تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » المشاعر الإيجابية : كيف نصنع المشاعر الإيجابية داخلنا؟

المشاعر الإيجابية : كيف نصنع المشاعر الإيجابية داخلنا؟

هل المشاعر الإيجابية مصدرها داخلي أم خارجي؟ هذا السؤال مهم جدًا ويجب أن يسأله الجميع. في هذا المقال سنعرف كيف نصنع مصدرنا الخاص من المشاعر الإيجابية.

المشاعر الإيجابية

الكثير من المشاعر يمكن أن تسيطر على الإنسان على مدار يومه وحياته، ولذلك الأفضل دومًا أن تكون هذه المشاعر هي من نوعية المشاعر الإيجابية. ولكن المشكلة هنا هي أن هذا الموضوع ليس سهلًا كما يعتقد البعض، بل إنه صعب جدًا تقريبًا أن تعيش معظم أوقات حياتك وأنت تتمتع دومًا بمشاعر إيجابية. لكن الحقيقة هي أن من يملكون هذه المشاعر على الدوام هم أفضل ناجحين في العالم، فهم مهما حدث لا يحزنون بل دومًا لديهم مخزون من المشاعر الإيجابية التي تجعلهم يقاومون كل شيء. يقاومون علاقة حب فاشلة، أو فشل، أو يأس، ولا يقعون في مستنقع اكتئاب ما بعد الفشل. ولذلك في هذا المقال عزيزي القارئ سنتكلم عن هذا الموضوع بصورة عملية وجديدة، ويجب على كل شخص في العالم أجمع أن يقرا هذا المقال لأنه فعلًا يمكن أن يغير حياتك، ويجعلك تغير اتجاهك من الفشل للنجاح في حياتك الشخصية بكل سهولة وخطوات عملية.

ما هي المشاعر الإيجابية ؟ وكيف نصنعها؟

تجربة الفأر والأمل

هذه التجربة عجيبة جدًا ومنها استنتج العلماء أن المشاعر الإيجابية التي تجعلنا نرغب في أن نكون على قيد الحياة هي داخلية وليست خارجية. ونستطيع من عقولنا إنتاج كمية كبيرة من الطاقة والأمل والرغبة في الحياة، الإنسان نفسه لا يتوقعها ولا تخيل أن لديه كل هذه القدرات، إلا عندما يوضع تحت ضغط جديد وغريب يجعله يرغب في الحياة.

التجربة

أحضر بعض العلماء بعض الفئران وأحضروا أيضًا بعض الأواني الزجاجية، واختار العلماء الأواني زجاجية حتى ترى الفئران بعضها البعض. ومن ناحية ثانية حتى لا يستطيع الفأر تسلق الزجاج إلى الأعلى. ومن ثم وضعوا مياه في هذه الأواني الزجاجية وثم وضعوا الفئران داخلها حتى تغرق. ولك أن تعرف عزيزي القارئ أن الفأر يستطيع السباحة ولكنه لا يستطيع الطفو. ومن هنا أخذت الفئران تسبح حتى لا تغرق في المياه، لأنهم لا يعرفون كيف يخرجون من الإناء الزجاجي الأملس. ومن هنا بدأت مجموعة الفئران في السباحة، وهم يرون بعضهم كل منهم في إناء مختلف، وأول فأر تعب بعد أربع ساعات، ومن ثم سلم نفسه واستسلم للموت. ثم الثاني بعده بساعتين واستسلم. حتى جاء الأخير الذي طفق يسبح لمدة 18 ساعة، وعندها قرر أن يستسلم للموت والتعب. ولكن المفاجأة في أن العلماء عندما وصل الفأر الأخير لمرحلة أنه استسلم للغرق أخرجوه وأنعشوه.

ثم بعدها بوقت قليل وضعوا نفس الفأر في إناء زجاجي أخر به ماء بنفس الطريقة، وتركوا الفأر يقاوم الغرق. وعندها تفاجئ العلماء بشيء غريب جدًا وهو أن الفأر لم يظل يسبح لمدة 18 أو يوم كامل أو حتى يومان، بل ظل الفأر يعوم لمدة 82 ساعة بشكل متواصل، وهو يأمل أن اليد التي أنقذته في البداية ستنقذه مرة أخرى. ومن هنا اكتشف العلماء أن في كائن مثل الفأر لمجرد أنهم أنقذوه، تولد داخله نوع من المشاعر الإيجابية التي جعلته يقاوم الموت لمدة أكثر من ثلاث أيام متواصلين. في حين أن من فترة قصيرة استسلم فقط بعد 18 ساعة. ومن هنا اكتشف العلماء أن الخبرة الإيجابية تعطي الأمل للإنسان أيضًا. وتستطيع أن تجعل الإنسان يقاوم أي فشل أو موت أو أي سلبية بصورة شرسة جدًا وقوية. لأن التركيب العاطفي للإنسان متطور أكثر من الفأر.

لا تخاف من الفشل

يجب أن تفهم جيدًا أن كل المشاعر السلبية تتولد من فكرة الخوف. أن تخاف هو مصدر أي شعور سلبي بداخلك. ولو بحثت عن سبب اكتئابك الحقيقي ستجد أن زريعته داخلك هو الخوف. الخوف من الوحدة، الخوف من الموت، الخوف الحياة، الخوف من العقاب، الخوف من المسئولية. كل هذه الأسباب هي أصل كل المشاعر السلبية داخلك ولذلك حتى تحول المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية يجب أن تواجه كل خوف. يجب أن تعرف جيدًا أن مواجهة ما تخاف منه هو أفضل حل على الإطلاق، فلو كنت تخاف الوحش، سيظهر لك، هذا مثل شعبي قديم أما لو قررت أن تقابله وجهًا لوجه سيتنصل من مواجهتك. هكذا هو الخوف، واجه أي كان ما تخافه. لو كنت تخاف الوحدة، قرر أن تعيش وحيد، ولا تعتبر الأمر ليس حلًا. فليس حل أخر للتغلب الخوف سوى المواجهة. أيضًا الخوف من الفشل يجب أن تواجهه بأن تعطي لنفسك فرصة بأن تفشل، ولا تخاف من نتائج الفشل. هنا ستجد كل المشاعر السلبية داخلك تحولت تدريجيًا إلى شجاعة وعدم خوف، يجعلك تضع قدمك على أول طريق اكتساب المشاعر الإيجابية بطريقة ذاتية من داخلك.

عدم الالتفات إلى كلام الناس

المشاعر الإيجابية مرتبطة بكلام الناس، والاحتكاك البشري سيؤثر فيك رغمًا عنك مهما قلت إنك تستطيع أن تتحمل الضغوطات. ولذلك يجب عليك أن تتفطن جيدًا لكلام الناس ولا تأخذه على محمل الجد، سواء بالسلب أو الإيجاب. ولكن حاول دائمًا أن تجعل مشاعرك الإيجابية غير مستوردة من الآخرين. بمعنى بسيط، لا تطلب رأي الآخرين في أي شيء تفعله، لأن الحقيقة أن أراء الناس ليس لها علاقة بأهمية الموضوع ولن تفيد، ولن تشجعك. وربما الأسوأ، ربما تجد شخص لا يحبك يقول لك كلام سلبي يدخل لك مشاعر سلبية. ولذلك حاول دائمًا أن يكون رأيك أنت في أي شيء تفعله هو المهم، أو تكون قراراتك هي قرارك أنت، وليس بكثرة المشاورات وأخذ رأي الآخرين في شيء يخصك. لا تفعل ذلك أبدًا. بل تجنب كلام الناس ولا تضع له حسبان في عقلك سواء بالسلب أو الإيجاب.

الثقة في النفس

ثقتك في نفسك هي التي تؤهلك ألا تتعامل مع الناس بطريقة المتلقي، بل أن تتعامل معهم بطريقتك الشخصية. لن يهزك أي شيء يقوله عنك شخص يريد أن يقلل من قيمتك، لمجرد أنه يغير من نجاحك، فيسرب لك بعض الشك وبعض السلبيات حتى يهبط من مستوي المشاعر الإيجابية لديك. وللأسف الكثير من الناس يقعون في هذا الفخ. ولذلك يا عزيزي ثقتك في نفسك ستجعلك تقف أمام هذه الآراء وكلام الناس بطريقة ثابتة، كأنك حائط لا يستطيع أن يهزك الريح. وهذه الثقة تستطيع أن تجعلك دومًا ثابت أمام أي فشل أو أمام أي خوف لمجرد أنك ناضج وتفهم أن المشاعر الإيجابية من صنعك أنت وليس هؤلاء الناس. نجاحك هو داخل عقلك وإمكانياتك الشخصية أنت الذي تتحكم فيها، وليس كلام الناس هو الذي يتحكم فيك. ولذلك بعد كل ضربة سيوجهها لك الناس ستجد أن ثقتك في نفسك تنمو وتصنع لنفسك طريق نجاحك الخاص. حتى تنجح وحينها لا تتلفت على من كانوا يقللون من شانك، لأن كبريائهم سيجعلهم يقللون من نجاحك مهما كان. لذلك إكمالًا لثقتك في نفسك تجاهل كل من يحاول أن يقلل من نجاحك أو شأنك كأنه رياح عابرة.

يجب أن يوجد هدف في حياتك

يجب أن يكون لديك هدف في حياتك حتى توجه له المشاعر الإيجابية. وهذا هو طبيعة الإنسان فلو كان لدى الشخص هدف يسعى له، فهو غالبًا يفكر دومًا بكل عواطفه في هذا الهدف الحياتي. ولذلك يبدأ يعمل ويبدأ في التخطيط ويبدأ في إيجاد حلول. ولكن ماذا لو فشل هل ستكتنفه المشاعر السلبية أم الإيجابية؟ الواقع والتجارب تقول إن الإنسان الذي لديه هدف ويسعى للنجاح فيه، مشاعره وقت الفشل تكون مشاعر إيجابية. أم الذي يفعل الشيء لمجرد أنه يمضي وقت فراغه، فغالبًا الفشل سيحوله إلى شخص سلبي لا يريد أن يكمل في أي شيء، ولا يثق في نفسه أنه قادر على فعل شيء. وعلاقة وجود الهدف بالمشاعر الإيجابية تكمن في فكرة الرغبة. وهذه الكلمة مهمة جدًا، لأن الإنسان الذي لديه شهوة أو رغبة في شيء فغالبًا رغبته تجعله يتجاهل أي فشل أو أي مشاعر سلبية. فقط يتعامى عن أي شيء سلبي لمجرد أنه يريد أن يمتلك هذا الهدف في حياته. ولذلك أقول لك إن وجود هدف في حياتك هو شيء مهم جدًا، ولو كنت بدون هدف في حياتك، فيجب عليك أن تحدد أكبر شيء تحبه وتصنع هدفًا في حبه.

صُنع الحافز داخليًا

صنع الحافز داخلك ليس أمرًا مستحيلًا كما يعتقد بعض الناس. ونعم هناك استنفاذ كبير لطاقة البشر ولا سيما في القرن الحالي، حيث أن معظم الناس تعمل بطريقة مستمرة حتى تواكب المنافسة في جميع مجالات العمل ويحافظون على عملهم بطريقة دائمة. ولذلك يجب أن نتعلم سويًا كيف نصنع حافز يجعلنا نشعر بالمشاعر الإيجابية، التي تجعلنا نكمل ما نريد أن نحققه. ومن ضمن هذه المحفزات هي الحب. نعم عزيزي القارئ عندما تكون في علاقة حب مع شخص أخر، فغالبًا هذه العلاقة دومًا تولد حافز داخلي لك لأن تثبت نفسك لشريك حياتك. وأنك جدير به، وهذا الأمر طبيعي جدًا، ويجب أن يعرف الجميع أن علاقات الحب محفز ذاتي ودافع قوي للنجاح.

الاطلاع على قصص النجاح

هناك طريقة أخرى للتحفيز الداخلي، وهي الاطلاع على قصص نجاح الآخرين. حيث أنك قد تشعر ببعض الفشل، ولكن عندما تعلم أن عالم مثل إديسون جاء المعلم إلى والدته في البيت وقال لها “ابنك غبي يا سيدتي، ويأخذ وقتًا ومجهودًا في التعليم دون فائدة”. ومن ثم تقرر الأم أن تعلم ابنها في البيت بطريقة ذاتية، ومن ثم يحاول أن يخترع إديسون المصباح الكهربي، الذي قبل أن يخترعه بشكل صحيح فشل ما يقارب الألف مرة. بالإضافة إلى حرق مختبره ذات مرة، الذي ضاع معه مئات التجارب التي لم تكن انتهت بعد. وما الذي قاله وقتها؟ الإجابة، بأنه فرح بهذا الحريق، وبهذا الشكل سيبدأ من جديد بشكل أفضل. فقصة مثل هذه تستطيع أن تحفزك وتقنعك أن مهما كانت ظروفك سيئة، فأنت تستطيع أن تغير واقعك بطريقتك الخاصة. وغير هذه القصص الكثير، وقد لا تكون قصص هؤلاء المشاهير كافية لك. فابحث على الإنترنت عن قصص نجاح كانت في نفس المجال الذي أنت تحبه. وستجد قصص نجاح في كل مجال في العالم غريبة وملهمة، وقادرة على أن تحفزك وتعطيك القوة والمشاعر الإيجابية التي تحتاجها لتغير واقعك.

الدخول في منافسة

هناك وسائل كثيرة يستطيع أي إنسان أن يستغلها حتى يصل إلى مرحلة التحفيز اللازمة، التي تنتج له المشاعر الإيجابية. والدخول في منافسة ضمن هذه الوسائل. حيث إن فوائد المنافسة لا تعد ولا تحصى، بالنسبة لهذا الموضوع. فكرة وجود منافس لهو أمر في حد ذاته يجعل الإنسان متحفز لهزيمة هذا الشخص. والفشل في هزيمته لا يجعل الشخص يستسلم بل يجعل الشخص يبحث عن طريقة جديدة لهزيمته حتى يسترد شعوره بالانتصار. أيضًا المنافسة تجعل الشخص يطور من نفسه. فقط تحول عقله من السلبية للإيجابية. ببساطة لأن الحافز هو الرغبة في الفوز. وقد تكون منافسات بسيطة جدًا في بعض الألعاب بين الأصدقاء هي سر فكرة التطوير من النفس. وهذا ما لا يعلمه بعض الآباء، حيث أنهم لا يعرفون قيمة المنافسة في الألعاب بالنسبة لأطفالهم. ولكن لو أردت أن تربي طفل يعرف كيف ينتج مشاعر إيجابية بنفسه، فإقحامه في المنافسات من الصغر سيجعله دائمًا متحفز للفوز وللمركز الأول، ولا سيما لو كنت تشجعه على ذلك.

التعامل مع الألم بصورة إيجابية

هذه النقطة مهمة جدًا ومرتبطة جدًا بفكرتنا الرئيسية عن كيفية الحفاظ وإنتاج المشاعر الإيجابية بصورة ذاتية. والألم جزء كبير من هذا الموضوع، لأن الألم مثل الموت، حقيقة وواقع يعيشه الإنسان مهما كان غني أو فقير أو كبير أو صغير. فإن الألم النفسي والعضوي حقيقة يعاني منها الإنسان، ويحاول دائمًا أن يتخلص منها بأكثر الطرق سرعة وسلامة. وعلاقة الألم بالمشاعر الإيجابية هي أن وقت الألم، لا يفكر الإنسان إلا في الألم، والمشاعر الإيجابية تكون سلاح لو امتلكه الشخص ربما سيتخطى مرحلة الألم الذي يعاني منها. أي كانت نوعية هذا الألم، نفسي أو عضوي. ولكن تخيل معي لو كانت مشاعر الإنسان سلبية في وقت ألمه، فهو غالبًا سيحاول جاهدًا بأي طريقة أن يهرب من هذا الألم، حتى ولو كان على حساب أنه ينهي حياته شخصيًا، حتى يتخلص من هذا الألم ويذهب نحو العدم. أيضًا هناك الكثير من الأشخاص يفقدون إيمانهم بمعتقداتهم التي تدعمهم لمواجهة الألم، نتيجة أن هذه المعتقدات لا تفيد وقت الألم نفسه. ويكتشفون هذا عندما يجدون أنفسهم أمام الألم بصورة واقعية ويعانون منه. وليس كما يعتقدون أن الموضوع يمكن أن ينتهي بمجرد معتقدات.

هنا يأتي دور قوة الشخصية وقوة المشاعر الإيجابية التي يمتلكها هذا الإنسان بصورة عميقة داخله. تجعله يحارب هذا الألم بقوة التحمل، ومن خلال المقاومة وليس الهرب. وما يميز المشاعر الإيجابية أن صاحبها دومًا محارب ولا يستسلم أمام الألم أو الفشل أبدًا. وميزة هذه المشاعر الإيجابية أن بعد مرور التجربة الأليمة يجد الشخص نفسه أقوى بكثير من قبل هذه التجربة. لأنه سيكون قد اكتسب مناعة نفسية ضد هذا الألم وخبرة شعورية يستطيع من خلالها رؤية الحياة الواقعية من حوله بطريقة أكثر عمقًا وواقعية.

لا تندم بل تعلم

هذه القاعدة يجب أن تتذكرها كثيرًا في حياتك، وهذا لأنها نوعًا ما عملية جدًا. وما سأقوله الآن سيثبت لك ذلك. الندم عزيزي القارئ لن يجعلك تتقدم نحو الأمام، وأيضًا لن يجعلك ترجع إلى الخلف لتعيد ما اقترفته من أخطاء. بل الأسوأ على الإطلاق وهو أنه سيجعلك تقف في مكانك وتعلق في زمنك النادم، وتفقد الشعور بما حولك من تقدم. تفقد الإحساس بالزمن والوقت، وهذا في حد ذاته سيجعلك تندم أكثر. ولذلك ما يجب أن يحدث عندما تجد نفسك على خطأ يسبب لك أذى نفسي، أن تعرف أنك على خطأ وتعترف لنفسك بهذا الخطأ بصورة واقعية وحقيقية. ثم بعد ذلك تبدأ في التحرك نحو التعلم من أخطائك. وليس أن تقف لتفكر في الخطأ وتندم على فعله مرارًا وتكرارًا، وتحاكم نفسك في دائرة الذنب. التي ستمتصك إلى دوامة من المشاعر السلبية، التي لن تتركك بسلام سوى وأنت في حالة اكتئاب ويأس. أما التعلم من الأخطاء فهو يغير عاطفتك إلى مشاعر إيجابية فيها الأمل في التطور، يكون هو الوقود الرئيسي لإدارة حياتك بطريقة ناجحة.

الصبر أب كل المشاعر الإيجابية

يجب أن تفهم عزيزي القارئ أن أفضل صفة يجب أن تكتسبها بالتعلم، حتى تتمتع بمشاعر إيجابية بطريقة دائمة هي الصبر. فالشخص الذي يصبر هو في الحقيقة شخص ذكي جدًا، وليس كما يعتقد البعض أنه شخص متأخر أو غبي أو يرى الأشياء بصورة متأخرة. ولكنه في الحقيقة يفهم قيمة الصبر على تحقيق أهدافه. يعرف أنه حتى يستطيع أن ينجح فهو سيمر بالكثير من مراحل الفشل الذريع القادر على إجهاض أحلامه. ولكنه بالصبر سيثابر حتى لا تموت هذه الأحلام. أيضًا بالنسبة للألم فالصبر على الألم يجعلك لا تفقد الأمل في الحياة. بل يجعلك أقوى ويغير من عقلية مشاعرك في أنك تصير قادر أكثر على المقاومة. المقاومة نفسها نوع من أنواع الصبر القوي، الذي يتمتع به القليل من الناس. وتقريبًا جميعهم ناجحين لأنهم لا يتنازلون عما يريدون من خلال صبرهم على كل الظروف السيئة.

أنت تصنع قدرك

مهما حدث من حولك يجب أن تدرك شيئًا مهمًا، أن قدرك بين يديك أنت وليس بين يدي شخص أخر. فلا تلعن الظلام بل اذهب وأنر شمعة حتى تنير الظلام من حولك. وتكون أنت مصدر هذا النور. لا تدين الظروف من حولك ولا تقول إنك ضعيف ولا تظل تعلق أسباب الفشل على الآخرين. بل يجب عليك أن تبدأ بنفسك، واعلم أنك خلال رحلتك ستجد الناس من حولك يضحكون عليك. ولكن الصبر والثقة في النفس وهذه المشاعر الإيجابية هي التي ستغير لك الواقع. حيث أنك ستفاجئ أن ما تريده تجده أمامك، لأنك ببساطة تسعى له ولا تسقط في فخ كلمة الحظ والصدفة. فالعالم متغير عزيزي القارئ، وحتى لو كانت الصدفة في يومًا ما ضدك، فمن المستحيل أن تكون ضدك مدى الحياة. بل يومًا ما ستكون معك، يجب حينها أن تستغل الصدفة والفرصة بطريقة جيدة، ولا تفرط فيهما. ومع الإيمان في نفسك أنك أنت مالك قدرك، ستجد نفسك مع الوقت تتأكد من هذا أكثر، عندما تمسك أحلامك بيديك.

ابتعد عن المصادر السلبية

هناك الكثير من المصادر التي تصدر لك المشاعر السلبية أحيانًا. وللأسف قد يكون الأهل هم هذا المصدر. مهما كان المصدر الذي يحاول أن يسلب منك المشاعر الإيجابية ويصدر لك المشاعر السلبية، فيجب أن تبتعد عنه فورًا. وهذا الأمر أيضًا ينطبق على أهلك. وهذه ليس دعوة للتمرد وللهجر، ولكنه الواقع عزيزي القارئ. فلو كنت تؤمن بنفسك وبحلمك وتثق في نفسك وتعلم إمكانياتك، ومن يعوقك عن فعل ما يجعلك سعيد وتشعر بذاتك فيه، هم أهلك فيجب أن تجعل أولوياتك هي حياتك السعيدة. لأن أهلك لن يدعموك مدى الحياة بل سيأتي وقت وبعدما منعوك عن فعل ما تحب، سيتهمونك بالفشل في فعل ما يحبون هم. والطبيعي أنك ستفشل في شيء لا تحبه. ولذلك لا تضيع سنوات عمرك حتى تكتشف ما أقوله لك الآن في هذا المقال. وهو أنك يجب أن تستقل بذاتك بعيدًا عن أي مصدر طاقة سلبية يمنعك عن عيش حياتك كما تريد أنت.

أخيرًا عزيزي القارئ، المشاعر الإيجابية هي قوتك السحرية التي تمتلكها داخل عقلك وجسدك. وتستطيع أن تجعلك ناجح جدًا إذا حفزتها باستمرار، وعرفت كيف تتعامل مع نفسك في طريق الإيجابية.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.