تسعة مجهول
عائلة كينيدي
الرئيسية » جريمة » عائلة كينيدي ونهايات مأساوية لأفرادها واحدًا تلو الآخر

عائلة كينيدي ونهايات مأساوية لأفرادها واحدًا تلو الآخر

عائلة كينيدي عائلة مشؤومة في التاريخ الأمريكي، فالعديد من أفراد هذه الأسرة لقوا حتفهم في حوادث غامضة ومأساوية، نستعرض تاريخ عائلة كينيدي المأساوي هنا.

إن ما يجعل عائلة كينيدي عائلة أسطورية لا يُمكن تكرارها هو ما آل إليه أفرادها واحدًا تلو الآخر، فما حظيت به هذه العائلة من لعناتٍ ونهايات مأسوية لم يكن نتاجًا للحظ العثر فقط، وإن كان، فيُعد أيضًا برهانًا آخر على أسطوريتها، فلم يحدث أن جاءت عائلة وحدث بها كما حدث لآل كينيدي، ولا بد أن جوزف وروز اللذان وضعا اللبنة الأولى لهذه العائلة بزواجهما يلعنان نفسهما ألف مرة على ما اقترفاه بحق أطفالهما، والذين لم ينعم أحدهم بحياة هانئة إلا نهايتها، حتى إن الرجل الذي وصل منهم إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر دول في العالم، كان أول رئيس أمريكي يتم اغتياله في تاريخ الدولة، ليظل الأمر كما بدأ، فلا تذكر عائلة كينيدي إلا وتُذكر معها النهايات المأسوية.

تاريخ عائلة كينيدي المأساوي مع الموت والكوارث

كيف بدأت؟

بدأت عائلة كينيدي في مطلع القرن العشرين، عندما أعلن جوزف كينيدي وروز زواجهما في بداية العقد الثالث من عمرهما، بعد قصة حب تمنى جميع أفراد العائلة لو لم تكتمل وينتهى الأمر بقصة حبٍ فاشلة، لا حياة فاشلة لأكثر من عشرين فردًا من أبناء هذه العائلة، والذين قضوا جميعًا نتيجة قصة حب ناجحة.

على كلٍ، تزوج جوزف من روز وأنجبا تسعة أطفال في أقل من خمس سنوات، ثم تركاهم ورحلا في مطلع الأربعينيات من نفس القرن، ليواجه كل فردٍ من التسعة مصيرًا مختلفًا عن الآخر، إلا أنه كان ينتهي بنهاية واحدة عند الجميع، نهاية مأسوية، تُأكد كل ما قيل عن هذه العائلة، والتي جعلتها الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أساطيرها.

شجرة العائلة

لقى كل فرد من عائلة كينيدي مصيرًا مختلفًا عن الآخر، لكن الجميع اتفقوا في نهايتهم، والتي كانت مأسوية إلى الحد الذي يؤكد إصابة هذه العائلة بلعنة حقيقية وليس مجرد إشاعة عابرة، وفما يلي بعض النهايات لبعض أفراد شجرة العائلة:

رومازي. حياة طويلة وإعاقة أبدية

بعد رومازي لعنتها مُبكرًا مقارنةً بأشقائها الذين تكبرهم جميعًا، حيث بدأت حياتها في السوء منذ سن الثالثة والعشرين، وتحديدًا منذ أن سقطت سطح المنزل وأُصبت بشلل تام، لتقضي سنواتها الستون المتبقية في مستشفى للمعاقين بألمانيا، حيث ظلت تعاني حتى سن السادسة والثمانين، لتكون بذلك الأولى في الولادة واللعنة، والأخيرة في الوفاة.

جوزوف جونيور، حياة صغيرة وموت سريع

كانت حياة جوزوف جونيور الذكر الأول في عائلة كينيدي على عكس حياة شقيقته رومازي تمامًا، فقد بدأ جونيور حياته أفضل بداية، وتفوق في دراسته وحصل على شهادة الحقوق بامتياز، إلا انه في أثناء تأديته للخدمة العسكرية سقط هو والطائرة التي كان يتدرب عليها ومات في الحال، حتى قبل أن يُكمل عقده الثالث، وبعد شهورٍ قليلة فقط من شلل شقيقته الكبرى رومازي، ليلوح في الأفق لعنة كينيدي، وتتساقط أغصان شجرة العائلة واحدة تلو الأخرى.

جون، رئيس من عائلة ملعونة

ربما سيكون من المُجحف القول بأن عائلة كينيدي عائلة ملعونة وإتباع ذلك بذكر الرئيس الأمريكي جون كينيدي رابع أبناء هذه العائلة، لكن هذا ما حدث، حيث تولى جون كينيدي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو في سن صغير مُشككًا في القول الذي كان سائدًا وقتها بأن عائلة كينيدي عائلة ملعونة، وعندما بدأ الجميع في طرد هذه اللعنة من أفكارهم جاءت نهاية الرئيس جون كينيدي لتؤكد أن اللعنة باقية، بل وتتمدد لتشمل أعلى سلطة في هذه البلاد.

كان جون قبل أن يتولى الرئاسة غير راغب في دخول المعترك السياسي، خاصةً بعدما حدث لشقيقه الأكبر جوزوف، لكن والده ألح عليه لدخول انتخابات الكونجرس الأمريكي، عن ولاية ماساشوستس، وبالفعل فاز جون ودخل الكونجرس عام 1946 وأخذ يتوغل أكثر فأكثر داخل الحياة السياسية حتى أصبح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بعد ثلاث سنوات فقط تم اغتياله في وضح النهار، ليُصبح أول رئيس أمريكي يتم اغتياله، وتعلن لعنة كينيدي تقدمها من جديد.

كاثلين وتفشي اللعنة

تُعتبر كاثلين بجانب إصابتها بلعنة كينيدي ناقلة جيدة لهذه اللعنة، فبعد أن لُقبت عام 1938 بملكة الإثارة تهافت عليها الشبان طالبين الزواج منها، وعندما وافقت على أحدهم مات بعد أسبوع في الحرب، ومات شقيقه الذي كان معه في أثناء الزواج، وبعد ثلاث سنوات وافقت على شاب أخر، لكنها فضلت أن تأخذ مباركة والدها أولًا، لتنقلب طائرتها في الطريق، ليموت الشخص الثالث في حياة كينيدي في أقل من عشر سنوات.

روبيرت، شقيق جون ورفيقه

أراد روبيرت تكرار تجربة شقيقه جون كينيدي رئيس الولايات المتحدة الذي تم اغتياله، وبالفعل تقلد روبيرت عدة مناصب سياسية أبرزها منصب النائب العام وعضوية الكونجرس، قبل أن يترشح للرئاسة عام 1968، ليتم اغتياله بعد أقل من ثلاثة شهور في أثناء تواجده في أحد فنادق لوس أنجلوس، تمامًا كما حدث مع شقيقه قبلها بخمسة أعوام، ليسقط الشخص الخامس من عائلة كينيدي وتتأكد اللعنة.

ديفيد، صاحب النهاية المنطقية

ربما يمكن اعتبار ديفيد الذي مات عام 1984 أقل أبناء كينيدي لعنة، حيث تم الأمر معه على النحو المتعارف عليه لدى الجميع ووجد ميتا لتعاطيه جرعات كبيرة متتالية من المخدرات، ولم يكن لدي ديفيد أي ميول سياسية أو اجتماعية، وربما لذلك السبب لم يشعر به أحد عند موته، رغم أنه كان الشقيق الأصغر للرئيس الأمريكي الأسبق.

مايكل، والميتة الساذجة

لم يجد مايكل أسهل من رياضة لعب كرة القدم على الجليد ليمارسها، لذلك وجدت عائلة كينيدي مُدخلًا لمايكل يمكن الولوج إليه منه، حيث انزلق ذات مرة وهو يمارس رياضته المعتادة فاصطدم بجحر ضخم وسقط قتيلًا في الحال، وعندما تم العثور على الجثة وجدوا بجانبها كاميرا بها تسجيل لمايكل في أثناء موته، وعلى ما يبدو أنه كان يلعب الكرة ويقوم بالتصوير في آن واحد، وعلى ما يبدو أيضًا أن اللعنة لم تبذل جهدًا كبيرًا لإنهاء حياة مايكل.

جون جونيور، ابن جون كينيدي

كان جونيور بصفته ابن رئيس سابق دائمًا تحت الأضواء، لذلك عندما اختفت الطائرة التي كانت تُقله عام 1999 هب الجميع للبحث عنها، وعندما تم إعلان اختفاء طائرة زوجته أيضًا تبادر إلى الأذهان لعنة أبيه وأعمامه، وبالفعل تم العثور جثث الجميع في المحيط الهادي، حدث ذلك نتيجة سقوط طائرة، أو نتيجة لعنة كينيدي!

ماري، أخر الضحايا

جاءت نهاية ماري أخر أفراد عائلة كينيدي كأسوأ النهايات على الإطلاق، حيث تم العثور عليها منتحرة عام 2012 بسبب خلافات مع زوجها ورفضه لطلاقها بعد زواجٍ استمر أكثر من ستة عشر عامًا، وبما أن ماري كانت أخر أفراد عائلة كينيدي الملعونة انتشر خبر انتحارها في جميع الصحف العالمية والقنوات التلفزيونية، وبدأ البحث خلف عائلة كينيدي ومعرفة أسباب تلك اللعنة وأثرها على جميع أفرادها بما فيهم الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي.

نهايةً، يمكن القول أن الموت بهذه الطرق البشعة جاء صدفة، ويجب معاملته معاملة فردية، كل شخص على حدة، لكن إذا حاولت الربط بين ما حدث لأفراد هذه العائلة فلا يمكن القول سوى ” عائلة كينيدي ونهايات مأساوية”.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة + 9 =