تسعة شخصيات

حسن شحاتة .. الذي هَزّ عرش الكبار لاعباً ومدرباً

حسن شحاتة .. الذي هَزّ عرش الكبار لاعباً ومدرباً

سيرة حياة حسن شحاتة : هو مَعّلِم الكرة المصرية بلا منافس.. فترى كيف كانت مسيرة حسن شحاتة؟ وكيف صنع أسطورته الكروية وكيف حصل على لقب المعلم وما انجازته؟

حسن شحاتة هو أحد عمالقة الكرة المصرية، وهو صاحب الأسطورتين في عالم كرة القدم، أسطورة اللاعب الذي طالما أرهق دفاع خصومه وهدد مرماهم، وأسطورة المدرب الذي أرعب أقوى منتخبات إفريقيا، وقدم أمام منتخب البرازيل مباراة تاريخية، وهزم منتخب إيطاليا وهو بطل العالم.

حسن شحاتة .. من هذا ؟

حسن شحاتة هو مَعّلِم الكرة المصرية بلا منافس.. فترى كيف كانت مسيرته؟ وكيف صنع أسطورته الكروية؟

الميلاد والموهبة :

ولد حسن شحاتة في التاسع عشر من يونيو لعام 1947م، وكان ذلك في مدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة المصرية، وقد كان والده محباً للرياضة وممارساً لها، وقد ورث حسن عنه ذلك الشغف بالرياضة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، وقد لاحظ الوالد شغفه هذا وأدرك إن طفله يمتلك الموهبة، فحثه على عدم إهمالها والعمل باستمرار على تطوير مهاراته، وبذلك نتبين إن مشوار حسن شحاتة الكروي قد بدأ في وقت مبكر جداً، إذ بدأ ممارسة رياضة كرة القدم كهاو وهو لا يزال في عمر العاشرة تقريباً.

التعليم والرياضة :

موهبة حسن شحاتة الفريدة ومهارته الرائعة وقدرته الفائقة على التحكم بالكرة، كانت سبباً في شهرته وسط زملائه ومُعلميه في مدرسته الابتدائية، والتي بدأ مشواره الكروي من خلال المشاركة في أنشطتها الرياضية، واستمرت هذه المشاركات إلى أن التحق بالمدرسة الثانوية، وبتلك المرحلة بدأ تفكيره يتجه إلى تحويل مساره في عالم كرة القدم من الهواية إلى الاحتراف، وكانت البداية من خلال نادي كفر الدوار، وهو أحد الأندية المتواضعة المصنفة ضمن أندية الدرجة الثانية بالدوري المصري.

الزمالك والانطلاق :

حسن شحاتة هو أحد رموز نادي الزمالك العريق، والذي كانت انطلاقته الكروية الحقيقية من خلاله، والفضل في ذلك يعود للاعب محمد حسن حلمي الشهير باسم حلمي زامورا، والذي أُعجب بأداء شحاتة في مبارة ودية أقيمت بين منتخب أندية وجه بحري والمنتخب القومي، وبعد انتهاء المباراة  عرض عليه الانتقال إلى القاهرة والانضمام لنادي الزمالك وهو ما كان، وفي أولى مشاركاته الرسمية مع الزمالك في 1966م برهن شحاتة على جدارته بارتداء قميص أحد قطبي الرياضة المصرية، إذ فاز الزمالك بتلك المباراة بأربعة أهداف مقابل لا شىء، كان شحاتة قد أحرز ثلاثة أهداف منهم.

الاحتراف والعودة :

في عام 1967م توقفت كافت الأنشطة الرياضية المحلية في مصر، بسبب اندلاع حرب 1967م وهزيمة مصر واحتلال سيناء من القوات الصهيونية، وخلال فترة التوقف تلقى حسن شحاتة عرضاً بالانضمام إلى فريق نادي كاظمة الكويتي، واستمر شحاتة في تحقيق المزيد من الإنجازات مع ناديه الجديد، وفي عام 1971م ومع عودة النشاط الرياضي المحلي في مصر، عاد شحاتة إلى بيته الأول نادي الزمالك، واستمر في اللعب ضمن صفوفه إلى أن اتخذ قرار الاعتزال في أوائل الثمانينات.

لقب المعلم :

المعلم هو اللقب الذي اشتهر به حسن شحاتة خلال فترة لعبه مع نادي الزمالك، ولا زالت الجماهير تناديه بذلك اللقب حتى اليوم، وقد جاء أصل اللقب من الهتاف الذي كان يُردد بالمدرجات مع كل هدف يحرزه، وهو (حسن شحاتة يا معلم.. خلي الشبكة تتكلم).

حسن شحاتة مدرباً :

بدأ حسن شحاتة مسيرته التدريبية فور اعتزاله لكرة القدم كلاعب، وكانت البداية بتوليه مهمة تدريب فريق ناشئي الزمالك تحت 19 سنة، ثم احترف كمدرب بتوليه تدريب نادي الوصل الإماراتي ثم المريخ السوداني ثم الشرطة العماني، ومع عودته لمصر أشرف على تدريب نادي الاتحاد السكندري، ثم حقق أول إنجازاته البارزة كمدرب بقيادة ثلاثة أندية صغيرة والصعود بهم إلى الدوري الممتاز وهم المنيا والشرقية ومنتخب السويس، وبعد أن سطح نجم حسن شحاتة كمدرب كُلف بقيادة منتخب مصر القومي للشباب، ثم تولى قيادة المنتخب القومي وحقق معه العديد من الإنجازات، ثم في النهاية تولى تدريب الأندية الكبرى مثل المقاولون العرب والزمالك، كما تعاقد معه نادي العربي القطري ليكون خلفاً للمدرب الفرنسي بيار لوشانتر.

الثلاثية الإفريقية :

الإنجاز الأكبر في تاريخ حسن شحاتة هو ذاته الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة المصرية، والذي يتمثل في تحقيق المنتخب القومي بقيادته للقب بطولة كأس إفريقيا ثلاث مرات متتاليات، الأمر الذي ترتب عليه صعود المنتخب لمصري إلى المركز العاشر في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم لعام 2010، وفي آواخر العام ذاته ارتقى المنتخب المصري إلى المركز التاسع، ويعد ذلك ثاني أفضل ترتيب يحققه منتخب إفريقي، بعد المنتخب النيجيري الذي احتل المركز الخامس بالقائمة في عام 1994م.

حياته الأسرية :

حرص حسن شحاتة على جعل حياته خارج الملاعب بعيدة عن الأضواء، طالته الشائعات مراراً لكنه أماتها بالصمت ولم يقحم نفسه في الجدال حولها، وهو متزوج وله ولدان هما إسلام وكريم شحاتة، والأخير ورث عن والده عشق الرياضة، ولكنه لم يحترف كرة القدم وفضل العمل في مجال الإعلام الرياضي.

الإنجازات الفردية :

حسن شحاتة من أبرز الشخصيات الكروية في مصر والوطن العربي، وله تاريخ حافل بالإنجازات والبطولات كما أوضحنا، ولكنها لم تقتصر على البطولات التي حققها مع فرقه، إنما استطاع خلال مشواره الرياضي سواء كلاعب أو مدرب من تحقيق العديد من الألقاب الفردية، ومن أهمها:

أ) ألقابه الفردية كلاعب :

  • هداف الدوري المصري الممتاز (4 مواسم)
  • حصل على جائزة الكرة الذهبية الإفريقية كأفضل لاعب بالقارة.
  • جائزة أفضل لاعب في آسيا 1970م، وهو اللاعب الوحيد في العالم الذي نال جائزة أفضل لاعب بقارة غير قارته الأم.
  • أفضل لاعب ببطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1974م.
  • أفضل لاعب مصر عام 1976م.
  • تم تكريمه في عام 1980م بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

ب) ألقابه الفردية كمدرب :

  • تم اختياره كأفضل مدرب في إفريقيا عام 2008م من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
  • تم اختياره أيضاً كأفضل مدرب في إفريقيا عام 2010 من قبل الاتحاد الدولي لإحصاءات كرة القدم.
  • تم تصنيفه ضمن قائمة أفضل خمسة مدربين كرة قدم في تاريخ قارة إفريقيا.

موقفه من ثورة يناير :

تعرض حسن شحاتة لموجة من الانتقاد الحاد عند اندلاع ثورة 25 يناير في مصر، وذلك لموقفه المؤيد للرئيس المخلوع حسني مبارك، وقد ظهر في ميدان مصطفى محمود عقب خطاب المخلوع الثاني وسط جموع المؤيدين له، مما عَرّض شعبيته الطاغية لهزة عنيفة في الشارع المصري خاصة وسط الشباب، الذين كانوا يرونه رمزاً وقدوة وفي ذات الوقت كانوا يشكلون نسبة 90% من جموع الثائرين على نظام مبارك، إلا إن حسن شحاتة قد تراجع عن موقفه في وقت لاحق أو بمعنى أدق برره، إذ قال بإن ظهوره في ميدان مصطفى محمود لم يكن إلا نوع من الوفاء، ورفضاً للإهانات اللفظية التي طالت حسني مبارك، أي إن دفاعه لم يكن عن شخص بقدر ما كان دفاعاً عن رمز الدولة، أما بالنسبة للثورة في حد ذاتها والمبادئ التي قامت عليها فهو يؤمن بها، ويرى إن التغيير كان قد صار أمر حتمياً وكان لابد وأن يحدث.

نجم إلى الأبد :

رغم استقالة حسن شحاتة من الجهاز الفني للمنتخب القومي المصري منذ سنوات، إلا إن الجماهير لا زالت تذكر إنجازاته وتدين له بالفضل، وترى إن فترة قيادته للمنتخب القومي كانت الفترة الذهبية في تاريخه، ومع كل تعثر للمنتخب تتعالى الأصوات المطالبة بعودته، ولا عجب في ذلك، فالإنجازات التي حققها غير مسبوقة ومن الصعب أن يظهر من بقدرته أن يتفوق عليها، فصار بذلك رمزاً للبطولة والإنجاز والريادة.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق