تسعة مجهول
كارل بروت
الرئيسية » اسطورة » كارل بروت : تعرف على قصة رجل القبر الملعون الغريبة

كارل بروت : تعرف على قصة رجل القبر الملعون الغريبة

كارل بروت تضاهي قصته أحداث أفلام الرعب شديدة الغرابة، فحسب ما يُحكى عنه، انتقم كارل بروت ممن حاولوا الاقتراب من قبره، وأصابهم بلعنات شديدة الغرابة، كيف ذلك؟

تأتي قصة كارل بروت لتؤكد على أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما نُشاهده في أفلام الرعب من خيال المؤلف، فقد يكون أحداث حقيقية، أو مستوحاة من أحداث حقيقية على الأقل، وقصة الرجل الذي ذكرناه قبل قليلٍ خير دليل على ذلك، فمن يُصدق أن رجل ميت لا يسمح أبدًا أن يسخر أحد منه أو يمس قبره أو حتى يقترب منه؟ من يُصدق أنه ينتقم ممن يفعلوا ذلك ويقتلهم شر قتل؟ وأخيرًا، من يُصدق أصلًا أن هذا الرجل قد قتل زوجته التي يعشقها ثم أطلق النار على نفسه في حادثة غريبة؟ لا أحد يُصدق كل ذلك بالطبع، لكن ربما تُغير السطور التالية من تفكيركم بعض الشيء، فدعونا نستكشفها معًا.

كارل بروت ولعناته الأغرب من الخيال

من هو كارل بروت؟

كارل بروت هو مجرد مُزارع أمريكي من مواليد ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في عام 1897، وقد كان كارل منذ صغره عاشقًا للزراعة، حيثُ عمل من قبل في مزرعة أبيه وتمرّس على الزراعة حتى استقل بها بعد وفاة أبيه، ثم تزوج بعدها من إحدى المُزارعات الفقيرات أيضًا، وبجوار عمله كمُزارع عمل كنجارٍ أيضًا، وذلك حتى يتمكن من تلبية حاجات بيته الذي كانت تُشرف عليه زوجته الجميلة، الطيبة كما يعتقد كارل، حيث كان يعشقها بجنونٍ لدرجة أنه كان يُغلق عليها البيت كي لا يراها أحدٌ غيره.

كارل بروت والخيانة

لا شك أن أكثر ما يكرهه الزوج في زوجته الخيانة، فقد يغفر لها أي شيء مهما كان، إلا تلك الفعلة الدنيئة، وهذا بالضبط ما تعرض له كارل بروت في إحدى ليالي الشتاء القابع في عام 1938، حيثُ عاد من عمله مُبكرًا يومها، طامحًا في عشاءٍ شهي وليلة سعيدة مع زوجته على الفراش، لكنه فور دخوله سمع صوت ضحكاتٍ خافتة تخرج من غرفة نومه، ليتتبع الصوت ويكتشف أن حبيبته وزوجته على فراشه مع رجل آخر، وبالطبع لم يكن أمام كارل سوى حلٍ واحدٍ فقط كي يتخلص من الألم الذي كان يعتصره في هذه اللحظة.

النهاية المأسوية

لم يكن كارل بروت يتوقع يومًا أنه سيرفع سكينة في وجه زوجته، لكنه في تلك اللحظة لم يشعر بنفسه إلا وهو يفعل ذلك، حيث عمد إلى المطبخ وأحضر سكينًا وعاد إلى غرفة النوم، في الوقت الذي كان عشيق زوجته قد لاذ بالهرب، لكنه لم يكترث لذلك وقام بذبح زوجته بيده التي كانت ترتعش وقتها، ثم بعد ذلك خرج إلى الردهة وقام بتناول الخمر وهو في حالةٍ مُزرية، إلى أن انتهى الأمر به وهو يقتل نفسه، حيث شعر وقته أنه لا طائل من هذه الحياة بعد رحيل زوجته، لينتهي بذلك النصف الأول من قصة كارل بروت، والتي قد تبدو للبعض حتى هذا الحد عادية جدًا.

البداية الثانية لكارل بروت

ينتهي الأشخاص بموتهم، لكن قصة كارل بروت وشهرته التي امتدت لسنوات كثيرة بدأت في اليوم الذي مات فيه، حيث تم دفنه بعيدًا عن قبر زوجته كما اشترطت أسرتها، ومع الأيام بدأت الأحجار الموضوعة فوق قبره يتغير لونها، وانتشر الخبر سريعًا حتى عمّ جميع نواحي البلدة، فبدأ الناس يتهامسون خوفًا من عودة شبح كارل بروت للانتقام من عشيق زوجته الذي هرب يوم قتلها، فما كان من بلدية البلدة إلا أن قاموا بتغيير الأحجار الموجودة أعلى القبر بأحجارٍ جديدة، ومع مرور الأيام بقيت الأحجار كما هي، فظن أهالي البلدة أن اللعنة قد انتهت.

العبث مع كارل بروت

ذات مساء كان بعض الصبية يتسامرون في الطريق، وإذ بهم يجدون أنفسهم بالقرب من قبر كارل بروت، فأراد أحدهم، ويُدعى جيمس، أن يبدو مُضحكًا أمام أصدقائه، فقام بالسخرية من القبر وكارل بروت والخرافات التي انتشرت حوله، بل أنه لم يكتفي بذلك وقام بقذف الحجر الموجود على القبر حتى قام بشقه نصفين، وهنا انفجر أصدقائه ضاحكين كما كان يُريد من البداية، وعاد كل واحدٍ منهم إلى بيته، وكأن شيء لم يحدث.

في اليوم التالي كان جيمس يتجول بدرجاته كالمعتاد، وفجأة وجد سرعتها تزداد بلا سبب ليسقط بعدها طريحًا على الأرض ثم تتطاير السلسلة المعقود في الدراجة وتلتف حوله عنقه وتقتله، حدث كل ذلك في أقل من عشر ثوانٍ، وهو وقتٌ كافٍ جدًا لحدوث مُعجزةٍ كتلك.

بالطبع كان أول ما تبادر إلى زملاء جيمس هو ما حدث بالأمس من سخرية جيمس الشديدة من قبر كارل بروت، وعلى الفور ربطوه بما حدث لزميلهم وقاموا بتبليغ الشرطة بذلك، لكن الشرطة لم تكترث لهم، بل كان من اكترث والدة جيمس، والتي ذهبت إلى القبر في اليوم التالي وقامت بتحطيم الحجر الموجود أعلاه، ليجدها الناس في صبيحة اليوم الذي يليه مقتولة ومُعلقة بحبل الغسيل أعلى السطح، ليدب الرعب في المدينة من جديد، ويتأكد الجميع أن كارل قد عاد.

ضحية كارل الثانية

الضحية التالية لقبر كارل بروت الملعون كان رجل أربعيني يعمل مُزارعًا، حيث مرّ هو وأسرته بالعربة ذات يوم من أمام قبر كارل وقام بالسخرية منه ومن صاحبه كي يُضحك زوجته وأولاده، وما هي إلا دقائق قليلة حتى وجد هذا المُزارع عجلات عربته تنطلق بشدة غير معتادة وتبدأ في الانفصال عن العربة، وعلى الفور قام بإلقاء زوجته وأولاده من العربة وقبل أن يلحق بهم انقلبت العربة والتف لجام الحصان حول عنقه يخنقه حتى أودى به قتيلًا، وعند سؤال زوجته عن ما حدث لزوجها قالت بكلماتٍ مُرعبة أن زوجها لم يفعل شيئًا سوى أنه سخر من قبر كارل بروت، وهنا كان لابد من تدخل الشرطة التي استهانت بالأمر في البداية.

الشرطة تدخل قبر كارل بروت

ذهب اثنين من المحققين إلى القبر لمعرفة الحقيقة المؤكدة حول هذه الخرافات، بل ومكثوا بجواره يومين، ولم يحدث أي شيء، حتى أنهم قد كتبوا في تقريرهم أن كل ما يُثار مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة، لكن، في طريق مغادرتهم القبر انقلبت السيارة التي كانت تقلهم وسقط أحد المُحققين قتيلًا، ليفاجأ الجميع بشهادة المحقق المُتبقي، والذي قال أن زميله قبل أن موت بدقائق سخر من قبر كارل بروت، وهنا لم يجد أهالي البلدة حلًا سوى عدم الاقتراب من منطقة القبر أو التحدث عنه نهائيًا، لكن أحمق ما يُدعى آرثر لم يستمع لكل هذا وقرر الذهاب إلى القبر، ليجده الأهالي في اليوم التالي مُعلقًا على باب القبر في صورة بشعة، وعلى وجهه ترتسم ملامح الخوف والهلع، مما يعني أنه قبل أن يموت بقليل شاهد ما لم يكن يتمنى مشاهدته أبدًا، شبح كارل بروت مثلًا!

نهاية القبر الملعون

ظل الرعب مُسيطرًا حتى عام 1950، وتحديدًا عندما قامت إحدى الشركات الكبرى العاملة في مجال التعدين بشراء القبر والمنطقة المُحيطة به، ليتم هدم القبر نهائيًا ونقل رفات كارل بروت إلى جانب زوجته، لتنتهي بذلك كل تلك القصص المرعبة ويُدرك الأهالي أن كارل قد ارتاح وهدأ بعد أن دُفن بجوار زوجته العزيزة التي كان يُحبها رغم خيانتها له.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة عشر + 4 =