تسعة مجهول
مصاصة دماء فلوريدا
الرئيسية » غرائب » مصاصة دماء فلوريدا : عودة جديدة لمصاصي الدماء في 2016!

مصاصة دماء فلوريدا : عودة جديدة لمصاصي الدماء في 2016!

مصاصة دماء فلوريدا هي فتاة تُدعى جوزفين وتبلغ حوالي العشرين سنة، هاجمت تلك الفتاة كهل كبير وقامت بمص دمائه عام 2016، مما جعلها أحدث مصاصة دماء في العالم.

حظيت قصة مصاصة دماء فلوريدا بشهر واسعة نهاية العام المنصرم، وذلك لسببين، أولهما أن تلك الحادثة تُعد دليلًا واضحًا على وجود مصاصي الدماء، وثانيهما أنها وقعت في عام 2016، أي في وقت أصبحت نسبة الخرافات فيه لا تتجاوز الواحد بالمئة على مستوى العالم، والحقيقة أن ملابسات الحادثة أيضًا كانت غريبة، حيث لم يكن من المنطقي أبدًا أن تُقدم مصاصة دماء على مص دماء شخص ثم تنتظر في مكان قريب من موضع الحادثة حتى يتم إلقاء القبض عليها، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على القصة الكاملة لمصاصة دماء فلوريدا وما حدث لها في تلك الليلة الغريبة من نهاية العام 2016.

من هي مصاصة دماء فلوريدا؟

لأننا لا نتحدث عن تاريخ مر عليه قرون أو عقود، وإنما فقط مجرد شهور قليلة، لذلك كان من السهل جدًا التعرّف على الاسم الحقيقي للفتاة المشهور إعلاميًا باسم مصاصة دماء فلوريدا، فهي جوزفين سميث، المولودة في ولاية فلوريدا القابعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً في عام 1994، أي أنها في عام 2016، وهو عام ارتكاب حادثة مص الدماء، كانت بالكاد تُكمل عامها الثاني والعشرين.

عاشت مصاصة دماء فلوريدا، قبل أن تتحول إلى مصاصة دماء بالتأكيد، حياة طبيعية جدًا، فهي تتبع أسرة مرموقة بالولاية، والدها يشتغل بالمحاماة ووالدتها أستاذة جامعية، أي أنها حياة يُمكن أن تُوصف بالمثالية دون أي مبالغة، لكن، من بين تلك الحياة المثالية، انبثقت مصاصة دماء فلوريدا.

بداية مصاصة دماء فلوريدا

لا أحد يعرف كيف جرت الأمور بالضبط، لكن الشيء المؤكد أنه في عام 2014، ومع إتمام جوزفين سميث عقدها الثاني بدأت الأمور تتغير على نحو غريب ومُفاجئ، وأثبت الفتاة عدوانية بشكل مُلفت جدًا، لدرجة أنها بدأت ترتكب بعض أعمال العنف الغير مبررة على الاطلاق بحق أقرب الناس إليها، وهم والديها.

كانت جوزفين الفتاة الوحيدة لوالديها، لذلك كان من السهل جدًا عليهما متابعة حالتها ومراقبة التطور الذي يحدث بها، والحقيقة أنهما لم يتركا طبيبًا نفسيًا في ولاية فلوريدا أو الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها إلا وذهبا إليه، كان يبغيا الشفاء لابنتهما الوحيد من العرض الذي ألم بها دون سابق إنذار، لكن، وبكل أسف، ازدادت الأمور سوءً.

جوزفين تتحول

لم يعد الأمر مجرد عرض غريب وتصرفات أغرب، وإنما بدأت جوزفين سميث تأخذ طريقها صراحة كي تكون مصاصة دماء فلوريدا، فقد عثر عليها والديها ذات مرة وهي تأكل الدجاج دون أن يُذبح أو يتم طبخه، الحقيقة أنها لم تكن تأكل الدجاج أصلًا، وإنما تمتص دمائه، وقد كانت تلك المرحلة هي خير دليل على أن حالة الفتاة آخذة في التدهور، وأنه يجب أن تتم اتخاذ بعض إجراءات الحماية لها وللآخرين كي لا يتأذى أحد، لكن الأمور استمرت على نفس المنوال، لذلك كان من الطبيعي جدًا أن يحدث ما تم توثيقه في نهاية شهر ديسمبر الموجود في عام 2016 المنصرم.

الحادثة الأولى والأخيرة

الحادثة الأولى والأخيرة لجوزفين في تجربة مص دماء البشر كانت في عام 2016، وتحديدًا شهر ديسمبر منه، وكانت الضحية لحظها السيئ عجوز يتجاوز السادسة والستين من عمره.

كان العجوز ينتظر في موقف السيارات بساعة متأخرة من الليل، لم يكن هناك وجود لأي شخص بالمنطقة خاصةً مع طقسها المُتقلب الذي بدأ في التكشير عن أنيابه، والحقيقة أن جوزفين كانت قد استقلت سيارتها خلسةً دون علم والديها وقررت أن ترتكب حدثًا جللًا في هذه الليلة، لذلك عندما رأت العجوز من بعيد قامت بترك سيارتها وأخفتها بعيدًا عن ناظريه، ثم تسللت وجلست بجواره في ساحة انتظار السيارات وكأنها تنتظر سيارة هي الأخرى، لكن، ما إن غفل العجوز عنها حتى داهمته وقامت بتمكين أسنانها من رقبتها وهي تأخذ في العض بكل ما تملكها من قوة حتى أحدثت ثقبًا في الرقبة العتيقة، استطاعت من خلاله تجرع دماء العجوز المسكين، لتُصبح بذلك رسميًا مصاصة دماء فلوريدا.

ما بعد الحادثة

بعد أن امتصت مصاصة دماء فلوريدا جوزفين خالجها شعور غريب بأنها قد فعلًا شيئًا غريبًا ما كان يجب عليها فعله، لكنها نسيت كل ذلك فجأة وراحت تجلس بالقرب من الضحية وأخذت تُفكر في شيء ما حتى خلدت للنوم، نامت بالقرب من ضحيتها والدم يتساقط من فمها ويُغطي معظم جسدها.

بعد حوالي نصف ساعة من الحادثة كان ثمة عربة مناوبة شرطية تمر من المكان الذي وقعت به كل هذه المأساة، والحقيقة أن الأمر قد وصل به عدم التصديق إلى الدرجة التي جعلت الشرطي يعتقد أن الذي يراه أمامه ليس في الحقيقة سوى مشهد تمثيلي يتم تمثيله، وأنه ثمة كاميرات موجودة في جنبات المكان وسوف تخرج الآن، لكن الحقيقة التي لم يكن يرغب في تصديقها أبدًا أنه يقف الآن أمام شخصين، أحدهما مصاص دماء والآخر ضحية له.

القبض على جوزفين

بعد تيقن الضابط من أن كل شيء يراه أمامه ليس سوى جزء من الحقيقة قام بإلقاء القبض على مصاصة دماء فلوريدا، أما العجوز فقد تم نقل جثته للمشرحة لتشريحها، وقد اكتُشف هناك أنه قد فرغ من دمه خلال ربع ساعة، أما موته فقد حدث بعد خمسة دقائق فقط من المعاناة.

في المحكمة كانت جوزفين مصدومة للغاية، وذلك لأنها ببساطة لا تعرف ما الذي حدث وكيف حدث ولماذا أصلًا فعلته، الشيء الوحيد الذي حاولت ترديده دائمًا أن النوم قد غافلها في الطريق العام فاستسلمت له، لكن ما يتعلق بالدم والقتل هذه الأشياء فهي لا تعرف عنها شيء، أو على الأقل لا تذكرها، حتى أنها قد ارتعبت عندما أفاقها الشرطي ورأت الدماء على ملابسها وفمها وأجزاء متفرقة من جسدها، وأخيرًا، قالت جوزفين شيئًا غريبًا جدًا وهو أنها أصلًا ترتعب لمجرد رؤية الدماء، فكيف إذًا تُقدم على أمر كهذا؟

ما آلت إليه جوزفين

لأن قضية مصاصة دماء فلوريدا لم تمضي عليه سوى شهور قليلة، ولأن القضاء لم يأخذ بعد كافة تدابيره، لا تزال جوزفين حتى الآن تحت رحمة السجن، وفي نفس الوقت يتم تعريضها للجلسات النفسية، وطبعًا من المؤكد أن ينتهي الأمر بعدم إدانة جوزفين واعتبارها مريضة نفسية، وبالتالي وضعها في أحد المصحات ونسيان الأمر.

المتعجبون من قصة مصاصة دماء فلوريدا يبدون دهشتهم بأكثر من طريقة، فمنهم مثلًا من قام بوقفات احتجاجية للتعجيل بإعدام جوزفين بسبب شعورهم بأنها مجرد كاذبة تختلق قصة المرض النفسي من أجل الإفلات من حكم الإعدام، ومنهم من أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بقصتها وجعلها قضية رأي عام وطالب كذلك بتوقيع عقوبة الإعدام عليها، لكن بالرغم من ذلك لا تزال هناك فئة صغيرة تدافع عنها وترى أنها لا تستحق ذلك وأنها مجرد مريضة نفسية مسكينة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

14 + 2 =