبيرة بعد أن سجلت الإحصاءات زيادة في نسبة زيارة الأطفال لأقسام الطوارئ، قدرها نحو ثلاثين بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية. ووفقا لدراسة أمريكية نشرت في العدد الأخير من دورية الحساسية والربو وعلم المناعة، فقد كانت هناك زيادة في عدد زيارات الأطفال للطوارئ من مختلف المجموعات العرقية وكافة مستويات الدخل. ولا تزال معدلات حساسية الأطفال بسبب الغذاء غير مؤكدة في معظم دول العالم، إضافة إلى أنه لا يعرف الكثير عن التركيبة الديموغرافية السكانية للأطفال الذين عانوا من الحساسية التي يسببها الغذاء. وتعد أكثر أصناف الأغذية التي أدت إلى الحساسية هي جوز الهند والفول السوداني والحليب. والسبب في تزايد الحساسية قد يرجع إلى أن الأطفال قاطني البلدان الصناعية يعيشون في بيئات ملوثة بشكل كبير، وكذلك التغيرات التي تحدث بالبكتيريا المعوية التي تتأثر إلى حد كبير بالنظام الغذائي، بغض النظر عن العرق والوضع الاجتماعي وغيره.

حساسية الأطفال من الحليب

يصاب بعض الأطفال بحساسية الحليب، والتي تظهر أعراضها على هيئة حبوب جلدية واضطرابات معوية وإمساك وإسهال وقيء، وقد تكون هذه الأعراض من الحدة بحيث تؤثر على نمو الطفل. وتزيد فرص الإصابة بمرض حساسية الأطفال من اللبن عند الأطفال الذين يأخذون حليبا صناعيا، مقارنة بمن يرضع رضاعة طبيعية. وهناك بدائل للأطفال الذين يعانون من الحساسية مصنعة من فول الصويا وبعض النباتات الأخرى، والتي تعطي الطفل كامل احتياجاته من العناصر الغذائية، مع تجنيبه أعراض الحساسية.

حساسية الأطفال من البيض

على الرغم من كون البيض من الأطعمة المحببة لكثير من الأطفال، تأتي حساسية الأطفال لتصنع حاجزا بين البيض ومحبيه. والمشكلة في حساسية البيض أنه من الأطعمة التي تدخل في تحضير الكثير من الأطعمة الأخرى كمكون رئيسي بها. ليس هذا فحسب، وإنما يدخل البيض في كثير من أنواع الشامبو، ولذا فإنه يسبب حساسية الأطفال وتهيج الجلد للأشخاص الذين لديهم قابلية لحساسية البيض. ومن الأعراض الأخرى التي تسببها حساسية البيض الطفح الجلدي أو القيء أو ألم بالبطن أو التهاب بالجيوب الأنفية، وفي بعض الحالات النادرة تسبب الحساسية انقباض ممرات الهواء، الأمر الذي قد يؤدي إلى الاختناق أو الصدمة الرئوية أو حتى الوفاة. وعند الوقوف على هذه المعلومات قام بعض الباحثين بعلم المناعة بجامعة نورث كارولينا الأمريكية بعمل الكثير من الأبحاث في هذا الصدد إلى أن توصلوا إلى طريقة تساعد الأمهات والآباء على التعامل مع هذا النوع من حساسية الأطفال وتجنب أعراضه؛ وذلك بإدخال كميات صغيرة من مسحوق البيض تدريجيا في الوجبات اليومية، على أن تزيد الكمية بالتدريج خلال عامين كاملين. وقد أظهرت الدراسة التي أجراها أولئك الباحثين على أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سن الخامسة والحادية عشرة، أظهرت أن ثلاثين من كل أربعين طفل بدأ يتعافى من حساسية البيض، وأصبح جهازهم الهضمي يتعامل مع تلك الكميات من البيض دون ظهور أيا من الأعراض المزعجة للمرض؛ وبينت الدراسة كذلك أن عشرة من هؤلاء الأطفال قد تماثلوا للشفاء تماما بعد عام واحد من وقف العلاج. وأشار الأطباء إلى أن اختبارات الدم التي أجريت للأطفال الذين تم شفاؤهم قد أظهرت تغيرا إيجابيا في نظام المناعة ومحاربته للالتهابات.

حساسية الصدر عند الأطفال

يعاني 4 من كل 5 أطفال من الحساسية بكل أنواعها؛ فهناك حساسية الأكل وحساسية الجلد والحساسية الموسمية التي تصيب القصبة الهوائية والجهاز التنفسي. بالنسبة لحساسية القصبة الهوائية والجهاز التنفسي، فمعروف أن موسمها عادة ما يكون فصل الربيع. وهذا النوع من حساسية الأطفال يحتاج من الأم إلى تدقيق شديد، كون أعراضه تشبه إلى حد كبير أعراض الكثير من الأمراض الأخرى، ومن أبرزها نزلات البرد والإنفلونزا. وقد تظن الأم أن الأمر لا يتعدى أن يكون بعض الفيروسات التي التقطها الطفل من خارج المنزل أو من زملائه بالمدرسة، لكن يأتي دور التشخيص الصحيح ليتثنى لها التعامل مع المشكلة بالشكل الأمثل. والحقيقة أن التشخيص الصحيح لمرض حساسية الأطفال يريح كلا من الطفل والأبوين؛ فالطفل يعيش حياته بشكل طبيعي، والأم والأب يعلمان طبيعة المشكلة وبالتالي يتلاشى قلقهم ويقل تعبهم لرؤية الطفل في حالة صحية جيدة.

وعادة تصيب حساسية الصدر الطفل عند استنشاق المواد الغريبة على الجسم، كالغبار أو الدخان أو غير ذلك من المواد العالقة بالجو. وعند استنشاق الطفل تلك المواد الضارة يتعامل معها الجهاز المناعي على أنها أجسام غريبة، وبالتالي يقوم بإفراز مادة تسمى بالهيستامين، والتي تقوم بدروها بمحاربة هذه المواد الغريبة عن طريق العطس والسعال والسيلان وجميع الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بالحساسية. ومن الأعراض الأخرى الشائعة لمرض حساسية الأطفال الحكة بالأنف والأذن والحنجرة وصعوبة التنفس ليلا، والتي تكون ناتجة عن تهيج القصبات الهوائية وبالتالي تزايد حجمها؛ الأمر الذي يؤدي إلى إفراز تلك الإفرازات المخاطية، البلغم، التي تتسبب في ضيق الشعب الهوائية. وبالطبع يؤدي ضيق الشعب الهوائية إلى السعال الشديد وصعوبة التنفس ولجوء الطفل إلى التنفس عن طريق الفم بدلا من الأنف، تفاديا للألم الناتج عن تنفسه من الأنف.

وإذا استمرت هذه الأعراض لمدة تتجاوز ثلاثة أسابيع، فلابد من مراجعة الطبيب للتعامل مع المشكلة. ويفضل استشارة الطبيب المختص في حساسية الأطفال، لا استشاري الطب العام للأطفال. ومن الأخطاء الشائعة الفادحة إعطاء الأم طفلها دواء يأخذه طفل يعاني من نفس الأعراض أو أعراض مشابهة؛ الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم المشكلة. كذلك ليس صحيحا ترك الأم طفلها بلا علاج، ظنا منها أن الحساسية أمر طبيعي يختفي من تلقاء نفسه عندما يكبر الطفل. وتكمن المشكلة في ذلك أن الطفل المصاب بالحساسية إن لم يعالج بالشكل الصحيح يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك وتحدث الكثير من المضاعفات، كإصابته بأزمة الصدر أو الربو أو التهاب الأذن الذي قد يؤثر على سمع الطفل. كذلك من الأخطاء التي قد تقع فيها الأم التوقف في إعطاء طفلها الدواء الموصوف من قبل طبيب الحساسية فور أن يتحسن الطفل؛ فالدواء لا يتوقف نهائيا طيلة موسم الحساسية، وإن كان الطفل بحالة صحية جيدة، حتى يتم التأكد فعليا من علاج الحساسية كليا.

أنواع الأدوية المعالجة للحساسية

لا تخرج الأدوية المعالجة للحساسية عن ثلاثة أنواع؛ فهناك مضادات الهيستامين التي يتناولها الطفل على مدار موسم الحساسية أو حتى على مدار السنة، حتى يأذن الطبيب المعالج بإيقافها. ولأن مضادات الهيستامين عادة ما تسبب الجفاف، فلا بد من تجرع الطفل كأسا كبيرة من الماء عند أخذه حتى لا يجف فمه في المساء فيستيقظ بين الفينة والأخرى طلبا للماء. كذلك من الضروري أخذ جرعات مضادات الهيستامين ليلا وتفادي أخذها خلال فترة النهار لأنها تسبب النعاس، ولأن الغبار يكون كثيرا بالجو في ساعات الصباح الباكرة، وبالتالي يكون جسم الطفل مهيأ للتعامل معها.

النوع الثاني من الأدوية المضادة لمرض حساسية الأطفال هي الأدوية المحتوية على الكورتيزون، والتي تعطى في صورة شراب سائل أو بخاخ بالأنف. ويساعد الشراب على تخفيف التهيج الذي يصيب القصبات الهوائية، وعادة ما يبدأ الطبيب بوصف جرعات صغيرة للطفل، والتي تتزايد مع الوقت، وعند تمام العلاج يوقفه تدريجيا. وقد يصف الطبيب أنواعا أخرى من الأدوية التي تعالج حساسية الأطفال لفترة طويلة، والتي تزيد من مناعة الجسم لمقاومة الحساسية، وبالتالي تخفف من أعراضها. كذلك يصف الطبيب غسولا للأنف، والذي يكون عبارة عن رذاذ ماء مخلوط بملح يستخدم بغسل الأنف وتنظيفه من الغبار المسبب للحساسية. وإذا أصابت الحساسية عين الطفل فعادة ما يصف الطبيب أنواعا من القطارات التي تستخدم لعلاج مثل هذه الحالات. وإن طالت الحساسية الجلد وأصابته بالإكزيما فالطبيب يصف أنواعا من الكريم أو المرهم الخاص بالأطفال، حتى يكون آمنا على وجوههم وعيونهم.

وهناك بعض الوسائل العلاجية التي يتبعها كلا الأبوين، بل والمحيطين بالطفل الذي يعاني من الحساسية، كإبعاده عن الغبار والدخان، وخاصة دخان السجائر، وجميع الروائح التي يتحسس منها الطفل، كروائح الصابون والعطور والمواد الكيماوية وغيرها. كذلك ننصح الأم بتقليل المساحيق المصنعة من مواد كيماوية عند غسل ملابس طفلها أو ملاءة سريره أو أي شيء يلامسه الطفل ويستخدمه؛ ويمكن استبدال هذه المساحيق الضارة للطفل بأنواع من الصابون المصنع من مواد لا تؤثر عليه، كالصابون النابلسي على سبيل المثال. كذلك يمكن توفير للطفل فراش ضد الحساسية، والذي يمنع دخول حشرة غبار الفراش إلى الفراش ويمنع كذلك تكاثرها. ولا ننسى تجنيب الطفل رائحة القلي التي حتما تؤذيه. ويفضل منع الطفل من اللعب خارج المنزل في الوقت من الساعة الخامسة وحتى العاشرة صباحا حتى لا يؤذيه غبار الطلع الذي يكون منتشرا في الهواء بكثرة في هذه الأوقات. كذلك لا يحبذ نوم الطفل في غرفة مفتوحة النوافذ، اتقاء لغبار الطلع الذي يدخل للحجرة في وقت الصباح. ويفضل تحميم الطفل قبل النوم، في حال لو كان قد انتهي لتوه من اللعب خارجا، مع التركيز على تنظيف الشعر والحواجب والمنخارين، وذلك للتأكد من تخلص جسده من كل الغبار العالق به.

وهناك بعض الوصفات الطبيعية التي تخفف من أعراض حساسية الأطفال المزعجة، ومنها تناول الطفل للأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي كالليمون والبرتقال. ولاحتواء اللبن على خمائر الحليب، فإنه يفيد في التقليل من متاعب الحساسية. ولا يقل دور العسل الأبيض أهمية في علاج الحساسية، ولكن يجب انتقاء نوع جيد منه للحصول على النتائج المطلوبة؛ ومن المفيد جدا استخدام العسل الذي ينتج بالمنطقة التي يؤدي تواجد الطفل بها إلى تهيج الحساسية.

البخاخ لحساسية الصدر

حساسية الأطفال البخاخ لحساسية الصدر

إذا كان الطفل يسعل مع بذل أي مجهود فالتشخيص الصحيح لهذه الحالة أنه يعاني من الحساسية. ومن أعراض إصابة الطفل بالحساسية السعال المستمر في أوقات معينة من العام، وخاصة في فصل الشتاء وعند تغيير الفصول، وخاصة فصل الربيع، نتيجة حبوب اللقاح الموجودة في الجو. ويحدث السعال في أوقات معينة؛ فنجد الطفل يسعل بشدة وقت النوم ووقت الاستيقاظ وعند الضحك وعند البكاء وعند بذل أدنى مجهود. ويتم التعامل مع حساسية الأطفال باستخدام بخاخات موسعة للشعب، مع متابعة الطفل وعمل جدول لتحديد عدد البخات التي احتاجها على مدار الأسبوع، فإن وجدت الأم أن طفلها يستخدم أكثر من 3 بخات على مدار الأسبوع، يحتاج الطفل لتناول ما يسمى بالعلاج الوقائي، وهو بخاخة تحتوي على نسبة صغيرة من الكورتيزون، والكورتيزون المستنشق ليست له أعراض جانبية، اللهم إلا حدوث فطريات على اللسان في بعض الحالات، ولتجنب ذلك يفضل إعطاء الطفل القليل من الماء أو مضمضته بعد أخذ الجرعة مباشرة؛ وقد تتطور الأعراض الجانبية لتؤثر سلبا على نمو الطفل في حال تناول الطفل ما يزيد عن 800 ميكروجرام على مدار اليوم، وهذا لا يحدث في الغالب، حيث لا تتعدى الجرعة 100 إلى 250 ميكروجرام، ولو لم نجد نتائج جيدة لهذه الأدوية نلجأ لغيرها. ومن المعتقدات الخاطئة التي تتبناها كثيرا من الأمهات هو خشية إعطاء أطفالهن المصابين بحساسية الصدر البخاخ الذي يصفه الطبيب للعلاج، ظنا منهن أن الطفل سيعتاد على استخدامها، بيد أن الطفل لا يعتاد مطلقا على مثل هذا النوع من العلاج، بل هو علاج وقائي لا أكثر ولا أقل.

حساسية الجلد عند الأطفال الرضع

لأن كثيرا من الأمهات يختلط عليها الأمر فلا تستطيع التفريق بين حساسية الجلد والمرض الجلدي، فحري بنا تقديم الوسائل والطرق التي تمكنك من التفريق بين كلا المرضين. تنتشر حساسية الجلد عند كثير من الأطفال، ويرجع السبب فيها إلى عدة أمور منها بعض الأطعمة التي يتناولها الطفل أو بعض الأدوية أو تعرضه للحشرات ولدغاتها، أو لعب الطفل بالصلصال. وعند تعرض الطفل لأيا من مسببات حساسية الأطفال الجلدية المذكورة تبدأ أعراض المرض في الظهور، وتتمثل في بقع حمراء تنتشر في الجسم بالكامل، ويتبع ذلك شعور بالحكة لدى الطفل. وما يميز حساسية الجلد الناتجة عن تناول أنواعا معينة من الطعام ظهور الطفح الجلدي فور تناول هذا الطعام، والذي عادة ما يكون حول الفم، ولذا على الأم مراقبة الطفل بعد تناول أي طعام ليسهل عليها تحديد أصناف الأطعمة التي يتحسس منها. أما بالنسبة لحساسية الجلد الناتجة عن أخذ أنواعا من الدواء، فلا تحدث أيضا إلا عند تناول الدواء. وفيما يخص حساسية الأطفال الجلدية الناتجة عن لدغات الحشرات فإنها تظهر بالأماكن المعرضة للجو من جسم الطفل، والتي تصل الحشرات إليها؛ فإن كان الطفل يرتدي ملابس تظهر أجزاء من جسمه، فقد تظهر عليها لدغات بعوض على سبيل المثال. وينطبق ذلك على معظم الحشرات، بيد أننا نستثني البراغيث من هذه القاعدة، فالبرغوث يلدغ الأماكن المغطاة لا الأماكن المكشوفة. والعلاج حساسية الأطفال الجلدية الأولي هو إبعاد الأم طفلها عن مسبباتها، ثم إعطائه جرعات من مضادات الهيستامين أو الكورتيزون، حسب ما يصف لها الطبيب.

دواء حساسية الجلد للأطفال

غالبا ما يكون السبب وراء الإصابة بمرض حساسية الأطفال الجلدية هو سبب وراثي؛ فإن كان أحد والديه أو كلاهما يعاني من نوع أو أكثر من أنواع الحساسية، ويقصد بها حساسية الأنف والحساسية الجلدية وحساسية الصدر، فبنسبة 30% يحتمل إصابته بها. وعند ظهور أعراض حساسية الجلد عند الطفل، وهي عبارة عن التهابات جلدية وقشرة وحكة، عند ذلك يهرع والديه إلى الطبيب طلبا للعلاج. والنصيحة الأولى التي يقدمها الطبيب هي الانتباه إلى درجة حرارة الجو، فجلد الطفل لا يناسبه الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة، كونهما لهما عامل كبير في تهيج الجلد. كذلك يوجه الطبيب الأم إلى ضرورة اختيار الملابس القطنية لطيفة الملمس لبشرة طفلها، حتى لا تؤدي المواد الأخرى إلى إثارة الحكة بالجلد. ولا يستحب جلوس الطفل بمكان مغلق لا تدخله الشمس ولا يتغير هواؤه، ولا يناسبه كذلك الأماكن المليئة بالغبار. كما يصف الطبيب للطفل المصاب دهانات موضعية تحتوي على مضادات الهيستامين أو الكورتيزون الخفيف في بعض الحالات، وهناك بعض الدهانات التي يصفها الطبيب كذلك لتحسين مناعة الجلد حتى يبدأ في التعود على البيئة المحيطة والتعامل الجيد مع المؤثرات الخارجية. كذلك يصف الطبيب أنواعا من الغسول لتنظيف البشرة، وكذلك أيا من المرطبات التي تساعد الجلد في التكيف مع البيئة الخارجية. ولو كانت هناك حكة شديدة فعادة ما يصف الطبيب شرابا ضد الحساسية يؤخذ عن طريق الفم.

علاج حساسية الجلد عند الأطفال بالأعشاب

يفضل بعض الآباء استخدام الأعشاب الطبيعية لعلاج أطفالهم من حساسية الجلد أو الوقاية منها. ومن الأعشاب شديدة الفاعلية لهذا النوع من حساسية الأطفال هي حبة البركة التي تدهن على الجلد مخلوطة بعسل النحل؛ ويمكن الاكتفاء بدهان زيت حبة البركة. كذلك يفيد في هذه الحالة شرب مغلي الكركديه، على أن يكون المشروب محلى بالعسل. ويمكن عمل خليط من الكزبرة الخضراء والعسل ليشرب مرتين يوميا. ولعشبة القرفة تأثير فعال لمرضى حساسية الجلد، ولذا يفيد تناول مشروب مغلي القرفة؛ ولا يقل القرنفل أهمية في علاج هذا المرض. كذلك يمكن استخدام دهان من منقوع التمر الهندي مع عصير الليمون. ويساعد القيام بنثر مسحوق زهور شيح البابونج فوق المكان المصاب على الشفاء. ولاحتواء النعناع على زيت المنثول الذي يقلل من حدوث الالتهابات والحساسية الجلدية، فيمكن تناوله طازجا أو شربه مغليا؛ ويمكن كذلك إضافة النعناع الجاف إلى الأطباق التي تقدم للطفل في حال لو لم يستحسن طعمه. هذه بعضا من الأعشاب التي تستخدم لعلاج حساسية الأطفال الجلدية، والتي قد يساعد استخدامها في التقليل من الأدوية الكيماوية التي تستخدم للعلاج، أو حتى وقفها والحد منها.

حساسية الأطفال من الحيوانات

عند الحديث في هذا الموضوع ينصب معظم التركيز على القطط والكلاب، كونهما أكثر الحيوانات شيوعا للتربية داخل المنزل. وتؤدي الأجسام الغريبة المتواجدة حيث توجد الحيوانات إلى حساسية الأطفال التي تحدث بالأنف أو العين أو حتى بالجلد؛ ذلك أن الجهاز المناعي بجسم الإنسان يهاجم هذه الأجسام الغريبة، وبالتالي تظهر هذه الأعراض. وترتبط حساسية الأنف والصدر عند الأطفال ارتباطا وطيدا بالحيوانات، نظرا لشغفهم الكبير لمداعبتها. وبالرغم من كونها حيوانات أليفة، فإن البروتينات التي تفرزها من لعابها وجلدها تتطاير وتلتصق بالأماكن والأشخاص حولها، مما يؤدي إلى تهيج أماكن حساسية الصدر والأنف عند الإنسان عموما، والأطفال بصفة خاصة. ولعل هذا هو التفسير وراء التهيج الدائم للجيوب الأنفية والشعب الهوائية لدى الأشخاص الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات. ولوقاية الأطفال من حساسية الحيوانات يجب إبعادهم عنها قدر الإمكان؛ وإن حدث واختلط الأطفال بها فلا بد من ارتداء كمامات وعدم دخول المنزل بالملابس التي كان الطفل يرتديها وقت تواجده بمكان الحيوانات. كذلك تؤدي فضلات الحيوانات إلى حدوث حساسية الأطفال التي تترجم إلى العطس والسعال الشديدين؛ لذا فالأفضل عدم احتكاكهم بها.

نهاية، لابد من الأخذ في الاعتبار أن حساسية الأطفال لابد وأن تخضع للعلاج المناسب، حتى يمكنه ذلك من عيش حياة طبيعية خالية من الألم؛ وطبيعة حياة الطفل هي أن يجري ويلعب ويتحرك، وإلا كانت عدم مقدرته على ذلك بمثابة حكم بالموت على روحه البريئة الطفولية.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

10 − 7 =