تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تجيد تقليد الشخصيات الناجحة وتجعلهم دافعًا لك؟

كيف تجيد تقليد الشخصيات الناجحة وتجعلهم دافعًا لك؟

تقليد الشخصيات الناجحة أمر هام ويدل دلالة واضحة على أن الإنسان قادر على التعلم من أخطاء الآخرين وأفعالهم الجيدة في نفس الوقت، فكل شخص ناجح يمتلك قصة وطريق.

تقليد الشخصيات الناجحة

مما لا شك فيه أن تقليد الشخصيات الناجحة أهم بكثير من مجرد التعرف عليهم، فالإنسان بطبعه يمتلك أحاسيس ومشاعر مثل الغيرة والحسد وأحيانًا الحقد، ونحن بالتأكيد لا نُنادي سوى بالشعور الأول، وهو شعور الغيرة، وذلك لأن هذا الشعور سوف يؤدي بالشخص إلى التقدم وإحراز نجاحات في حياته، بخلاف الشعورين الآخرين اللذين سيأخذانه إلى مكانٍ آخر سيؤدي في النهاية إلى تدميره، وطبعًا عندما تُعرض الشخصيات الناجحة أمامك فسوف يكون لديك حق الاختيار من بينهم ومعرفة أي شخصية تود أن تُصبح مثلها، لكن هذا أيضًا ليس كافيًا في حالة الرغبة الحقيقية في النجاح، بل عليك أن تعرف الطريق الذي سلكوه وتعرف كيف سلكوه لتقوم بحذو حذوهم، عمومًا، هذا موضوع كبير سوف نقوم بتوضيحه خلال السطور الآتية، حيث تقليد الشخصيات الناجحة وكيف نجعلهم دافعًا لنجاحنا الشخصي.

الشخصيات الناجحة

طبعًا ثمة أمر لا جدال عليه، وهو أنك كي تقوم بعملية تقليد الشخصيات الناجحة عليك أولًا التعرف على تلك الشخصيات وما الذي يعنيه كونها ناجحة، فالشخصية الناجحة هي الشخصية التي تُحرز تقدمًا في مجال ما، حيث لا يتمكن الآخرين غالبًا من تحقيق نفس النجاح، والشخصية عامةً هي ما يكونه الشخص من طِباع وعادات، أما النجاح فهو أحد الأمور النسبية القليلة، بمعنى أنك قد ترى تجربة شخص وتحكم عليها أنها ناجحة بينما ترى شخصية أخرى نفس التجربة وتحكم عليها بأنها فاشلة، لكن الحقيقة أن ذلك الاختلاف في الآراء يكون في أضيق الحدود، بمعنى أن الإجماع قد يكون بنسبة تتخطى السبعين في المئة على تلك الشخصية ناجحة أو فاشلة.

ظهور الشخصيات الناجحة التي تستحق التقليد كان منذ اليوم الأول للإنسان على هذه الأرض، فالابن يُريد أن يُصبح مثل أبيه أو مُعلمه أو صديقه أو فنان شهير وهكذا، لا حياة بلا هدف، وأغلب الأهداف التي يعيش من أجلها البشر تكمن في الرغبة في تقليد شخصية من الشخصيات أو تقليد نجاحها تحديدًا، لكن يا تُرى، لماذا يُقلد الناس الشخصيات الناجحة؟

لماذا يتم تقليد الشخصيات الناجحة؟

السؤال المُحير حقًا هو ذلك الذي يستفهم عن أسباب تقليد الناس للشخصيات الناجحة، والحقيقة أن الحيرة ليست في إجابة السؤال، وإنما في السؤال نفسه، فطبعًا من المنطقي أن يُقلد الناس الشخصيات الناجحة، وذلك ليس لرغبتهم في النجاح فقط، وإنما لرغبتهم الحقيقية في تحقيق نفس المصير الذي آلت إليه الشخصيات الناجحة، فعندما ترى شخص ناجح يعيش حياة جيدة ويتمتع بكل المتع في الدنيا تتمنى على الفور أن تُصبح مثله، دون أن تعرف كيف أصبح كذلك أو ما هي دوافعه، فقط أنت ترى نفسك في مكانه ولا شيء آخر.

هذا الأسلوب ليس غريبًا على البشر، بل إنهم قد فطنوا جيدًا إليه، فبالطبع جميعنا يُلاحظ في الإعلانات أنه يتم التسويق للمنتج من خلال واجهة إعلانية ناجحة ثم جعلها تستخدم المُنتج أمامك في السعادة، وذلك حتى يترسخ في عقلك الباطن أن تلك الشخصية قد حصلت على النجاح الذي تريد أنت أن تكون عليه من خلال بعض الأمور من ضمنها استخدام ذلك المنتج، وطبعًا لا يحتاج الأمر إلى تفكير حتى تذهب وتشتري المنتج متشبثًا بأي طريقة للنجاح.

كيفية تقليد الشخصيات الناجحة؟

ذكرنا تعريفًا للشخصية الناجحة بالإضافة إلى الأسباب التي تجعلنا نتحرك لتقليد الشخصيات الناجحة، كل هذا لا يهم، ما يعنينا الآن هو كيفية الوصول إلى هذه المرحلة وتقليد الشخصية الناجحة بأفضل صورة ممكنة، والحقيقة أنك كي تفعل ذلك تحتاج لتنفيذ بعض الخطوات، والتي على رأسها أولًا تحديد الشخصية التي تُريد تقليدها.

تحديد الشخصية محل التقليد

الشخصيات الناجحة كثيرة، لكنك بالطبع لن تقوم بتقليد كل شخصية ناجحة تُقابلها، بل إنك أولًا سوف تختار وتحديد الشخصية الأنجح وأكثر سهولة في التقليد، وتلك الشخصية المطلوبة بالتأكيد سوف تحتوي على صفات خاصة، منها مثلًا أنها لن تكون شخصية خيالية، فلا يُمكنك تُشاهد فيلمًا يحتوي على شخصية ناجحة ثم تُقرر أنت تصبح مثلها، لأنها وببساطة شديدة شخصية غير موجودة في الواقع من الأساس، فهل من المنطقي أن تُقلد شخصية غير موجودة؟ وأيضًا يجب أن تكون تلك الشخصية حقيقية وقابلة للتقليد من حيث مجالك، فمثلًا، لا يُمكن أن تكون مُمثل ثم تقرر تقلد شخصية رياضية ناجحة، فأنت في هذه الحالة لن تستطيع سلك الخطوات التي خاضها لأنها مُختلفة عن الشيء الذي تريده.

تأكد من أنها ناجحة

شيء مهم جدًا يجب عليك التيقن منه عند تقليد الشخصيات الناجحة، وهو أن تتأكد فعلًا أنها شخصية ناجحة وليست كذلك من وجهة نظرك، بمعنى أدق، يجب أن يكون هناك شبه إجماع على أنها شخصية ناجحة، ولتحديد ذلك أنظر إلى ردة فعل أغلب الناس وانطباعاتهم تجاه هذه الشخصية، ثم انظر أيضًا إلى منهج هذه الشخصية واتجاهاتها لتتأكد أنها ناجحة فعلًا ومؤثرة، فهناك شخصيات قد تبدو من الخارج ناجحة لكنها ليست كذلك، كل ما في الأمر أنها أرادت أن تُصدر ذلك الانطباع للناس، فهل ستُقلد شخصية لمجرد أنها قد أوحت إليك بأنها ناجحة، شخصية مصطنعة بالكامل!

لا تكن تابعًا

الأهم عند تقليد الشخصيات الناجحة أن تعرف أنك تُقلد ولست مجرد تابع، فالشخصيات الناجحة لها حياتها الخاصة وملابسها الخاصة واهتماماتها الخاصة، كل هذا بالتأكيد ليس له علاقة بما تُريد تقليده، أما إذا قمت بتقليد هذه الأمور بالفعل ففي هذه الحالة تكون قد خرجت عن نطاق التقليد وأصبحت تابعًا، والتابع هو من يُقلد كل شيء في شخص آخر تقليد أعمى دون النظر إلى الهدف أو الغاية مما يفعله، هل تريد أن تُصبح كذلك؟ بيدك القرار بالطبع، لكن نصيحة لا تفعل، لأن هذه التبعية لن تصنعك ناجحًا، بل مجرد نسخة مشوهة لا تستحق حتى مجرد الالتفات لها.

ضع بصمتك الخاصة

لا يعني تقليد الشخصيات الناجحة أن تكون شخص بلا هوية أو هدف، أنت فعلًا سوف تقوم بالتقليد كي تُصبح مثلهم لكن كي تُحقق المجد الشخصي يجب أن تضع بصمتك الخاصة، فالكثير من العلماء ينظرون إلى العالم الناجح الحاصل على جائزة نوبل مثلًا ويودون تقليده، لكنهم يتوقفون عن التقليد الأعمى ويضعون بصمتهم الخاصة، وهذا ما يجعلهم في النهاية يحصلون على نفس الجائزة ويكونون في نفس المكانة، إنه أمر ذو شعرة صغيرة بين التقليد الأعمى والتقليد الذي يُقصد به مجرد سلك الطريق الصحيح، ضعني على الطريق ثم اتركني، هذا يجب أن يُصبح شعارك في الحياة.

هل تقليد الشخصيات الناجحة أمر جيد؟

هناك السؤال يطرحه بعض المُتعصبين أو المتُكبرين، وهو عن التقليد، وهل هو أمر جيد أم أنه مجرد تقليد أعمى لا هدف منه، والحقيقة أن إجابة ذلك السؤال تتوقف بشكل كبير على الطريقة التي يقوم الشخص من خلالها تنفيذ هذا الأمر، فإن كان مجرد تقليد أعمى لا يقود إلى شيء في النهاية فهذا لا يُعتد به ولا يجب أن يُحتذى بمن يقوم بفعله، لكن، إذا كان التقليد مع وضع البصمة الخاصة المُميزة فهذا أمر مقبول، والحياة أصلًا موجودة لكي يستفيد الناس من بعضهم البعض، ولا خطأ في أن يقوم الشخص بتكرار تجربة شخص آخر ما دمت في النهاية تجربة ناجحة وفعالة، ولكي ندعم وجهة النظر هذه، دعونا نتعرف على أبرز الشخصيات الناجحة التي لا يختلف عليها أحد ويجب تقليدها بلا شك.

أبرز الشخصيات الناجحة

هناك بعض الشخصيات الناجحة التي يُمكننا بلا شك تقليدها والاقتداء بها دون أن يكون في أذهاننا ذرة شك واحدة بأننا نُقلد شخص غير جدير بالتقليد، تلك الشخصيات كما يُقال عنها لا يختلف عليها أحد، ولا يُمكن أصلًا أن يختلف عليها أحد، وعلى رأس تلك الشخصيات شخصية النبي العظيم محمد عليه الصلاة والسلام.

النبي محمد، الشخصية الأعظم في التاريخ

إذا ما أردت حقًا تقليد الشخصيات الناجحة فإن شخصية نبي الإسلام محمد بن عبد الله سوف تكون بلا شك الشخصية الأجدر بذلك الأمر، وهذا ليس حديث المسلمين فقط، بل إن الكفار أو أصحاب الديانات الأخرى يختلفون على الدين ولا يختلفون على أن النبي محمد هو أعظم بشري مر على الأرض، وليس هذا بسبب تعظيم القرآن ورب القرآن له فقط، وإنما أيضًا الفكر الذي قاد به أمة الإسلام ووصل به إلى أبعد نقطة ممكنة.

بداية مجد النبي محمد كانت منذ طفولته، فقد وُصف بالصادق الأمين، وربما لهذا كانت الدعوة من نصيبه، كيلا يُشكك الناس به، وأيضًا بعد نزول الدعوة تمكن من حشد المسلمين حوله بطريقة عبقرية، ناهيكم عن الهجرة وقيادته للدعوة في المدينة، تلك المنطقة التي كانت تعج باليهود، لكنها تمكن بحنكة شديدة من السيطرة عليها، ثم بعد ذلك الفتوحات وإشراكه لأصحابه في الرأي بالرغم من كونه مؤيد بالوحي، كل هذه الأمور تدل على عظم تلك الشخصية وبراعتها في كل شيء.

توماس أديسون، الرجل الذي لم ييأس

لماذا يجب علينا توماس أديسون إلى عقول من يريدون تقليد الشخصيات الناجحة؟ لأن توماس أديسون ببساطة هو أكثر الأشخاص الذي خلدهم التاريخ من حيث عدد مرة المحاولة من أجل النجاح، بل وتحقيق النجاح بالفعل، على الرغم من كونه في صغره طفل مكروه من المُدرسين نظرًا لأنه كان غبي على حد قولهم، كان مُجرد شخص يُعاني من مشاكل نفسية، لكن الجميع لم يفهم ذلك الأمر، ولهذا فإنه عاقبهم بنجاحه المُدوي.

نجاح توماس أديسون لم يكن نجاحًا عاديًا، فقد تمكن من اختراع المصباح والكثير من الأشياء الأخرى المؤثرة تأثيرًا كبيرًا في حياتنا حتى الآن، تلك الأشياء ما كان لها أن تنج لولا أن أديسون لم ييأس أو يفقد الأمل والإيمان بربه ثم بنفسه، ولذلك هو بحق من الشخصيات الناجحة التي تستحق التقليد.

والت ديزني، صاحب مدينة الفرحى

طبعًا جميعنا نعرف ونسمع بمدينة ديزني أو ديزني لاند كما تشتهر، فهي أعظم مدينة مرح على الأرض بلا شك، لكن ما لا يعرفه البعض أنه خلف تأسيس تلك المدينة كان ثمة قصة عظيمة بطلها أحد الشخصيات الناجحة والت ديزني، والذي كان مجرد موظف بسيط خاض الكثير من الحروب وذاق الكثير من الألم من أجل أن ينتهي به الأمر في النهاية إلى كونه واحد من أثرى أثرياء العالم، وصاحب مدينة المرح الكبرى.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة عشر + ثلاثة =