تسعة مجهول
لصوص البنوك
الرئيسية » جريمة » تعرف على أشهر لصوص البنوك والسرقات في التاريخ

تعرف على أشهر لصوص البنوك والسرقات في التاريخ

حدثت العديد من عمليات السرقة والسطو المسلح على مر التاريخ، بعضها كانت عمليات بسيطة، وبعضها كانت أكثر تعقيدًا، نتعرف هنا على أشهر لصوص البنوك على مر التاريخ.

لصوص البنوك يختلفون في طرق التخطيط وسلوكهم الإجرامي، وأغلب السرقات التي تمت كانت بالطرق التقليدية وفي الغالب ما يتم اكتشاف الفاعلين، لكن هناك بعض عمليات السرقة التي حدثت والتي امتازت بخطتها المحكمة والمبالغ المالية الضخمة التي سرقت، ربما عن طريق الصدفة أو المعلومات الدقيقة التي حصلوا عليها، وهي ما سنقدمه لك في التالي مع نبذة عن أهم سارقي البنوك في العصر الحديث مثل الفرنسي جاك ميرين والأمريكي دون ديلينجر، ومن خلال عمليات السطو المتكررة والهروب أيضًا أثبتوا أن كل منهم يملك طابعًا خاصًا به يميزه عن اللصوص الهواة الآخرين.

أشهر لصوص البنوك وعمليات السطو على البنوك على مر التاريخ

سرقة بنك نايتسبريدج

تعتبر واحدة من أكبر عمليات السرقة في التاريخ، والعقل المدبر وراءها هو الإيطالي فاليريو فيتشي والتي أتمها في سنة 1987، ومن حسن حظهم أن حركة التنقلات المالية كانت الأكبر في هذا اليوم حيث تمكن من سرقة 66 مليون دولار (ومع حساب تغير العملة فإن قيمتها هي أكثر من الضعف الآن)، دخل فاليريو مع عدد كبير جدًا من مساعديه إلى البنك الواقع في منطقة نايتسبريدج (Knightsbridge) الواقعة في قلب لندن متظاهرين أنهم عملاء عاديين ووضعوا لافتة تفيد بأن المكان مغلق، ثم أخرجوا الأسلحة وفرغوا الخزائن بسرعة، تم القبض عليه وعلى المشاركين وحكم عليه بالسجن لمدة 22 سنة قضاها في سجن إيطالي، لكن لسوء حظه وقبل أن يخرج بيوم واحد قتل أثناء إطلاق عيار ناري بين السجناء والضباط.

السرقة الأكبر في بريطانيا

في سنة 2004، تعرض بنك دانسكي (Danske Bank) إلى عملية سرقة هي الأكبر في تاريخ بريطانيا، والبنك هو واحد من أقدم البنوك الموجودة في أيرلندا، وكانت حصيلة السرقة أموال وسندات مالية بقيمة 25 مليون دولار وتشير تقارير أخرى إلى أن الحكومة أخفت الكمية الحقيقة من المال وهي أضعاف الرقم الذي صرحت به، وقامت العصابة المحترفة بالبدء في العملية بطريقة مختلفة، حيث تنكروا في ليلة ما قبل السرقة على هيئة ضباط شرطة ليدخلوا منازل أهم العاملين في البنك بزعم التحقيق في قضية ما، ثم أخذوا عائلاتهم كرهائن واستخدموهم في الحصول على الأموال بدون إراقة أي دم، وإلى الآن لم يتم حل القضية بالرغم من قيام السلطات بالقبض على المشتبه بهم.

سرقة البنك المركزي في البرازيل

حدث السطو في سنة 2005 على يد مجرم معروف يسمى لويز فرناندو ريبيرو، والذي خطط للعملية لوقت طويل ودرس تفاصيل مبنى البنك الذي يقع في مدينة سيارا في البرازيل، واستطاع الحصول على 25 مساعد له، من بينهم أشخاص اختطفهم وأجبرهم على تنفيذ العملية ثم طلب بعدها من عائلاتهم أن يدفعوا فدية لإعادتهم، وقد قامت عائلة أحدهم بقتله فيما بعد، وخرجت العصابة بحوالي 70 مليون دولار أمريكي، وهو رقم خيالي بالنسبة للعملة البرازيلية، وتم القبض على بعض المشتبه بهم لكن حتى الآن لا توجد تحقيقات نهائية في القضية.

سرقة مجوهرات من خزينة شركة للأمن

شركة برينكس (Brink’s) الأمريكية هي من أكبر شركات الأمن والحراسة الخاصة في العالم كله، تعمل في 100 دولة وتوظف أكثر من 70,000 فرد أمن، ومع ذلك فإنها تعرضت إلى سرقة لقبت باسم سرقة القرن في بريطانيا. حدثت العملية في يوم 26 من سنة 1983 بواسطة ست رجال ملثمين كانوا على دراية بتفاصيل الأمن ومن المرجح أن أغلبهم من العاملين السابقين في الشركة والتي تقع بالقرب من مطار في شمال لندن، بعد دخولهم مقر الشركة فاجئوا الحراس بيكروسين وهددوهم بإشعال النار فيهم في حالة عدم تعاونهم معهم، واستطاعوا اقتحام الخزنة التي ضمت ممتلكات لشركة بريطانية عريقة متخصصة في إنتاج المواد الكيميائية، والتي كانت عبارة عن سبائك من الذهب والألماس، وقيمتها تساوي 26 مليون دولار. وتم القبض على المشتركين بعدها بشهور.

العجوز الهرم: سرق 16 بنك وهويته غير معروفة

أطلقت الإف بي آي اسم اللص الهرم (Geezer Bandit) على سارق بنوك لم يتم التعرف إليه حتى الآن. استهدف البنوك الموجودة في جنوب كاليفورنيا بطريقة تقليدية وبسيطة، اعتاد على الدخول إلى البنك والتصرف كأنه مجرد عميل، ثم يعطي موظف البنك ورقة وحقيبة جلدية تقول أنه سيطلق الرصاص على وجهه في حالة أنه لم يسلم المال الموجود، وفي نفس الوقت الذي يقرأ فيه الموظف الورقة يوجه نحوه المسدس بطريقة غير واضحة لأي شخص آخر، ومع بساطة تلك الطريقة إلا أنها نجحت فيما لا يقل عن 16 بنك حسب ما عرفته الشرطة، وما يظهر من كاميرات المراقبة ووصف العاملين في البنك فهو رجل يبدو أنه عجوز وضعيف جسديًا، ولكن فور خروجه لوحظ أنه سريع جدًا بالنسبة لرجل هرم. لا توجد أية تأكيدات حيال شخصيته حتى الآن وتوجد الكثير من التخمينات، وملف القضية لم يغلق بعد وهو أحد أكثر المجرمين المطلوبين الآن. وإجمالي المبالغ التي سرقها هو 130 ألف دولار.

السرقات الإلكترونية للبنوك

تعرضت الكثير من البنوك لعمليات قرصنة ضاعت فيها مئات الملايين من الدولارات، وهذا لا يحدث في الولايات المتحدة والدول المتقدمة فقط، بل حدث في بعض الدول الفقيرة والنامية مثل بنجلاديش، حيث قام مجرمون عالميون في سنة 2016 بالتعاون مع بعض القيادات في الحكومة البنجلاديشية واستطاعوا الوصول إلى بيانات البنك وأرقام الحسابات المصرفية وأرقام تحويلها، وتم غسل الأموال من خلال بيعها في السوق السوداء وإدخالها في نشاطات بعض الكازينوهات الصغيرة. جدير بالذكر أيضًا أن بنجلاديش هي من الدول التي كثرت فيها عمليات سرقة البنوك، نذكر منها سرقة بنك سونالي (Sonali) الموجود في مقاطعة كيشوريجاني في وسط البلاد وحصل السارقون على 169 مليون تاكا بنجلاديشية من خلال حفر نفق غير طويل عبر بناية مهجورة قريبة من البنك.

جون ديلينجر: سارق مراكز الشرطة والمجرم الأشهر في أمريكا

بدأ جون ديلينجر حياته الإجرامية وهو في العشرين من عمره عندما سرق سيارة وطاف بها في جبال ولاية إنديانا، لكن تم القبض عليه وليحاول الهرب من الحكم قرر الالتحاق بالقوات البحرية الأمريكية وخاض بعض المعارك معهم، لكن بوادر سلوكه الإجرامي وشخصيته العنيدة أدت إلى طرده من الجيش قبل أن يسجن في السجن الانفرادي العسكري، وأيضًا فإن ديلينجر قضى أغلب حياته وهو شخص بالغ في السجن، وبسبب الكثير من عمليات السرقة تم إيداعه في السجن ما بين عامي 1924 – 1930، إلا أنه في كل مرة يعاود تكرار نشاطه الإجرامي، نلاحظ أيضًا أن والده كان يعمل في المحاماة الجنائية، لذا فإنه كان على دراية ببعض تفاصيل الجرائم، كما أنه كان يقوم بالتقصي والبحث عن المعلومات الخاصة باحتياطات الأمن في البنوك وأجهزة الإنذار كقيامه بالتخفي كبائع لتلك الأجهزة أو كمنتج سينمائي يصور فيلم عن سرقة البنوك، وقبل أن يموت بسنة سرق أحد البنوك وحصل على ما يساوي 10,000 دولار، وهو مبلغ تساوي قيمته الملايين الآن، وسرق الكثير من البنوك الأخرى ليعتبر فيما بعد اللص الأكثر شهرة في تاريخ أمريكا.

حياة ديلينجر الإجرامية

استطاع ديلينجر أن يهرب من سجن في لويزيانا من خلال مسدس خشبي، وفي مرة أخرى شكل عملية لإنقاذ رفاقه القدامى في العصابة، واستأجر عدد كبير من المجرمين لاقتحام السجن وهذا ما نجحوا فيه فعلاً، لدرجة أنه سرق مراكز الشرطة، وذلك في أوبرن وإنديانا، واعتمدوا على الأسلحة الثقيلة التي بدأ تصنيعها في تلك الفترة والتي سرقوها من السجون ومخازن سلاح حكومية، لكن مسيرة ديلينجر الإجرامية لم تستمر سوى سنوات، واستطاعت الشرطة المحلية بالتعاون مع الإف بي آي أن تهاجم مخبأ العصابة وتقتل بعض أفرادها، لكنهم لم يصلوا إليه إلا بعد ذلك بشهور عندما أبلغ صديق لديلينجر السلطات بمكان اختباءه حيث فاجأوه وقتلوه، كذلك فإن ديلينجر كان يوزع كميات كبيرة من المال الذي يسرقه على الفقراء وأصدقاءه من المحتاجين، لذا فإنه لقب بروبن هود أمريكا.

جاك ميرين: قتل 39 شرطي وهرب 3 مرات

جاك ميسرين أو كما ينطق جاك ميرين (Jacques Mesrine) هو مجرم وسارق بنوك فرنسي ذاعت شهرته في فرنسا والعالم، كان يحمل لقب عدو الشعب رقم 1 وذلك من خلال التسمية التي أطلقتها عليه وسائل الإعلام الفرنسية، لكن الواقع أنه كان شخصية مثيرة للجدل وكان البعض يفضلون طريقته في التعامل مع الشرطة والإعلام وعدم قيامه إلا بسرقة البنوك الضخمة التي هاجمها وهاجم أصحابها واتهمهم بالانتهازية، لذا فإن شريحة كبيرة من الفقراء كانوا يطلقون عليه لقب البطل أو روبن هود فرنسا، وأيضًا بسبب طرقه المبتكرة والجريئة في السرقة والهرب، وقد لقب أيضًا باسم صاحب الألف وجه بسبب تنكره المتقن أثناء قيامه بعملياته.

من هو جاك ميرين؟

ولد في باريس في سنة 1936 وخلال طفولته شهد الاحتلال الألماني لفرنسا وشهد مذبحة قام بها الجيش النازي مع بعض المزارعين، لكن بعد انتهاء الحرب أرسلته أسرته ليتعلم في مدرسة كاثوليكية مرموقة، لكن الدراسة لم تكن تستهويه بأي شكل، وقد طرد من الجامعة بسبب مهاجمته وتعديه على مدير الكلية، وطرد من كليات أخرى إلى أن تزوج ثم التحق بالجيش الفرنسي في الحرب على الجزائر، وذكر ميرين في مذكراته أنه كان يعتبر القائم بتنفيذ حكم الإعدام في الكثير من الأوقات، وأن تلك الفترة كانت من أصعب الفترات في حياته وقد أثرت على تكوينه الإجرامي فيما بعد وكرهه للحكومة والسلطة، ومع ذلك فإن منظر الدم استهواه بالرغم من عدم حبه للحياة العسكرية والأوامر.

لص البنوك الأخطر في فرنسا

في سنة 1966 بدأ جاك ميرين مشروع افتتاح مطعم، لكنه لم يحب الحياة الروتينية، وفي الشهر الأخير من نفس السنة قام بعملية سطو على محل مجوهرات في جنيف ثم سرقة فندق، وفي السنة التالية سرق محل راقي متخصص في الملابس العصرية في باريس، وهكذا في بعض المدن الأخرى، كان دائم السفر في أوروبا وفي أمريكا الشمالية أيضًا، حيث ذهب إلى ولاية كيبك في كندا مع عشيقته وزيفا هويتهما وعملا في خدمة رجل أعمال كندي، عمل ميرين كسائق خاص له وعملت عشيقته كطاهية، ووضعوا خطة لاختطاف المليونير لكنها لم تنجح بسبب أن مفعول الحبوب التي وضعوها له لم تعمل بالصورة المطلوبة، وكشف أمرهما وقبض عليهما.

لكن بعد بضعة أسابيع فقط استطاع ميرين الهرب من سجنه في كندا واستمر في سرقة البنوك، بل وتمادى في أفعاله لدرجة أنه قام بمحاولة لتحرير السجناء الذين تعرف عليهم في الأسابيع القليلة التي قضاها في السجن، فذهب في سيارة مع مساعدين له وأطلقوا النار بكثافة على حدود السجن، لكن المحاولة باءت بالفشل وسقط ضحايا كثيرون من الطرفين، وخلال الهرب اضطر ميرين ومساعديه إلى السير في طريق وحل ولحق بهم فردين من الشرطة لكن ميرين أسقطهما قتلى، ليصبح بعد ذلك ألد أعداء الشرطة، أيضًا فإن ميرين اختطف قاضيًا وهدد بقتله في حالة عدم استجابة الحكومة إلى طلبه بغلق السجون ذات الحراسة المشددة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

أربعة × 4 =