تسعة مجهول
خرائط قديمة
الرئيسية » معــالـم قــديـمــة » خرائط قديمة مدهشة يصعب تفسير وجودها ودقتها وتحير العلماء

خرائط قديمة مدهشة يصعب تفسير وجودها ودقتها وتحير العلماء

الحضارات القديمة تذهل العلماء بما خلفته من حفريات وكتب توضح مدى تقدم العلم والمعرفة التي وصولوا لها قبل مئات السنين، ومن أكثر الأشياء المذهلة هو وجود مجموعة خرائط قديمة ، بعضها يوضح حدود القارة المتجمدة التي لم يكتشفها البشر سوى في أواخر الألفية الأولى، وغيرها من خرائط مدهشة.

اكتشف علماء الآثار مجموعة خرائط قديمة متفرقة حول العالم بالقرب من حفريات أخرى تابعة لحضارات قديمة من مئات وآلاف السنين، هذه الخرائط أدهشت العلماء بشكل كبير، لأن المعلومات الواردة بالخرائط لم يكتشفها البشر سوى قريبًا، مثل حقيقة وجود القارة القطبية المتجمدة أو كروية الأرض، وهذه الخرائط توضح مدى التقدم العلمي والمعرفي الذي وصلت له العديد من الحضارات القديمة، فلم تعد الأهرامات وحدها شاهدة على أمجاد الماضي، بل توجد خرائط قديمة تشير إلى قدرات البحارة القدماء الذين لم تكتب عنهم كتب التاريخ، بمدى الدقة والتفاصيل التي تحتويها تلك الخرائط رغم عدم امتلاكهم لأقمار صناعية تساعد على كشف تلك التفاصيل الجغرافية، والبعض الآخر من تلك الخرائط لا يمكن تفسير وجودها من الأساس، وفي هذا المقال تعريف بأهم تلك الخرائط التي أذهلت عقول العلماء.

حجر داشكا أو Dashka Stone

حجر داشكا أو خريطة الخالق كما يطلق عليها بعض الباحثين، هي واحدة من خرائط قديمة يرجع تاريخها إلى 120 مليون سنة حسب تقدير العلماء الروس، وهي عبارة عن حجارة كبيرة الحجم مستطيلة الشكل وكأنها طاولة بدون أرجل، غير معروفة المصدر، وتم اكتشافها في قرية صغيرة في روسيا عام 1999، المميز بالحجر هو عمره والخريطة المحفورة بدقة كبيرة عليه، لمنطقة في جبال الأورال بجمهورية بشكيريا الحالية، هذه المنطقة لم تتغير بشكل كبير منذ ملايين السنين، وبالتالي تبدو الحجارة غاية في الدقة في وصف التضاريس والمرتفعات والأنهار التي تعبر المنطقة.

هذا الحجر هو في الحقيقة جزء من الخريطة الكاملة للمنطقة، التي يقدر طولها بحوالي كيلومتر أو 1.1 كيلومتر، من النظرة الأولى تبدو الخريطة مثل الخطوط المموجة المحفورة داخل الحجر، ولكن إذا ما قورنت بخريطة حديثة للمنطقة سيتم ملاحظة دقة الخطوط وتشابهها بشكل عجيب، تغطي الخريطة حوالي 12 كيلومتر من المسافات، ويظن بعض العلماء بأن من رسمها قد يكون الأب الروحي لحضارة الصين، فمن رسم هذه الخريطة! وكيف عرف بدقة المنحدرات والارتفاعات الجبلية للمنطقة، ومنذ 120 مليون سنة! هذا هو سر غموض وجمال الخريطة.

خريطة بيري ريس

تم اكتشاف مجموعة من خرائط قديمة كانت تابعة للسلطنة العثمانية، ولكن هذه الخريطة مختلفة عن كل الخرائط القديمة، تم اكتشافها عام 1929، في أثناء عملية ترميم لقصر طوب قابي بالعاصمة إسطنبول، نُسبت الخريطة للأميرال بيري ريس، الذي قام برسمها على جلد غزال عام 1513، الغريب بالخريطة أنها تظهر وبدقة في التفاصيل الجهة الغربية من قارة أفريقيا، وشواطئ الجهة الشرقية من قارة أمريكا الجنوبية، في الحقيقة، خريطة بيري ريس هي الجزء المتبقي من الخريطة الكاملة التي رسمها بيري ريس وعرضها على الصدر الأعظم رستم باشا في عام 1517، وقد استعان في رسمها بخرائط يونانية وأخرى برتغالية من البحارة البرتغاليين الذين قاموا باكتشاف القارة الأمريكية حديثًا قبل بضعة أعوام من رسم الأخيرة، ما يجعلها الخريطة الأكمل للعالم في ذلك الوقت.

الجدال الواسع الذي أحاط بالخريطة هو كون الساحل الغربي للقارة الأمريكية المرسوم بالخريطة مشابه للساحل الشمالي للقارة القطبية المتجمدة، ولوقت طويل كان يُعتقد بأن ريس رسم القارة القطبية قبل اكتشافها بوقت طويل، إلا إن الدراسات أكدت بأن ريس رسم الساحل الشرقي لأمريكا الوسطى والجنوبية، وهذه الدقة تعكس المهارات الملاحية للبحارة العثمانيين في ذلك الوقت ليس إلا، على الرغم من اعتقاد البعض إلى اليوم بحقيقة رسم بيري ريس للقارة القطبية، وهو أمر يصعب تصديقه وتفسيره، ولكنها في كل الأحوال تبقى خريطة عجيبة ويصعب تفسير دقة الملحوظات الجغرافية عليها.

خريطة زينو

واحدة أخرة من خرائط قديمة عجيبة، ظهرت إلى النور لأول مرة عام 1558 في البندقية، ومالكها هو نيكولو زينو، حفيد نيكولو زينو من عائلة زينو الإيطالية الشهيرة، الأخوين زينو (أنطونيو ونيكولو) هما بحارة من البندقية ونبلاء إيطاليين، قاموا بعدة رحلات بحرية إلى الشمال الأطلسي، وذاع صيتهم حول العالم لمهارتهم في الملاحة، توفيا عام 1402 و1403، وفي عام 1558 قام نيكول وزينو الحفيد بعرض خريطة ومجموعة من الرسائل قائلًا بأنه اكتشفهم في المخزن القديم ببيت عائلته، تصف الرسائل رحلة قام بها الأخوين عام 1390 إلى الشمال الأطلسي تحت طلب من الأمير زيشمني من إسكتلندا، ومن خلال تفسير الرسائل وبالنظر إلى الخريطة، فإنهم يشيرون إلى وصول الأخوين إلى القارة الأمريكية الشمالية، أي قبل وصول كريستوفر كولومبوس بمئة عام تقريبًا، خريطة زينو تعتبر من الخرائط القديمة المذهلة، لأنها تظهر بأن البشر وصولوا أكثر من مرة إلى أمريكا الشمالية قبل وقت اكتشافها على يد كولمبوس.

ولكن يعتقد بعض العلماء بأن خريطة زينو ما هي إلا خدعة عبقرية، صنعها نيكولو زينو ليرجع فضل اكتشاف الأمريكيتين إلى أجداده وإلى البندقية، بدلًا من كولومبوس وإسبانيا، لأن في ذلك الوقت كان الاهتمام بالقارة الأمريكية وبالثراء التي جلبته إلى إسبانيا كبير جدًا، الدليل على هذا الاعتقاد جاء بعد دراسة الخريطة ووجود جزر وهمية قبالة الساحل الآيسلندي مثل جزيرة فريسلاند التي لا وجود لها في الواقع، ولكن ينكر المصدقين في حقيقة الخريطة، نظرية المؤامرة ويقولون بأن الجزر الوهمية مجرد سوء تفسير للخريطة أو سوء تقدير من الأخوين زينو، وهذا ما لا يمنع حقيقة وجود الخريطة وأقدميتها، وبأن التاريخ أعطى لكولومبوس فضل واهتمام أكبر مما كان يستحق، الغريب بالخريطة أيضًا أنها توضح خطوط العرض والطول الدقيقة للسواحل النرويجية والدنماركية والسويدية والإسكتلندية والألمانية، بالإضافة إلى مجموعة من الجزر الصغيرة الأخرى، على الرغم من عدم اختراع الجهاز القادر على تحديد خطوط العرض والطول سوى بعام 1765.

خرائط قديمة مذهلة أخرى

بالإضافة إلى جميع ما تم ذكره، توجد مجموعة خرائط قديمة أخرى عجيبة بدورها، ويمكن تلخصيهم في النقاط التالية:

  • خريطة كاميريو أو Camerio map: هذه الخريطة رُسمت عام 1502، وهي لا تظهر أي أجزاء من الكرة الأرضية لم تُكتشف في زمانها، ولكنها تحتوي على معلومات دقيقة ورسوم توضح مدى إيمان من رسمها بكروية الأرض، على الرغم من أن البشر بالعصور الوسطى كانوا يعتقدون بأن الأرض مسطحة
  • خريطة iehudi ibn ben zara: وهي خريطة للعالم كما عرفوه في ذلك الوقت وتركز على أجزاء كبيرة من بريطانيا، رُسمت في العام 1487، الغريب هو أن الخريطة تظهر جزر عديدة بالبحر الأبيض المتوسط وبالقرب من آسيا، اليوم هذه الجزر لا زالت موجودة ولكن مغمورة تمامًا بالماء
  • خريطة Hadji Ahmed: إنها واحدة ضمن خرائط قديمة لا يمكن تفسير وجودها أو تفسير كيفية رسمها في وقتها، نُشرت عام 1559 وتظهر بدقة سواحل أمريكا الشمالية والقارة القطبية المتجمدة قبل مئات السنوات من أول رحلة موثقة إلى أنتاركتيكا، وتظهر أيضًا جسر من اليابسة يربط ألاسكا في شمال أمريكا بسيبيريا في شمال أسيا، ومن الواضح أن هذا الجسر كان موجود في زمن رسم الخريطة قبل أن تغمره المياه وتنفصل القارتين بالكامل، أي منذ آلاف السنين، لكنه كان معروفًا لدى من رسم الخريطة آنذاك
  • خريطة الملك جيمي للعالم: رُسمت عام 1502، وتظهر على غير العادة الصحراء الكبرى في أفريقيا على إنها أراضي خضراء، تمتلئ بالبحيرات الكبيرة والمدن الصغيرة العامرة، وفي الحقيقة تظهر الأبحاث بأن الصحراء الجافة حاليًا كانت منذ آلاف السنوات أرض تمتلك مساحات واسعة من الغابات الخصبة، وتعيش بها العديد من الحيوانات

كما توجد خرائط قديمة أخرى تظهر فيها الأرض جغرافيًا بشكل يختلف تمامًا عن اليوم، من جزر متقاربة لم تنفصل عن القارات، أو قارة أوروبا وهي تغطيها الثلوج، وقارة أنتاركتيكا بدون ثلوج، والعديد من العجائب التي لا يمتلك لها علماء تفسير، أو توضيح لكيف عرف الإنسان الذي رسمها كل تلك المعلومات بدون استخدام أجهزة حديثة، غموض وأسرار كبيرة في كل ثنايا تلك الخرائط.

الكاتب: أيمن سليمان

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

3 × واحد =