تسعة شخصيات

ألفيس بريسلي ملك الروك الذي لم يُنحه الموت عن عرشه

ألفيس بريسلي ملك الروك الذي لم يُنحه الموت عن عرشه

سيرة حياة ألفيس بريسلي : ملك الروك أو ملك الموسيقى أو أسطورة الغناء. فما سر مكانته المميزة وما تأثيره على الفن الموسيقى وكيف بدأ مسيرته الفنية وكيف انتهت؟

ألفيس بريسلي هو مطرب وعازف وممثل أمريكي ويُعد أحد أهم وأبرز الأسماء في تاريخ الموسيقى العالمية، هو أسطورة الروك الخالدة الذي لا تزال ألبوماته تحقق مبيعات تقدر بملايين الدولارات سنوياً رغم وفاته قبل تسعة وثلاثون عاماً، ألفيس بريسلي هو نجم الغناء الذي تتوارث الأجيال عشقه. هو مُحطم الأرقام القياسية في عالم الغناء وهو المطرب الأوسع انتشاراً خلال عقدي الستينات والسبعينات وهو المُلهم لكل مغنٍ صعد على المسرح من بعده.

ألفيس بريسلي .. من هذا ؟

ملك الروك أو ملك الموسيقى أو أسطورة الغناء.. كلها ألقاب يُشار بها إلى نجم واحد فقط هو ألفيس بريلسي .. فما سر تلك المكانة المميزة التي يحظى بها؟ وما التأثير الذي أحدثه بالفن الموسيقى؟ وكيف بدأ مسيرته الفنية وكيف انتهت؟

الميلاد والنشأة :

نجم الموسيقى العالمي ألفيس بريسلي وُلِد في مقاطعة توبيلو الواقعة ضمن ولاية ميسيسيبي بالولايات المتحدة، وكان ذلك في الثامن من يناير لعام 1935م، وكان لألفيس أخ واحد توأم ولكنه توفي أثناء عملية الولادة، والده هو فيرنون بريسلي وأمه كانت تدعى جلاديس بريسلي وكلاهما كانا من الطبقة العاملة الكادحة، وفي كنف هذه الأسرة البسيطة نشأ بريسلي الذي اختفت من طفولته كافة صور البهجة والرفاهية إلا من شىء واحد هو الموسيقى التي عشقها منذ نعومة أظافره.

البداية المبكرة :

بدأ ألفيس بريسلي مسيرته الفنية في وقت مبكر جداً من حياته فقد وقف على المسرح للمرة الأولى قبل أن يبلغ العام العاشر من عمره، فقد كان شديد الشغف بالفن الموسيقي وكان كذلك يجيد الرقص، وعليه فقد قرر المشاركة في العديد من المسابقات الغنائية الخاصة بالأطفال، وقد أبهر الجميع بتمكنه من أدواته وقدرته على الغناء والرقص معاً بتلك البراعة،  وفي عام 1946م فاز بالمسابقة ونال أو جائزة في حياته وكانت عبارة عن آلة الجيتار. تعلق بريسلي بالفن ومشاركاته المتكررة في ذلك السن الصغير بأكثر من مسابقة وحفل غنائي لم يعيق مسيرته التعليمية، والتي استمر فيها إلى أن بلغ المرحلة الثانوية التي تخرج منها في 1953م.

المسيرة الاحترافية :

بدأ ألفيس بريسلي مسيرته الغنائية من قلب الحانات برفقة فرقة كونها من أصدقائه، وبإحدى الليالي بينهما يقدم بريسلي فقرته كان حاضراً أحد منتجي الموسيقى، والذي أعجب بموهبة ألفيس فقدم له أول أغنية خاصة به وكانت تحمل عنوان That’s All Right، وقد حققت الأغنية نجاح كبير ووضعت بريسلي على أول طريق المجد، فتوالت أعماله وتضاعفت شعبيته إلى أن تربع على عرش موسيقى الروك في الولايات المتحدة والعالم.

أثره وإنجازه :

ألفيس بريسلي هو أحد قادة ثورة التجديد في الموسيقى العالمية، وذلك لإنه أول مغن يتمكن من المزج بين نوعي موسيقى الكونتزي وموسيقى البلوز، فخلق نوع غنائي جديد وفريد كما إن ألفيس كان صاحب مدرسة خاصة في أسلوب الأداء على المسرح، واختصاراً يمكن القول بإن بريسلي كان مُلهماً بالنسبة للكثيرين من نجوم الروك.

زواجه :

في عام 1965م التقى ألفيس بريسلي بفتاة تدعى بريسيلا آن بيليو ونشأت بينهما قصة حب، وفي العام التالي مباشرة أعلن بريسلي نيته في الزواج منها وهو ما قد تم بالفعل ومنحها لقب عائلته فاشتهرت باسم بريسيلا بريسلي، ورُزِق ألفيس من تلك الزيجة بابنته الوحيدة ليزا ماري بريسلي، ولكن في النهاية نشبت عِدة خلافات بين الزوجين أدت في النهاية إلى انهيار علاقتهما في نهاية الأمر وبالتالي الطلاق، وقد أشيع بوسائل الإعلام آنذاك إن الانفصال قد تم بسبب مبالغة بريسيلا في غيرتها من التفاف المعجبات حول بريسلي، خاصة وإنه كان يشتهر بتواضعه والتحامه الدائم بالجماهير وحرصه على الانخراط بهم ومعرفة آرائهم بشكل مباشر، ولكن بريسلي رفض أن يثار ذلك الأمر إعلامياً ورفض التصريح لأي منها بأسباب انفصاله عن بريسيلا، وكانت تلك هي الزيجة الوحيدة في حياة بريسلي.

مسلسل بريسلي :

قام صُناع الفن والمنتجين باستغلال شهرة ألفيس بريسلي وشعبيته حياً وميتاً، ففي عام 2004 قرر بعض المنتجين إحياء ذكرى ملك الروك ألفيس بريسلي وذلك من خلال تجسيد قصة حياته ومسيرته الفنية على شاشة التلفزيون، وقد لاقى الأمر ترحيب كبير من الجماهير وكان المسلسل الذي حمل عنوان (ألفيس) هو الأكثر انتظاراً بالموسم التلفزيوني 2005/ 2006، وحين بدأ عرضه انجذبت له الجماهير وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة ونال جائزة جولدن جلوب كأفضل مسلسل تلفزيون بذلك العام.

كتب جورالنيك :

اهتم الناقد الموسيقي الأمريكي جورالنيك بحياة نجم الروك الأول ألفيس بريسلي وكان يرى إنه نجم استثنائي وحال فريدة تستدعي التوقف أمامها وتناولها بالدراسة، وهو الأمر الذي تمكن من تحقيقه بالفعل من خلال كتاباته رصد فيهما رحلة حياة بريسلي وتجربته الموسيقية، وقدم تناول جورالنيك رحلة بريسلي من خلال كتابين هما كالآتي:

  • الكتاب الأول : حمل الكتاب الأول عنوان آخر قطار إلى ممفيس: صعود ألفيس بريسلي، وتناول هذا الجزء مسيرة بريسلي منذ مولده وحتى بزوغ نجمه في عالم الفن والغناء ووصوله إلى القمة.
  • الكتاب الثاني : حب يقتل: سقوط ألفيس بريسلي  وبذلك الكتاب يواصل تسجيله للنصف الثاني من حياة بريسلي وسلط من خلاله الضوء على سنواته الأخيرة والتي بدأ خلالها في الانهيار وتراجع أسهمه بسوق الغناء وصولاً إلى وفاته.

جدير بالذكر إن الكتابين قد أحدثا دقة كبيرة عند طرحهم بالمكتبات وبيعت منهم ملايين النسخ، وهو دليل واضح على الشعبية التي يحظى بها ألفيس بريسلي داخل حدود الولايات المتحدة وخارجها. وجدير بالذكر أن كتاب جورالنيك هو الكتاب الأشهر ولكنه ليس الكتاب الوحيد الذي تناول سيرة ألفيس بريسلي باعتباره ظاهرة فنية فريدة صعبة التكرار، بل إن ذلك قد تم تناوله من خلال عشرات الكتب.

الجوائز والتكريمات :

كان من الطبيعي أن ينال ألفيس بريسلي العديد من الجوائز والتكريمات لما أحدثه من أثر في الموسيقى العالمية، ومن أبرز جوائزه وأوجه تكريمه ما يلي:

  • فاز بجائزة جرامي العالمية في 1971م
  • جائزة Gpspel Music
  • قامت الولايات المتحدة في عام 1993م بإصدار طابع بريد يحمل صورته تخليداً لذكراه
  • تحول منزله إلى متحف خاص به يزوره سنوياً حوالي نصف مليون سائح
  • تم إطلاق اسم بريسلي على العديد من المسابقات الغنائية كما كان ضيف شرف بالعديد من الفاعليات الفنية

الانهيار والوفاة :

رغم النجاح الساحق وغير المسبوق الذي حققه ألفيس بريسلي بالنصف الأول من حياته كان نصفها الثاني على النقيض، حيث بدأ في الانهيار التدريجي حيث ازداد وزنه بشكل ملحوظ وكان لذلك تأثير سلبي على صحته ومظهره العام، الأمر الذي أصابه بحالة من الاكتئاب الشديد، فبدأ يقلل من عدد الحفلات الغنائية التي يُحييها ويرفض أغلب التعاقدات التي تعرض عليه، بل والأدهى من ذلك إن الاكتئاب المزمن الذي ألم به جعله يُدمن على المخدرات والخمر، وفي السادس عشر من أغسطس لعام 1977م صُدِم العالم أجمع بنبأ وفاة نجم الروك ألفيس بريسلي عن عمر يناهز 42 عاماً، وقد توفي إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أصابته نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق