تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » الكتابة الأدبية : كيف تجيد فن كتابة النصوص الأدبية ؟

الكتابة الأدبية : كيف تجيد فن كتابة النصوص الأدبية ؟

هل تملك ملكة الكتابة وتحلم بأن تكون كاتباً مبدعاً لك أسلوبك المميز ولك قرائك ومتابعيك؟ هل تريد أن تجيد الكتابة الأدبية بسهولة؟ إليك الدليل الكامل.

الكتابة الأدبية

عليك أن تعرف أولاً أن جميع الكتاب المعروفين والذين تركوا بصماتهم في عالم الكتابة الأدبية لم يجدوا طريقهم مفروشاً بالورود والحرير، ولكن استغرق الأمر منهم سنوات من العمل الجاد. فـ الكتابة الأدبية مثلها مثل أي مهارة أخرى في الحياة لا تكفي فيها الموهبة فقط ولكن تحتاج إلى كثير من الجهد والتعلم والممارسة لتنميتها وإصقالها، ولكن إذا كنت شغوفاً حقاً بالكتابة وتأخذها على محمل الجد فستجد أن الأمر يستحق العناء. قام كثير من الكتاب بمشاركة تجربتهم مع الكتابة الأدبية وما هي الممارسات والقواعد التي وضعوها لأنفسهم لينموا مهارتهم الإبداعية ويجعلوا من أنفسهم كتاباً لكل منهم أدواته الخاصة وأسلوبه المميز، وإليكم قائمة بهذه الممارسات التي أجتمع عليها عدد كبير منهم.

أسهل طريق من أجل إجادة الكتابة الأدبية

اقرأ كثيراً اقرأ كل شيء

أهم وأكثر نصيحة اجتمع عليها الكتاب والمفكرين هي القراءة الكثيرة والمستمرة. اقرأ كل ما تقع عليه يديك من كتب في شتى المجالات في الأدب والدين والفلسفة والعلوم، وأقرأ لكتاب كبار وحاول أن تتأمل أسلوبهم في الكتابة وطريقة بناء النص، فالجميع يبدؤون بالتعلم من الكبار.أجعل الكتاب رفيقك دائماً وفي كل مكان، في المواصلات العامة وفي المقهى، حتى وإن وصل الأمر إلى أن تقرأ وأنت تتناول طعامك، اجعلها روتين يومي متزايد باستمرار.

تدوين الملاحظات والأفكار والخواطر

أجعل برفقتك دائماُ مفكرة صغيرة وأكتب بها أفكار لقصص ومقالات، حوار أعجبك، جمل قصيرة أو عبارات، أفكار أثارتها عندك أغنية ما أو رؤيتك لشيء ما بالشارع، أو وصف لمكان أثار عندك مشاعر معينة. أكتب عن أي شيء حتى وإن كان يبدو صغيراً في نظرك، هذه الأفكار والخواطر سوف تكون ملهمة لك في مرحلة ما، وربما تمدك بأفكار لكتب أو مقالات عظيمة في المستقبل.

اجعل من الكتابة عادة يومية

الكتابة الأدبية مهارة، وكأي مهارة يجب أن تتمرن كثيراً لتصبح أفضل، لذا أجعل من الكتابة عادة يومية. ابدأ مثلاً بنصف ساعة يومياً ثم قم بزيادتها بالتدريج، المهم ألا تنقطع يوماً واحداً عن الكتابة. ولا تضع في اعتبارك أنه حينما تمسك القلم يجب أن تكتب شيء ذا قيمة، فهذا الأمر سوف يجعلك تأخذ وقتاً طويلاً في التفكير. قم بكتابة أي شيء يأتي في مخيلتك حتى وإن كانت مذكراتك اليومية أو انطباعك عن الأشخاص والأشياء، لا تترك ورقة بيضاء أو صفحة وورد دون أن تسودها بأفكارك. بمرور الوقت سوف تصبح أفكارك أكثر عمقاً وعباراتك أكثر جزالة وصقلاً.

اصنع لنفسك طقوس للكتابة

أخلق لنفسك جواً خاصاً يؤهلك للكتابة، اختار وقت من اليوم يكون فيه ذهنك صافياُ، هناك بعض الكتاب يفضلون الصباح الباكر وهناك من يحب أن يكتب ليلاً، الأمر متروك لما تفضله. قم بإبعاد أي شيء يمكن أن يشتت انتباهك، فـ الكتابة الأدبية لا تحب أن يشاركها شيء آخر في وقتها. أغلق عليك باب غرفتك وهاتفك المحمول وأي شيء يمكن أن يصدر صوتاً يشوش على أفكارك، قم برفع أي شيء موجود على المكتب أو الطاولة يمكنه أن يشتت انتباهك، ولا مانع من بعض الموسيقى الهادئة في الخلفية، وأطلق لأفكارك العنان.

الكتابة الأدبية هي تجربتك الخاصة

ليس معنى أنك تريد أن تكون كاتباً معروفاً وقوياً هي أن تحاول تنتحل أسلوب الكتاب الكبار، إذا فعلت ذلك لن تكون سوى تقليداً باهتاً ولن يذكرك أحد. الكتابة الأدبية تجربة ذاتية خاصة جداً ولصيقة بتجاربك أنت وخبراتك في الحياة، أكتب عن نفسك وأكتب قصص الناس في محيطك واقتبس من حياتهم وتأمل أفعالهم وكلامهم، واستخدم مفرداتك وعباراتك الخاصة.

أكتب لنفسك

لا تضع في اعتبارك أنك تكتب من أجل الآخرين أو من أجل لفت انتباههم، أنت تكتب من أجل نفسك أولاً ومن أجل متعتك الشخصية التي تجدها في الكتابة، كن شجاعاً واقتحم موضوعات شائكة ومثيرة للجدل، حتى وإن كانت ستثير غضب وحنق من يقرأها، أكتب عن أي فكرة تثيرك وتهتم بها حتى وإن كانت لن تهم الناس. يجب أن ترضي نفسك في المقام الأول بالكتابة عن ما تحب وما تريد، فلن تستطيع أبداً الحصول على قبول الجميع.

أستخدم عبارات قوية وقصيرة قدر الإمكان

لا تحاول اختيار الجمل الطويلة الرنانة في الكتابة لأنها سوف تجعلك تركز على تزيين الأسلوب وتنصرف عن قوة المضمون. ضع في اعتبارك أن وصف الحالات والأشياء يبدأ في خيالك وينتهي عند القارئ، لذا يجب أن تتصور أولاً ما تريد من القارئ أن يختبره من خيال ومشاعر وانفعالات، ثم تقوم بتحويل ما تراه في عقلك إلى كلمات على الورق بوضوح مستخدماً كلمات بسيطة قدر الإمكان حتى لا تجهد القارئ ولا تشعره بالملل. كما لا تقوم بالاسترسال في التفاصيل أيضاً ولا تضمن كتابتك إلا التفاصيل التي تدفع القصة إلى الأمام وتقنع القاريء أن يستمر في القراءة.

قم بمراجعة ما كتبت

هناك كثير من الكتاب يكرهون مراجعة كتابتهم لأنه يعني بذل مزيد من الجهد في شيء قد انتهوا منه بالفعل، ولكن مرحلة المراجعة هي مرحلة هامة جداً في الكتابة الأدبية ، فهي تتيح لك أن تلقي نظرة عامة على العمل ككل واكتشاف مواطن الخلل والضعف في القصة وتضارب وتناقض الشخصيات والأحداث، بالإضافة إلى مراجعة الصياغة واختيار المناسب للكلمات وصقل العبارات لتعطي قوة للمعنى. ويجب أن تكون عندك الشجاعة لحذف العبارات والجمل الزائدة والتي لا تضيف جديد للعمل وربما تصيبه بالملل حتى وإن كانت تعجبك.

الكتابة الأدبية يجب أن تنتهي قوية كما بدأت

أهم جزء في الكتابة الأدبية هو البداية والنهاية. يجب أن تكون البداية قوية وجذابة حتى تستحوذ على اهتمام القارئ وتجعله يستأنف قراءة كتابك أو قصتك، أنفق مزيداً من الوقت في صياغة بداية رائعة، وأكتب نهاية رائعة أيضاً تجعلهم متحمسين للمزيد من كتاباتك.

كن مستعداً دائماً لتقبل النقد

لا يوجد كاتب من الكتاب الكبار العظام لم تنتقد كتابته أو تم رفضها من القراء أو حتى الناشرين سواء في مقتبل حياتهم أو حينما أصبحوا أسماء كبيرة ولهم معجبيهم. ضع في اعتبارك دائماً أنك لن تصبح كاتباً قوياً إذا لم تستمع إلى آراء الآخرين حول كتابتك سواء كان بالسلب أو بالإيجاب، هناك من سيخبرك أنك كاتب رائع وهناك من سيخبرك أنك سوف تحتاج إلى مزيد من الجهد وآخر سوف يلقي بكل شيء في وجهك ويطلب منك أن تتوقف عن الكتابة فوراً. يجب أن تنظر إلى أراء كل هؤلاء بعين الاعتبار لكن لا تجعلها تقف حجرة عثرة في طريقك أو تمنعك عن استئناف الكتابة، وإن فعلت فأنت لا تملك الشغف حقاً، وكف عن تضييع وقتك بها. يجب أن تجعل من النقد حافزاً لتطوير مهارتك في الكتابة الأدبية .

أختبر كل جديد

الكتابة الأدبية ما هي إلا خلاصة خبرات وتجارب ومعرفتنا في الحياة. يجب أن تختبر أشياء جديدة كل يوم. سافر إلى أماكن لم تذهب إليها من قبل، تجول في شوارع لم تدخلها، اذهب إلى المتاحف ومعارض الفن التشكيلي وتأمل الأعمال الفنية واللوحات وراقب المشاعر والأفكار التي تنتابك عند رؤيتها، أستمع إلى أنواع مختلفة من الموسيقى، شاهد الأفلام والمسرحيات. واستمع إلى قصص الناس وشكواهم، ما يسعدهم وما يحزنهم، وما يريدونه من الحياة وما يرضيهم. هذه الأشياء سوف تلهمك بأفكار جديد طوال الوقت وتزيد من حصيلة معرفتك وخبراتك في الحياة وتفتح لك آفاقاً وعوالم جديدة.

أجعل كل همك وشغلك الشاغل هو أن تصبح كاتباً له بصمته في عالم الكتابة والأدب وهذا لن يأتي إلا بتوسيع مجالاتك المعرفية باستمرار والمداومة على الكتابة والقراءة كل يوم واختباز الأشياء المختلفة والمشاعر المختلفة، وأن تعتبر كل تجربة تمر بها هي درس لك يزيد موهبتك وشغفك عمقاً وبريقاً.

أروى تاج الدين

صحفية ومترجمة أكتب عن السينما والأفلام وأحياناً أكتب كوميكس للأطفال.

أضف تعليق

واحد × أربعة =