تسعة شخصيات

سوزان لنجلن … أسطورة التنس هازمة المرض

سوزان لنجلن أسطورة التنس هازمة المرض

سيرة حياة سوزان لنجلن : هي أسطورة الرياضة الفرنسية وأشهر سيدة أمسكت بمضرب كرة التنس، فما سيرتها وكيف نجحت ولماذا تعتبر من أقوى اللاعبات في تاريخ التنس؟

سوزان لنجلن هي واحدة من أروع وأشهر اللاعبات في تاريخ رياضة التنس، حققت العديد من الإنجازات التي جعلت منها أسطورة، ويُضرب بـ سوزان لنجلن المثل في المثابرة والقوة والصبر والتحدي، فمنذ طفولته واجهت المرض وبدلاً من أن يكون سبباً في إحباطها وتدمير حاضرها، جعلت منه سلماً صعدت فوقه إلى المستقبل وصنعت منه أسطورتها، وصارت بطلة أوليمبية والنجمة الأشهر في تاريخ التنس أو كرة المضرب.

سوزان لنجلن .. من تكون ؟

سوزان لنجلن هي أسطورة الرياضة الفرنسية وأشهر سيدة أمسكت بمضرب كرة التنس، فما سيرتها؟ وكيف حققت ذلك المجد؟ ولماذا يعتبرها الجميع من أقوى اللاعبات في تاريخ تلك الرياضة.

الميلاد والطفولة :

وُلِدت سوزان لنجلن في العاصمة الفرنسية باريس، وكان ذلك في الرابع والعشرين من مايو لعام 1899م، نشأت سوزان في كنف أبويها الفرنسيان كارليس وآنيس لنجلن، وكانت أسرتها مسيحية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة من الناحية المادية، وحين وُلِدت سوزان فقد كانت ذات وزن منخفض وهزيلة تماماً، بالإضافة إلى إنها عانت في طفولتها المبكرة من تدهور حالتها الصحية، حيث اكتشف إصابتها بعدِة أمراض منها مرض الربو، وتسببت حالة سوزان لنجلن الصحية في العناء للأسرة بالكامل، حيث ذهبوا بها لأكثر من طبيب وبحثوا عن أكثر من وسيلة لتقويتها والتغلب على مضاعفات مرضها، إلى أن توصلت الأم إلى الوسيلة الأمثل لتحقيق ذلك، والتي كانت سبباً في تغيير مجرى حياة طفلتها بالكامل.

العلاج بواسطة التنس :

رأت السيدة آنيس لنجلن إن علاج ابنتها سوزان لنجلن قد يكون كامن في الرياضة، وعليه فقد اختارت لها رياضة التنس وشجعتها على ممارستها رغم صغر سنها، إذ كان ذلك في عام 1910م أي أن سوزان كانت تبلغ من العمر حوالي إحدى عشر عاماً فقط، وقد أبدت الطفل حماساً شديداً لهذه الفكرة، وحين مارست رياضة التنس صارت شغوفة بها، ورغم إن الأمر قد بدأ كوسيلة علاجية وحيلة للتغلب على مضاعفات المرض، إلا إنه تحول بالنسبة لـ سوزان لنجلن إلى هواية وحلم، وقد لاحظ والدها ذلك فصار يشجعها على الاستمرار والتدرب كي ترتقي بمستواها.

أسطورة منذ الطفولة :

هل الرياضة موهبة أصيلة أم مهارة مكتسبة؟، ذلك السؤال المحير أجاب أغلب الناس عنه بإنه مزيج من هذا وذاك، وقد تكون سوزان لنجلن هي الدليل الأكبر على صحة هذه الإجابة، فذلك هو التفسير الوحيد لما حققته من إنجازات وخاصة إنجازها الأول، فعلى الرغم من أن سوزان لنجلن قد أمسكت بمضرب التنس لأول مرة وهي في سن الحادية عشر، إلا إنها بعد ثلاث أعوام فقط كانت مؤهلة تماماً لخوض أول بطولة تنس رسمية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنها أظهرت أداءً بارعاً ومبهراً خلال كافة المباريات التي خاضتها، حتى إنها وصلت إلى المرحلة النهائية بالبطولة، لكنها حصلت على المركز الثاني بعدما خسرت أمام اللاعبة مارجريت بروكويديس حاملة اللقب.

البطولة الأولى :

في ذات العام شاركت سوزان لنجلن في ثاني بطولة رسمية في مشوارها الرياضي، وهي البطولة التنس العالمية للملاعب الصلبة، وكانت دورتها في ذلك العام مقامة في منطقة سان كلو الواقعة بضواحي -مسقط رأسها- باريس، وواصلت لنجلن تألقها وأبهرت الجميع بأداء غير متوقع، والمفاجأة الكبرى تمثلت في تمكنها من الفوز بهذه البطولة وتحقيق اللقب، وكانت قد أتمت عامها الخامس عشر قبل أيام قليلة من تحقيق الفوز، لتسجل بذلك رقماً قياسياً كأصغر لاعبة تفوز ببطولة رسمية في تاريخ رياضة التنس.

بطولة ويمبلدون :

توقفت بطولات رياضة التنس الرسمية في فرنسا منذ آخر بطولة شاركت بها سوزان لنجلن وحتى عام 1920م، ولكن في عام 1919م أقيمت بطولة ويمبلدون للتنس بالعاصمة الإنجليزية لندن، ولم تضيع سوزان الفرصة وأعلنت مشاركتها في هذه البطولة، ومثلت هذه البطولة نقطة التحول الأهم في مسيرة سوزان الرياضية، ليس فقط لما قدمته من أداء رائع جذب إليها أنظار المهتمين بتلك الرياضة، وجعل اسمها يتصدر صفحات الصحف، إنما لإنها من خلالها خاضت المباراة الأبرز في تاريخها وفي نظر الكثيرين هي الأهم في تاريخ رياضة التنس بصفة عامة.

مباراة القرن :

مباراة القرن أو مباراة التاريخ أو مباراة القمة أو العلامة الفارقة، كلها مسميات يشار بها إلى مباراة تنس واحدة، هي تلك التي أقيمت ضمن بطولة ويمبلدون 1919م والتي واجهت فيها المعجزة الناشئة سوزان لنجلن مع اللاعبة دوريثا دوجلاس حاملة والتي حملت اللقب لسبع مرات، وكانت من أكثر المباريات ترقباً في تاريخ التنس، واهتمت بها وسائل الإعلام اهتمام بالغ، وحضرها أكثر من 80 آلاف متفرج بينهم شخصيات عامة، أبرزهم الملك جورج الخامس ملك المملكة المتحدة وحرمه.

وكانت المبارة قوية صمدت خلالها كلتا المتسابقتين، حتى إن مضرب سوزان قد تحطم إطاره وتمزقت شبكته بسبب قوة الضربات، وانتهت الجولتان الأولى والثانية من المباراة بتعادل المتسابقتين، ثم حسمت سوزان الأمر في الجولة الثالثة والأخيرة بتحقيقها التقدم بنتيجة 4 : 1.

الجوائز والإنجازات :

أسطورة سوزان لنجلن الرياضية لم تتحقق من فراغ، بل هي نتاج اجتهادها وما حققته على مدار سنوات نشاطها الرياضي من بطولات وألقاب وإنجازات، والتي تنقسم إلى الآتي :

أ) بطولات جراند سلام الفردية :

فازت ببطولة رولان جاروس الفردية للتنس مرتين في أعوام 1925م، 1926م

فازت ببطولة ويمبلدون للتنس الفردي ست مرات، منهم خمس مرات على التوالي بالدورات ما بين عامي 1919م: 1923م، بالإضافة للقب آخر حققته في عام 1925م.

ب) بطولات جراند سلام الزوجية – نساء :

  • فازت ببطولة رولان جاروس الزوجية مرتين في 1925م، 1926م
  • فازت ببطولة ويمبلدون للتنس النسائي الزوجي خمس مرات.

ج) بطولات جراند سلام الزوجية – مختلط :

  • فازت مرتين ببطولة رولان جاروس للتنس الزوجي المختلط.
  • فازت ثلاث مرات ببطولة ويمبلدون للتنس الزوجي المختلط في أعوام 1920م، 1922م، 1925م.

ء) الميداليات الأوليمبية :

  • فازت سوزان لنجلن بميداليتان ذهبيتان بدورة الألعاب الأوليمبية 1920م، هما ذهبية فردي سيدات وذهبية الزوجي المختلط، بجانب فوزها بميدالية برونزية واحدة بذات الدورة.

تأثيرها :

تعتبر سوزان لنجلن واحدة من أبرع وأهم اللاعبات في تاريخ رياضة التنس، ليس فقط لكونها اسطورة وتمكنت من تحقيق بطولات وصناعة إنجازات جعلتها مثل لأعلى بالنسبة للكثيرين، ولكن لإنها خلال مسيرتها الرياضية القصيرة نسبياً، تمكنت من تطوير أساليب واستراتيجيات اللعب، كما إنها كانت أول من تمرد على الشكل التقليدي لزي اللاعبات، وخاضت مباراة القرن ضمن بطولة ويمبلدون 1919م، بزي يختلف كثيراً عن الشائع في زمنها ويشبه كثيراً الزي المعتمد رسمياً للاعبات التنس في زمننا المعاصر.

سنواتها الأخيرة :

قبل أن تتم سوزان لنجلن عامها الأربعين تدهورت حالتها الصحية بشكل ملحوظ، والفحوصات التي أجرتها أثبتت إصابتها بمرض اللوكيميا الخبيث، وتردت حالتها الصحية بسرعة رهيبة وفي غضون أسابيع من اكتشاف الإصابة فقدت بصرها، وبعد شهر استيقظت فرنسا على نبأ وفاة أسطورة التنس، وكان ذلك في الرابع من يوليو لعام 1938م عن عمر يناهز تسعة وثلاثون عاماً، وشيُع جثمانها إلى مسقط رأسها بإحدى ضواحي باريس.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق