تسعة مجهول
أدلة وجود مخلوقات فضائية
الرئيسية » فضاء » كيف يبحثون عن مخلوقات الفضاء وما هي أدلة وجود مخلوقات فضائية ؟

كيف يبحثون عن مخلوقات الفضاء وما هي أدلة وجود مخلوقات فضائية ؟

يعتبر البحث عن أدلة وجود مخلوقات فضائية أصعب وأعقد بمراحل من مجرد البحث عن كوكب آخر يصلح للحياة عليه، وهذا هو الشغل الشاغل لعلماء الفضاء في الفترة الحالية.

يبحث العلماء بكل ما أوتوا من قوة عن أدلة وجود مخلوقات فضائية استناداً إلى أنه على مدار مليارات السنين تجمعت المكونات الذرية والغازات معاً لتشكل الكواكب والنجوم والأقمار كافة الموجودة في عالمنا مما يعني بأن الأرض مثله مثل أي كوكب آخر يتماثل معه في التركيب الكيميائي، أضف إلى ذلك مجموعة من الاكتشافات العلمية الحديثة التي أيدت الاعتقاد الرائج بوجود مخلوقات على كواكب أخرى سواء ضمن نظامنا الشمسي أو ما ورائها من الكون المتسع.

أدلة وجود مخلوقات فضائية على سطح المريخ

برغم استخدام اسمه كمشبه به للأماكن شديدة الحرارة إلا أن علماء الفضاء قد أثبتوا بالأدلة القاطعة أنه إن كانت هناك أدلة على وجود مخلوقات فضائية ضمن المجموعة الشمسية فإن المريخ هو أول الكواكب المحتمل تواجد تلك الأدلة فيه؛ وذلك لأنه من ضمن كواكب المجموعة التسعة يعتبر المريخ الأقرب للأرض من حيث التركيب الكيميائي لصخوره والظروف المناخية الخاصة به. لذلك تجهز وكالة ناسا حالياً قافلة من علماء الفضاء الذين من المفترض أن يتوجهوا برحلة إلى كوكب المريخ عام 2020 للبحث عن أدلة وجود مخلوقات فضائية عليه، بل امتد الأمر أكثر من ذلك حيث أن الوكالة قد قامت بفتح باب قبول طلبات من يود تجربة الحياة على كوكب المريخ وإنشاء مستعمرة بشرية هنالك تكون نواة لمجتمع أكبر فيما بعد مؤكدين على توافر كافة المقومات التي يحتاجها البشر لحياتهم هناك.

أول دليل حفز العلماء للتوجه إلى المريخ كان الإثبات الذي حصل عليه علماء وكالة ناسا والذي ينص على أنه منذ حوالي 450 مليار سنة مضت كان حوالي خمس كوكب المريخ- على أقل تقدير- تغطيه محيطات مائية شاسعة وصل عمقها إلى أكثر من 130 متراً؛ وعلى ذلك فإن أي دليل احتوته تلك المحيطات على وجود حياة فضائية على هذا الكوكب بالتأكيد سوف يكون مدفون في تربة المريخ، لذا وجب التوجه هناك والبحث عنها.

بالبحث والتنقيب أكثر وراء تلك الأدلة توصل بعض الباحثين إلى أن تلك المسطحات المائية كانت موجودة لمدة تقدر ب200 مليار سنة قبل اختفائها، واستمرار تواجد تلك المسطحات لتلك السنوات الطويلة يعني أن الظروف البيئية هنالك كانت تسمح ببقاء المياه على حالتها مما يعطي أملاً كبيراً باحتمالية وجود حياة سواء أكانت سابقة وانقضت أم ما زالت متواجدة حالياً على سطح المريخ خصوصاً أن الفترة التي تواجدت فيها تلك المسطحات تزامنت مع وجود حياة على كوكب الأرض في أواخر فترات تكون البحيرات على كوكب المريخ مما يعني أن تكون الحياة قد دبت في كلا الكوكبين في آن واحد.

المذنبات واتحادها مع الصخور

جزء آخر من أدلة وجود مخلوقات فضائية نبعت من بعض نظريات علماء الجيولوجيا المعنيين بدراسة تركيب صخور الأرض وتربتها، حيث تنص تلك النظرية والتي أعلن عنها رسمياً في أغسطس 2015 أن صخور الأرض لم تكن من قبل صالحة للحياة عليها وذلك بسبب أنها كانت تفتقر إلى العناصر اللازمة للتربة الصالحة للزراعة؛ وعلى ذلك فلو كانت الحياة قد دبت من قبل في الأرض وهي على تلك الحالة لما كانت استمرت كل تلك السنوات بدون نباتات ومزروعات إلا انه بسقوط مجموعة من المذنبات الفضائية على الأرض والتي احتوت على عناصر كيميائية خاصة اتحدت مع صخور الأرض ونتجت التربة الصالحة للزراعة. على هذا الأساس يفترض علماء الفضاء أن ما حدث مع كوكب الأرض من الممكن جداً أن يحدث مع كواكب أخرى ويجعلها ممهدة للحياة عليها سواء حالياً أو من سنوات ماضية.

أدلة وجود مخلوقات فضائية في أقمار كوكب المشترى

بالانتقال إلى كوكب المشترى خامس كواكب المجموعة الشمسية فعلى هذا الكوكب نفسه لم يعثر العلماء على أدلة وجود مخلوقات فضائية حتى الآن، لكن اكتشف علماء الفضاء وجود أحد أقمار هذا الكوكب والذي أطلق عليه اسم (يوروبا) والذي يظهر شكله بالتليسكوبات العملاقة كتربة زرقاء بها خطوط عشوائية متقاطعة باللون البني الداكن، بالرجوع إلى التركيب الكيميائي لسطح هذا القمر يعتقد بأن اللون البني يرمز إلى الأماكن التي تحميل مياه جوفية تحت سطحها سواء أكانت عذبة أم مالحة بما يعطي حافزاً قوياً للبحث أكثر في هذا القمر عن أدلة لحياة أخرى، ولهذا تجهز الولايات المتحدة حالياً عدة بعثات مستقبلية تستثمر فيها بالمليارات لتتجه إلى قمر يوروبا بحثاُ عن مخلوقات فضائية محتملة.

أدلة وجود مخلوقات فضائية في أقمار كوكب زحل

أما عن كوكب زحل فحاله لا يختلف كثيراً عن كوكب المشترى حيث وجد علماء ناسا على أحد أقماره ويطلق عليه قمر (إنسيلادوس) أدلة على احتمالية وجود حياة أخرى، فهذا القمر يغطي سطحه كاملاً طبقة من الجليد ليست بالنحيفة لكن بالبحث والتنقيب المستمرين يعتقد بأن هنالك محيط مائي كبير مدفون تحت هذا الغطاء الجليدي وبهذا يتماثل ذلك القمر مع قمر المشترى في وجود أدلة على حياة أخرى لكن بحاجة إلى مزيد من البحث والرحلات الفضائية للوقوف على حقيقة تلك الأدلة من عدمها. ومما زاد من قوة تلك الأدلة أدلة أخرى مصاحبة لها تم الإعلان عنها في عام 2015 عن وجود ما يثبت بزوغ ذلك المسطح المائي الضخم من تحت طبقة الجليد المغطية له وذلك عبر مجموعة من الثقوب الحرارية التي أذابت جزء من الجليد ليظهر المحيط من تحته وهو ما يعتقد أنه حدث مع كوكب الأرض قديماً قبل أن تدب فيه الحياة أيضاً.

بالإضافة إلى هذا القمر هناك القمر الأكبر لكوكب زحل والذي يسمى (تايتان) حيث وجد على هذا القمر بحيرات متعددة ظاهرة على سطحه وليست مدفونة تحت باطنه، لكن مع قليل من البحث أكثر تبين أن تلك البحيرات لا تحتوي على الماء كما هو ظاهر بل هي عبارة عن تجمعات عملاقة من غاز الميثان في صورته السائلة بشكل قطع الطريق على كافة الآمال بحثاً عن أدلة وجود مخلوقات فضائية على هذا القمر، لكن مؤخراً عاودت تلك الآمال في البزوغ حيث أفادت دراسات حديثة بأن بعض المخلوقات النادرة قادرة على امتصاص غاز الميثان واستخلاص الأكسجين الموجود في تركيبه الكيميائي لتتمكن من الحياة وبالتالي تكاثرت الأبحاث والدراسات التي تطمح للوصول إلى دليل جديد فيما يخص ذلك الأمر.

علاوة على كافة تلك الأقمار التي تتواجد عليها مسطحات مائية يوجد العديد من الأقمار الأخرى التي يعتقد فيها المثل بوجود مسطحات مائية عملاقة مدفونة تحت تربتها، لكن تكمن المشكلة في صعوبة اختراق أسطح تلك الأقمار للوصول إلى المياه المدفونة في باطنها والتي قد تكون مدفونة لأعماق تصل إلى مئات الأميال.

الحياة على كواكب مثيلة للأرض

لم تقتصر أدلة وجود مخلوقات فضائية على مجموعتنا الشمسية فقط بل امتد الأمر ليشمل ما وراء تلك المجموعة من مجموعات ومجرات أخرى، حيث أن هنالك عدة نظريات مفادها أنه لا يمكن أن تنشأ حياة طبيعية إلا على كوكب يماثل الأرض في تركيبه وعمره وقربه من الشمس وغيرها من المعايير، وبالفعل نجح بعض العلماء في التوصل إلى كواكب مماثلة ولكن من المستحيل في الوقت الحالي إطلاق رحلات استكشافية إلى تلك الكواكب وذلك لأن أقربها للأرض يبعد عنها مسافة 1400 سنة ضوئية، لكن مازال الأمل منعقد على التوصل لأدلة أخرى جديدة.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

ثمانية − 2 =