تسعة شخصيات

ليوناردو دي كابريو .. الذي منحه الجمهور أوسكار

ليوناردو دي كابريو .. الذي منحه الجمهور الأوسكار

ليوناردو دي كابريو هو اسم غني عن التعريف.. ليوناردو دي كابريو هو النجم الذي تمرد على ملامح وجهه، واعتمد في شق طريقه إلى النجومية على موهبته وحدها، فبعد تألقه في رائعة وليم شكسبير روميو وجوليت، والفيلم الرومانسي الأشهر في تاريخ السينما تايتانيك، قرر ألا يُحصر في أدوار الشاب الوسيم الحالم، فشاهدناه نصاب ولص وآفاق وضابط وطيار ومتشرد وغير ذلك الكثير، وهو من القلة الذين بلغوا القمة ولم ينالوا جائزة الأوسكار، وكذلك هو من القلة الأقل التي أجمع الجمهور على أحقيته بها..

ليوناردو دي كابريو .. من هذا ؟

إن استعرضنا مشوار ليوناردو دي كابريو ومدى تنوع أدواره وإتقانه لها، سندرك حتماً إنه يستحق عن جدارة المكانة التي حققها، ولكن السؤال دائم التكرار حين يتعلق الأمر بالمشاهير، هو كيف كان قبل أن يحقق تلك المكانة، أو بصيغة أخرى.. من يكون ليوناردو دي كابريو بعيداً عن الأضواء؟.. ليوناردو الذي لا نعرفه.

الأبوين والميلاد :

على أرض الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً التقى جورج دي كابريو رسام القصص الهزلية وموزعها، الذي يندرج من جذور نصف إيطالية ونصف ألمانية، مع السكرتيرة القانونية ألمانية الأصل إيرملين، وكان ذلك خلال فترة دراستهما في الجامعة، ونشأت بينهما قصة حب اتفقا على إثرها على الزواج والانتقال للعيش بمدينة نيو جيرسي بولاية كاليفورنيا، وحين كانا يزورا أحد المتاحف الإيطالية، وبينما هم يطالعان لوحات ليوناردو دافنشي، شعرت الأم بأولى ركلات طفلهما الأول والأوحد ببطنها، وفي تلك اللحظة قررا أن يطلقان عليه اسم ليوناردو إن كان ذكراً، وقد كان توقعهما صحيحاً وحين أنجبت الأم أطلقا على الطفل اسم ليوناردو، ليصبح بذلك ليوناردو دي كابريو

تشتت الأسرة المبكر :

حتى الآن تبدو البداية مفعمة بالرومانسية وأقرب ما يكون للمثالية، لكن الأمور في هذه الحياة تأبى أن تدوم كما بدأت، فبعد ميلاد الطفل ليوناردو دي كابريو بعام واحد اتفق والديه على الطلاق، وبالفعل انفصلا عن بعضهما البعض، وبدلاً من أن ينشأ الطفل في كنف والديه وفي ظل رعايتهما، قضى الجزء الأول والأكبر من طفولته مغترباً عن موطنه، فقد قضى تلك السنوات الأولى في ألمانيا، وحين بلغ سن الرابعة كانت حياته قد أصبحت متذبذة وغير مستقرة، فهو لم يعرف لنفسه في تلك الفترة موطناً ثابتاً، بل قضى فترة كبيرة من حياته متنقلاً بين إقامته مع جدوده بألمانيا، وبين إقامته في لوس أنجلوس مع والدته، التي اضطرت للاشتغال بالعديد من الوظائف لتوفر نفقاتها هي والطفل بعد أن هجرهما الأب.

التعليم :

إن كانت والدة ليوناردو دي كابريو لها فضل عليه، فذلك الفضل يتمثل في حرصها على إتمامه لتعليمه رغم ضيق الحال، فقد كانت تعمل بأكثر من وظيفة في وقت واحد لتوفر له نفقاته، وألحقته في البداية بمدرسة ابتدائية تدعى سيدس الابتدائية، وحين أتم تعليمه الأساسي بها انتقل إلى مدرسة جون مارشال الثانوية بذات المقاطعة وتخرج منها، وقد بدأ شغفه بالفنون بصفة عامة وفن التمثيل على وجه الخصوص خلال دراسته، فقد كان يرتاد الفرق التمثيلية المدرسية من آن لآخر، وكانت أكبر متعه تتمثل في الذهاب إلى السينما أو مشاهدة الأفلام بالتلفاز.

حياته الشخصية :

نجح ليوناردو دي كابريو في حياته الفنية نجاحاً عظيماً لا يمكن لأي شخص إنكاره، لكن النجاح لم يحالفه بذات القدر في حياته الشخصية، فهو لم يحظ بلقب “الأب” حتى يومنا هذا، أما علاقته مع الجنس اللطيف فقد اتسمت على الدوام بالتقلب والاضطراب، ولم يجد حتى اليوم الإنسانة التي يمكن أن يحيا معها حياة مستقرة وهانئة، ودوماً ما كانت علاقات ليوناردو دي كابريو النسائية ما تثير ضجة بوسائل الإعلام، وذلك بسبب كثرتها وتعددها، فلفترة طويلة كان ليوناردو دي كابريو يواعد عارضة الأزياء كريستين زانج، ثم انفصل عنها وصادق العارضة الإنجليزية إيما ميلر، وظهرا معاً في أكثر من احتفالية بصفتهما صديقين حميمين، ثم حلت محلها عارضة الأزياء البرزيلية جيزيل بوندشين واستمرت علاقته بها فترة وجيزة، قبل أن يعلن الثنائي انفصالهما عن بعضهما البعض في 2005م، وبعد شهرين أعلن عن علاقته بالأمريكية بار رفائيل، كما تناقلت وسائل الإعلام أخبار  في 2011 مفادها وجود علاقة بين ليوناردو دي كابريو والممثلة بليك ليفلي، وهو الأمر الذي لم يقم أي منهما بنفيه أو تأكيده، ثم في ذيل القائمة تأتي الألمانية توتي جارن والتي بدأت علاقة ليوناردو دي كابريو بها في 2013م ولا تزال مستمرة حتى اليوم.

الإنجاز المهني :

هناك خلاف على مدى أهمية جائزة الأوسكار في حياة الفنان، فإذا نحينا أمر الفوز بها جانباً، سنجد إن ليوناردو دي كابريو قد حقق إنجازاً باهراً بحياته المهنية، فقد استطاع شق طريقه ابتداءً من تقديم الإعلانات، حتى صار واحد من أبرز عشر اسماء في السينما العالمية، وله ملايين المعجبين المنتشرون بشتى بقاع الكرة الأرضية، وأفلامه تحقق عائدات بشباك التذاكر تقدر بملايين الدولارات.

الجوائز الفنية :

مسيرة ليوناردو دي كابريو مع السينما تمتد لأكثر من عشرين عاماً، ولا تزال مستمرة ولا يزال لديه الكثير لم يظهره، وخلال تلك السنوات قد نال ليوناردو دي كابريو عدة جوائز عن الأدوار التي قدمها، وإن طالعنا صفحات محبي ومتابعي السينما على مواقع التواصل الاجتماعي، سنجد إن ليوناردو دي كابريو هو أكثر ممثل توقع الجمهور فوزه بجائزة الأوسكار، ولكن على الرغم من ذلك لم يحظ بها في أي مرة، وأبرز جائزة حصل عليها ليوناردو دي كابريو كانت جائزة جولدن جلوب، والتي حاز عليها مرتين، مرة عن فيلم الطيار أو The Aviator عام 2004م، والثانية كانت عن فيلمه الغنائي ذئب وول ستريت The wolf of wall street في 2013م، هذا بجانب ترشحه لمرات عديدة لأبرز وأرفع الجوائز السينمائية ومنها:

  • تم ترشيحه رسمياً لنيل جائزة الأوسكار خمس مرات.
  • تم ترشيحه لجائزة البافتا ثلاث مرات.
  • تم ترشيحه لجائزة جولدن جلوب ثماني مرات، بخلاف المرتين التي فاز فيهما بها بالفعل.

مخرجين صنعوا نجومية دي كابريو :

منذ بزغ اسم ليوناردو دي كابريو في سماء هوليود كبطل رئيسي للأفلام، وهو بات يحرص على انتقاء أدواره بعناية شديدة، حتى صار من الصعب التكهن بالخطوة التالية له، وقد حملت تلك الأفلام توقيع كبار مخرجي هوليود، منهم من ساهم في صناعة نجومية ليوناردو دي كابريو ،ومنهم من حافظ عليها ومنحه المزيد من التألق، فهو يختار الفريق الذي يعمل تحت إدارته بعناية فائقة، ومن أمثلة هؤلاء المخرجين كريستوفر نولان الذي تعاون معه في فيلم Inception، ومارتن ساركوزي الذي كان لهما معاً العديد من المشاريع، أما بدايته الحقيقية بفيلمه الشهير تايتنيك Titanic فقد كان للعبقري جايمس كاميرون، وآخر ثلاث أفلام في مشوار دي كابريو اتسموا بالتميز والتنوع، وكانوا على التوالي Django Unchained، The great Gatsby، The wolf of wall street، وذلك الأخير كان قد تولى إخراجه مارتن ساركوزي، وحاز ليوناردو دي كابريو عنه جائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثل.

العائد ليوناردو دي كابريو :

بشعر مغبر ولحية شعساء ومظهر مزري تماماً، ستشاهد ليوناردو دي كابريو في مطلع عام 2016م، وذلك من خلال أحدث أعماله “العائد” أو The Revenant، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية مايكل بنك الحاملة لنفس الاسم، وأحدث الفيلم والرواية مستندة إلى قصة حقيقية للصياد هيو جلاس، الإعلان الأول للفيلم حقق ملايين المشاهدات على الإنترنت منذ طرحه، وعدد هائل من محبي ومتابعي السينما ينتظرون عرضه بفارغ الصبر، والنسبة الغالبة منهم يراهنون على إنه سيكون الدور الذي سيحصل ليوناردو دي كابريو على الأوسكار من خلاله، ويشارك في بطولة الفيلم النجم توم هاردي، ويتولى إخراجه المكسيكي ألخاندرو جونزالس إناريتو مخرج فيلم Birdman.

سيرة حياة

أضف تعليق