تسعة شخصيات

يوسين بولت : العداء الجمايكي الذي استحق لقب “البرق”

يوسين بولت العداء الجمايكي الذي استحق لقب "البرق"

سيرة حياة يوسين بولت : يوسين بولت باختصار هو أيقونة ألعاب القوى، وأشهر لاعب شارك في البطولات الأوليمبية. فكيف حقق ذلك؟ ولماذا يعده البعض خارقاً للطبيعة؟

يوسين بولت هو أحد أسرع الأشخاص في تاريخ البشرية، وربما هو الأسرع على الإطلاق، وذلك ليس كلاماً مرسلاً، بل إن الأرقام القياسية التي حققها يوسين بولت خلال مسيرته كعداء تبرهن عليه. بولت أسطورة رياضية صعبة التكرار، وسرعته في العدو حيرت علماء الفيزياء، واعتبروه ظاهرة غريبة أخضعوها للدراسة والتحليل في محاولة للتوصل إلى نتائج تفسر سرعته الرهيبة، أما في موطنه الأصلي جمايكا فإنه يعامل باعتباره بطل قومي.

يوسين بولت .. من هذا

يوسين بولت باختصار هو أيقونة ألعاب القوى، وأشهر لاعب شارك في البطولات الأوليمبية.. فكيف تمكن من تحقيق ذلك؟ ولماذا يعده البعض خارقاً للطبيعة؟

الميلاد والأسرة :

نشأ وترعرع يوسين بولت في كنف أسرة فقيرة، ومن ثم فقد خلت طفولته من شتى الأشكال التقليدية للرفاهية والترف، فقد وُلِد بولت في الحادي والعشرين من شهر أغسطس لعام 1986م، وكان ذلك في إحدى ضواحي مدينة تريلاوني في جمايكا وتدعى قرية شيروود.. والديه هما وليسلي وجنيفير بولت، الأب كان يملك متجراً صغيراً لبيع منتجات البقالة، ولكن تجارته لم تكن رابحة بسبب تمركزها داخل تلك القرية الفقيرة، فكان العائد الذي تحققه بالكاد يلبي احتياجات الأسرة الأساسية، وقد كان للزوجان طفلين آخرين بخلاف يوسين بولت هما شارين وساديكي.

التعليم :

على الرغم من إن أسرة يوسين بولت لم تكن ميسورة الحال بقدر كافي، إلا إنها أولت اهتمام بالغ بتعليم أطفالها، في محاولة لضمان أن يكون مستقبلهم أفضل من حاضرهم، وبناء على ذلك فحين بلغ يوسين سن الالتحاق بالتعليم، ألحقه والده بمدرسة والدنسيا الابتدائية، حيث تلقى بها تعليمه الأساسي، فتعرف على مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وكانت مستويات تحصيله العلمي متذبذبة ومتوسطة، فلم يكن من معتادي الرسوب وكذلك لم يكن من دائمي التفوق، ولكنه في ذات الوقت كان محط اهتمام وإعجاب القائمون على إدارة المدرسة، وذلك بسبب تفوقه الملحوظ في الأنشطة الرياضية على الرغم من حداثة سنه، وبعد إتمام يوسين بولت لدراسته الابتدائية انتقل إلى مدرسة وليام نيبال الثانوية، وبها واصل مسيرته الرياضية من خلال الأنشطة المدرسية.

مدرسة وليام نيبال والبداية الحقيقية :

وجد يوسين بولت في مدرسته الثانوية الرعاية التي لم يحظ بها في المدرسة الابتدائية، فقد كانت هذه المدرسة لها تاريخ حافل بالإنجازات وتعرف بتفوقها الرياضي، وكانت دوماً ما تحصد الجوائز الرياضية على مستوى الإدارات التعليمية، والعديد من الرياضيين البارزين في جمايكا كانت انطلاقتهم من خلالها، ومن بينهم العداء الشهير مايكل جرين، وقد شارك بولت في نشاط رياضة الكريكيت بالمدرسة، وقد انتبه المشرفون لما يتمتع به لاعبهم الشاب من لياقة وقوة بدنية، ولاحظ المدرب دواين جاريت إنه الأسرع بين شباب المدرسة، فنصحه بالتخلي عن رياضة الكريكيت بشكل نهائي، وتركيز طاقاته على رياضة العدو دون غيرها.

البطولة الأولى :

استمع يوسين بولت لنصيحة مشرفه الرياضي دواين جاريت، وبدلاً من تشتته بين عِدة ألعاب رياضية، بدأ يركز طاقاته على رياضة الجري فقط، وبالفعل تمكن بولت من تحقيق المركز الأول بالبطولة الرياضية على مستوى المدارس الثانوية، ونال الجائزة الذهبية عن سباق 100 متراً، وفي العام نفسه حصد المركز الثاني ونال الجائزة الفضية عن مسابقة 200م، وقد أعجب المدرب ماكنيل بأداء الطالب بولت في البطولتين، ومن ثم قرر أن يتولى تدريبه بنفسه وأن يضعه على أول طريق الاحتراف.

الناشئ الأسطورة :

بدأت رحلة يوسين بولت كعداء محترف في عام 2002م، وكان آنذاك لا يزال في عمر الخامسة عشر تقريباً، وكان قضي فترة طويلة في التدريب واتباع برنامج تأيل وضعه ماكنيل، اكتسب بوليت بعده البناء الجسماني الذي يؤهله لخوض المنافسات الرسمية في عالم المحترفين، والأهم إنه قد صار لديه ثقة في قدراته، وبالفعل شارك في بطولة العالم للناشئين في عام 2002م، واستطاع بولت من تحقيق المركز الأول بتلك البطولة، بجانب تحطيمه للرقم القياسي المُسجل ببطولات السابق لـ200 متراً، وفي ذات العام شارك مع الفريق الجمايكي للناشئين، وحصل على ميداليتين فضيتين عن سباقات 100متراً و400 متراً، وهذا الكم من الإنجازات في ذلك الوقت القصير مهد الطريق إلى العالمية أمام بولت.

البرق بولت :

إنجازات يوسين بولت الرياضية كانت سبباً في إطلاق العديد من الألقاب عليه، ولكن اللقب الأكثر شيوعاً على الإطلاق والذي يسبق اسمه دوماً في وسائل الإعلام، هو البرق بولت أو فلاش، في إشارة إلى سرعة ركضه الهائلة، وذلك اللقب يأتي مستوحى من شخصيات الأبطال الخارقين في القصص المصورة، وخاصة شخصية البرق أو The Flash، وهو أحد أبطال دي سي كوميس الخارقين وقوته تكمن تحديداً في قدرته على العدو بسرعة عالية، ويُعرف دوماً بإنه الشخص الأسرع على سطح الأرض، وبعد ما حققه يوسين بولت من إنجازات كعداء، رأى البعض إن فلاش لم يعد شخصية خيالية ولقبوه بلقب ذلك البطل الخارق، وقد نُدي بذلك اللقب لأول مرة في أعقاب بطول ألعاب القوى لعام 2009م.

حياته الشخصية :

يحيط يوسين بولت حياته الشخصية عادة بسياج من السرية، جعلها غامضة ومثيرة للتساؤلات، وفي ذات الوقت جعل منه فريسة للشائعات والأقاويل، وقد أشيع قبل سنوات إنه قد تزوج سراً من فتاة تنتمي إلى موطنه جمايكا، ولم يخرج بولت ليؤكد تلك الشائعة أو ينفيها.

حقيقة اعتناقه الإسلام أو الهندوسية :

كانت ديانة يوسين بولت أيضاً محل جدال واسع، فقد قيل إنه اعتنق الدين الإسلامي وإن اسم يوسين أو أوسين هو مرادف اسم حُسين في اللغة العربية، وسبب شيوع هذه الأقاويل هو إنه في إحدى البطولات احتفل باتخاذ وضعية شبيهة بوضع سجود المسلم، وفي وقت لاحق أشيع إنه ينتمي إلى عائلة هندوسية، إذ إنه كان في طفولته ينادى باسم فيجاي وهو اسم هندي، ولكن الحقيقة هو إن الشعب الجمايكي يسمي أطفاله باسماء من لغات مختلفة، شرط أن تكون اسماء غير إنجليزية كي لا يذكرهم ذلك بفترة احتلال البريطانيين لهم، والأمر الثابت هو إن يوسين بولت مسيحي الديانة، وهو يظهر قبل كل سباق وهو يصلي صلاة المسيحية، من خلال تحريك يده على صدره في إشارة إلى الصليب.

بولت كقدوة للشباب :

يوسين بولت ليس مجرد رياضي ناجح أو بارع، بل إنه من الشخصيات المُلهمة للعديد من الشباب حول العالم، خاصة وإنه قد تمكن من تحقيق العديد من الإنجازات وهو لا يزال دون العشرين، والأهم إنه رغم كل ما حققه لا يزال يبحث عن المزيد، ويقول إنه دائماً ما يكون لديه هدف يسعى إلى تحقيقه.

الأرقام القياسية :

حطم يوسين بولت الأرقام القياسية عدة مرات، فبداية تمكن بولت خلال مسيرته الرياضية من الحصول على 6 ميداليات أوليمبية ذهبية، وهو الأمر الذي لم يحققه سواه في تاريخ بطولات الألعاب الأوليمية، وكذلك حقق رقم قياسي خاص بسباقات 100 متراً تتابع في عام 2009م، ولم يتمكن أي شخص من تحطيم ذلك الرقم طيلة عامين، ثم عاد بولت نفسه في عام 2011م وحطم الرقم الذي كان قد سبق وحققه، إذ إن الرقم الأول سجله بركض 100متراً في 9.69 ثانية، بينما في عام 2011م قطع نفس المسافة في 9.58 ثانية.

الجوائز :

أسطورة يوسين بولت في عالم رياضة المحترفين لم تصنعها الأرقام القياسية وحدها، بل إن قدراته الفائقة تشهد عليها وتوثقها ألقاب البطولات التي حملها، والمراكز المتقدمة التي حققها على الدوام، ومن بين أهم تلك الجوائز ما يلي:

  • فاز بالميدالية الذهبية للألعاب الأوليمبية 6 مرات.
  • فاز بالميدالية الذهبية لبطولة ألعاب القوى ثلاث مرات.
  • فاز بالميدالية الفضية لبطولة ألعاب القوى مرتين.
  • فاز ببطولة العالم لألعاب القوى قطاع الناشئين مرتين، وحصل على المركز الثاني مرتين.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق