تسعة مجهول
هاري هويت
الرئيسية » غرائب » هاري هويت : كيف عاد هاري من الموت؟ حالة نفسية أم حقيقة؟

هاري هويت : كيف عاد هاري من الموت؟ حالة نفسية أم حقيقة؟

هاري هويت هو مواطن أمريكي يعيش في ولاية نيوجيرسي وقد تعرّض هاري لحادث ثم ادعى عندما استفاق أنه قد مات وعاد من الموت، وأخذت تلك الأفكار تُسيطر عليه حتى مات.

تُعتبر قصة هاري هويت واحدة من أغرب القصص التي كان يُستدل بها في البداية على ذروة الجنون ثم أصبحت فيما بعد رمزًا مُرعبًا على فكرة العودة من الموت أو على الأقل إمكانية سيطرة العالم الآخر على البشر، فقد تعرضّ هاري مساء أحد الأيام لحادث انقلاب سيارة نُقل على إثره للمستشفى، إلا أنه عندما بدأ في استعادة وعيه أخذ يُهذي بأشياء ليست منطقية بالمرة، لكن القصة انتهت نهاية مأسوية تُأكد صدق هاري فيما ادعاه، لذلك، دعونا نتعرف سويًا في السطور الآتية على قصة هاري هويت، ذلك الرجل الذي ادعى عودته إلى الحياة بعد الموت.

حادثة تجعل من هاري هويت رجلاً خارقًا!

من هو هاري هويت؟

لأن حياة هاري هويت ليست جزءًا أصيلًا من قصتنا، ولأننا نتناول ما حدث له في أيامه الأخيرة، سوف نقوم بذكر أهم النقاط فقط في حياة الشخصية، فهو هاري هويت، مواليد 1941 بولاية نيوجيرسي القابعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان هاري وقت أن وقعت الحادثة غير مُتزوج أو مُرتبط بأي نوع من الارتباط، وربما كان ذلك في وحدته التي كانت الشاهدة الوحيدة على الأيام الأخيرة في حياته، عمومًا، كان هاري سائق شاحنات جيد، لذلك تعرّض لما تعرّض له عام 1974 على الطريق السريع بنيوجيرسي.

حادثة الطريق السريع

كان هاري هويت يقود بسرعته المُعتادة متوجهًا إلى موقف الشاحنات بالولاية المجاورة لاستلام طلابية جديدة، كان ذلك في تمام الثانية من صباح السادس من مارس القابع في عام 1974، لكن، فجأة، وبلا أي مُقدمات، وجد هاري شاحنته تتفلت منه بطريقةٍ غريبة تقترب من المجنونة، ولم يكد يُدرك ما هو فيه حتى وجد نفسه يتقلّب على الطريق الفارغ مع شاحنته، ثم بعد ذلك لم يجد هاري نفسه من الأساس، ببساطة، لقد فقد المسكين الوعي كما تقول إدارة المستشفى، أما هاري نفسه فقد كان مُصرًا على رأي آخر عند استفاق، يقول فيه أنه قد مات!

داخل المُستشفى

جرت حالة الطوارئ على أكمل وجهٍ لإسعاف هاري هويت، حيث تشمرّ طاقم كامل من الأطباء والمرضى للذود عنه ومحاولة الكشف عن الكدمات ومُعالجتها، أما المهمة الأكبر من ذلك فكانت تتعلق بإيقاف نزيف الدم المُنهمر، وبالفعل نجحت الإسعافات وتجاوز هاري مرحلة الخطر بعد ست ساعاتٍ من الطوارئ، لكن ذلك الخطر لم يكن الخطر الحقيقي الذي ينتظر هاري، إذا أن الخطر في هذا الوقت لم يكن قد بدأ من الأساس، وإنما كانت بدايته الفعلية عندما بدأ هاري بالهذيان بعدة أمور غير منطقية بالمرة.

هذيان هاري

أخذ هاري هويت عندما استفاق يهذي بعد أمور غير منطقية على الإطلاق، فقد ادعى أنه عندما تعرض للحادث لم يفقد الوعي كما يرى الأطباء والعالم أجمع، وإنما مات وظلّ محبوسًا في حفرةٍ صغيرة بمكان مجهول، ثم رأي فيما بعد ما يُسميهم بالزبانية، والذين قاموا بتعذيبه حتى استفاق على يد الأطباء، وبالطبع أنتم تتوقعون ردة فعل الطاقم المعالج عند سماع هذه القصة، لقد قاموا بإعطائه حقنة مُهدئة باعتبار أنه كان يهذي، لكن الحقيقة التي اتضحت فيما بعد أنه لم يكن يهذي على الإطلاق، وأنه كان يستند إلى شيء ما سيقلب الأمور رأسًا على عقب.

الخروج من المستشفى

خرج هاري هويت من المستشفى عند التعافي من الكدمات والجروح، لكن الأثر النفسي الذي تركته الحادثة في نفس هاري لم يكن قد تخلص منه بعد، والدليل على ذلك هو شكوى الجيران المُتكررة من أفعال هاري الغريب، والتي منها مثلًا تشغيل الموسيقى الصاخبة في منتصف الليل وإزعاج الجيران، الصراخ المُتكرر الغير مُبرر على الإطلاق، وغيرها من الأشياء الغريبة التي يشهد الجيران أن هاري لم يكن يفعلها قبل الحادثة أو يُفكر في فعلها من الأساس، لكن، مع تكرر أفعال هاري الجنونية، لم يجد الجيران بُد من استدعاء الشرطة لإيقافه بطريقتهم، لكن الشرطة صُعقت مما قاله هاري لهم.

أسباب الجنون

ادعى هاري هويت أمام الشرطة أن كل ما يفعله من أفعال جنونية بمحض إرادته، وأنه يعي تمامًا ما يفعله، لكنه في نفس الوقت مُجبرٌ عليه، وقد برر ذلك بظهور الزبانية مرة أخرى وتعذيبهم له عند النوم ووعيدهم أكثر من مرة بقتله، لذلك لم يجد طريقة أخرى لصرفهم سوى إشعال الموسيقى الصاخبة والاستمرار في إثارة الفوضى حوله، وللمرة الثانية، لم تُصدق الشرطة أقوال هاري وادعت أنه قد وصل إلى ذروة جنونه، لكنها للغرابة اكتفت بأخذ تعهد منه بالإجبار يقول فيه أن لن يُقدم على هذه الأفعال مرة أخرى، وبالفعل لم يفعل هاري أفعاله الجنونية سوى مرة وحيدة، بعدها جاءت النهاية المُدوية.

نهاية هاري هويت

لم يكن أحد يتوقع أن تكون نهاية هاري هويت قبل أن يُكمل عامه الثلاثين، لكن ما لم يكن متوقعًا أكثر أن تأتي النهاية بهذه الطريقة التي أقل ما يُمكن أن يُقال عنها أنها طريقة بشعة.

كانت واحدة من الليالي الثقيلة، بدأت في العاشرة مساءً عندما أخذت الموسيقى الصاخبة تنبعث من غرفة هاري هويت من جديد، وبعد تحمل الجيران الوضع لساعتين لم يستطيعوا منع أنفسهم من استدعاء الشرطة، والتي جاءت بدورها عازمة على إلقاء القبض على هاري ووضع حد له، إلا أنها تفاجئت بأن هاري لا يُجب على طرق الباب، وبعد انقضاء المدة القانونية للطرق تم كسر الباب بالقوة لتُكتشف المفاجأة المدوية، لقد كان هاري هويت محروقًا عن آخره، ولم يكن هناك أي مصدر لهذا الحريق، إذًا، وبلا أدنى تفكير، حدثت مُعجزة صغيرة.

انتشار قصة هاري

انتشرت حادثة حرق هاري هويت بشدة، وقد تم توثيق هذه الحادثة بالصور التي التُقطت للجثة، وهو ما أغلق الباب أمام المُتشككين الذين كانوا يتشمرون عن بكرة أبيهم لتكذيب هذه القصة برمتها، إلا أن الصور جاءت تقضي على آمالهم كما ذكرنا، وأيضًا هناك جملة كانت مكتوبة بالدماء على الحائط وتسببت كذلك في موجة كبيرة من الجدل، وهي على ما يبدو جملة هاري هويت الأخيرة، والتي كانت يطلب فيها الاستغاثة قائلًا “انقذوني من الجحيم”، لكن بكل أسف لم يستطع أحد إنقاذه، ومن قبل ذلك لم يقم أحد بتصديقه من الأساس، ليكون ضحية غباء البشر وتسرعهم في إصدار أحكام بالجنون على الآخرين دون التثبت من أقوالهم.

العائدون من الموت

فتحت قصة هاري هويت الباب أمام سيل من حكايات العائدين من الموت، والتي يكون أبطالها غالبًا أشخاص يدعون أنهم قد ماتوا وزاروا الجحيم ثم عادوا إلى الحياة مرة أخرى، وهي في الحقيقة ادعاءات غير مقبول تصديقها إلا في حالة واحدة، وهي أن تكون قصصهم عبرة للآخرين ودلالة على وجود جحيم ينتظر المُخطئ منهم، وإن كان ذلك لم يثبت يقينا في الكُتب الدينية التي يُعتد به أكثر من أي شيء آخر.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

اثنان × 2 =