تسعة مجهول
هيل هاوس
الرئيسية » غرائب » هيل هاوس : المبنى الذي شهد ظهور ابن الشيطان فيه!

هيل هاوس : المبنى الذي شهد ظهور ابن الشيطان فيه!

هيل هاوس مبنى يتواجد في ولاية واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد تعرض المنزل لبعض الأمور السيئة التي كانت نذير سوء، لكن أسوؤها هو وجود ابن الشيطان.

حظيت قصة هيل هاوس المسكون بشهرة وانتشار واسعين خلال القرون الماضية، فعلى الرغم من كون هيل هاوس مجرد مبنى عادي في النهاية إلا أن الأحداث التي وقعت به كانت غير عادية بالمرة، فقد شهد ذلك المنزل عدة غرائب وأطوار بدأت من الموت المُتلاحق لأصحابه الأصليين وانتهت بوجود المسخ الذي أُطلق عليه ابن الشيطان فيه، والحقيقة أن نهاية هذا المنزل وإغلاقه للأبد كان أمرًا مُثيرًا للاهتمام كذلك، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف على كل شيء يتعلق بمنزل هيل هاوس ولعنته، والأهم من كل ذلك هو الوقوف على حقيقة ما قيل عنه في كتب التاريخ والتوثيق.

منزل هيل هاوس

في شارع صغير في ولاية شيكاغو الأمريكية يُدعى شارع هاستيد ستريت، وتحديدًا في عام 1856، تم بناء هيل هاوس لأول مرة، والحقيقة أن ذلك البناء منذ الوهلة كان مُتفرّدًا في كل شيء، بداية من التصميم والشكل مرورًا بالحجم الكبير نسبيًا في ذلك الوقت انتهاءً بسكانه الأثرياء الذين كانوا يُعتبرون من طبقة التجار الأغنى في هذه الحقبة.

كان منزل هيل هاوس يتكون من طابقين، لكنهما لم يكونا أي طابقين، بل كانا مُميزين مُتفردين، يعجان بالأثاث والتحف الجديدة الحديثة التي كان تواجدها أشبه بسابقة في هذا الوقت، كل ذلك إضافة إلى الحدائق المُحيطة بالبيت، والتي أعطت له رونقًا خاصًا، إجمالًا، كانت العائلة المالكة لهذا البيت تعتقد أنه أخيرًا قد سكنت في المنزل المثالي الذي سيسعها للأبد.

هيل هاوس والموت

كانت العائلة المالكة لمنزل هيل هاوس مُخطئة فيما تظنه، فالبيت لم يكن بيت الأحلام كما تعتقد، وإنما كان نذير سوء لم يظهر سوى بعد أربع سنواتٍ من تواجد العائلة فيه، فتلك الأسرة المكونة من زوجة وزوجة وطفلتين ودعوا الزوجة بعد السنوات الأربع الأول إثر مرض غريب ومفاجئ، وبالرغم من صعوبة هذا الأمر إلا أنه كان مُجرد بداية فحسب.

الحادثة الثانية التي وقعت في بيت هيل هاوس كانت بعد شهور قليلة من موت الزوجة، حيث ماتت الطفلتين بطريقة أغرب من الطريقة التي ماتت بها الزوجة، والحقيقة أنه لم يكن هناك دليل أكبر من ذلك كي يتأكد الزوج من عدم قابلية هذا البيت للعيش فيه، وهو ما تحقق بالفعل عندما تم هجر البيت من قِبل الزوج، وقد قيل إنه قد ذهب لمكانٍ بعيدٍ ومات هناك، على كلٍ، لم تنتهي قصة منزل هيل هاوس عند ذلك الحد، بل يمكن القول إنها قد بدأت.

لعنة هيل هاوس

حلّت لعنة هيل هاوس على المنزل بعد هجر الزوج له، فقد قيل أن روح الزوجة الميتة لم تستطع أن تترك المنزل وحيدًا، فقامت بسكنه والطواف به يوميًا، وقد أثر ذلك الأمر بالتأكيد على المُشترين والمُقيمين بالمنزل، حيث لم يستقر أحد به لأكثر من أسبوع نظرًا لما تفعله اللعنة به، وقد قيل كذلك أن الزوجة لم تكن وحدها من تطوف روحها بالبيت، وإنما كان معها أرواح أطفالها وزوجها الذي مات بعد هجره للبيت بأيام قليلة، لتستقر نفس العائلة بعد موتها في نفس البيت ويُصبح ذلك البيت معروفًا بوجود الأشباح فيه ويُغلق للأبد، أو كان من المفترض أن يُغلق للأبد قبل أن يتغير الأمر بحريق شيكاغو الذي حدث في الربع الأول من القرن العشرين.

عودة هيل هاوس

في عام 1871 وقع حريق كبير بالقرب من المنطقة التي كان يتواجد بها منزل هيل هاوس يُسمى حريق شيكاغو العظيم، كان الحريق ضخمًا للغاية، لدرجة أنه قد تسبب في حرق مئات البيوت وقتل الكثير من الأشخاص، لكن، وللغرابة الشديدة، ظل بيت واحد في المنطقة صامدًا أمام الحريق، وهو منزل هيل هاوس.

دهشة الناس من صمود منزل هيل هاوس أمام الحريق لم تمنعهم من اللجوء إليه والعيش به لحين انقضاء الأيام العصيبة، حيث اتخذه الفقراء بشكل خاص مسكنًا لهم، والحقيقة أنه كان مسكنًا مناسبًا، إذ أنه كان كبيرًا في الحجم وقويًا صلدًا أمام سطوة الحريق، لكن بعيدًا عن كل ذلك، أعادت تلك الحادثة هيل هاوس إلى الأذهان من جديد.

توسيع هيل هاوس

انتشر خبر هيل هاوس كما ذكرنا وأصبح محط أنظار الجميع، حتى أن أحد الجمعيات الخيرية الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذته مكانًا لمعيشة الإيطاليين الكادحين وتهيئتهم للاندماج بسهولة في المجتمع الأمريكي، حدث ذلك الأمر مع بداية العام 1889، ولم يكن يتوقع له كل هذا النجاح الكبير.

توسيع هيل هاوس بدأ مع بداية القرن العشرين، حيث ألحقت تلك الجمعية بعض المباني بالقرب منه لزيادة أعداد المهاجرين الإيطاليين، والواقع أن كل شيء كان يسير بخير فيما يتعلق بمنزل وجمعية هيل هاوس حتى جاء عام 1931، حيث انقلب كل شيء بعد ذلك التاريخ، وبدأت قصة ابن الشيطان في الظهور

ظهور ابن الشيطان

في عام 1931 جاءت سيدتان إيطاليتان إلى منزل هيل هاوس وأصرّت على رؤية ابن الشيطان، وبالتأكيد كانت الحيرة ظاهرة بشدة على أوجه مُديري جمعية هيل هاوس، لأنهم في الحقيقة لم يكونوا على علم بهذا الأمر، لكن السيدتان لم يصمتا عند ذلك الحد، وإنما دعتا كل وسائل الإعلام إلى تسليط الأضواء على الجمعية ومطالبة المسئولين عنها بإخراج ابن الشيطان، ليبدأ الجميع في تركيز انتباههم باتجاه الجمعية ويدور سؤال واحد في أذهانهم، من هو ابن الشيطان؟

قصة ابن الشيطان

ببساطة شديدة جدًا تقول قصة ابن الشيطان التي تدور أحداثها أمام منزل هيل هاوس أن امرأة قد أوضعت طفلًا، لكن عندما رأت وجهه السيئ والتشوهات التي يعج بها شعرت أن ذلك الطفل لم يكن أبدًا الطفل الجميل الذي حلمت به وتود أن يحمل اسم زوجها، لذلك استغلت عدم وجود الزوج في البيت وقامت بوضع الطفل أمام منزل هيل هاوس، ثم عادت إلى البيت وانتظرت زوجها حتى جاء وأخبرته أن الطفل الذي انجبته قد مات في الحال وتم دفنه.

صدق الزوج رواية زوجته والتي لم تكن لتكذب بالتأكيد في أمر كهذا، إلا أن القصة لم تنتهي عند ذلك الحد بل بدأت على الجانب الآخر، وتحديدًا في منزل هيل هاوس، حيث هناك عثرت عليه فتاتان يعملان داخل المنزل وقاما بتربيته، لكن لبشاعته وضعاه في سرداب أسفل هيل هاوس وتناسياه تمامًا، ومن هنا كانت بداية اللعنة.

لعنة ابن الشيطان

مات الطفل داخل ذلك السرداب، وذلك لأنه ببساطة لم يعثر على سُبل الحياة، لكن القصة لم تنتهي كذلك بدفنه، وإنما ظلت لعنته وروحه المعذبة محبوسة داخل هيل هاوس وتبث الرعب في الناس، وهذا بالضبط ما كانت ترنو إليه السيدتان عندما طلبا التعرّف على ابن الشيطان، عمومًا، مع إثارة الفوضى حول المكان وتركيز وسائل الإعلام كل طاقته عليه تم إغلاق هيل هاوس نهائيًا وأُغلق معه باب كبير يحوي خلفه الكثير من الألغاز والأسرار.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × 1 =