تسعة مجهول
كنوز روسيا الضائعة
الرئيسية » معــالـم قــديـمــة » كنوز روسيا الضائعة : كنوز تسيل لعاب جامعي الكنوز حول العالم

كنوز روسيا الضائعة : كنوز تسيل لعاب جامعي الكنوز حول العالم

تُعتبر كنوز روسيا الضائعة واحدة من أهم الألغاز التي بدأ العالم السعي نحو فك طلاسمها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي نهاية القرن المنصرم، فهل هي حقًا موجودة؟

تُعد كنوز روسيا الضائعة أحد أكثر الأمور إثارة للجدل في الآونة الأخيرة، خاصةً مع مُطالبات البعض ببدء البحث عنها وتأكيدهم على وجودها بعدة وثائق رسمية، حتى أن فريق كبير من هؤلاء وعد الحكومة الروسية بتقديم نصف ما يتم العثور عليه مقابل إعطاء الإذن ببدء البحث، والحقيقة أن هذه التأكيدات إن كانت بالفعل حقيقية فإن العالم بلا شك في طريقه نحو أهم اكتشاف في القرن الحالي والذي سبقه والذي سيليه، لأننا ببساطة نتحدث عن عدة كنوز تمتاز بالعراقة والقيمة العالية في نفس الوقت، لذلك، دعونا نتعرف سويًا في السطور الآتية على أهم كنوز روسيا الضائعة.

تعرّف على لغز كنوز روسيا الضائعة

الكنوز بشكل عام

قبل أن نتناول كنوز روسيا الضائعة علينا أولًا أن نعرف ما تعنيه كلمة كنوز، فبالطبع ليس كل شيء ضاع في روسيا أو أي بلد يُمكن اعتباره كنز، وكذلك الأمر بالنسبة للذهب، فهو ليس التعريف الوحيد لهذه الكلمة، وإنما يمكن أن تكون الكنوز مجرد مجموعة من الكتب، لكنها تكون مُتضمنة في الغالب على مجموعة من الأسرار الهامة التي سيُغير كثيرًا اكتشافها.

كنوز روسيا الضائعة

كما أسلفنا، الكنوز الضائعة من روسيا كثيرة للغاية، أو بمعنى أدق، الكنوز التي تم التأكيد على ضياعها وتوجد وثائق رسمية تدل على وجودها داخل الحدود الروسية بالفعل، والواقع أنه بعيدًا عن هذه الكنوز ثمة حالة من الطمع الشديد في روسيا اجتاحت العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وكأن الجميع يُريد أن يأخذ قطعته من هذه الكعكة، عمومًا، كي لا ينفلت الأمر منا، دعونا نذكر أهم هذه الكنوز بالتفصيل.

ذهب نابليون

يُعد ذهب نابليون بلا شك أهم كنوز روسيا الضائعة التي يسعى العالم للعثور عليها سريعًا، وهي باختصار أطنان كثير من الذهب والألماس تم تجميعها أثناء الحملة الفرنسية على روسيا 1813، والتي كان يقودها القائد الشهير نابليون، حيث قيل أنه مع فشل الحملة تمكن الجنود الفرنسيين من جمع كميات كبيرة من الذهاب وقرروا الفرار بها من الناحية الشمالية للبلاد، إلا أن قواد التحالف الشعب الروسي اشتبكت معها مما أدى إلى اختفاء هذه الكنوز وموت الفريقين، الغريب أنه بالرغم من عمليات الموسعة لم يستطع أحد العثور على ما يقود حتى إلى مكان الكنوز، وكأن الأرض حرفيا قد انشقت وابتلعتها، إلا أن العالم حتى الآن لم ييأس من العثور عليه ولا تزال الدول، وأولها روسيا وفرنسا، تُرسل فرق البحث واحدة تلو الأخرى أملًا في العثور على هذه الكنوز والتمتع بها.

مكتبة إيفان الضائعة

تعتبر مكتبة إيفان من أشهر كنوز روسيا الضائعة، فبالرغم من كونها مجرد مكتبة إلا أنها كانت تحتوي على مُجلدات وكتب عالية القيمة، والتي يصل عدد إلى 800 مجلد، جميعهم اختفوا في ظروف غامضة ومُثيرة.

كانت مكتبة إيفان في الأساس موجودة في روما، ثم تم نقلها فيما بعد إلى روسيا، وذلك بعد أن تزوجت أميرة روما بملك روسيا، ثم فجأة، وفي إحدى الفترات التاريخية العصيبة التي سُميت بعصور الظلام في أوروبا، اختفت المكتبة ولم يتبقى منها سوى أسماء عناوين هذه المُجلدات، والتي قيل عنها أنه أصح ما كان موجودًا عن المسيحية الأصلية، ولذلك يتم اعتبار هذه المكتبة واحدة من أهم الكنوز الضائعة، والتي كان عام 1600 شاهدًا على ضياعها، ولا أحد يعرف حتى الآن هل لا زالت موجودة أم أنها احترقت أثناء الثورات الروسية مثلما حدث في باقي الكتب، لكن على الأقل ثمة بصيص من الأمل ما زال البعض مُمسكًا به ومُستمرًا في البحث حتى يومنا هذا.

تاج القوزاق

لا يقل تاج القوزاق أهمية عن كنوز روسيا الضائعة، فهو في الأساس تاج كبير من الألماس، استُخدم في إحدى الثورات الروسية للدلالة على هوية الملك وحث الشعب على الاعتراف به.

كان هناك ضابط يُدعى إميليان، وقد ادعى هذا الضابط في عام 1774 أنه بيتر الثالث، وبالطبع كان هذا مُجرد ادعاء لأن بيتر الثالث الحقيقي كان قد قُتل بالفعل على يد زوجته، لذلك، لما أراد إميليان إثبات أنه بيتر الثالث الحقيقي قام بسرقة تاج القوزاق المصنوع من الماس وخرج به على العامة، وقد كان هناك شبه عُرف بأن العامة لا يرون الملوك، لذلك لم يتمكن أحد من اكتشافه إلا بعد فترة طويلة، حيث تمت مُهاجمته ودارت معركة بينه وبين الثوار ضاع فيها تاج القوزاق واختفى حتى يومنا هذا، ليتم اعتباره من وقتها أحد أهم كنوز روسيا الضائعة التي لم يتوقف البحث عنها.

الغرفة الكهرمانية

تُعد الغرفة الكهرمانية أيضًا واحدة من أهم كنوز روسيا الضائعة، فتلك الغرفة، التي بُنيت في عصر القيصر العظيم واستُخدم لبنائها ثمانية أطنان حجر شمسي، تعرضت للتفكيك منتصف القرن المنصرم.

بدأ تفكيك الغرفة عام 1944، وهو التاريخ الذي حدث فيها الاجتياح الألماني للاتحاد السوفيتي، مما تسبب في قلق القيادة السوفيتية وقتها والسعي لإخفاء الغرفة بعيدًا عن أعين الألمان، وهذا ما حدث بالفعل، حيث فُككت الغرفة التي تتجاوز قيمتها المادية في هذا الوقت 250 مليون جنيه استرليني، وتم استبدالها بغرفة أخرى وهمية، أما الغرفة الحقيقية فتم إخفائها بطريقة غريبة، حتى أن كل الذين شاركوا في عملية التفكيك أو يملكون مجرد معلومة عنها تم قتلهم لمنع السر من الإفشاء، والمحافظة على أحد أهم الكنوز الروسية الموجودة الآن، والتي لا يعرف سوى القليل فقط مكانها.

كنوز ألكسندر

عُرفت كنوز ألكسندر مُنذ اختفائها عام 1917 على أنها واحدة من أهم كنوز روسيا الضائعة، وقد سُميت باسم ألكسندر نسبةً إلى آخر شخص ثبت وجود الكنوز معه، وهو القائد ألكسندر. كان ألكسندر يقود ما يُعرف بالجيش الأبيض، والذي كانت مُهمته الرئيسية الدفاع عن عرش الملك، وفي أحد أيام الثورات الشعبية التي اندلعت عام 1917 خاف الملك من أن يقوم الثوار باقتحام القصر وسرقة الكنوز الموجودة فيه، لذلك أمر ألكسندر الفرار إلى الشرق الأقصى بأكثر من 500 طن من الذهب الخالص، لكن ألكسندر لم يستطع الهرب بالذهب طويلًا، إذ تم العثور عليه عام 1920 وإعدامه هو وعائلته، لكن لم يتواجد سوى أقل من ربع كمية الذهب، أما بقية الكمية فلا يعرف أحد أين ذهبت حتى الآن.

كنوز أخرى

بخلاف كنوز روسيا الضائعة، هناك تقريبًا شبه إجماع على أن كل دولة تمتلك في جعبتها الكثير من الكنوز الضائعة، إلا أن ما ينقص هذه الدول هو البحث الجيد المُعتمد على الخرائط القديمة الموثوقة في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال تحظى أمريكا الشمالية بشهرة واسعة فيما يتعلق بالكنوز الضائعة، حيث يُقال أنها تمتلك ثُلثي هذه الكنوز، أيضًا مصر، بخلفيتها الفرعونية، لا يُستبعد أن تكون مليئة بالكنوز والتراث، وهذا بالفعل ما يتم إثباته كل يوم من خلال عمليات الاكتشاف لمقابر ملوك الفراعنة، والتي تكون عادةً مصحوبة بالذهب والفضة وغيرهما من الأشياء الهامة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

18 − 14 =