تسعة شخصيات

ناتالي بورتمان .. البجعة السوداء المعادية للعرب

ناتالي بورتمان .. البجعة السوداء المعادية للعرب

سيرة حياة ناتالي بورتمان : هي التي عرفها الجمهور من خلال فيلم Leon والتي أبهرت العالم بأدائها بفيلم Black Swan ونالت عنه جوائز عديدة أبرزها جائزة الأوسكار

ناتالي بورتمان هي واحدة من أبرز وأشهر نجمات السينما العالميات، بدأ تألقها الفني وهي في العاشرة من عمرها تقريباً ولم يخفت بريقها منذ ذلك الحين وحتى الآن، وعلى مدار سنوات نشاطها الفني والتي تقدر بحوالي أثنين وعشرون عاماً أخذت تتقدم وتتدرج، إلى أن صارت بطلة مطلقة لعدد غير قليل من الأفلام الناجحة، وتمكنت أن تناول أول جائزة أوسكار كممثلة رئيسية قبل أن تتم عامها الثلاثين. فكيف كانت رحلة ناتالي بورتمان إلى الأوسكار؟ كيف كانت مسيرتها وكيف بلغت تلك المكانة؟ ولماذا رغم نجاح أعملها لا تحظ بشعبية كبيرة في الوطن العربي؟!

ناتالي بورتمان .. من تكون ؟

ناتالي بورتمان هي الطفلة التي عرفها الجمهور من خلال فيلم Leon التي شاركت النجم جان رينو بطولته، وهي النجمة الشابة التي أبهرت العالم بأدائها بفيلم Black Swan ونالت عنه جوائز عديدة أبرزها جائزة الأوسكار.. فترى كيف كانت رحلتها بين هذا وذاك؟

الميلاد والأسرة :

وُلِدت الممثلة الأمريكية ناتالي بورتمان في التاسع من يونيو لعام 1981م، وكان ذلك في مدينة القدس بفلسطين المُحتلة وهي تجمع بين الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، وعند ولادتها حملت اسم (ناتي-لي) ثم عُرفت بالنطق المخفف (ناتالي). نشأت بورتمان في كنف أسرة يهودية، والدها هو أبنر هرشلاج طبيب الخصوبة والتناسل الإسرائيلي أما والدتها فهي شلي ستيفنز الأمريكية ذات الأصول الروسية النمساوية، وحين بلغت ناتالي بورتمان الثالثة من عمرها انتقلت العائلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتنقلوا بين عدة ولايات إلى أن استقروا بمقاطعة لونج أيلاند في نيويورك.

الدراسة :

رغم ميول ناتالي بورتمان الفنية التي ظهرت في وقت مبكر جداً من عمرها ورغم إيمان والديها بموهبتها وسعيهم الدائم إلى مساندتها، إلا إن تخصصها الدراسي جاء بعيد كل البُعد عن المجال الفني، وفي البداية تنقلت بورتمان بين العديد من المدارس الابتدائية بسبب تنقل عائلاتها الدائم بين عدة ولايات، فبدأت دراستها بمدرسة تشارلز إي سمث بواشنطن العاصمة، ثم انتقلت إلى مدرسة سولومون شستر بمقاطعة ناسو بمدينية نيويورك، وكلتاهما مدارس يهودية تلقت فيهما بورتمان العلوم الأساسية بجانب تعلمها اللغة العبرية، وكانت ناتالي بورتمان متفوقة طوال سنوات دراستها وهو ما أهلها للالتحاق بجامعة هارفارد وتخصصت في دراسة علم النفس.

موهبة مُبكرة :

أبدت ناتالي بورتمان اهتماماً كبيراً بالفنون في وقت مُبكر جداً من عمرها، وقد انتبهت والدتها لذلك وحرصت على مساندة طفلتها وتنمية موهبتها، وبالفعل ألحقتها بالعديد من المدارس المتخصصة في تعليم الفنون وتدريب الصغار، كان من بينها مدرسة مسرح الرقص الأمريكي ومركز يوسدن للإبداع والفنون الأدائية وغيرها، وبتلك المدارس تلقت ناتالي دروساً في التمثيل والرقص وأتقنتهما.

لم يتوقف الأمر عند حد الدراسة بل إن ناتالي بورتمان في فترات الإجازات الصيفية كانت تشارك ببعض العروض المسرحية للأطفال، كان أبرزها عرض مسرحي موسيقي بعنوان Ruthless أو لا يرحم، والذي جسدت به شخصية طفلة معقدة نفسياً تهوى التمثيل وترتكب جريمة قتل كي تحصل على دور البطولة بإحدى المسرحيات، وشاركتها بتلك المسرحية بريتني سبيرز التي تعد الآن واحدة من أشهر مغنيات موسيقى البوب.

بطولة منذ الطفولة :

كانت والدة ناتالي بورتمان شديدة الإيمان بموهبته ولهذا كانت تبحث عن تصحبها إلى اختبارات التمثيل، وفي عام 1993م أدت اختبار الكاميرا للمشاركة في فيلم ليون: المحترف Leon: The professional أمام النجم جان رينو، وبعد قبولها وحصولها على نسخة من السيناريو الخاص بالفيلم فوجئت ناتالي ووالدتها بمساحة دورها وبإنها تعد البطلة الرئيسية للفيلم، وقررت ناتالي أن تتخذ اسم عائلة جدتها لأمها اسماً فنياً لها ومنذ ذلك الحين صارت ناتالي بورتمان بدلاً من ناتالي هرشلاج.

قدمت ناتالي بورتمان ضمن أحداث الفيلم شخصية بالغة التعقيد مكنتها من أبراز موهبتها واستعراض قدراتها التمثيلية، فقد جسدت شخصية ماتيلدا الطفلة اليتيمة التي تعاني من تسلط زوج أمها، وتتعرض للكثير من المآسي لينتهي بها المطاف هاربة من البيت برفقة قاتل مأجور معقد نفسياً. وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً على المستوى الجماهيري كما أشاد به عدد كبير من السينمائيين والنقاد، فكان بمثابة شهادة ميلاد سينمائية لناتالي.

الانطلاقة السينمائية :

بعد نجاح فيلم Leon وإشادة النقاد والجماهير بأداء الطفلة ناتالي بورتمان انهالت عليها عروض شركات الإنتاج وتوالت أعمالها السينمائية، فبنفس العام قدمت فيلم قصير بعنون Developing وبالعام التالي قدمت شخصية الطفلة لورين جوستافسون بفيلم Heat أمام العملاقين آل باتشينو وروبرت دي نيور، وفي عام 1996م قدمت فيلمين ثلاث أفلام دفعة واحدة هم بنات جميلات Beautiful Girls والجميع يقولون بحبك Everyone Says I love you وهجوم المريخ Mars Attacks، ثم أوقفت نشاطها الفني لمدة عامين لتعود بعدها بقوة بانضمامها إلى السلسلة السينمائية الأشهر حرب النجوم Star Wars.

مرحلة النضج الفني :

مع بداية الألفية الجديدة ودعت ناتالي بورتمان أدوار الطفلة والمراهقة، وعلى الرغم من إنها كانت آنذاك في الحادية والعشرين تقريباً إلا إنها قررت التوقف عن تقديم شخصية الفتاة المراهقة، وبدأت تسعى إلى أدوار مختلفة أكثر عمقاً وتنوعاً ولهذا يمكن أن نطلق على تلك المرحلة من مسيرة ناتالي اسم مرحلة النضج، ومن أبرز الأعمال التي قدمتها خلال تلك المرحلة، الفيلم الكوميدي Where the Heart Is، وفيلم Closer أمام نجمة هوليود جوليا روبرتس، وفي عام 2006م قدمت فيلمها المثير للجدل فانديتا V for Vendetta.

ابتداءً من 2005م بدأت ناتالي بورتمان تميل أكثر لتقديم الشخصيات الإنسانية التي تحمل قدر كبير من المشاعر من أمثلة ذلك فيلمها التاريخي The Other Boleyn girl في 2008م وفيلم الدراما الاجتماعي المرأة الأخرى The other woman في 2009، وفي 2010 قدمت فيلمها الأشهر على الإطلاق البجعة السوداء Black Swan والذي جسدت به شخصية راقصة الباليه نينا سيزر.

براعتها وتأثيرها :

ناتالي بورتمان هي دليل عملي على إن الممثل قادر على أداء جميع الأدوار وتقديم مختلف أنواع الدراما، فعلى مدار سنوات نشاطها ورغم صغر سنها نسبياً قدمت عدد كبير من الأعمال، تنوعت ما بين أفلام كوميدية وتراجيدية وتاريخية وخيالية ورومانسية، جسدت من خلالهم عشرات الشخصيات الدرامية المختلفة وقد أتقنتهم جميعاً بنفس الدرجة.

ناتالي بين إسرائيل والعرب :

ناتالي بورتمان ليس لها نشاط سياسي بالمعنى الدارج للكلمة فهي غير مُنضمة لأي حزب سياسي ولا تشارك بالانتخابات سواء كمُرشحة أو كداعمة لقوى سياسية معينة، ولكنها تعرب عن توجاهتها وآرائها باستمرار من خلال اللقاءات التلفزيونية والصحفية، وذلك الأمر أثر بنسبة كبيرة على شعبيتها كممثلة سينمائية في الدول العربية وبمنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، إذ إنها دائماً تعلن عن دعمها الكامل للكيان الصهيوني ودولة إسرائيل -المزعومة- باعتباره وطنها الأم الذي وُلِدت به وتحمل جنسيته، وتقول دائماً إنها تحب الولايات المتحدة وتفضل الإقامة بها، ولكن شعورها تجاه إسرائيل مختلف وتصفها بمصطلح (الوطن)، وبطبيعة الحال انتمائها لإسرائيل دفعها لاتخاذ موقف عدائي من الدول العربية المجاورة لها والتي لها تاريخ طويل من الصراع معها.

الغريب بالأمر هو إن أعمال ناتالي بورتمان تحقق إيرادات مرتفعة عند طرحها بدور العرض السينمائي بالوطن العربي، ويُرجع بعض المحللين ذلك لجهل القطاع الأكبر من جمهور السينما بجنسيتها ومواقفها السياسية، وإن المهتمين بأخبار السينما العالمية وحدهم هم من يدعون إلى مقاطعة أعمالها.

حياتها الشخصية :

تناقلت المجلات والمواقع الفنية تقاريراً تفيد بارتباط ناتالي بورتمان بالمغني ديفندرا بانهارت، والذي بدأت علاقتها به بعد مشاركتها إيه كليب أغنية Carmensita، ولكن علاقتهما لم تدم لفترة طويلة إذ أن في 2008م تناقلت ذات المجلات خبر انفصال الثنائي، وبالعام التالي مباشرة وأثناء تصوير فيلم بلاك سوان تعرفت ناتالي بورتمان على الراقص الفرنسي بنجامان ميلبيي المسئول عن تصميم رقصات الفيلم، ونشأت بينهما علاقة عاطفية وفي عام 2012م أعلنا زواجهما، والزوجان لهما ابن واحد يحمل لقب عائلة أمه هو أليف بورتمان.

نشاطها البيئي والاجتماعي :

ناتالي بورتمان عضو عامل بأكثر من جمعية من الجمعيات المدافعة عن البيئة والمعنية بحقوق الحيوانات، وقد صرحت في 2009م إنها قد صارت نباتية تماماً وإنها امتنعت عن تناول المنتجات الحيوانية، وكذا امتنعت عن ارتداء الملابس المصنوعة من الجلود الطبيعية أو الفراء والريش، وكانت اهتمامات بورتمان البيئية قد ظهرت في وقت لاحق من خلال لقاءاتها وأعمالها، ففي 2007م قدمت فيلماً وثائقياً بعنوان Gorillas on the Brink أو الغوريلات على شفا الهاوية، والفيلم في مجمله يدعو إلى الحفاظ على البيئة ويدعو الحكومات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الحيوانات من التعرض لخطر الانقراض.

كذلك ناتالي بورتمان لها العديد من الأنشطة الاجتماعية وتولت منصف سفير الأمل لدى منظمة فينكا الدولية، وهي منظمة دولية تمول القروض الصغيرة لتمويل النشاء المُعيلات بالبلدان النامية، وقد سافرت بورتمان خلال الفترة ما بين عامي 2004 : 2005 إلى العديد من البلاد الإفريقية مثل أوغندا وجواتيمالا والإكوادور للتعرف على الأوضاع بها وتقديم الإعانات للأسر الفقيرة بها بتفويض من منظمة فينكا الدولية.

مفهوم البطولة المطلقة :

لا تسعى ناتالي بورتمان إلى تصدر اسمها لتيترات الفيلم أو لوضع صورتها بحجم كبير على الملصقات الدعائية للأفلام، ويرى النقاد السينمائيون إن ذلك هو سر نجاح ناتالي الدائم، فهي تبحث دائماً عن الدور المميز لا عن الدور الأكبر، وبرهنوا على ذلك بتاريخها الفني فبعد تقديمها لدوري البطولة بفيلمي The Other Boleyn Girl وThe other Woman على التوالي قبلت العمل بفيلم Brothers والذي يُعد النجم توبي ماجوير هو بطله الأول، وحتى بعد نجاح فيلمها الأشهر Black Swan والذي نالت عنه العديد من الجوائز انضمت إلى شركة مارفل وجسدت شخصية جين فوستر بسلسلة افلام البطل الخارق Thor وكذا شاركت النجم كريستين بيل بطولة فيلم Knight of Cups ثم عادت مرة أخرى للبطولة المطلقة بفيلم جين تحمل السلاح أو Jane Got a Gun، والتفسير الوحيد لذلك التقلب والتضارب هو إن ناتالي بورتمان تبحث عن الدور الجيد الذي يمكنها إظهار إمكانياتها التمثيلية من خلاله أيا كانت مساحته.

الجوائز :

قدمت ناتالي بورتمان العديد من الأفلام السينمائية المميزة والتي رُشحت عنها للعديد من الجوائز السينمائية العالمية وتمكنت من الفوز بالعديد منها بالفعل، ومن أبرز الجوائز التي نالتها بورتمان خلال مسيرتها الفنية الآتي:

  • جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة  في دور رئيسي عن فيلم Black Swan
  • جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثلة في دور رئيسي عن فيلم Black Swan
  • جائزة الأداء المتميز من نقابة ممثلي الشاشة عن فيلم Black Swan
  • جائزة BAFTA لأفضل ممثلة عن فيلم Black Swan
  • جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم Closer ورُشحت عن نفس الفيلم لجائزة أوسكار

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

1 تعليق

  • العرب تحفة التحف بالفعل !
    ممثلة يهودية مولودة في إسرائيل ووالداها يهوديان إسرائيليان
    وتعيش في نيويورك وتدافع عن وطنها وشعبها
    فما هو الغريب في الموضوع ؟
    بلدان عربية كثيرة تتعامل مع إسرائيل في السر والعلن
    وجميع الدول العربية لها علاقات مع أمريكا في جميع المجالات
    حتى لو كانت هذه العلاقات ضد الأمة العربية والأمن العربي والمسلمين
    فلماذا لا ننتقد أنفسنا ودولنا قبل انتقاد هذه اليهودية ؟
    الأفضل أن نبقى في الأجواء الفنية ونستمتع بالأعمال الجيدة
    ونسكت عن الموضوعات الأخرى المنتهية الصلاحية فبيوتنا كلها من زجاج .