تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تترك أثر مميز في نفوس الأشخاص الذين تلتقيهم؟

كيف تترك أثر مميز في نفوس الأشخاص الذين تلتقيهم؟

لا يترك أثر مميز في نفوس البشر إلا المميز، وللشخص المميز صفات هي ما تجعله الصديق الأبرز وسط أصدقائه، وزميل العمل الأكثر حضورا في العمل، بتلك الصفات التي تحمل تميزه وبتجنب العادات السلبية يصبح له ذلك الأثر المميز على الجميع.

أثر مميز

الأثر المميز يعني عمرا أطول، فعندما نترك أثر مميز يذكرنا البشر بالخير، ويتمنون لنا صالح الأعمال، ويكونوا خير سفراء لنا، وهو ما يفتح لنا الكثير من الأبواب دون قصد منا أو تخطيط، ذلك أن رأي الناس في شخصك يؤثر فيك، مهما ادعينا عكس ذلك، حياتنا تتأثر بالمجتمع الذي نعيش فيه، وما تشتهر به في مجتمعك هو ما يمكنك من النجاح والعيش وتكوين العلاقات أو يدفعك للوحدة، ولهذا فالأمر ليس مبالغة في التأنق بل هو شأن مهم، الأثر المميز ضرورة لجودة حياتك، ولكن ما هو الأثر المميز بالضبط؟ للأثر المميز سمات كثيرة تدل عليه، للدقة تدل على التأثير وعلى التميز، أي تدل على كل ركن في أركان المصطلح على حدة، وسنتحدث عن الأثر المميز قبل الانتقال للحديث عن صاحب الأثر المميز، وصفات الشخص المميز، وكيف تصبح شخص مميز، وأهم الأفعال السحرية التي تترك أثر مميز في نفوس الآخرين، والعادات السيئة التي تحرمك هذا الأثر وتبدله بالنفور.

ما هو الأثر المميز؟

أثر مميز ما هو الأثر المميز؟

يتكون مصطلح الأثر المميز من عنصرين رئيسيين، الأول هو التأثير والثاني هو نوع التأثير وجودته وتميزه، لذلك فالأثر المميز هو كل انعكاس إيجابي لشخصك على الآخرين، ويتمثل في أمور عدة، لعل أبسطها هو ذكرك في المجالس مقرونا بالصفات الجميلة والحديث الجيد، تتمثل في حسن استقبالك في كل الأوقات، وفي ترشيحك للأعمال الجيدة، ويتمثل الأثر المميز في سؤالك عن أفعالك بهدف محاكاتها وتقليدها، ويبدو الأثر المميز جليا في طلب النصائح منك بالذات، والرغبة في قضاء الوقت معك، كل تلك الأشياء تعد دلائل على أنك صاحب أثر مميز في الآخرين، وهذا الأثر لا يقاس بحجمه أو نتائجه بل يقاس بمدى التأثير فيه، فلو أن أحدهم تعلم منك الابتسامة وأضحى بشوشا، يكون هذا أثر مميز ، وتكون أنت إنسانا مميزا، فالأثر المميز يكون للشخصيات المتميزة.

من هو الشخص المميز وأهم صفاته؟

أثر مميز من هو الشخص المميز وأهم صفاته؟

الشخص المميز هو الصديق الأبرز في محيط أصدقائك، وستجده ملحوظا وأكثر شعبية من سواه، وهو ليس بالضرورة الأكثر تفوقا ونجاحا في العمل، فمجالات التميز متعددة، لكنه أبدا لا يكون فاشلا أو متقاعسا، وذلك لأن الشخص المميز هو المحبوب في دائرته، وبالتبعية يكون اجتماعيا ويحرص الجميع على لقائه والاقتراب منه، وأسهل طريقة لمعرفة الشخص المميز هي الاستماع للطريقة التي يتحدث بها الآخرين عنه في غيابه، ولهذا الشخص المميز صفات كثيرة هي التي تصنع مكانته المتميزة وسط أقرانه، سنتحدث عنها فيما يلي عسى أن يساعدنا ذلك في اكتساب الصفات الإيجابية، وهي التالي:

النظافة الشخصية وحسن المظهر من أجل ترك أثر مميز

النظافة الشخصية سمة رئيسية من سمات الشخص المميز، وهي ليست الشيء الذي يمنح الشخص المميز تميزه، لكن غيابها يحرمه تميزه، فلا ترتبط النظافة الشخصية بالناجحين أو غير الناجحين، فهي ضرورة لجميع البشر، وعدم الاهتمام بها يؤدي للكثير من الأمراض، وحتى مجرد التقصير يصنع الخسائر الكبرى، تصور معي مهندسا مجتهدا ورائحته سيئة؛ ترى ماذا ستكون النتيجة؟ سيفشل حتما، وسيفشل في حياته عموما وحياته الاجتماعية بشكل خاص، لذا يجب تخصيص وقت للنظافة الشخصية، والنظافة الشخصية ليست الاستحمام فقط، بل غسل الأسنان والعناية بالبشرة والشعر وتقليم الأظافر والحلاقة، ويجب أيضا الاهتمام بالعناية بالجسد، وهي أمر إضافي للنظافة الشخصية، ونقصد هنا استعمال المستحضرات الطبية الجيدة لغسل الوجه والشعر وتنظيف البشرة، وهذا الأمر لا يخص النساء فقط، بل يجب أن يكون جزءا من الروتين اليومي لكل إنسان، وهي ما تترك انطباعا جيدا لدى الآخرين، وتساعدنا في تكوين العلاقات والنجاح في الحياة، والأمر ذاته ينطبق على المظهر، فالشخص المميز يتميز بأناقته.

متحدث بارع

للحديث الجيد أثر مميز على جميع البشر، لهذا لن تجد شخص مميز لا يجيد الحديث الجذاب، فالشخص المميز هو من يلتف الآخرين حوله للاستماع والاستمتاع بحديثه العذب، فيأسر المستمعين بحكاياته وأحاديثه، ويستطيع التعبير عن نفسه جيدا، بل يلجأ إليه الآخرون كي يقوم هو بالتعبير عما يعجزون عن شرحه وتوضيحه، والقدرة على الحكي تعد كنزا ثمينا لدى صاحبها، حتى أن البعض يقول أنه يستطيع الاستغناء عن أي شيء ما عدا القدرة على التعبير، وأنه بتلك المهارة فقط يمكنه استرداد كل شيء، ولا عجب في ذلك فالقادة وأصحاب الأثر المميز هم خطباء مفوهين، وتلك المهارة يمكن اكتسابها بالتدريب والقراءة والاطلاع، وليس الأمر في ترديد الكلمات فقط، بل في حسن إدارتها وتوظيفها واختيار المناسب منها، وكذلك هي لمن يجيد الحكي ويعرف بناء كل حكاية من مقدمة وحبكة وأحداث وعقدة وحل، وهي القدرة على إثارة الفضول وانتقاء ما يناسب المستمعين من الموضوعات، فالحديث البارع هو عماد الأثر المميز الذي نتركه في الآخرين.

ممارسة الرياضة

الشخص المميز يمارس الرياضة بانتظام، وهي التي تمنحه القدرة على ترك أثر مميز في نفوس الآخرين، فالرياضة ليست فقط مهمة لصحتك وتحسين مظهرك وحالتك النفسية، للرياضة أيضا مفعول ساحر في زيادة نشاطك اليومي وإنتاجيتك، فالساعة الواحدة التي تمنحها للرياضة تضاعف قدراتك بما يزيد عن الضعفين، وفوائدها الصحية معلومة للجميع، وبالطبع ندرك جميعا كيف تقوم بتحسين المظهر الجسدي وكيف تجعل ملابسنا تبدو أفضل وأكثر أناقة، لكن لنتحدث عن الفوائد الغائبة رغم أهميتها وعمق تأثيرها، فالرياضة تعلمك الصبر وتكسبك الثقة بالنفس، فهي وحدها التي تهدم فكرة المستحيل التي تكبل أعناقنا، فكل شيء يمكن تحقيقه بممارسة الرياضة، كل الأهداف تتحقق بالتدريب والاجتهاد، وهو ما يمنحك التفكير الإيجابي في الحياة، ويساعدك على التخطيط للأهداف بعيدة المدى، ويساعدك على الاقتراب اليومي منها ولو بخطوة واحدة، والرياضة لا تحتاج للمال أو تشترط مكان محدد لممارستها، يمكنك ممارستها في المنزل وبأدوات بسيطة أو بدون، لذا فالرياضة من أهم سمات الشخص المميز.

الثقة بالنفس

لن تجد أثر مميز في نفسك من شخص جبان أو ضعيف، بل كانت دائما الثقة بالنفس من ملامح الشخصية المميزة، لما تبثه في المحيطين به من مشاعر الأمان والاطمئنان، ومن المعروف أهمية الثقة بالنفس في كافة مجالات الحياة، فهي ما تدفعك للعمل والنجاح في شتى ميادين الحياة، وهي درعك وسيفك في اكتساب الصداقات الجديدة والعلاقات، وإن نظرت حولك فلن تجد بين الشخصيات الناجحة من يفتقر للثقة بالنفس، إذ تنعكس على الطريقة التي تتحرك بها، تؤثر في طريقة المشي والوقوف والجلوس، وتؤثر في طريقة الكلام أيضا، فيحرص عليها كل شخص مميز، لإنها تعطيه الحق في الحديث والتعبير عن نفسه، وتسمح له بترك أثر مميز في الآخرين، وتجعلهم يتقبلون ذلك بسعادة وترحيب.

حسن الخلق

للأخلاق أثر مميز في نفوس الجميع، فمن يرغب في صداقة شخص سيء بلا أخلاق، كما أن حسن الخلق أضحى نادرا للغاية، لهذا يسهل ملاحظة الأخلاق الجيدة للشخص المميز، وموقفا أخلاقيا صغيرا يصنع أثرا قد لا تتصوره، لكن تذكر معي كم مرة تأثرت برقة شخص تجاه طفل صغير، وكم مرة مس قلبك عطف أحد الناس على حيوان صغير وإطعامه وسقايته، وهذا بالنسبة للمواقف البسيطة، والأخلاق أكبر من ذلك بكثير، فهي الاحترام والصدق والأمانة والدفاع عن الآخرين وتقديرهم وتوقيرهم ودعمهم أيضا، الأخلاق مهمة لك وللمجتمع، وحسن الخلق هو الباب الكبير الذي يمكنك عبره الوصول لقلوب الجميع، كبارا كانوا أم صغارا، وهي دليل على التربية الجيدة، كما تمنحك ثقة الآخرين ودعمهم، لهذا ستجد الجميع يتحدثون عن حسن خلق الشخص المميز أكثر من نجاحه ومن أي شيء آخر.

التفكير الإيجابي والنجاح في الحياة

الفشل يقتل فرصة الإنسان في كل شيء تقريبا، فلن نضيع وقتنا في الاستماع للفاشلين، إذ لا نتوقع الاستفادة من خبراتهم مثلا، وعلى العكس من ذلك نجد الشخص المميز ناجحا، ومعظم الأثر المميز الذي يتركه في نفوسنا يجيء من رغبتنا في التعلم منه والاستفادة من نجاحاته، والتفكير الإيجابي هو الطريق للنجاح، فالتفكير السلبي يكبل الأعناق ويحرمنا القدرة على التجربة والتطور والانطلاق، وينعكس التفكير الإيجابي على الشخص المميز في جميع تصرفاته، فالشخص الإيجابي يبحث دائما عن نصف الكوب الممتلئ، فيقوم باستغلاله والاستفادة منه، ولا يفعل هذا في العمل فقط، بل يطبقه في التعامل مع الآخرين، فتجده ينظر لمميزاتهم ويثني عليها قبل الالتفات للعيوب، ويحرص على تشجيع نفسه والآخرين لتحقيق النجاح والتطور في العمل والرياضة والحياة الاجتماعية، لهذا إن أردت أن تترك أثر مميز في نفوس الآخرين؛ كن إيجابيا واسع نحو النجاح بكامل طاقتك وتركيزك.

مساعدة الآخرين

عند مساعدتك لشخص ما بلا هدف وبدون انتظار مقابل؛ تكون قد تركت أثر مميز في نفسه، ذلك أنك ساعدته وقدمت له الدعم والمساندة، وليس أجمل من أن تكون نافعا للناس، وبالبحث والملاحظة نجد أن كل الناجحين وأصحاب الشخصيات المميزة لا يتأخرون عن مد يد العون لمن يحتاجهم، سواء كان من الأهل والأقارب والأصدقاء أو حتى شخص مجهول تماما، ربما لن يلتقونه مرة أخرى، ولذلك تحث جميع الأديان على مساعدة الآخرين، ولا يهم حجم المساعدة، يكفي أن تقدم ما تستطيع تقديمه، مهما يكن حجم مساعدتك بسيطا سيساهم في تحسين حياة أحد ويترك أثر مميز في نفسه، لهذا يجب مساعدة الآخرين دوما، سواء بالأنشطة التطوعية والوقت والجهد أو المال، فاحرص عليها.

كيف تصبح شخصا مميزا؟

أثر مميز كيف تصبح شخصا مميزا؟

يمكنك أن تصبح شخصا مميزا وتترك أثر مميز في نفوس الأشخاص الذين تلتقيهم، يسهل ذلك بعد معرفة صفات الشخص المميز، لكن نحتاج بعد ذلك لاكتساب تلك الصفات من حسن الخلق والكرم والاحترام والنجاح والإيجابية والحديث الجيد، وبالطبع لن يتحقق ذلك بالتمني، لكنه يتحقق بوجود روتين يومي ينمي قدراتنا ويساعدنا على تطوير أنفسنا، فمستقبلنا هو الصورة النهائية التي يرسمها روتين يومي نتبعه، فالروتين اليومي هو البذرة التي نزرعها اليوم، ومهما يكن ما نزرعه فلن نجد سواه غدا، لذلك فالأمر ليس هينا، ولا يمكن الاستهتار به أو تجاهله، ولن تجد بين الناجحين من يحيا يوميا بلا خطة، صحيح أننا لا نرى من إنجازات الآخرين سوى النتيجة النهائية إلا أنها لم تحدث بهذه الطريقة، فما الإنجازات إلا محصلة النجاحات اليومية لكل ما سبق، ويمكن استغلال الروتين اليومي بأن نضمنه ما يجعلنا أشخاص مميزين، وإليك طريقة تنفيذ ذلك:

التعليم وتطوير الذات

كي تترك أثر مميز لدى أحد لابد أن تمتلك إضافة ثرية لحياته، وكل يوم يمر بدون تعلم شيء جديد هو يوم ضائع، لا يوجد سن معين أو مرحلة يجب التوقف فيها عن التعلم، فعندما تتعلم شيئا جديدا تصبح إنسانا أفضل، ولا يهم ماهية الشيء الجديد الذي ستتعلمه، ليكن لغة جديدة أو حرفة يدوية أو رياضة جديدة وربما طريقة إعداد وجبة معينة أو إصلاح شيء في المنزل، لا يهم ما الذي ستتعلمه، فالمهم ألا تفقد مهارة التعلم بما تمثله من تركيز والتزام وبذل للجهد، فالتعلم هو المهارة التي تساعدك على تطوير الذات وزيادة جودة حياتك، لهذا فمن الضروري تخصيص وقت لتعلم شيء جديد يوميا، فالتعلم وتطوير الذات ركن رئيسي من الروتين اليومي للناجحين، وثق تماما أن تخصيص ست دقائق يومية لتعلم لغة جديدة سيمكنك من احترافها بعد سنتين على الأكثر، هل تتخيل الرقم؟ فقط ست دقائق يمكن أن ينتج عنها إنجاز عظيم، فخصص وقتا لذلك كل يوم وستذهلك النتائج، لهذا لا تتوقف أبدا عن التعلم وتطوير الذات.

القراءة وسعة الإطلاع

الشخص الناجح المميز الذي يترك فينا أثر مميز يكون ذو ثقافة عالية، لن تجد حوارا مع شخص ناجح بدون ذكر لاسم كتاب، فالقراءة مهمة جدا، فبالإضافة للمتعة تمنحك المعرفة، والمعرفة قوة، وكل ما تقرأه لا يمنحك فقط الأفكار بل يعطيك خلاصة فكر ورحلة الكاتب، فبالقراءة تعيش عمرا أطول، كما تمنحك الخبرة في كثير من الأمور التي لم تحصل عليها من حياتك، كما توفر لك المادة الثرية كي تصبح متحدثا بارعا، وكلنا نعرف أهمية الحديث الجذاب، كما أن القراءة تساعدك في تعلم أشياء جديدة وتطوير نفسك، لذا من المهم أن تصبح القراءة جزء من روتينك اليومي، ويمكن تخصيص وقت محدد لذلك ولو ساعة واحدة يوميا، وبالإضافة للقراءة يجب عليك متابعة الأخبار ومعرفة ما يحدث من حولك، لكن لا تسرف في ذلك لما يسببه من مشاعر سلبية، يكفي أن تكون على دراية دائمة بالمستجدات والأحداث الكبرى، فالقراءة وحسن الاطلاع هما دليلك لتصبح شخصا مميزا.

ممارسة الرياضة لترك أثر مميز

تحدثنا عن أهمية الرياضة وفوائدها الصحية والشكلية، وكذلك فوائدها غير المباشرة على طريقة تفكيرك وتعاملك مع الحياة ومشكلاتها، وهي من سمات أصحاب الأثر المميز على حياتنا، كما أن لها دورا كبيرا في تكوين العلاقات الجديدة وتمنحك القدرة على مساعدة الناس، والأهم من كل ذلك أنها تمنحك الموضوعات الجذابة التي يمكنك مشاركتها مع الآخرين، فهي قصة نجاح إضافية تعبر عن شخصيتك، ولن تجد بين المحيطين من لا يرغب في ممارسة الرياضة وإنقاص وزنه عدة كيلوجرامات، وممارستك للرياضة تعطيك الفرصة للحديث وتقديم النصح للآخرين، فسيسألونك عن ذلك ويطلبون خبرتك في تحقيق الأهداف والالتزام بالرياضة ومواجهة التكاسل المعتاد، وهي فرصة عظيمة لتترك بصمتك في حياتهم، فلا تفوتها أبدا.

حسن إدارة الوقت ووضع الخطط لأهدافك

حسن إدارة الوقت هو دعامة النجاح وتحقيق الأهداف، وهي مشكلة عامة يعاني منها أغلب البشر، وعند نجاحك في مواجهتها سيراك الآخرون صاحب أثر مميز ، ونقصد هنا عندما تشرح لهم كيف يمكنهم حل تلك المشكلة، ولكي تفعل ذلك ينبغي تنظيم وقتك، وأن تضع جدولا منظما ليومك، ولما ترغب في تحقيقه كل يوم، وعليك أيضا تحديد أهدافك وترتيبها حسب الأولويات، وترتيبها زمنيا، ثم تقوم بوضع خطة مفصلة لكل هدف، وعند عمل ذلك ستنجح في الوصول لأهدافك والالتزام ببرنامجك اليومي، وتطوير ذاتك باستمرار، وكل هذا هو ما يجعلك شخصا مميزا يبحث الجميع عن الاستفادة منه واستلهام تجاربه، وتذكر دوما أن تنظيم الوقت يساعدك في مضاعفة إنتاجيتك وزيادة حجم نجاحك في الحياة.

كن نفسك

في إطار البحث عن الشخصية المميزة وما يجعلنا أصحاب أثر مميز يقع البعض في خطأ شائع، وهو الادعاء والتزييف، فيدعون أشياء ليست من صفاتهم، ويكذبون على الآخرين بما ليس فيهم، وهي أشياء قاتلة ومؤذية للنفس على المدى البعيد، فجوهر التميز هو أن نكون أنفسنا، ولكل إنسان ما يميزه عن الآخرين، ابحث دوما على ما يميزك أنت تحديدا، فالتقليد لا يصنع نسخة أصلية مميزة، بل يجعلك مسخا مشوها، كن صادقا مع نفسك قبل الآخرين، وابتعد عن الادعاء يكن لك ما تريد، ولا بديل عن ذلك، لا بديل أبدا.

أفعال سحرية تترك أثر مميز في نفوس الآخرين

أثر مميز أفعال سحرية تترك أثر مميز في نفوس الآخرين

بعد اكتساب الصفات المميزة ستتمكن من التأثير المميز في حياة الجميع، لكن هذا يتطلب بعض الوقت والاقتراب من الآخرين، فماذا إذن عمن نلتقيهم لأول مرة؟ ما الانطباع الأول الذي سيأخذونه عنا؟ والانطباع الأول يدوم ويستمر، ولهذا وجدت الأفعال البسيطة التي لها مفعول السحر، وتجعل الآخرين يحبونك ويهتمون لأمرك، كما تفسح لك المجال لتترك فيهم الأثر المميز الذي تبحث عنه، وأهم تلك الأفعال السحرية هي ما يلي:

الابتسامة

الابتسام ينتشر كالعدوى، وليس أجمل من ابتسامة صادقة تمنحها لكل من تلتقيهم في يومك، فلها أثر مميز ساحر بحق، فبمجرد الابتسام لأي إنسان سيبتسم لك في المقابل، وسينشر هذا طاقة إيجابية في الجو، ويعطي انطباعا جيدا عنك في ثوان معدودة، كما أنها تكسر الجليد بينك وبين الآخرين، وتسمح لك بخلق حديث جذاب معهم، والابتسامة مرتبطة بالثقة بالنفس، وبمجرد تجربتها سيتذكرك الجميع بالبشاشة ولن تصبح الشخص الكئيب ذو الوجه العبوس، فابتسم كل صباح وامنح الآخرين تلك الابتسامة، ولا يحتاج ذلك لشيء أكثر من غسيل الأسنان، وفي المقابل ستتحسن حالتك النفسية كثيرا.

المصافحة باليد والثقة بالنفس

مصافحة الناس باليد تضفي حميمية على علاقتهم، وتسهل عملية التواصل كثيرا، ويراعى في هذا أن تتم بثقة ودون مبالغة، فكي تترك أثر مميز لدى أحد لا يجب أن تكون مصافحتك لليد باهتة ويديك مرتعشة ومرتخية، فهي أمور تجعل الناس تراك ضعيفا خائفا، صافحهم بثقة ولكن لا تبالغ بالضغط على أياديهم حد تكسيرها، فقط ابتسم وارفع رأسك وصافحهم بثقة واهتمام، وانظر لأثر ذلك على انطباعهم.

للمجاملات أثر مميز على الجميع

تذكر عزيزي القارئ كم مرة سمعت مجاملة لطيفة من أحد وظللت تتذكرها كثيرا فيما بعد، هذا أمر طبيعي للغاية، فالإنسان كائن اجتماعي يبحث عن تكوين علاقات مع الآخرين، ولتحقيق هذا نتمنى جميعا الحصول على إعجاب البشر وثنائهم، وهذا هو سر قوة المجاملات، فعندما تمنح شخص مجاملة لطيفة تكون قد صنعت له يوما جيدا، وربما يتذكر ذلك لأعوام قادمة، وأتعجب كثيرا من حرصنا على النقد وإبراز الآراء السلبية، وعند ملاحظة شيء جميل نصمت تماما ونصاب بالخرس، ومجاملة الناس تمنحهم شعورا أفضل عن أنفسهم، وتجعلهم يحبون قائلا، لهذا لا تنس التعبير عما يعجبك في الناس، ولكن بدون كذب، فقط اخبرهم بما تراه جميلا فيهم، وستصبح مميزا لديهم.

حسن الاستماع للآخرين

عندما يتحدث إليك شخص ولا تستمع إليه جيدا؛ تعطيه رسالة واضحة بعدم أهميته بالنسبة لك وتصف حديثه بالملل، ولا نحتاج للحديث عن الآثار السلبية المهينة التي سيتركها ذلك في نفسه، وعلى العكس من ذلك فحسن الاستماع للآخرين يمنحهم شعورا جيدا، ويدل على اهتمامك بأمرهم وأهميتهم عندك، والاستماع الجيد لا يعني الصمت وتحريك الرأس بغير اهتمام، بل يعني التركيز وتوجيه الأسئلة والتواصل بالعين، وإبداء الرأي والمشاركة الجادة في الحديث عن ذلك، ويعني طلب التوضيح والسؤال عن المشاعر والأحوال أيضا، وكل إنسان لديه على الأقل حكاية واحدة يحب روايتها، باستماعك لها تترك أثر مميز في نفسه، فاستمع جيدا.

مخاطبة الناس بأسمائهم

تذكرك لاسم من تتحدث معه يترك أثر مميز في نفسه، فيشعره باهتمامك به وأهميته لديك، وجميعنا نحب استعمال أسمائنا وننتبه عند سماعه، لهذا يجب الحرص على مخاطبة الناس بأسمائهم المفضلة، وتكرار استعمالها لكن دون مبالغة وتكرار في كل جملة، فقط استعمل الاسم مرتين أو ثلاثة خلال الحديث وستذهلك النتيجة.

لغة الجسد والتواصل الفعال

عند التواصل مع أحد يتم ثلثي التواصل بشكل غير منطوق، أي من خلال لغة الجسد والتواصل بالعين والتعبيرات، أما نصيب الكلمات من ذلك هو الثلث فقط، لهذا يجب استعمال مهارات التواصل وحسن استغلالها من اجل التواصل الفعال مع الآخرين وترك الأثر المميز لديهم، ويسهل ذلك بالثقة بالنفس والنظر لمن نخاطبهم، واختيار وضعية الجسد الصحيحة في الوقوف والجلوس والمشي، وهي أشياء يسهل اكتسابها بالتدريب، فقط جربها.

عادات سيئة تحرمنا الأثر المميز

هناك بعض العادات السيئة ذات الأثر السلبي في الآخرين، وهي التي تترك لديهم انطباعات سيئة عن الشخص، ومن أهم تلك العادات السيئة البخل، البخل يدفع الجميع للهروب منك ومن صحبتك، وكثرة النقد والآراء السلبية من الأشياء المنفرة، فلا أحد يحب الاستماع لمن ينتقده دائما، ومن العادات السلبية أيضا كثرة الشكوى والميل المفرط للكآبة، والمزاح الثقيل أو استعمال اليد فيه، وعند تجنب تلك العادات السيئة تتضاعف فرصتنا في ترك أثر مميز في نفوس من نلتقيهم.

أخيرا الأثر المميز الذي ننشده ليس تجميلا لحقيقتنا، وليس مجرد بحث أعمى عن صورة مزينة وغذاء لذواتنا، فهي صناعة لشخصية أفضل، يطيب الناس لحضورها، وتترك بغيابها آثارا جميلة وذكرى جيدة، فالأثر المميز هو انعكاس للشخصية المميزة، وهو انعكاس للصفات الحميدة التي نتمناها لأنفسنا، فالنجاح والكرم وحسن الأخلاق ومساعدة الآخرين وغيرها من الصفات هي ما تمنحنا السعادة في الحياة، وتمنحنا القدرة على الوصول لأهدافنا والاستفادة من حاضرنا وتطوير أنفسنا كل صباح، لذا فالأثر المميز ليس رفاهية، وإنما ضرورة لحياة افضل، فاصنع ذاتك واترك الأثر المميز الذي تحب في نفوس الجميع.

الكاتب: أحمد ياسر

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

تسعة عشر − 4 =