تسعة شخصيات

شريهان .. أيقونة رمضان ونجمة المسرح الأبرز على الإطلاق

شريهان

سيرة حياة شريهان : هي فنانة صاحبة الرصيد الأكبر من حب الجماهير فأصبحت أعمالها جزء من الاحتفال بالشهر الكريم. فكيف كانت مسيرتها الفنية وكيف بدأت ولِمَ توقفت؟

اسم شريهان من اسماء العمالقة الذين ارتبطت أعمالهم ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان المعظم في مصر والوطن العربي، وذلك بفضل الفوازير ومسلسل ألف ليلة وليلة التي قدمتهما خلال الفترة ما بين عامي 1985م وحتى 1959م، بجانب إن شريهان هي النجمة الاستعراضية الأشهر على الإطلاق في تاريخ المسرح المصري والعربي، ورغم ابتعادها عن الساحة الفنية منذ فترة طويلة إلا إن شعبيتها تتزايد عاماً بعد عام، وأعمالها السينمائية والمسرحية لا تزال محتفظة بمكانتها وتحقق نسبة مشاهدة مرتفعة كلما أعيد عرضها على شاشات الفضائيات.

شريهان .. من تكون ؟

 شريهان هي النجمة التي ولدت عملاقة ووقفت في طفولتها وصباها أمام ألمع نجوم الفن، فلم تبد أقل منهم موهبة أو تألقاً وكانت إضافة كبيرة لكل عمل مسرحي أو سينمائي شاركت به.

الميلاد والأسرة :

اسمها بالكامل شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني ويعرفها الجمهور باسمها الأول فقط الذي اشتهرت به في عالم الفن. وُلدت النجمة المصرية البارزة في السادس من ديسمبر لعام 1965م في العاصمة المصرية القاهرة، والدها هو المحامي أحمد الشلقاني أما والدتها فقد كانت ربة منزل تدعى عواطف هاشم. شريهان له أختين هما جيهان وهويدا وأخ واحد يدعى عمر والذي احترف الفن كعازف للجيتار وعرفه الجمهور باسمه الفني عمر خورشيد.

الدراسة العلمية والفنية :

أظهرت شريهان في طفولتها شغفاً كبيراً بالفن وقد اهتمت والدتها بموهبة صغيرتها وحرصت على أن تنميها، فأتاحت لها فرصة تعلم رقص الباليه والرقص التعبيري وهي لا تزال في مقتبل العمر، أما عن دراستها الأكاديمية فقد التحقت بمدارس آمون الخاصة، وبعد إتمامها لمرحلة الدراسة الثانوية التحقت بكلية الحقوق، بهدف المشاركة في إدارة مكتب والدها الراحل. إلا إن شغفها بالفن ورغبتها في تحقيق حلمها بأن تكون ممثلة محترفة ونجمة استعراضية شهيرة حال دون ذلك، إذ إنها لم تستطع التوفيق بين التزامها بإدارة المكتب وعملها بمجال الفن.

المسيرة السينمائية والتلفزيونية :

بدأت شريهان مسيرتها الفنية في طفولتها فقبل أن تبلغ السادسة من عمرها قدمت دوراً بفيلم ربع دستة أشرار وفيلم قطة على نار، لكن بدايتها الحقيقية فقد كانت أمام ملك الترسو فريد شوقي الذي شاركته فيلم الخبز المر، وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً وتمكنت شريهان من خلاله من حذب انتباه النقاد والجماهير على السواء، فتوالت أعمالها وتزايدت شهرتها التي بلغت ذروتها حين أسند إليها المخرج فهمي عبد الحميد بطولة الفوازير الرمضانية التي بدأتها في 1985م وكذلك تقديمها لعدة مواسم من مسلسل ألف ليلة وليلة، أما في السينما فقد توالت أعمالها وقدمت أدوار بارزة بالعديد من الأعمال الهامة مثل العذراء والشعر الأبيض وخلي بالك من عقلك بجانب تقديمها لأفلام من بطولتها المطلقة من أشهرها كريستال وجبر الخواطر وعرق البلح وميت فل.

كذلك قدمت شريهان أكثر من عشرة مسلسلات تلفزيونية من أبرزها نار ودخان والمعجزة ودمي ودموعي وابتسامتي، بجانب تقديمها سهرة تلفزيونية واحدة بعنوان القلوب عند بعضها.

شريهان والمسرح :

تعد شريهان واحدة من نجمات الصف الأول في تاريخ المسرح الاستعراضي، على الرغم من إن أغلب المسرحيات التي شاركت بها لم تكن من بطولتها المطلقة، وكان الاسم الأبرز بها لأحد عمالقة الفن مثل فؤاد المهندس أو فريد شوقي أو محمد صبحي، إلا إنها كانت دائماً ذات حضور طاغي على خشبة المسرح، حتى إن الجمهور حتى اليوم يُعرف تلك المجموعة المسرحية بمسمى مسرحيات شريهان وهي كالآتي:

  1. سك على بناتك
  2. إنت حر
  3. المهزوز
  4. علشان خاطر عيونك
  5. شارع محمد علي

أزمة نسب :

تعد قضية شريهان واحدة من أشهر قضايا إثبات النسب في تاريخ الوسط الفني، وواحدة من أشد الأزمات التي مرت بها خلال حياتها، فخلال فترة الثمانينات قامت الفنانة بإقامة دعوى قضائية ضد عائلة والدها الراحل وخاصة عمها المحامي علي الشلقاني، الذي كان قد قام بإنكار نسب ابنة شقيقه للعائلة بهدف حرمانها من الميراث. تم تداول هذه القضية في قاعات المحاكم لسنوات طويلة إلى أن تم البت فيها بإثبات نسب شريهان إلى والدها المحامي أحمد عبد الفتاح الشلقاني.

الابتعاد والثورة :

اختفت النجمة شريهان عن الساحة الفنية في أوائل التسعينات نتيجة الحادث المأسوي الذي تعرضت له في مايو 1989م، حيث أصيب بكسر في العمود الفقري مما استدعى سفرها للخارج لتلقي العلاج، ثم عادت مرة أخرى للعمل الفني خلال عامي 1993م و1994م، حيث قدمت موسم آخر من الفوازير وفيلم كريستال بالإضافة إلى مسرحية شارع محمد علي. لكنها ابتعدت مرة أخرى عن المجال الفني لإصابتها بسرطان الغدد اللعابية مما تطلب سفرها إلى ألمانيا وفرنسا لتلقي العلاج.

عادت شريهان للظهور مجدداً في عام 2011م ولكن ظهورها لم يكن من خلال الشاشة أو المسرح، بل كان من خلال ميدان التحرير الذي احتضن ثورة يناير والتي كانت شريهان من أبرز الشخصيات العامة المشاركة بها، وظهرت على أكثر من شاشة فضائية أثناء مشاركتها في التظاهرات منددة بنظام مبارك وطغيانه.

لا فوازير بلا شريهان :

لا جدال إن شريهان هي نجمة فن الاستعراض الأولى في الوطن العربي، ودليل ذلك هو إن ما حققته سلسلة فوازير رمضان التي قدمتها من نجاح وانتشار لم يحققه سواها، فقد تخطت نجاحاتها كل من سبقوها أو عاصروها ممن قدموا هذا اللون الفني، على الرغم إنهم نجوم كبار لهم باع طويل في عالم الفن وعلى رأسهم يحيي الفخراني وهالة فؤاد اللذان قدما فوازير بعنوان المناسبات، وكذلك سمير غانم الذي استغل شخصيته الأشهر فطوطة في تقديم الفوازير. أما من تلو شريهان فقد كان الفشل الذريع هو نصيبهم ليس بسبب تردي المستوى الفني لتجربتهم إنما لإن الجمهور كان يقارنهم بين فوازير شريهان وفوازيرهم، ومنهم نادين وجيهان نصر ولوسي وغادة عبدالرازق، والدليل إن كل منهن لم تقدم الفوازير إلا لموسم واحد فقط.

لعل النجمة الاستعراضية نيللي هي الوحيدة التي حققت نجاحاً مقارباً لما حققته، لكن هذا لا يعني بأي شكل إنها قد تفوقت عليها، فقد كانت أعمال شريهان تحظى دائماً باهتمام أكبر، وحتى اليوم لا تزال تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة كلما أعيد عرضها خلال الشهر الكريم.

حياتها الخاصة :

تزوجت شريهان مرتين الأولى كانت من رجل الأعمال علال الفاسي ولكن ارتباطهما لم يدم لفترة طويلة لينتهى بالانفصال، ثم خاضت تجربة الزواج مرة أخرى من رجل الأعمال الأردني علاء الخواجة، ولا يزال زواجهما مستمر ومستقر حتى اليوم وقد رُزقت شريهان من زيجتها الثانية بابنتيها لولوا وتالية القرآن.

أثرها وإنجازها :

لعل الإنجاز الأكبر الذي حققته شريهان على مدار سنوات نشاطها الفني هو تمردها على ملامحها البريئة وخفة ظلها، فرغم ما حققته من نجاحات في المسرح الكوميدي الاستعراضي ورغم براعتها في تقديم الأدوار الرومانسية، إلا إنها تمردت على هذا كله وقدمت العديد من الأدوار التراجيدية ذات الأبعاد النفسية المعقدة أبرزها دورها في فيلم عرق البلح، لتثبت إن اعتمادها الأول على موهبتها كممثلة لا على مهاراتها الاستعراضية أو ملامحها الرقيقة، هذا بجانب إنها قد تحولت إلى أيقونة رمضانية بفضل فوازيرها المرتبطة بالشهر الكريم.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق