تسعة شخصيات

زاك سنايدر .. بطل دي سي الخارق الواقف وراء الكاميرات

زاك سنايدر

زاك سنايدر هو الاسم الذي يتردد بقوة في الفترة الأخيرة بين محبي السينما وخاصة أفلام الأبطال الخارقين المستوحاة من القصص المصورة، باعتباره المسئول الأول عن بناء عالم دي سي السينمائي ومتولي إخراج الأجزاء الأهم من سلسلته. قدم زاك سنايدر حتى الآن فيلمين ضمن عالم دي سي ويقوم حالياً بإخراج الفيلم الثالث.

زاك سنايدر .. من هذا :

يعد زاك سنايدر حالياً واحد من أهم مخرجي هوليود وارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً باسماء الأبطال الخارقين خاصة باتمان وسوبرمان، فكيف كان قبل أن يلتقيهم على الشاشة؟ كيف كانت مسيرته؟ وما إنجازه؟ وما خططه المستقبلية؟

الميلاد :

في الأول من مارس عام 1966م وُلِد المخرج الأمريكي زاك سنايدر واسمه الأصلي زخاري إدوارد سنايدر، نشأ سنايدر وسط أسرة أمريكية مسيحية في مقاطعة ريفرسايد بولاية كونيتيكت الأمريكية. كان لوالدي زاك سنايدر تأثير كبير عليه وخاصة والدته، فقد كانت مارشا مانلي -والدة سنايدر- رسامة ومُعلمة للتصوير الفوتوغرافي، وقد عملت على تنمية الحس الفني لدى صغيرها في وقت مبكر من عمره، أما والده تشارلز إدوارد فقد كان يشغل وظيفة إدارية تابعة لإدارات التجنيد الأمريكية.

 بين الدراسة والفن :

عشق زاك سنايدر الفن بمختلف فروعه منذ نعومة أظافره ولهذا فلم تكن دراسته بعيدة عنه، فقد بدأ مسيرته التعليمية من خلال مدرسة كامب أواتونا، وبعد إتمامه لمرحلة الدراسة الثانوية شجعته أمه على دراسة فن الرسم، ورغم إنه كان قد بدأ -خلال تلك الفترة- في صناعة أفلام الهواة، إلا إنه لم يمانع وفضل أن يخوض التجربة خاصة وإنه محب للرسم والتصميم، فذهب إلى مدرسة هيثارلي الإنجليزية للفنون الجميلة، ثم عاد للولايات المتحدة ليكمل دراسته للفنون في كلية آرت سنتر للفنون بولاية كاليفورنيا.

بداياته الإخراجية :

بدأ زاك سنايدر مسيرته الإخراجية بالعمل كمخرج لعدد من مواد الدعاية، وقد تمكن من تقديم أفكار دعائية مميزة ومبتكرة، مما مكنه من التعامل مع كبرى الشركات التجارية مثل ريبوك وجاتوريد ونايك، ومن خلال الإعلانات أبرز سنايدر قدراته وجذب انتباه المنتجين الذين أسندوا إليه مهمة إخراج أفلامهم السينمائية في وقت لاحق.

المسيرة السينمائية :

قدم زاك سنايدر أول أعماله السينمائية في عام 2004م وهو فيلم فجر الموتي Dawn of the dead، أما البداية الحقيقية له في عالم السينما فقد كانت في 2007م عندما قدم الجزء الأول من فيلم (300) الذي حقق نجاحاً كبيراً سواء على المستوى الجماهيري أو النقدي، ومن هنا بدأت شركة وارنر بروس تعتمد على سنايدر، فأسندت إليه مهمة إخراج فيلمها الحراس أو Watchmen الذي حقق إيرادات تجاوزت الـ 185 دولار أمريكي، وبذلك الفيلم وضع سنايدر اسمه ضمن قائمة أبرز المخرجين المعاصرين في هوليود.

عالم دي سي السينمائي :

لا يخفى على أي من متابعي السينما ومتابعيها المنافسة الشرسة بين شركتي مارفل ودي سي، وحين قررت شركة دي سي صناعة عالمها السينمائي الخاص المستوحاة أحداثه من قصص الكوميسك المصورة التي أصدرتها، أسندت مهمة الفيلم الافتتاحي للسلسلة إلى زاك سنايدر وهو فيلم الرجل الحديدي أو Man of steel الذي أعيدت من خلاله شخصية سوبر مان إلى الشاشة، وحقق الفيلم نجاحاً كاسحاً عند عرضه مما دفع الشركة إلى إسناد الفيلم الثاني بالسلسلة إليه وهو باتمان ضد سوبر مان Batman v Superman، والذي حقق نجاحاً بشباك التذاكر رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه من النقاد والجماهير، مما دفع سنايدر والشركة إلى طرح نسخة كاملة من الفيلم متضمنة المشاهد المحذوفة من الفيلم والتي أثرت على سياقه الدرامي.

تحدي النجاح .. تحدي الفشل :

حين تولى زاك سنايدر مسئولية ابتداء عالم دي سي السينمائي ومنافسة عالم مارفل الذي سبقهم بعدة أعوام، كان أمام تحدين بالغي الصعوبة هما تحدي فشل ونجاح الأفلام التي قدمتها الشركة مسبقاً والتي تنتمي لنفس النوع!

  • تحدي الفشل : آخر ظهور لشخصية سوبر مان على الشاشة كان في 2006م من خلال فيلم عودة سوبرمان Superman returns، والذي لقي نقداً لاذعاً من النقاد ولم يحقق النتائج المتوقعة منه في شباك التذاكر، وحين قرر سنايدر إحياء الشخصية في 2013م من خلال فيلم Man of steel، كان عليه أن يتخطى كافة الأخطاء التي وقع بها صناع الفيلم السابق وأن يعيد ثقة الجماهير في أفلام سوبر مان مجدداً.
  • تحدي النجاح : التحدي الثاني على النقيض تماماً ويتعلق بفيلم Batman v Superman، وكان آخر ظهور للرجل الوطواط من خلال ثلاثية فارس الظلام التي قدمها المخرج العالمي كريستوفر نولان، والتي حققت نجاح منقطع النظير والجزء الثاني منها مصنف ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في التاريخ، وكان على سنايدر أن يعيد تقديم شخصية باتمان بشكل مختلف ولا يقل تميزاً عما قدمه نولان في ثلاثيته، ورغم إن ثلاثية نولان بقيت محتفظة بمكانتها باعتبارها الأفضل إلا إن هذا لا ينفي إن سنايدر قدم نسخته الخاصة من الوطواط ولم يبد متاثراً بأسلوب نولان، كما ظهر الفيلم ككل في مستوى مقبول وهذا في النهاية يحسب له.

الجوائز والتكريمات :

رغم إن مشوار زاك سنايدر السينمائي قصير نسبياً، إلا إنه تمكن خلال سنوات نشاطه القليلة من الفوز بأكثر من جائزة سينمائية كما رُشح لعدد أكبر منها، ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها:

  • جائزة هوليود السينمائية كأفضل مخرج عن فيلم 300.
  • جائزة Saturn Award لأفضل مخرج عن فيلم 300
  • فاز بجائزة شو ويست بصفته مخرج العام في 2009م.

حياته الخاصة :

هناك ثلاث نساء في حياة زاك سنايدر هم زوجته الأولى دينييس ويبر والتي انتهت علاقته بها بالطلاق، ثم ارتبط عاطفياً مع المنتجة كريستين إيلين والتي أشرفت على إنتاج أفلامه الأولى، أما الثالثة فهي زوجته الحالية فهي المنتجة ديبورا سنايدر، وقد التقى معها لأول مرة في عام 1996م وجمعتهما علاقة عاطفية كللت بالزواج في آواخر 2004م، وقد تم إتمام مراسم الزواج في الكنيسة الأسقفية بنيويورك. سنايدر له ثمانية ابناء الأربعة الكبار من زيجته الأولى واثنين من علاقته الثانية، وأثناء عمله على فيلمه الأبرز الرجل الحديدي قام بتبني طفلين هو وزوجته الحالية ديبورا.

تأثيره وإنجازه :

رغم إن زاك سنايدر لا يزال في بداية طريقه الفني إلا إنه تمكن من ترك بصمة قوية بعالم السينما، وذلك من خلال تقديمه لعدد من الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً بشباك التذاكر، وأهم ما يميز زاك سنايدر هو امتلاكه لرؤية مختلفة للشخصيات والأحداث التي يقدمها، ودليل ذلك هو إن أغلب اعماله قائمة على إعادة أحياء أفلام قديمة أو مستمدة من قصص الكوميكس المصورة، ورغم ذلك تخلص من النمطية وقدمها بصورة جديدة وفقاً لرؤيته هو.

خطط زاك سنايدر المستقبلية :

جدول أعمال زاك سنايدر خلال هذه الفترة مزدحماً بالعديد من الأعمال والمهام التي عليه إنجازها، وقد يبقى كذلك لعدة أعوام تالية. يأتي ذلك بعدما جددت شركتي وارنر بروس ودي سي كوميكس ثقتها فيه، وأوكلت إليه مهمة إخراج بعض الأفلام سلسلة عالم دي سي السينمائي.

يعمل زاك حالياً على فيلم فريق العدالة أو Justice League والذي سيجتمع به عدد كبير من الأبطال الخارقين المملوكة حقوق استغلالهم لشركة دي سي، ومن المرجح أن يُطرح الفيلم في دور العرض خلال 2017م وتم عرض الإعلان التشويقي الأول له خلال فاعليات مهرجان Comic Con الأخير، كذلك من المخطط أن يتولى إخراج الجزء الثاني من نفس الفيلم والذي سيُعرض في 2017م، كما إنه شارك في كتابة القصة لفيلم المرأة العجيبة أو Wonder Woman والمقرر عرضه خلال العام المقبل، كما إنه منتج تنفيذي لفيلمي Aquaman وThe Flash الجاري إعدادهما، وجميع الأفلام المذكورة تنتمي إلى سلسلة أفلام عالم دي سي السينمائي.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق