تسعة مجهول
ستيفن تيموثي
الرئيسية » جريمة » ستيفن تيموثي : سفاح يقتل عائلة كاملة ثم يدعي الندم بعد ذلك!

ستيفن تيموثي : سفاح يقتل عائلة كاملة ثم يدعي الندم بعد ذلك!

ستيفن تيموثي ، سفاح أمريكي لم يرتكب سوى أربع جرائم قتل، جميعهم في وقت واحد وبحق عائلة واحدة، وقد أبدى ستيفن ندمه عند إعدامه إلا أنه أُعدم رغم ذلك!

لا تقل قصة السفاح الأمريكي ستيفن تيموثي عن قصص باقي السفاحين، ففي النهاية ارتكب ستيفن أربعة جرائم قتل وأصبح سفاحًا، إلا أنه في الحقيقة يختلف عنهم في الدوافع والأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الجرائم، والتي كانت غريبة للغاية، كم أن عادة السفاحين أنهم لا يندمون على أفعالهم قبل الموت، إلا أن ستيفن أبدى أسفًا شديدًا واعتذر للضحايا، وكان مُنهارًا بشدة لحظة الإعدام، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على قصة السفاح ستيفن تيموثي ونعرف كيف صارت الحياة معه وإلى أي حد كانت نهايته مأساوية ومُلفتة.

ستيفن تيموثي السفاح الذي قتل أربع أشخاص فقط

من هو ستيفن تيموثي؟

وُلد ستيفن تيموثي في الرابع والعشرين من مايو القابع في عام 1954، وذلك بولاية إنديانا الواقعة ضمن نطاق دولة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتأكيد لا أحد يجهل ما كانت عليه الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت، فتقريبًا كانت البلاد آخذة في الصعود بدرجة مُخيفة، وكأن العالم كله كان يُفسح الطريق لهذا الوحش القادم من بعيد.

كانت حياة ستيفن مُختلفة تمامًا عن بلاده، فهو لم يخض رحلة الصعود تلك، وإنما كان يُعاني هو وعائلته من فقرٍ شديد نتج عن عيشهم بمقاطعة فقيرة من الأساس لا تُجيد سوى الزراعة، وهي المهنة التي امتهنها والد ستيفن وكان من المفترض أن يمتهنها هو الآخر، لكن طفولته صارت على نحوٍ مُختلف.

طفولة ستيفن تيموثي

على عكس المتوقع، وبالرغم من الفقر الشديد الذي عانت منه عائلته، حصل ستيفن تيموثي على فرصة تعليم في مدرسة المدينة، وقد استغل ستيفن هذه الفرصة استغلالًا أمثل، حيث برع وتفوق في جميع المواد، وكأن مؤهلًا بشدة لأن يُصبح عالم فيزياء كبير بسبب حبه الشديد لهذه المادة، إلا أن الرياح لا تأتي أبدًا بما تشتهيه السفن، فقد مات والده وأصبح ستيفن مُطالبًا بالعمل من أجل توفير احتياجات أشقائه، وبالفعل ترك التعليم وذهب للعمل كسائق شاحنات وهو في سن السابعة عشر، لتنتهي بذلك مغامرة ستيفن التعليمية في مهدها، ويُولد ستيفن جديد ناقم على الحياة وما فيها.

الطريق إلى الانحراف

كان ستيفن تيموثي ناقمًا على المجتمع ومُعتقدًا أن كل ما حدث له بسببه، فلو كان غنيًا، أو حتى متوسط الدخل، كان بالتأكيد سيستغني عن العمل ويُكمل تعليمه، لكنه لم يكن كذلك، وإنما تعرض لقهر مجتمعي بين جعله يترك التعليم، وهو بالمناسبة الشيء الوحيد الذي يُحبه، ويجأ إلى العمل، على كلٍ، كما ذكرنا، ظل ستيفن ناقمًا على المجتمع، لكنه في نفس الوقت لم يكن يعرف الطريقة التي يُمكن من خلالها الاقتصاص من هذا المجتمع، لذلك بدأ بإثارة الفوضى في الكثير من الأماكن خلال عمله، وكان قمة انتصاره أن يتخطى إشارة مرور مثلًا أو يصدم أي شيء ويُدمره في طريقه بزعم أنه لم يلتفت له، ثم تطور هذا الجنون وأصبح ستيفن راغبًا في السرقة، فقط من أجل القصاص من المجتمع وإشاعة الفوضى.

ستيفن تيموثي اللص

كان ستيفن تيموثي يتدرج تدرجًا كبيرًا في طريقه نحو الثأر من المجتمع الذي ظلمه كما يعتقد، فكان مثلًا في البداية يكتفي بإثارة الفوضى، ثم بعد ذلك بدأ بالسرقة وترويع الآمنين، وكان من ضمن انتصاراته الوهمية أن يوقن شخص ما، بعد أن يسرقه ستيفن، أنه يعيش في فوضى عارمة وحالة من عدم الأمان.

استمر ستيفن في السرقة، وكان للغرابة لا ينتفع من الأموال التي يسرقها، فعلى الأغلب كان يقوم بإعادتها إلى أصحابها بعد الحادثة بأيام، كان مجنونًا بحق، وكان من الطبيعي جدًا ألا يقف جنونه عند الحد الذي وصل إليه، وأن يبدأ في التفكير بأشياء أخرى أكثر وجعًا للمجتمع، كالاغتصاب مثلًا!

ستيفن تيموثي والاغتصاب

مع الوقت أصبح الاكتفاء بالسرقة أمر غير مُجدي بالنسبة لدرجة العقاب التي كان يتمناها ستيفن تيموثي، لذلك بدأ في تجريب أمر آخر هو في الأساس لا يُريده، لكنه أدرك يقينًا بتأثيره الكبير على المجتمع الذي يُريد ستيفن في الأصل الانتقام منه، وذلك التطور ببساطة كان يتضمن الاغتصاب.

كان ستيفن يغتصب النساء والأطفال دون أي سبب يُذكر، فقط يُريد إيصال رسالة للمجتمع بأن شخصًا ما، تركتموه، أصبح الآن مُغتصبًا كبيرًا وناشرًا للفوضى في كل أنحاء البلاد، والحقيقة أن ستيفن قد أكد أكثر من مرة بعد سقوطه أن لم يكن يُرد الاغتصاب ولم يستمتع به في الأساس، لكنه كان يفعله فقط من أجل هدفه الأسمى، كما أنه كان يُخبر الضحايا حسب قوله بأن الأمر ليس شخصيًا على الإطلاق، على كلٍ، عاث ستيفن فسادًا في الأرض، وكان لابد من سقوطه بأحد الأيام، لكن، لم يكن يتوقع أحد، ولا حتى ستيفن نفسه، أن يتطور الأمر إلى القتل.

ستيفن تيموثي والقتل

من قال إن القتل عمل شاق يحتاج إلى الكثير من الإعداد والتخطيط؟ فها هو ستيفن تيموثي، كان ذاهبًا في رحلة اغتصاب عادية، وفجأة وجد نفسه قاتلًا لأربعة أشخاص من عائلة واحدة!

في أحد الأيام السوداء من عام 1981 خرج ستيفن من أجل اصطياد ضحية جديدة له، تشفي غليله باعتباره أحد ضحايا المجتمع، وبعد الكثير من الاختيارات وجد ستيفن نفسه يختار امرأة تقود سيارة وخلفها أربع فتيات صغيرات، وعلى ما يبدو أنهن كن في رحلة ينتظر فيها الوالد وباقي أفراد العائلة، على كلٍ، كان مُقدرًا لتلك العائلة ألا تنعم أبدًا بهذه الرحلة، وأن تشهد منطقة مقطوعة على طريق ولاية إنديانا نهاية أربعٍ منها بطريقة مأساوية.

قتل العائلة

انقض ستيفن تيموثي على العربة، أوقفها أولًا عن طريق التمويه، ثم استدرج الأم وشرع في اغتصابها موصدًا أبواب السيارة على الأطفال الثلاثة، كل ذلك جميل وفعله ستيفن أكثر من مرة، لكن الأطفال الثلاثة لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام اغتصاب والدتهم، لذلك بدأت المقاومة.

استطاعت الطفلة الكبرى إيلين كسر باب السيارة والخروج منه، كانت منطقة مقطوعة وخاوية، ولم يكن متوقعًا أبدًا وجود المساعدة، لذلك بدأ الأطفال واحدة تلو الأخرى الاندفاع نحو ستيفن وجذبه محاولين تخليص الأم من بين يديه، وفي لحظة شيطان أصيلة، وجد ستيفن نفسه مُمسكًا بحجرٍ صغير ويُهشم رؤوس الأطفال الثلاثة مع أمهن، أخيرًا اكتشف ذلك وصاح خائفًا “ما الذي حدث، هل قتلتهم!”.

نهاية ستيفن تيموثي

لم يكن ستيفن تيموثي بارعًا في الاختباء، خاصةً مع ملابسه التي تلطخت بدماء الأم وأطفالها، لذلك تم القبض عليه سريعًا، والحقيقة أنه أيضًا لم يُنكر ما فعله، بل إنه قد اعترف بجرائمه السابقة، ولم ينسى بالطبع إلقاء اللوم على المجتمع، لكن أحدًا ما لم يستمع إليه، حيث تم الحكم عليه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم في مارس القابع في عام 1981، أما ما يتعلق بجرائمه فقد أبدى أسفه على جريمة قتل الأم وأطفالها فقط، كما أوصى بإيصال رسالة إلى عائلتهم يطلب فيها مسامحتهم ويخبرهم أن الأمر لم يكن شخصيًا بالمرة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

سبعة عشر + 5 =