تسعة مجهول
سارة وينشستير
الرئيسية » ظواهر » سارة وينشستير : لعنة آل وينشستير تُصيب السيدة العجوز!

سارة وينشستير : لعنة آل وينشستير تُصيب السيدة العجوز!

سارة وينشستير عجوز غريبة عاشت في نيوهافن القابعة الولايات المتحدة وقد عاشت مرحلة الطفولة والشباب كأفضل ما يكون، لكنها تعرضت في النهاية لعدة تقلّبات غامضة.

حظيت السيدة الأمريكية سارة وينشستير بحياة غريبة بعض الشيء، فقد عاشت مرحلة الطفولة والشباب في سعادة بالغة، لكنها تعرضت على عكس ما هو سائد لشيخوخة مُتقلبة عانت فيها الأمرين من موت ذويها، سواء كان طفلتها الوحيد أم زوجها الحبيب، والأغرب من ذلك أن حياتها كان مُهددة هي الأخرى من قِبل الأشباح، وقد جاءت نهاية سارة مأسوية أكثر مما تستحق، وذلك بعد أن أُجبرت على الانصياع لرغبات الجن والأشباح، عمومًا هذه ليست البداية الصحيحة لهذه القصة، فدعونا نبدأ في السطور الآتية بحياة سارة وينشستير ثم نعرف كيف صار النصف الأجمل من الحياة معها وكيف انقلبت الأمور وأصبحت حياة عصيبة لا تُطاق.

ما الغريب في مرحلة الشيخوخة لدى سارة وينشستير ؟

من هي سارة وينشستير؟

سارة وينشستير، سيدة مسكينة وُلدت لأسرة من الطبقة العُليا في عام 1843، وذلك في قرية نيوهافن الواقعة في ولاية كونتيتكيت، والتي تتبع الولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا في هذا الوقت كما نعرف كانت آخذة في النشأة والسطوع، وكان القليل جدًا من سُكانها يملكون الحياة التي تملكها عائلة سارة وينشستير، والتي بالمُناسبة لم تولد بهذا الاسم، وإنما كانت سارة لوكوود باردي، وهو اسم والدها الحقيقي، أما اسم وينشستير فقد حصلت عليه بعد زواجها من أحد أبناء عائلة وينشستير، لكن قبل الزواج علينا أولًا أن تناول طفولة سارة وينشستير، وكيف كانت معها في حالة عائلتها المادية.

طفولة سارة وينشستير

كانت طفولة سارة وينشستير طفولة نموذجية بكل ما تعنيه الكلمة من معان، فقد كانت كل مُتطلباتها مُجابة، إضافةً إلى حصولها على فرصة التعليم في وقت كان فيه التعليم أشبه بحلم يُراود كل أبناء هذا الجيل.

كانت سارة موهوبة أيضًا، فقد تمكنت من العزف والرسم وهي في سن الثالثة عشر، والحقيقة أن جمالها كان طاغيًا على كل شيء، لدرجة أن الخاطبين كانوا يقفون بالصفوف أمام بيتها، فهي تقريبًا تملك كل شيء تحلم أن تملكه فتاة، المال والجمال والموهبة، عمومًا، في عام 1862 تزوجت سارة من وليم وينشستير الذي حصلت على لقبه فيما بعد.

سارة وينشستير والزواج

تزوجت سارة وينشستير من وليم وينشستير عام 1962، وقد عاشت معه في البداية حياة لا تقل جمالًا عن حياتها مع والديها قبل الزواج، وقد كُللت هذه الحياة بطفلة بعد أقل من أربع سنوات، كانت الطفلة تُدعى آني، وقد كانت كذلك لا تقل جمالًا عن والدتها، أي أنه كان يتوقع لها كذلك حياة لا تقل رفاهية وجمالًا عن والدتها، لكن، كما يُقال، لا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، والحقيقة أن ما مرت به سارة لم يكن مجرد هبوب للرياح، وإنما كانت عاصفة، عاصفة مُدمرة بكل ما يعنيه هذا الوصف من معان.

عاصفة سارة وينشستير

بدأت عاصفة سارة وينشستير بعد ولادة آني مُباشرة، فقد مرضت بعد عام واحد من ولادتها، وظلت تتلوى من المرض مُدة عام كامل، عانى فيها والديها أشد المعاناة، فقد كانوا يرون طفلتهم الوحيدة تتلوى من الألم أمامهم دون مقدرة على فعل أي شيء لها، وبالفعل، ماتت آني وتم دفنها في حديقة المنزل، فقد كان والديها غير قادرين على مُفارقتها حتى بالرغم من موتها، لكن هذا ليس كل شيء فيما يتعلق بهذه العاصفة الشديدة.

بعد ستة أشهر من موت آني عانى زوج سارة وينشستير من مرض السل، وقد كان هذا المرض في ذلك التوقيت ليس له أي علاج يُذكر، ولم يكن بيد المريض أي شيء سوى الجلوس وانتظار الموت، وهذا ما فعلته سارة وزوجها بالفعل، ولم يستغرق الأمر أكثر من شهرين حتى قضى زوج سارة وأصبحت وحيدة بعد موت والديها كذلك، لكن هل هذا كل شيء فيما يتعلق بهذه العاصفة؟ بالتأكيد لا.

من سيء إلى أسوأ

مع موت الابنة والزوج والوالدين أصبحت الحياة شبه فارغة على سارة وينشستير، فقد لزمت غرفتها فترة طويلة لم تُغادرها، كما أنها لم تتناول طعامًا أو شرابًا، كانت تكتفي فقط بالبكاء والتحسر على ما حدث لها ولعائلتها، ثم في فترةٍ ما بدأت فكرة الهلع تُسيطر عليها، فكانت تشعر بأنها هي الأُخرى معرضة للموت، وأن ما حدث لعائلتها في عامٍ واحد لم يكن مُصادفةً على الاطلاق، وأنها عليها اللجوء إلى من يُساعدها في تفسير كل هذه الغرائب، وبالطبع كان السحر هو المُسيطر في هذا الوقت، لذلك لجأت سارة إلى إحدى الساحرات لتسألها عن أسباب ما تعرضت له خلال الفترة الماضية من مآسي، وبعد مجموعة تعاويذ ألقتها الساحرة أخبرتها ببساطة أنها تُعاني من لعنة آل وينشستير.

لعنة آل وينشستير

أخبرت الساحرة سارة وينشستير أن كل ما حدث معها خلال الفترة الماضية كان بسبب لعنة آل وينشستير، والتي وُجدت من أجل الأفعال السيئة التي كان يقوم بها آل وينشستير، حيث أنهم قد قتلوا وظلموا وسفكوا دماء العديد من الناس كي يؤسسوا هذه الإمبراطورية الكبيرة، وأن أرواح هؤلاء الضحايا قد عادت مجددًا للانتقام من كل أفراد العائلة، والحل الوحيد، حسبما ترى الساحرة، أن تبيع سارة كل ما تملكه العائلة وتذهب لتشتري بيت كبير في مكان آخر وتُخصصه للأشباح، والحقيقة أن الساحرة أقنعت سارة بكلامها عن طريق زعمها بأنها قد حضّرت روح زوجها، وأخذت تسرد في صفاته لسارة من قبيل التأكيد، في النهاية اقتنعت سارة، وشرعت في تنفيذ ما طلبته الساحرة كي تزول لعنة آل وينشستير.

بناء منزل الأشباح

لم تُجادل سارة وينشستير الساحرة فيما قالته، وإنما عمدت إلى تنفيذه فورًا، حيث باعت منزلها وجالت البلاد باحثةً عن البيت المنشود، والذي شعرت أنه ذلك المنزل الخشبي المكون من ثماني غرف والموجود في ولاية فيرجينيا.

كانت سارة تشعر أن روح زوجها هي من أرشدتها إلى هذا المنزل الخشبي، لذلك حطت رحالها فيه وبدأت في توسيعه وبناء أدوار جديدة به، والحقيقة أن عملية بناء هذا المنزل كانت إعجازية بكل ما تعنيه الكلمة من معان، وذلك لأنه في الأصل منزل خشبي، وثانيًا لأن بناؤه استغرق أكثر من ثلاثين عام، أنفقت فيه سارة، والتي أصبحت فيما بعد الأرملة العجوز، كل ثروة زوجها، حتى أصبح المنزل في النهاية صرح خشبي مهيب.

نهاية سارة وينشستير

ظلت سارة وينشستير بقية حياتها تعمل على بناء هذا البيت وزيادة طوابقه في كل مرة، كانت تقضي اليوم كله في إرشاد العمال إلى ما يفعلونه وما لا يفعلونه، في أحد أيام عام 1922 لم تستيقظ سارة لتوجه العمال كما هو المُعتاد، وماتت وهي في سن الثالثة والثمانين، ماتت دون وريث أو رفيق، وكأن لعنة آل وينشستير قد أنزلت بها ما هو أسوا مما نزل بزوجها وابنتها، أما البيت، والذي قضت عمرها في تشييده، فقد تعرض لزلزال شديد وسقط منه سبعة طوابق مرة واحدة، قبل أن يستحوذ عليه أحد الأثرياء ويقوم بتحويله إلى مُتحف خشبي كبير، ما زال يشهد على ما عانته سارة وينشستير بداخله.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرة − سبعة =