تسعة شخصيات

كريستيانو رونالدو : آسر العيون بمهارته والقلوب بإنسانيته

كريستيانو رونالدو آسر العيون بمهارته والقلوب بإنسانيته

كريستيانو رونالدو هو اسم في غنى عن التعريف، فالقاصي والداني والكبير والصغير وحتى من لا يهوى متابعة كرة القدم، يعرف من هو كريستيانو رونالدو ،فهو أحد أبرز اسمين بالساحة الرياضية في الوقت الحالي، ولا ينازعه عرشه على القمة سوى منافسه الأرجنتيني ليونيل ميسي، يعرف العالم أجمع كريستيانو رونالدو باعتباره أسطورة كرة القدم الحالية، وأحد أمهر اللاعبين في تاريخ اللعبة.. لكن من كان كريستيانو رونالدو قبل الشهرة؟ وكيف شق طريقه إليها؟، ولماذا يُعرف بإنه قديس الوسط الرياضي؟، أو اللاعب صاحب التبرعات الأكثر سخاءً؟..

كريستيانو رونالدو .. من هذا ؟

من تشاهده بالملاعب يعدو ويراوغ ويسدد ليس كريستيانو رونالدو .. هذا فقط اللاعب رونالدو نجم نادي ريال مدريد الإسباني، أما كريستيانو رونالدو الإنسان فذلك أمر آخر، سنتعرف عليه عن قرب من خلال الفقرات التالية.

الميلاد والأسرة :

ادخل كريستيانو رونالدو في كبره السعادة على قلوب الملايين بمختلف بقاع الأرض، فالأمر لا يقتصر على محبي نادي ريال مدريد وحدهم، بل إن كل عاشق لرياضة كرة القدم يعشق مشاهدة مهارات كريستيانو رونالدو ،ويسعد بمشاهدته وهو يتلاعب بالكرة بين قدميه، ولكن تلك السعادة لم يعرف لها كريستيانو معنى في طفولته، وذلك لإنه وُلد في بيئة فقيرة لأسرة لا تستطيع توفير حياة آدمية طبيعية لأطفالها، وكان ذلك في الخامس من فبراير لعام 1985م، ومن حيث المكان فقد كان في أحد أحياء مدينة فونشال التابعة لجزر ماديرا البرتغالية.

والدا كريستيانو رونالدو كانوا يعانون من تعثر مالي دائم، وذلك لأن كلاهما كان يمتهن مهنة بسيطة لا تدر عليهم الكثير من الدخل، فوالده جوزي دينيس أفيريو كان يشغل وظيفة بستاني بالحدائق العامة، أما والدته ماريا سانتوس فقد كانت طاهية، وكان لهم من الابناء أربعة ولدين هما هوجو وكريستيانو وابنتين إلما وليليانا، وتجدر بنا الإشارة هنا إلى إن اسم كريستيانو رونالدو هو اسم مُركب، وقد اسماه والده بهذا الاسم تيمناً بالرئيس الأمريكي رونالد ريجن.

مسيرته مع الأندية :

برزت موهبة كريستيانو رونالدو كمهاجم في عمر الثامنة، حين انضمن إلى نادي الهواة المسمى “أندورينها”، وبعد سنوات قليلة كان ضمن صفوف فريق نادي ناسيونال ماديرا، وخلال تلك الفترة تلقى أكثر من عرض للانضمام لأندية كبرى، إلا إن والده كان يرفض تلك العروض كونه لا يزال صغيراً، وقد قاد كريستيانو رونالدو ناديه المحلي إلى الفوز باللقب بذلك الموسم، الأمر الذي جذب أنظار عاقدي الصفقات بنادي سبورتينج لشبونة البرتغالي، فقاموا بإجراء بضعة اختبارات للموهوب الشاب، والذي أظهر براعة فائقة دفعتهما لضمه إلى صفوف فريق النادي لكرة القدم، وكانت هذه أولى خطوات كريستيانو رونالدو الحقيقية إلى عالم الكبار، إذ انتقل بعد ذلك إلى نادي مانشتر يونايتد الانجليزي في 2003م، ثم التحق بنادي ريال مدريد في فترة انتقالات 2009م، وخاض مع الأندية الثلاثة حتى اليوم حوالي 608 مباراة، تمكن خلالها من إحراز 416 هدفاً.

كريستيانو جونيور .. ولغز الأم :

الحياة الشخصية لـ كريستيانو رونالدو طالما تصدرت صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، فالصحفيون لا يتوانون عن ملاحقته في كل مكان يذهب إليه، ولكن على الرغم من ذلك استطاع كريستيانو رونالدو من الاحتفاظ ببعض أسراره الخاصة، بعيداً عن أقلام الصحفيين وفلاشات الكاميرات، وأكبر تلك الأسرار هو لغز المرأة التي انجب منها طفله الوحيد، ففي يوليو من عام 2010 فاجئ كريستيانو رونالدو العالم بإنه قد صار أباً، وإن ابنه سيكون تحت وصايته ورعايته وإنه اسماه كريستيانو جونيور، وحتى يومنا هذا لم يكشف كريستيانو رونالدو النقاب عن المرأة التي انجب منها طفله الوحيد، ثم كان ارتباط كريستيانو رونالدو بعارضة الأزياء الروسية إرينا شايك، والتي أعلنت انفصالها عنه في وقت قريب ثم ظهرت في أكثر من مناسبة مع الممثل برادلي كوبر.

الجوائز الرياضية :

الجوائز والبطولات في عالم كرة القدم هي الدليل الأبرز والأوحد على مكانة الأندية واللاعبين، ولاعب بمكانة ومهارة وقدرات كريستيانو رونالدو ما كانت لتغيب الجوائز عن حياته، وقد حصل بالعفل على العديد والعديد منها خلال مشواره الكروي، منذ أن كان لاعب ناشئ بالأندية البرتغالية وحتى صار أبرز نجوم ريال مدريد، من تلك الجوائز ما هو جماعي، متمثل في البطولات التي أحرز فيها اللقب مع فريقه أو منتخبه الوطني، ومنها ما هو شخصي وأبرزها كرة الفيفا الذهبية، والتي تمنح سنوياً لأفضل لاعب كرة قدم في العالم خلال الموسم، وقد حاز كريستيانو رونالدو تلك الجائزة ثلاث مرات.

متحف كريستيانو رونالدو :

الدليل الأكبر على كم الجوائز التي نالها كريستيانو رونالدو ،هو إنه قد أقام متحفاً خصيصاً لاحتوائها، وذلك في مسقط رأسه بمدينة فونشال البرتغالية، ويحتوي المتحف مجموعة صور للاعب ترصد تاريخه بملاعب كرة القدم، بجانب مجموعة كبيرة من المواد الفيلمية، وأهم مقتنيات المتحف هي المديليات والجوائز وشهادات التقدير التي حصل عليها كريستيانو رونالدو ،وكذلك تتصدرها قائمة بأهم الأرقام القياسية التي حققها اللاعب مع نادي ريال مدريد.. ويعتبر متحف كريستيانو رونالدو والمعروف بمسماه الشائع CR7، هو واحد من أهم وأبرز المعالم السياحية في مدينة فونشال بدولة البرتغال، وكان افتتاحه الأول في 15 ديسمبر 2013م وقد حضره رئيس وزراء جزر الماديرا.

الإنجاز الشخصي :

لم يؤسس كريستيانو رونالدو عائلة بالمعنى الصحيح للكلمة، فالنساء في حياته كانوا علاقات عابرة لم تدم لفترات طويلة، لكن هذا لا يعني إنه لا يحظى بحياة شخصية سعيدة، فهو مقرب من أخوته وعائلاتهم، وكذا يؤكد في كل لقاء على سعادته بتربيته لابنه كريستيانو رونالدو، والذي يحرص على الإشراف على رعايته بنفسه، ويحصر أيضاً على ألا يؤثر انشغاله الدائم على علاقتهما أو أن يكون سبباً في غيابه عنه.

إنجازه الرياضي :

بخلاف عدم حصوله مع منتخبه على لقب كأس العالم، فإن كريستيانو رونالدو قد حقق كل ما يمكن أن يحلم به أي لاعب كرة قدم، فقد توج أكثر من مرة كأفضل لاعب في العالم، حائز على عشرات البطولات المحلية والدولية، وكما حاز على لقب الهداف بعدة مواسم للدوري، والخلاصة إن كريستيانو رونالدو قد حجز لنفسه مكانة في ذاكرة التاريخ الرياضي لعشرات السنوات التالية.

النشاط الخيري :

طفولة كريستيانو رونالدو البائسة ومعاناته من الفقر والبؤس، صبت في صالح ملايين الأشخاص حول العالم، فإن تلك الطفولة البائسة كانت الدافع الأكبر لانخراط كريستيانو رونالدو بالأعمال الخيرية، وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إكسابه تلك الشعبية الهائلة، واحترام الجميع حتى مشجعي الأندية الأخرى، حتى مشجعي منافسه اللدود نادي برشلونة الإسباني، ومن أمثلة إسهامات كريستيانو رونالدو في مجالات العمل العام والتطوعي ما يلي:

  • قام كريستيانو رونالدو بإقامة مركز لعلاج مرض السرطان بموطنه في 2009م، وقد تكفل بكافة مصاريف الإنشاء والتجهيز والتي بلغت 100 ألف يورو.
  • في 2011م طرح كريستيانو رونالدو قميصه للبيع لصالح مؤسسة ريال مدريد الخيرية، وتم بيع القميص بالمزاد بمبلغ 20 ألف يورو، تم التبرع بهم لصالح مدارس الأطفال بقطاع غزة بدولة فلسطين.
  • تكفل في 2012 بمصاريف علاج طفل من معجبيه، كان يعاني من مرض السرطان منذ أن كان عمره عامين.
  • دعم كريستيانو رونالدو القضية الفليسطينية مرة أخرى في 2013م، حين قام ببيع جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي بمبلغ مليون ونصف يورو، وقدم هذا المبلغ لدعم مدارس الأطفال بالأراضي المُحتلة.
  • في العام ذات تم اختيار كريستيانو رونالدو ليكون سفيراً لمنظمة (انقذوا الأطفال)، حيث يقوم من خلالهم بتقديم حملة توعوية حول أهمية تناول الغذاء الصحي، والقيام بممارسة التمارين الرياضية.

سيرة حياة

أضف تعليق