تسعة مجهول
ظاهرة إيقاف النبض
الرئيسية » الغاز » ظاهرة إيقاف النبض : تعرف على خطورة ظاهرة إيقاف القلب

ظاهرة إيقاف النبض : تعرف على خطورة ظاهرة إيقاف القلب

ظاهرة إيقاف النبض هي خدعة يقوم بها بعض السحرة والحواة بغرض جلب الإثارة لعروضهم، نتعرف على على هذه الظاهرة وكيفية إجرائها.

تعد ظاهرة إيقاف النبض واحدة من المعجزات الصغيرة، فالإنسان الذي كان في بدايته يخاف من أصوات القطط، أصبح الآن بمقدوره إيقاف نبضات قلبه وقتما أراد، وبالطبع هذا الأمر لا يفعله أي إنسان، لكن التعميم هنا جاء بعدما أصبح تعلم هذا الأمر – لمن لا يستطيعون القيام به- ممكنًا، وذلك عن طريق مدارس خاصة بعضها يتفرع من مدارس اليوجا، بل وثمة بعض العاملين بأعمال الخفة الذين يطلقون على انفسهم سحرة يُعلمون بعض الطرق التي يمكن بها إيقاف نبضات القلب، أو على الأقل إيهام الجميع بتوقفها، لذلك، كان من المهم معرفة الكثير عن ظاهرة إيقاف النبض، وخطورتها، وكيفية حدوثها.

ظاهرة إيقاف النبض من الألف إلى الياء

ما الذي يحدث؟

عند تناول ظاهرة إيقاف النبض فأنت مُطالب بأن تعرف أن ما يحدث للقلب ليس إيقافًا لنبضاته بالمعنى الحرفي، وإنما مُجرد إبطاء يوحي بأن النبض قد توقف فعلًا، وإن كان ثمة مواطن أمريكي استطاع إيقاف النبضات حرفيًا مطلع القرن العشرين فهذه محض معجزة، لم تحدث قبله ولم تتكرر بعده، أما الشيء الطبيعي المُتعلق بظاهرة إيقاف النبض فهو مجرد الإبطاء، ولا يعني ذلك أن هذا الإبطاء يُعد أمرًا سهلًا، بل هو علم، يجدر على من يود تجريب هذه الظاهرة تعلّمه.

الطريقة التي يتم إبطاء النبض بها

سجلت معامل التجارب التي أُجريت فيها ظاهرة إيقاف النبض أن الأمر يحدث عندما تُحبس الأنفاس وتتقلص العضلات، كما سجلت أيضًا أن ثمة أعطال تتعرض لها الأوعية الدموية يُوحي بإيقاف نبضات القلب، لكن توقف القلب لا يحدث فعلًا، وهذا ما تم ملاحظته أثناء إجراء هذه التجارب.

تجربة سابقة لظاهرة إيقاف النبض

الإنسان بطبيعته يعشق التجربة، وخاصةً تجربة كل ما هو جديد وغريب، لذلك عندما ظهرت ظاهرة إيقاف النبض حاول الكثير تجريبها بشكل فردي، إلا أن مُختبرًا علميًا في الهند حرص على فتح باب التقديم لمن يرغب في الترشح لإجراء تلك التجربة، وبالفعل تم اختيار أربعة أشخاص، وكانوا جميعًا ممن يحرصون على ممارسة اليوجا ويزعمون أنهم قادرين على فعل أي شيء من خلالها، حتى ولو كان ذلك يعني إيقاف نبضهم.

كيف تمت التجربة؟

في البداية تعرض الأشخاص الأربعة لفحوصات مختبرية طفيفة، حيث تم توصيلهم بجهاز تخطيط القلب أولا ثم قاموا بقياس درجات الحرارة وتوصيل الكهرباء للجلد، كذلك تم التركيز على الأصابع لمراقبة حركة الدم بها، وكان الأربعة أشخاص مُنقسمين بين من يزعم بإيقاف قلبه نهائيًا ومن يرى أنه قادر على الإبطاء من حركته فقط، تحدثوا كثيرًا، لكن نتيجة التجربة قالت شيئًا آخر.

نتيجة التجربة

بعد إجراء التجربة ظهرت النتيجة متباينة بين الأربعة أشخاص، حيث كانت على النحو التالي:

الشخص الأول، بداية فشل التجربة

لم يلبث الشاب، البالغ من العمر 25 عام، أن يبدأ حتى فشل فشلًا زريعًا، فقد حاول أكثر من أربعة مرات دون حدوث أي تغير يُذكر، حتى أنه قد استشعر الحرج ورحل قبل نهاية التجربة، والغريب في الأمر أن هذا الشخص قبل بداية التجربة كان يدّعي أنه قادر على إيقاف نبضات قلبه تمامًا.

الشخص الثاني، تقدم طفيف

كان الشخص الثاني، والذي يبلغ من العمر 33 عامًا، أكثر حظًا من الشخص الأول، حيث أنه قد نجح بعد سبع محاولات في إبطاء نبضات قلبه كما وعد، لكن هذا الإبطاء لم يستمر لثواني ولم يُظهر نتيجته في جهاز قياس نبضات القلب، لذلك تم اعتبار تجربته فاشلة أيضًا، ليلحق بزميله الأول وهو يحفظ ماء وجهه.

الشخص الثالث، العجوز المُتمكن

الشخص الثالث، والذي كان عجوزًا من مدينة مدراس، خالف كل التوقعات التي وقعت فور رؤيته، حيث استطاع هذا العجوز إيقاف نبضات قلبه عن طريق لتنفس، ورغم أن الأمر لم يتجاوز ثانية واحد إلا أنه قد تم تسجيله وظهر على جهاز مقياس نبضات القلب، ليُحقق العجوز ما فشل الشابين في فعله.

الشخص الرابع، الأطول عمرًا

حقق الشخص الرابع ما عجز من قبله عن فعله، حيث تمكن من مد فترة إيقاف نبضات قلبه لتتجاوز الثلاث ثواني، وهو رقم يُعد قياسيًا مُقارنةً بمن سبقوه، حيث لم يتجاوز من نجح منهم الثانية الواحدة، وقد كان عمر هذا الرجل وقت إجراء التجربة 37 عامًا، حيث أرجع الفضل بالكامل لليوجا.

طاو نزند، تجربة أخرى مُختلفة

ما يفعله طاو نزند ليس علمًا أو مهارة بقدر ما هو معجزة، وما يجعل طاو نزند واحدة من المُعجزات صغيرة هو كونه قادرًا على فعل ما لم يفعل أحد غيره، فلقد تمكن هذا الرجل من إيقاف نبضات قلبه أكثر مرة، ولم يمر الأمر جُزافًا، بل قام الطبيبين تشاين وبايارد بتسجيل ذلك في السجلات الرسمية، مما يعني أن هذا الرجل لم يكن مُدعيًا لهذا الأمر.

طاو نزند، كان يتحكم في أشياء لا يُمكن لمخلوقٍ غيره التحكم فيها، كان يستمع إلى نبضات قلبه ويعدها، وكان إذا ما أراد إيقافها يوقفها، وتوقف نبضات القلب كما يعلم الجميع لا يعني إلا أمرٌ واحد، وهو الموت، إلا أن طاو نند، ولأسبابٍ تتعلق بكونه مُعجزة صغيرة، لم يكن يمُت!

مع انتشار صيت طاو نزند وسماع أمره أصبح يُنظر له على أنه ليس بشرًا عادي، هو نفسه مسته سِنةُ من الغرور وأصبح يتمادى في الأمر إلى حد الجنون، حتى أنه ذات مرة قام بإيقاف نبضات قلبه لأكثر من نصف ساعة، وهو ما يُمكن اعتباره موت مُحقق لدى البعض، لكن طاو نزند لم يمُت إلا بعد ثمانية أيام من هذا اليوم، لتصل الرسالة للجميع واضحةً دون تشويش، طاو نزند لم يمت إلا بعدها بثمانية أيام لأنه كان وسيظل واحدة من المُعجزات الصغيرة.

كيف تقوم بها؟

إن قول الطريقة التي يمكن بها إيقاف نبضات القلب لا يعني أن نقوم بتقليدها، لكنها فقط من باب العلم بالشيء، وهذه الطريقة تعتمد على عدة ركيزتين أساسيتين، قد يُضيف إليهما البعض حسب خبراته وتعليمه، وهاتين الركيزتين هما حبس الأنفاس مع الحرص على تقليص العضلات، وعليه فقد قال البعض أن توقف نبضات القلب لا يحدث فعليًا، إنما يتوقف الدم عن الجريان فقط.

الجدير بالذكر أن القلب بعد إجراء تجربة إيقاف نبضات القلب لا يعود لحالته الأولى، بل تكون نبضاته أسرع مما كانت في السابق، كما تتأثر باقي الأجهزة أيضًا، ولا يُمكن القول إن شخصًا ما قد يعتبر تلك التجربة بمثابة التمارين الرياضية، يمكنه فعله في أي وقتٍ أراد، بل ثمة بعض الأشخاص ممن قاموا بهذه التجربة في السابق لم يتمكنوا من تكرارها بعد ذلك طوال حياتهم، وهو أمر في غاية الأهمية.

أخيرًا، وجب التذكير أن تجريب ظاهرة إيقاف نبضات القلب لن يؤثر على الشخص إيجابيًا مُطلقًا، وهي في نفس الوقت أمر غير مثير للاهتمام بهذه الدرجة المبالغ فيه، وأظن أن أي شخص كان يُفكر في تجريب هذا الأمر سيُراجع نفسه كثيرًا بعد قراءة هذا المقال، لأنها عرف ما فيه الكفاية عن ظاهرة إيقاف النبض وخطورتها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

اثنان + ثمانية عشر =