تسعة مجهول
قصص الأطفال المرعبة
الرئيسية » غرائب » قصص الأطفال المرعبة : قصص موجهة للأطفال لكنها شديدة الرعب

قصص الأطفال المرعبة : قصص موجهة للأطفال لكنها شديدة الرعب

قصص الأطفال المرعبة هي تلك القصص التي يسمعها الأطفال منذ صغرهم ويأخذون فكرة ما عنها، كما أنها تعتبر الرفيق الأول والأهم في طفولتهم المثيرة.

مما لا شك فيه أن قصص الأطفال المرعبة تُعد زريعة خوف تُزرع في الأطفال منذ صغرهم وتجعلهم يكبرون على حالة من الرعب الشديد، في الوقت الذي نجد فيه البعض الآخر يعتبرها أحد أهم الأسباب التي تُقوي من قوة قلب الطفل وتجعله قادر على تخطي مراحل الخوف بكل سهولة، وكأنها شيء يمنحه المناعة ضد الرعب والخوف، وفي ذلك تشبيه للطريقة الشهيرة لمعالجة الذين يُعانون من رهاب الثعابين، وهي أن تقوم بتعريضهم حقيقة لتلك الثعابين حتى تزول حالة الرهاب تلك، لكن على كلٍ تبقى قصص الأطفال المرعبة واحدة من العلامات التي لا تُمحى من طفولة أي شخص مهما كانت ثقافته أو المستوى الاجتماعي له، فالجميع بلا استثناء يمر بتلك التجربة، أما ما يعنينا من هذا الحديث فهو تسليط الضوء على أبرز تلك القصص التي كانت تُحكى للأطفال ودرجة الرعب التي كانت تتواجد بها، فهل أنتم مستعدون لخوض تلك الرحلة معنا من خلال السطور القادمة؟

قصص الأطفال المرعبة

عندما يتعلم الطفل الكلام ويُجيد الاستماع فإنه بالتأكيد يكون لديه الشغف الكبير للسماع أكثر وأكثر، وطبعًا يجد الأهالي عدة طرق من أجل تصدير أكبر كم من الكلام لأبنائهم، فمثلًا هناك من يقرؤون لأطفالهم وهناك من يُجلسونهم أمام التلفاز، لكن الأكثر انتشارًا في المجتمعات، وخاصةً الشرقية، أن يتم قص القصص المثيرة عليهم، فهي قادرة أكثر على جذب انتباه الطفل وخلق حالة الخيال لديه، وفي وقت من الأوقات يُصبح من الممكن جدًا أن يتحول خط سير القصة من الإثارة والتشويق إلى الرعب، وتحديدًا عند الرغبة في تخويف الطفل.

الطفل الشقي، والذي لا يُجدي الضرب والحديث العادي معه، قد يتحول إلى طفل مطيع من خلال طريقة اكتشفها الآباء مع الوقت، وهي طريقة التخويف وبث الرعب به، فكل ما عليك من أجل إسكاته أن تقوم بقص واحدة من القصص المرعبة عليه وتهديده بظهور شرير القصة له في أي وقت من الأوقات، عمومًا، كي نوضع الأمور أكثر، دعونا نتعرف على بعض نماذج قصص الأطفال المرعبة التي اشتهرت في الآونة الأخيرة، وعلى رأسها مثلًا قصة الدمية المسكونة.

الدمية المسكونة، قصة الطفولة الساذجة

من أغرب قصص الأطفال المرعبة وأكثر سذاجة تلك القصة التي كانت تُحكى للأطفال عن دمية مسكونة تعيش في بيت زوجين تعيسين بسبب عدم إنجابها لأطفال برغم مرور أكثر من عشر سنوات على الزواج، كان الرجل يذهب إلى العمل ويجد زوجته وقد جهزت الطعام له، كانت حياة روتينية بسبب موضوع عدم الإنجاب، ومع الوقت أخذت تلك الحياة منحنى آخر مُختلف، فقد حصلت الزوجة على عمل وأصبحت تخرج إليه في الصباح وتعود إلى البيت في المساء مع الزوج، وهذا يعني بالتأكيد أنها كانت تتأخر عن تحضير الطعام لزوجها، لكنها لم تكن تعلم أن لديها دمية سحرية خارقة.

في يوم من الأيام ذهب الزوجين إلى العمل ولما عادا وجدا طاولة الطعام وهي تتزين بأشهى المأكولات الموجود على الإطلاق، ظن الزوج أن زوجته قد عادت مبكرًا من أجله وحضرت الطعام، وكذلك ظنت الزوجة، ثم مع نكرانهما للأمر أصبح هناك اعتقاد بأن الجيران يكرهون أن يتشاجر الزوجين، ولذلك قرروا تجهيز الطعام لهما كنوع من المفاجأة التي تخلق الود، لكن، مع سؤال الجيران عن هذا الأمر أنكروا تمامًا وبدوا وكأنهم صادقين فيما يقولون، فما الذي يحدث؟

كشف الستار عن اللغز

تقول قصة الدمية التي تُعد من أكثر قصص الأطفال المرعبة انتشارًا أن الزوجين قد قررا في يوم من الأيام العودة مبكرًا من العمل لرؤية ما الذي يحدث بالضبط، وبالفعل عادوا متقدمين عن موعدهم بساعتين كاملتين ليجدوا الصاعقة الحقيقية في انتظارهم، حيث أن الدمية التي لا تتحرك كانت واقفة في قلب المطبخ وتقوم بتجهيز الطعام بنفسها، وطبعًا أنتم تتخيلون ذلك القدر من الرعب الذي يُمكن أن يحدث عن رؤية أمر كهذا، لكن، وبكل أسف، لم يكن ثمة وقت للرعب!

انقضت الدمية على الزوجين وقامت بقتلهما وتقطيعهما بالسكين، ليس هذا فقط، بل إنها، كما تقول الخرافة، قد قامت بحرق بقايا الجسدين بصورة أقل ما يُقال عنها أنها مُرعبة، وطبعًا انتشرت القصة بين الأطفال، لكن، بمزيدٍ من التدقيق والبحث وُجد أن تلك القصة قد ابتُدعت فقط من أجل تخويف الصغار المساكين، وأنه في الأصل ليس هناك زمن أو مكان محددين لتلك الأحداث المُصطنعة مئة بالمئة، وهذين الشرطين بالطبع مهمين جدًا لتحويل الشائعة لحقيقة.

قصة الفتاة التي اختفت

لا يُمكن أن نتحدث بالتأكيد عن قصص الأطفال المرعبة دون أن نمر على واحدة من أشهر تلك القصص وأكثرها انتشارًا بين الأطفال، وهي تلك التي تحكي عن طفلة صغيرة كانت من أشد الأطفال شغبًا في المدرسة، لدرجة أن المعلمة كانت تُعاقبها كل يوم وتضربها، لكنها لم تكن ترتدع، بل كان جنونها يزيد، وفي يوم من الأيام قررت المعلمة أنها ستنفذ أكبر عقاب ممكن على تلك الفتاة، وبالفعل أخذتها من الفصل ووضعتها في الحمام كنوع من العقاب، ووعدتها أنها لن تُخرجها إلى مع نهاية اليوم الدراسي، لكن، مع نهاية اليوم الدراسي حدثت الكارثة.

نسيت المعلمة أمر الطفلة وعادت إلى بيتها، بينما ظلت الطفلة تصرخ في المدرسة التي كانت خاوية بالطبع بعد انتهاء اليوم الدراسي، وفي إحدى تقلبات المعلمة أثناء النوم تذكرت أمر تلك الطفلة فاتصلت بالشرطة وهرولت إليها، وبالتأكيد في نفس الوقت كان أهالي الطفل قد تلقوا بلاغًا باختفائها وعدم عودتها للبيت حتى الآن، ومع اقتحام الحمام الذي قالت به المعلمة لم يتم العثور على الفتاة أو أي أثر لها، بل إن هناك من يقول أن تلك الفتاة قد اختفت للأبد، ولا يعرف أحد حتى الآن ما المصير الذي حال بها، وبعض الشائعات على الجانب الآخر تقول أنها قد وُجدت ميتة وهي تأخذ وجه الفزع، عمومًا في النهاية تبقى تلك القصة مجرد قصة عادية من قصص الأطفال المرعبة.

الطفل يقتل الأم

في واحدة من قصص الأطفال المرعبة أيضًا هناك حادثة الطفل الذي قام بقتل أمه، حيث تقول القصة باختصار أنه في يوم من الأيام ذهب رجل وزوجته وطفله إلى مكان منعزل من أجل قضاء العطلة، وفي هذا المكان نسي الزوج شيء ما فعاد ليأتي به، وقال إن عمل ضروري قد حدث وسيستدعي منه الغياب لثلاثة أيام، وبعد مرور تلك الأيام الثلاثة عاد الرجل إلى المكان الذي تتواجد فيه زوجته وطفله ليُكمل الإجازة، فوجد أن كلاهما قد مات شر موت، فما الذي حدث؟

الموضوع ببساطة حسبما تقول القصة أن الأم قد ذهبت إلى الحمام من أجل الاستحمام بشكل طبيعي، وقد كان الطفل لا يزال في الرابعة من عمره، لكنه كان قادرًا على الحركة وتسبيب المشاكل، لذلك قام سهوًا عنه بإغلاق الباب من الخارج على أمه، وهو باب للحظ السيئ إذ أُغلق من الخارج فإنه يحتاج كذلك لأن يُفتح من الخارج، وهذا ما لم يستطع الطفل فعله، ومع صراخ الأب وبكاء الطفل لم يكن أحد قريب منهما كي يأتي ويُقدم المساعدة، فُحبست الأم حتى ماتت وكذلك الطفل مات من الجوع والعطش والبكاء، إنها بحق قصة مأساوية مرعبة، لكنها بالتأكيد لا تمتلك أساس من الصحة.

المقبرة المرعبة

من أهم قصص الأطفال المرعبة التي مرت على الأطفال وكان يُقصد بها تخويفهم هي تلك التي تتعلق بالموت، فالموت في حد ذاته أمر مُخيف، فما بالكم عندما يختلط بالخوف والرعب والقلق، وهذا ما تفنن الآباء في فعله بقصة المقبرة المرعبة لجعل الأطفال لا يخرجون وحدهم في منتصف الليل، وتقول تلك القصة ببساطة أن ثمة شخص قد خرج لزيارة أقاربه في الصباح ثم لم يشعر بالوقت إلا وقد تجاوزت الساعة الثانية عشر، وهذا يعني أن الطريق خاويًا ولا يوجد أي وسيلة مواصلات، وبالتأكيد هذا ليس الجزء المرعب في القصة.

المرعب حقًا أن ذلك الشخص في طريقه المظلم وجد نفسه يمر بجوار مقبرة، وطبعًا بعد منتصف الليل من الصعب جدًا أن تجد حالة دفن، لكنه قد تفاجئ بوجود بعض الهياكل العظمية وهي تحمل على ظهرها ميت وتذهب به إلى القبر، ببساطة شديدة، لقد رأى ميت يدفن ميت آخر، والحقيقة أن ذلك الشخص قد أخذ في الهرولة حتى ركب السيارة وأقسم بعدها ألا يعود إلى هذه المنطقة مجددًا، والأهم من كل ذلك أنه قد نوي ألا يسير في الظلام وحيدًا ولا يتأخر خارج المنزل مرة أخرى، وهذا بالضبط المغزى من القصة والسبب الذي يجعلها واحدة من القصص التي يكثر ذكرها للأطفال.

قصة المنزل المسكون

أيضًا من أشهر قصص الأطفال المرعبة التي يتم قصها دائمًا للأطفال هي تلك القصص التي تتعلق بالبيوت الخاوية المسكونة من الأشباح وما يحدث به عند حلول الظلام، ومن أشهر ثيمات قصص البيوت المسكونة مثلًا تلك التي تقول إن شخص ما قد أراد السفر إلى مكان بعيد وقرر أن يستغل البيت في مدة السفر من خلال تأجيره إلى الآخرين، لكنه عندما أجره لشاب ما سمع بخبر وفاته داخل البيت، كانت حادثة مُريبة، كل ما عُرف عنها أنه ثمة جثة قد تم العثور عليها في البيت بعد أن سمع الجيران صوت الصراخ والاستغاثة.

وطبعًا لأن كل الناس ليسوا بعقلية واحدة فقد رفض البعض التصديق وذهبوا لاستئجار البيت بالفعل، وفي كل مرة كان يدخل شخص ما إلى البيت لا يمر سوى شهور قليلة حتى يُسمع صراخه ويتم العثور على جثته داخل البيت، وقد تكرر ذلك الأمر أكثر من مرة حتى استنتج البعض في النهاية أن ذلك البيت تسكنه أشباح وأرواح شريرة لا ترضى بتواجد أي شخص في البيت بخلاف صاحبه، وإذا حدث وجاء شخص غيره فإنه تقتله شر قتل، وطبعًا هذه خرافات، لأن صاحب البيت عندما عاد من السفر وتسلم البيت مات فيه بعد شهور قليلة أيضًا.

الهدف من قصص الأطفال المرعبة

مما لا شك فيه أن الآباء عندما يحكون لأطفالهم تلك القصص فإنهم لا يقصدون بذلك بث الرعب فيهم لمجرد الرعب، بل ثمة هدف قوي خلف الأمر، وهو أن الأطفال ربما لا يرجعون عن بعض الأمور بالضرب أو التحذير، وإنما فقط عندما يسمعون بأنه هناك أشخاص آخرين قد مروا بتجربتهم ولقوا مصيرًا سيئًا، وهنا يحدث الخوف الحقيقي ويعودا عن أفعالهم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية عشر − 15 =