تسعة شخصيات

كاظم الساهر .. قيصر الأغنية العربية وسفيرها في العالم

كاظم الساهر

سيرة حياة كاظم الساهر : اعتلى عرش الأغنية العربية ولا يزال نجمه حتى اليوم محتفظاً بوهجه وبريقه. فترى كيف كانت مسيرته الغنائية؟ وما انجازاته على صعيد الفن؟

كاظم الساهر هو مطرب وملحن وكاتب أغاني عراقي الأصل ويحمل الجنسيتين القطرية والكندية بجانب جنسيته الأصلية، ويعد كاظم الساهر اليوم أحد أبرز الاسماء المتواجدة على الساحة الغنائية العربية، وأحد أكثر المطربين شعبية في المنطقة العربية وفي الشرق الأوسط بصفة عامة، وهو يحمل ألقاباً عديدة أبرزها لقبي قيصر الغناء العربي و سفير الأغنية العراقية..

كاظم الساهر .. من هذا ؟

كاظم الساهر هو المطرب الذي اعتلى عرش الأغنية العربية طوال فترة التسعينيات، ولا يزال نجمه حتى اليوم محتفظاً بوهجه وبريقه.. فترى كيف كانت مسيرته الغنائية؟ وما الإنجاز الذي حققه خلالها فاستحق عليه بلوغ تلك المكانة؟

الميلاد والأسرة :

اسمه بالكامل كاظم جابر إبراهيم السامرائي ويعرف باسمه الفني كاظم الساهر ،وُلِد الساهر في مدينة الموصل العراقية في الثاني عشر من سبتمبر لعام 1957م، وقد نشأ في بيت متناهي الصغر في مدينة الموصل، وعانى في طفولته من الفقر والحرمان، نظراً لقلة موارد الأسرة المادية وعدد أفرادها الكبير، حيث أن لكاظم سبع أخوة وشقيقتين. بعد فترة قصيرة من ميلاده انتقلت الأسرة إلى العاصمة بغداد بسبب عمل والده، وبتلك المدينة نشأ الساهر وترعرع.

بين العمل والفن :

عشق كاظم الساهر فن الموسيقى منذ نعومة أصابعه، لكن لم يكن لديه وقت كافي لممارسة هواياته الفنية، حيث أنه كان يضطر للخروج إلى العمل في فترات العطلات الدراسية لجني بعض المال الذي ينفق به على نفسه ويساعد به أسرته، وفي طفولته عمل كاظم الساهر في العديد من المهن المتواضعة، فقد عمل بائعاً للمثلجات كما عمل في أحد مصانع النسيج، وفي سن الثانية عشر ضاعف الساهر من ساعات عمله بهدف جمع ما يكفي من المال لشراء آلة موسيقية، ونجح في تحقيق هدفه وامتلك قيثارة كان ثمنها 12 ديناراً تقريباً، وهي أولى الآلات التي تدرب الساهر على العزف عليها.

دراسة الموسيقى :

بمجرد إنهاء كاظم الساهر لدراسته الثانوية قرر الانضمام إلى معهد الدراسات الموسيقية في بغداد، واستمرت دراسته بالمعهد حوالي 6 سنوات أتقن خلالها العزف على آلة القيثارة بجانب تعلمه العزف على آلتي العود والجيتار، وقد جذبت موهبة كاظم الطاغية أنظار زملائه ومُعلميه، فقد استطاع أن يلحن أغنية كاملة بعد عام واحد من دراسته بالمعهد وكانت بعنوان أين أنت، وبعد تخرجه من المعهد عمل مدرساً لمادة الموسيقى في العديد من المدارس الصغيرة بالقرى العراقية منها مدرستي كربيش وبيناتا، وكان ذلك في آواخر عقد السبعينات.

احتراف الفن :

لم يقنع كاظم الساهر بعمله كمدرس لفنون الموسيقى في بعض المدارس، فقد كان هناك هاتف داخلي يخبره بأن موهبته أكبر وأعظم من ذلك وكان يطمح إلى احتراف مجالي الغناء والتلحين، وبعد العديد من المحاولات جاءته الفرصة في عام أوائل الثمانينات حين التقى بالشاعر أسعد الغريري، الذي اقتنع بموهبة الكاظم وعاونه على إصدار أولى ألبوماته الغنائية في 1984م وكان بعنوان شجرة الزيتون والذي تولت إنتاجه شركة الأهرام البحرينية.

حقق الألبوم الأول لكاظم نجاحاً مقبولاً بالنسبة لمطرب واعد، مما مهد أمامه الطريق لتكرار التجربة، فقدم ثاني ألبوماته في عام 1989م وكان بعنوان غزال، كما أسندت إليه مهمة غناء شارة مقدمة مسلسل نادية التي تعاون بها مع الشاعر كريم العراقي.

قيصر الغناء العربي :

بلغ نشاط كاظم الساهر الفني ذروته خلال عقد التسعينيات، حيث تمكن خلال تلك الفترة من تقديم العديد من الأغنيات العاطفية التي شكلت نقطة تحول في مسيرته الفنية، كان أغلبها قصائد نزار قباني الذي منحه لقب قيصر الأغنية الذي اشتهر به فيما بعد.

ذاع صيت كاظم الساهر في العالم العربي بالكامل بأغنيات مثل زيديني عشقاً وأني خيرتك وكثر الحديث وغيرها، ثم قدم ألبوم مدرسة الحب الذي احتل مركزاً متقدماً ضمن قوائم الألبومات الغنائية الأكثر مبيعاً، كما صارت حفلاته الغنائية في مختلف الدول العربية تشهد إقبالاً كبيراً، وخلال فترة وجيزة تحول الساهر إلى أحد أبرز الاسماء على الساحة الغنائية، وسفيراً للأغنية العراقية على الصعيدين العربي والعالمي.

كاظم مقدماً تلفزيونياً :

قدم كاظم الساهر تجربة المقدم التلفزيوني مرة واحدة من خلال برامج المسابقات الغنائية وتحديداً النسخة العربية من برنامج ذا فويس The Voice، ولم يكن الساهر مقدماً صريحاً للبرنامج بل كان عضواً ضمن لجنة التحكيم، وقد شارك الساهر في جميع مواسم البرنامج ابتداءً من 2013م وحتى الآن، بجانب مشاركته في موسم وحيد من نسخة البرنامج المخصصة لاكتشاف مواهب الأطفال والمسماه ذا فويس كيدز The Voice Kids.

أثره وإنجازه :

استطاع كاظم الساهر أن يتمرد على اللون الغنائي السائد في فترة التسعينيات، وقد تمكن من إعادة القصائد إلى الساحة الغنائية العربية مرة أخرى بعد غياب دام لعدة عقود. كذلك تمكن الساهر الوصول بالأغنية العرقية خاصة والعربية عامة إلى العالمية، فاستحق عن جدارة لقب سفير الأغنية العراقية والعربية، بالإضافة إلى أنه من القلة التي لم تحصر نفسها في قالب غنائي معين، فقد تنوع إنتاجه ما بين الأغنية العاطفية والوطنية والعامية والفصحى بالإضافة إلى تقديمه بعض أغاني الأطفال وهي من الألوان الفنية المهملة في الوطن العربي.

حياته الخاصة :

تزوج كاظم الساهر في وقت مبكر جداً من عمره حيث أنه كان في التاسعة عشر من عمره تقريباً حين أقدم على تلك الخطوة، وكانت زوجته في مثل العمر تقريباً. رُزق كاظم من تلك الزيجة بولدين هما عمر ووسام. انتهى زواج كاظم بالفشل؛ حيث نشأت عدة خلافات بينه وبين زوجته فرأى أن الانفصال هو القرار الصائب والأصلح بالنسبة للأولاد.

رغم مرور فترة طويلة على انفصال كاظم الساهر عن زوجته إلا أنه فضل العيش عازباً ولم يقدم على تكرار التجربة، وحين تم سؤاله عن ذلك الأمر قال إنه ليس مضرباً عن الزواج لكنه في ذات الوقت لم يجد الإنسانة المناسبة، كما أكد بأن فشل زيجته الأولى راجعاً إلى صغر سنه، حيث تسرع في الزواج ولم يكن هو أو الزوجة ناضجان بالقدر الكافي لتكوين حياة أسرية مستقرة.

الجوائز والتكريمات :

نال كاظم الساهر على مدار سنوات نشاطه الفني العديد من الجوائز والتكريمات على كافة الأصعدة، حيث كرم أكثر من مرة من خلال موطنه العراق بصفته أحد رموزه، كما تم تكريمه عربياً من قبل العديد من الدول مثل المغرب ومصر والجزائر وتونس، بالإضافة إلى التكريمات العالمية التي نالها من مؤسسات بريطانية وفرنسية وأمريكية وإيطالية، ومن أبرز الجوائز التي نالها الساهر ما يلي:

  • أوسكار الأغنية العربية
  • قلادة الإبداع العراقية
  • وسام التفوق بتوصية من الملك حسين
  • وسام الاستحقاق التونسي
  • جائزة أفضل مطرب عربي من مهرجان الأغنية الدولي في مصر
  • جائزة الميوركس اللبنانية (ثلاث مرات)
  • حقق لقب أفضل مطرب في الشرق الأوسط في استفتساء الإذاعة البرازيلية
  • حقق لقب المطرب العربي الأكثر شعبية في قارة آسيا في استفتاء شبكة الإعلام الاندونوسية
  • تم تكريمه من قبل منظمة اليونسكو لإسهامه في مجال الثقافة والفنون
  • حصل على مفتاح مدينة سيدني وهو ثاني مطرب يحصد هذا التكريم بعد المغنية العالمية مادونا

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق