تسعة مجهول
حادثة روز ويل
الرئيسية » فضاء » حادثة روز ويل : الجسم المرعب وقصته كاملة من الألف للياء

حادثة روز ويل : الجسم المرعب وقصته كاملة من الألف للياء

حادثة روز ويل من الحوادث الغامضة لرؤية الأطباق الطائرة، بسبب غرابة تعاطي السلطات الأمريكية معها، وكذلك الفيديو الذي تم تصويره للحادثة، فما الذي حدث؟

في قرن الاكتشافات المجيد، القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1947، طفت على السطح حادثة روز ويل ، وهي قصة جديدة شغلت العالم لأكثر من سبعة عقود، وفي الحقيقة كانت هذه الحادثة من أكثر الحوادث استحقاقا للجلبة التي أحدثتها، فالعالم لا يرى كل يوم مركبة فضائية، كما أن الطريقة التي تم بها الأمر كانت غريبة ومُثيرة أيضًا، فيكفي أن حوالي ثُلثي العالم قد شاهدوا الفيديو الذي نُشر عن هذه الحادثة في عام 1994، ولكي نُقرّب الأمر أكثر، دعونا نبدأ في سرد حادثة روز ويل ، حيث الجسم المرعب المُخيف وقصته كاملة، ولابد أن السؤال الذي يدور في أذهان الجميع الآن هو “ما الذي حدث؟”.

حادثة روز ويل : هل كانت أطباقًا طائرة حقيقية ؟

ما الذي حدث؟

كانت واحدة من الليالي الباردة، وقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أوشكت على الانتهاء من الحرب العالمية الثانية وإسقاط النازية، وفجأة، في قرية روز ويل، الواقعة شمال ولاية واشنطن، شاهد الطيار الأمريكي “كينيث أرنولد” فلاش مُتوهج أثناء قيامه بعملية تمشيط للسماء، ولما حاول كينيث الاقتراب للتحقق من الأمر رأى حوالي تسعة أطباق طائرة تُحلّق في السماء بسرعة تتخطى 2700 كيلو متر، وهو الأمر الذي أدهش كينيث، لأن أعتى الطائرات في هذا الوقت كانت لا تصل إلى ربع هذه السرعة، وعلى الفور أبلغ كينيث القيادة الأمريكية بالأمر لاتخاذ إجراء سريع تجاه هذا الشيء الغريب، إلا أن ردة فعل القيادة الأمريكية جاءت غير متوقعة على الإطلاق.

ردة فعل غير مُتوقعة

التكتُم على الأمر، تلك هي ردة الفعل التي خرجت من القيادة وقتها، ورغم أن سُكان روز ويل قد شاهدوا المركبات والجسم الغريب ونشروا الأمر في جميع أنحاء البلاد إلا أن القيادة وصفت ما يتناقله الناس بمُجرد ادعاء، وكان ذلك في بين رسمي صدر بعد أسبوع من الحادثة، ليُثير هذا التأخير الشكوك داخل الجميع، إذ أن الأمر لو لم يحدث فعلًا فما هي الحاجة إلى التكتم لأكثر من أسبوع وعدم النفي أو الإثبات، الأدهى من ذلك أن الجهات الرسمية أكدت على أن ذلك الشيء الذي أثار كل تلك البلبلة لم يكن في الحقيقة سوى بالون منطاد، وهو ما أكد شكوك الجميع بخصوص تعمد القيادة إخفاء تفاصيل ما حدث عن الشعب، وبالفعل ظل الأمر غامضًا حتى حدث ما قلب الأمور رأسًا على عقب من جديد.

إخفاء الأدلة

في ظروفٍ غامضة ومُثيرة وغير مُفسّرة على الإطلاق، أرسلت القيادة الأمريكية عدد كبير من قوات الجيش لمحو آثار الحادثة نهائيًا وإخفاء كافة الأدلة، وامتدت تلك العملية لأكثر من ستة شهور، سيطر فيها الذهول على أذهان الجميع وخاصةً أهالي قرية روز ويل الذين لم يجدوا مُبررا مقبولًا لكل هذا التكتم والتعتيم، وكان من ضمن هؤلاء الجنود الذين قاموا بعملية تمشيط وطمس للأدلة القائد “ولتر هاوت”

شهادة الشهود

أول وأهم شهود حادثة روز ويل هو الضابط “ولتر هاوت”، والذي شارك بقوة في عملية التمشيط التي كان الهدف منها إزالة كافة الأدلة لإظهار الحادثة كأنها لم تحدث، وقد كان هاوت مُخلصًا جدًا لقيادته ومُطيعًا لها، حتى أنه أوصى بعدم كشف ما سيشهد به إلا بعد موته، وهذا ما حدث في عام 2006 بعد انتهاء مراسم دفنه مباشرةً، حيث أقيم مؤتمر صحفي وتم كشف التفاصيل كاملة أمام العالم أجمع.

في البداية أكد هاوت على كذبة الرواية التي اختلقها الجيش بعدم وجود طبق طائر وكائن فضائي ووجود منطاد، حيث أكد على أنه قد رأي بنفسه هذه المركبة الفضائية على هيئة معدنية في شكل بيضاوي، وقد كان طولها ما بين الثلاثة والأربع أمتار، أما عرضها فقد كان أقل من المترين بقليل، كما أكد هاوت أيضًا على عدم احتواء تلك المركبة على أي شيء يُشبه الطائرات العادية كالأجنحة أو النوافذ، وهذا ما أكد لها عدم انتماء تلك المركبة للأرض.

جثث المخلوقات الفضائية

يقول هاوت أيضًا أنه لم يرى المركبات فقط وإنما رأي المخلوقات التي كانت فيها، وقد كانوا كما يصفهم هاوت في طول المتر، يُميزهم الرأس الكبير والضخم جدًا، وقد كانوا فاقدين للحياة كليًا، لكنه لم يُحدق فيهم بشكل كبير لأن مناظرهم كانت بشعة، وهذا ما أكده كل من حضروا عملية التشريح وعلى رأسهم مساعدة الطبيب، تلك الممرضة التي رتبت مع الحانوتي إجراءات الدفن.

الحانوتي غلين دينيس

ذهبت الممرضة إلى الحانوتي الخاصة لقرية روز ويل، وطلبت منه في سرية تامة أن يقوم بدفن جثث هذه الكائنات الغريبة، وإن صحت هذه الرواية فسيُصبح هناك ثلاثة شهود على تلك الحادثة، إلا أنه لم يتم العثور حتى الآن على الممرضة أو الحانوتي، ولا يوجد كذلك دليل وجودهم، لذلك يُصبح “والتر هاوت” الشاهد الرئيسي والوحيد.

انتشار الخُرافات

كان الوقت الذي فيه حادثة روز ويل هو وقت انتهاء الحرب العالمية الثانية والقضاء على هتلر، زعيم النازية، وهو الرجل الذي سبب ذعرًا للأمريكان طوال فترة الحرب، لذلك لم يكن من الغريب أن يزعم بعض المها ويس أن ما حدث كان بتدبير هتلر، أو بمعنى أدق لعنة هتلر، وقد انتشرت هذه الخرافة في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا على حدٍ سواء، إلا أن الأصوات العاقلة استطاعت القضاء على تلك الخرافة واجتثاثها من جذورها، خاصةً وأن هذه المرة لم تكن الأولى التي يهبط فيها جسم غريب على الأرض.

ظهور فيديو التشريح

على يد راي سانتيليي، وفي عام 1995 ظهر فيديو لتشريح كائن غريب قيل إنه هو نفس الكائن الذي تم العثور عليه في حادثة روز ويل ، وقد أثار هذا الفيلم الذي قام بتصويره جاك بارنيت ضجة كبيرة، حيث كان مدعاةً للدهشة والشك في نفس الوقت رغم أنه قد لاقى انتشارًا غير مسبوقًا في كافة الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية، وقد خضع هذا الفيديو للفحص والبحث من كافة المُختصين للتأكد من صحته وجديته، وقد جاءت النتائج بعد طويلة من البحث والفحص كالتالي:

1- هذا الجسد ليس لكائن بشري فعلًا، وحتى الخدع السينمائية وأعتى المخرجين في هذا الوقت لا يمكنهم ابتكار جسد بهذه الهيئة.
2- الطبيب الذي كان يقوم بالتشريح لم يظهر عليه التمثيل أبدًا، والكثير من الأطباء أكدوا أن تلك الهيئة هي هيئة طبيب يقوم بالتشريح فعلًا ولا يدّعي ذلك.
3- هذه الرأس تُشبه الرؤوس الموجودة على أقراص دوربا، مما يعني أنه هناك كائن فضائي فعلًا تم تشريحه، والدليل على ذلك أنه لم يتم ملاحظة عضو ذكري أو تناسلي أو غيره.

لماذا أمريكا تحديدًا؟

هناك أمر آخر غريب يُعد موضع شك من العالم أجمع، باستثناء الأمريكان، وهو سبب حدوث تلك الأشياء الغريبة والمثيرة للجدل في أمريكا وحدها، خاصةً وأن الوقت الذي حدثت في تلك الحادثة كان قبيل بروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى، وقد ذهب البعض إلى تلك الأشياء الغريبة التي يتم الإعلان عنها كانت من ضمن الدعاية لأمريكا الجديدة وقتها، وإلا، فلماذا لم يسقط طبق طائر من قبل في إحدى الدول العربية أو الأسيوية والأفريقية عامةً، لماذا أمريكا تحديدًا؟ هذا هو السؤال الذي تكرر وسيتكرر دائمًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

2 تعليقات

أربعة × 1 =