تسعة شخصيات

.. رمز الثورة وزعيمها وقائدها

فيدل كاسترو

سيرة حياة فيدل كاسترو أحد أبرز الزعماء السياسيين في العالم، وحظي بتأييد الشعب الكوبي لمدة نصف قرن من الزمان. فترى كيف وصل إلى منصبه هذا ؟ وكيف حقق شعبية

فيدل كاسترو هو أحد أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل وأهم الرموز الشعبية بالنسبة لدولة كوبا، فهو القائد والمحارب وأيقونة الثورة.. تولى فيدل كاسترو منصب الرئيس في كوبا لفترة زمنية طويلة امتدت ما بين عامي 1959م وحتى عام 2008م، وهو من الزعماء القلة في التاريخ ممن تمتعوا بشعبية كبيرة في بلادهم وحظوا بدعم شعبي قوي..

فيدل كاسترو .. من هذا ؟

فيدل كاسترو وتكتب أيضاً فيدال كاسترو، هو أحد أبرز الزعماء السياسيين في العالم، والرئيس الذي حظي بتأييد الشعب الكوبي لمدة نصف قرن من الزمان، وحتى بعد رحيله عن المنصب ظل محتفظاً بشعبيته.. فترى كيف وصل إلى ذلك المنصب؟ وما الذي حققه فاستحق عنه تلك الشعبية التي يتمتع بها؟

الأسرة والدراسة :

فيدل كاسترو واسمه بالكامل فيدل أليخاندرو كاسترو المولود في الثالث عشر من أغسطس لعام 1926م، تعود أصوله إلى إسبانيا حيث أن والداه من المهاجرين الإسبان اللذين جاءوا إلى كوبا في فترة العشرينات وعملوا في مجال الزراعة، نشأ فيدل كاسترو في كنف أسرة متواضعة من الناحية المادية، وبناء عليه فأن طفولته كانت خالية من كافة مظاهر الترف والترفيه، وكان لكاسترو ثلاثة أخوة هم شقيقيه رامون و راؤول كاسترو وشقيقته خوانيتا كاسترو.

ذهب كاسترو في البداية إلى المدرسة التحضيرية في كوبا حيث تلقى بها مبادئ القراءة والحساب، ثم تنقل بين المراحل التعليمية المختلفة إلى أن انتهى به المطاف ضمن صفوف جامعة هافانا وتخصص في دراسة القانون، وتخرج منها في عام 1950م بعد خمس سنوات من التحاقه بها.

الطموح السياسي :

كان فيدل كاسترو ناشطاً سياسياً منذ فترة دراسته في المدرسة الثانوية، ومع التحاقه بالجامعة بدأ يرسم خطوط حياته المستقبلية وكان يطمح في الانضمام إلى البرلمان الكوبي.. بعد تخرجه قام كاسترو بافتتاح مكتب المحاماة الخاص به وفي نفس الفترة بدأ تجهيز حملته الخاصة لخوض الانتخابات البرلمانية.

انهارات آمال كاسترو في الحصول على مقعد برلماني بحدوث الانقلاب الذي قاده العسكري فولغينسيو باتيستا، والذي ترتب عليه تعليق الحياة النيابية إلى أجل غير مسمى وبالتالي إلغاء الانتخابات المزمعة.

المحاكمة والنفي :

كان فيدل كاسترو ضمن النشطاء السياسيين الرافضين لسياسات باتيستا الديكتاتورية والداعين إلى عودة الحياة النيابية مرة أخرى، وكان رد هذه المجموعة يتسم بدرجة كبيرة من التهور والعنف، حيث قام كاسترو بتكوين مجموعات قتالية بهدف مهاجمة ثكنة عسكرية تضم مؤيدي باتيستا، إلا أن المهمة قد فشلت وقُتل 80 فرداً من مؤيدي كاسترو أثناء الهجوم، بينما سقط هو في أيدي القوات العسكرية وتم تقديمه للمحاكمة التي انتهت إلى إدانته والحكم عليه بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً.. في عام 1955م أعيد إطلاق سراح فيدل كاسترو ولكن حظر عليه التواجد داخل الأراضي الكوبية وتم نفيه إلى المكسيك.

حركة 26 يوليو :

انتقل فيدل كاسترو إلى المكسيك تنفيذاً لحكم نفيه، وهناك اجتمع مرة أخرى مع شقيقه راؤول كاسترو ومجموعة النشطاء اللذين كانوا يجهزون أنفسهم خلال تلك الفترة للثورة على نظام باتيستا الديكتاتوري، وكان ضمن المجموعة الناشط الثوري الشهير إرنستو تشي جيفارا الذي أصبح فيما بعد أحد المقربين من كاسترو.

ساهم كاسترو في تكوين الفرق الثورة وأطلق على جماعته اسم حركة 26 يوليو، وقاد مجموعته على متن قوارب شراعية إلى كوبا، وهناك هاجموا ثكنات الجيش التابعة لباتيستا مُعلناً بذلك بدء الثورة الكوبية.

حرب العصابات :

لم تستمر المواجهة المباشرة بين مجموعات فيدل كاسترو وتشي جيفارا والقوات المتواطئة مع النظام الحاكم لفترة طويلة، نظراً لقلة العدد والعتاد بالجانب الثوري، فقام كاسترو بقيادة مجموعاته إلى قلب الجبال واتخذ منها ملجأُ لهم، ومنها بدء في شن الهجمات على القوات الموالية للحكومة.

مع الوقت ازداد فيدل كاسترو شهرة وقوة بعدما حظيت حركة 26 يوليو بتأييد شعبي جارف، وانضم إليها عدد كبير من المتطوعين المدنيين وعدد أكبر من ضباط الجيش الكوبي الشرفاء الرافضين لسياسات الديكتاتور الحاكم.. في وقت لاحق دعا كاسترو الشعب إلى الإضراب العام وقد قام الشعب الكوبي عن بكرة أبيه بتلبية طلبه فشُلت الحياة في العاصمة هافانا، فقام رئيس الحكومة ورئيس الدولة بالهرب من قلب العاصمة هافانا -خوفاً من اندلاع ثورة شعبية ضدهم- فتمكنت قوات كاسترو من دخول العاصمة للمرة الأولى تحت قيادة جيفارا مُعلنة نجاح الثورة.

الرئيس فيدل كاسترو :

تولى فيدل كاسترو منصب الرئيس في كوبا ابتداءً من عام 1959م، وحظي بتأييد شعبي عام ليس بصفته السياسية إنما باعتباره قائداً للثورة التي أطاحت بالنظام الديكتاتوري.. اتبع كاسترو العديد من السياسات الإصلاحية الهادفة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروات.

هناك العديد من المآخذ على سياسات كاسترو كرئيس، أبرزها إنه حد من حرية التعبير والصحافة والرأي بدعوى الحفاظ على الأمن القومي، لكن العجيب أن ذلك لم يؤثر بدرجة كبيرة على شعبيته، ويرى المحللون إن ذلك راجع إلى سببين، أولهما هو أن الشعب الكوبي كان ينظر له باعتباره زعيماً مُخلصاً وليس رئيساً حاكماً، أما الثاني هو نجاح سياساته الاقتصادية التي صبت في صالح الطبقتين المتوسطة والفقيرة مما أكسبه تأييدهما.

اعتقاده الديني :

وُلِد فيدل كاسترو لأسرة مسيحية كاثوليكية أي أنه مسيحي بالوراثة، إلا إنه لم يمارس أي من الطقوس الدينية المسيحية منذ طفولته وحتى وفاته، وقد صرح أكثر من مرة أنه يعتبر نفسه ملحداً ولا يتبع أي من الديانات، وقد قامت الفاتيكان في الثالث من يناير 1962م بإقصاء كاسترو عن المذهب الكاثوليكي لارتداده عنه، وكان ذلك سبباً في توتر العلاقات ما بين الفاتيكان والحكومة الكوبيا لفترة طويلة، إلا أنها عادت للتحسن مرة أخرى خلال فترة التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث سمح كاسترو للبابا بزيارة كوبا للمرة الأولى منذ توليه السلطة.

كاسترو .. رمز الثورة :

أهمية فيدل كاسترو التاريخية لا تنبع من كونه رئيساً لدولة كوبا، إنما تتمثل في اعتباره أيقونة ثورية هو وشريك كفاحه تشي جيفارا، فكلاهما من الشخصيات المُلهمة، وقد ألهمت أفكارهما العديد من الجماعات الثورية الساعية إلى التخلص من الاستعمار والتمرد على الديكتاتورية وإرساء قواعد الحق والعدالة في مختلف بقاع العالم.

حياته الخاصة :

تزوج فيدل كاسترو في عام 1980م من سيدة تدعى داليا ديلفالي، إلا أن زوجته كانت بعيدة أغلب الوقت عن الأضواء ولم تنخرط بصورة قوية في مجال العمل العام، كما تفعل أغلب زوجات الرؤساء والملوك حول العالم، وقد رُزق كاسترو من تلك الزيجة بابنته الوحيدة ألينا فيرانديز كاسترو.

السنوات الأخيرة والوفاة :

في عام 2008م قرر فيدل كاسترو التخلي عن السلطة لصالح شقيقه راؤول كاسترو، وذلك بسبب تدهور حالته الصحية واستشعاره بعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد. وبعد ثمان سنوات وتحديداً في الخامس والعشرين من نوفمبر 2016م توفي كاسترو راقداً بفراشه، بعدما نجا من أكثر من 600 محاولة اغتيال تعرض خلال فترة حكمه.

التكريمات :

تلقى فيدل كاسترو بصفته زعيماً وقائداً للثورة الكوبية العديد من التكريمات من أبرزها:

  • وسام ثورة أكوبر
  • وسام الأسد الأبيض
  • وسام نجمة رومانيا
  • وسام لينين
  • جائزة القذافي لحقوق الإنسان
  • جائزة لينين للسلام

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق