تسعة مجهول
روبرت رودز
الرئيسية » جريمة » روبرت رودز : سفاح يتحرش ويغتصب النساء ثم يقوم بقتلهن!

روبرت رودز : سفاح يتحرش ويغتصب النساء ثم يقوم بقتلهن!

روبرت رودز هو سفاح ومُتحرش شهير ولد في منتصف القرن الماضي بالولايات المُتحدة الأمريكية، وقد اشتُهر روبرت بالسادية والقتل، ولم يعدم في النهاية!

هناك أشخاص لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم فيما يتعلق بالنوع الآخر، روبرت رودز كان واحدًا من هؤلاء، والحقيقة أنه كان لا يتمالك نفسه أمام النساء بصورة مُبالغ فيها، لذلك اتُهم في قتل واغتصاب الكثير منهم، لكن ذلك لم يكن شيء في سجل والده الذي كان مُخصِصًا لكافة طاقته في قتل واغتصاب الأطفال، حتى أن البعض بدأ يتحدث عن وجود جينات في هذه العائلة تجعلهم يميلون الأمور السادية والوحشية، فدعونا قبل أن نخوض في جرائم روبرت نتعرف أولًا في السطور الآتية على قصته كاملة بدايةً من الولادة مرورًا بالطفولة والزواج وانتهاءً بالسجن جراء جرائمه المتعددة.

روبرت رودز المتحرش والمغتصب والقاتل!

من هو روبرت رودز؟

ولد روبرت رودز في بلدة مجهولة وصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، يُقال إنها كانت تحمل اسم ايوا، وقد حدث ذلك في عام 1948، وبالطبع كلنا نعرف ما الذي يعنيه هذا العام بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان كل شيء تقريبًا يدل على أن العالم مُقبل على الاعتراف بقوة عظمى جديدة قادرة على منازعة الاتحاد السوفيتي، بل والتغلب عليه، لكن روبرت وأسرته لم يكونوا على علاقة بكل ذلك، فقط كانوا منشغلين بعلاقاتهم المُتفككة ومشاكلهم المتعددة، والذي بدأت بسفر الوالد للعمل وتركه لروبرت ووالدته وحيدين.

طفولة روبرت رودز

كان من المفترض أن تكون طفولة روبرت رودز متفككة تمامًا مثلما كانت العلاقة الأسرية التي كان يعيش بها، لكنه، وللغرابة الشديدة، عاش طفولة لا تدل على حالته مُطلقًا.

كان روبرت طفلًا مُميزًا في كل شيء، فكان متفوقًا في دراسته، ومتميزًا في الألعاب الرياضية والموسيقية، وكذلك كان يحظى بحب أصدقائه ومُدرسيه، كانت طفولة مميزة بحق، لا تدل أبدًا على أنه طفولة سفاح أو مُتحرش، لكنها ظلت كذلك فقط حتى عاد والده من السفر وعاش معه، لتنقلب حياة روبرت رأسًا على عقب.

تغير جذري

تغيرت حياة روبرت رودز تغيرًا جذريًا عقب عودة والده من السفر، فهو بالأساس لم يعد بسبب انتهاء رحلته، وإنما بسبب القبض عليه وتسريحه من البلد التي كان متواجدًا فيها، وهذا كله من أجل إلقاء القبض عليه وهو يحاول اغتصاب طفلة، وعلى ما يبدو أن والد روبرت عندما عاد إلى بيته لم يتوقف عن ذلك الأمر، وإنما استمر فيه مع أطفال بلدته، والذين كان على رأسهم الطفل المسكين روبرت، ابنه، والذي لم تمكنه الحياة من تجاوز هذا الأمر بسهولة، ليتحول تحولًا إجراميًا غريبًا يبدأ بقتل الشخص الذي تسبب في كل هذه الفوضى، والده.

من سيء إلى أسوأ

لم يكتشف أحد أن روبرت رودز قد قام بقتل والده، وإنما تم اعتبار الأمر مجرد حادثة انتحار عادية، لكن حياة روبرت الهادئة المُتزنة تحولت إلى حياة أخرى صاخبة ومُتذبذبة، فيها ما فيها من سرقة وتعدي على الناس وقيادة أثناء شرب الكحول، حتى أصبح روبرت ضيفًا شبه دائم على أقسام الشرطة والمحاكم، لكنه في كل مرة كان لا يتعدى مدة الستة أشهر ثم يخرج من السجن شهر أو شهرين ليعود إليه مرة أخرى، حتى البحرية الأمريكية التي تتطوع فيها لم يتمكن من قضاء أكثر من خمسة أشهر بها ليُسرّح بعدها بسبب سجله الغير مُشرّف بالمرة، إجمالًا، وبلا أدنى مبالغة، كانت حياة روبرت لا تعرف سوى وتيرة التحول من سيء إلى أسوأ.

الحياة الاجتماعية

طال الفشل والضياع كل شيء يتعلق بحياة روبرت رودز، حتى الحياة الزوجية لم يستقر بها كذلك، فقد تزوج ثلاث مرات، وكان يقوم بالطلاق في كل مرة بعد أقل من ستة أشهر، أما طفله الوحيد فلم يُعره أي انتباه مثلما هو الحال مع أي شيء في حياته، عمومًا، ظلت الإخفاقات تتوالى واحدة تلو الأخرى، من رفض وظيفي لرفض تعليمي لرفض معيشي، كل ذلك كان يُقابل بالرفض، لكن ما حدث في عام 1983 كان يدل على أن روبرت بدأ يتطور إلى شيء آخر أكثر خطورة من كل ما سبق، وهو الجنون، أجل، لقد أصبح روبرت مجنونًا في عمر الخامسة والثلاثين.

روبرت يُصبح مجنونًا

بدأ روبرت رودز في سن الخامسة والثلاثين يفعل بعض الأشياء الغريبة التي لا تدل على أي شيء سوى جنونه، فبالإضافة إلى مُحادثته المستمرة لنفسه وتأنيبها كان أيضًا مجنونًا مع زوجته، حتى أنه قد ارتكب معها حماقة من النوع الذي لا يُغتفر، كان ذلك في عام 1987.

في عام 1987 كان روبرت يقود سيارته وبجواره زوجته، وفكره جاءته فكرة مجنونة جدًا، وهي اغتصابه في قلب السيارة، لذلك أخرج الأصفاد ووضعها بيدها دون أي حديث، ثم بدأ في مداعبتها، وقد ظنت الزوجة في البداية أن روبرت يلهو، لكن هذا الأمر قد اتضح نقيضه عندما هم بالتهجم عليها بطريقة وحشية، بالكاد أوقفها عندما شعر أن الأمر أصبح سخيفًا، ثم بعد ذلك تطور الأمر عندما طلب من زوجته الذهاب إلى نادٍ للعراة والتعري هناك أمامه وليس في البيت، وهنا أدركت الزوجة أنها أمام شخص مجنون لا محالة، فقامت بالتقدم إلى المحكمة بطلب الانفصال، وابتعدت عنه نهائيًا.

إشباع الرغبة

بعد رحيل زوجة روبرت رودز سعر بحالة كبيرة من الكبت، وأراد أن يُفرغه في أي سيدة تروق له، لذلك كان يسير بسيارته في الطريق وإذا ما رأى سيدة أمامه يقوم بالتهجم عليها إذا كانت في منطقة مقطوعة وخاوية، أما إذا كان المكان معمورًا فكان يستدرج المرأة إلى مكان آخر وهناك يقوم بفعل كل ما يروق له ثم يقتل الضحية في النهاية.

استمر روبرت على هذا المنوال لفترة كبيرة، كان لا يفعل أي شيء بخلاف خطف النساء واغتصابهن وقتلهن، وللغرابة، كان لا يجد صعوبة في ذلك، حتى الشرطة لم تستطع التوصل إليه، لكن المجنون أسقط نفسه بنفسه في النهاية، وذلك عن طريق أحدث شيء موجود في هذا الوقت، الكاميرا.

التقاط صور الضحايا

كان روبرت رودز مهوسًا بقتل الضحايا والتقاط صور لهم بعدها، كان يستخدم هذه الصور للمتعة في الأوقات التي لا يستطيع فيها الحصول على ضحايا جديدة، لكن الشرطة استخداماتها في إسقاطه هو شخصيًا.

في إحدى المرات، وتحديدًا في عام 1990، نسي روبرت الكاميرا في موقع الجريمة بعد أن انتهى منها، ولحظه السيئ كان ثمة صورة له مع أحد الضحايا، لذلك لم يكن من الصعب جدًا القبض عليه في أقل من أربع وعشرين ساعة، وفي المحاكمة اعترف السفاح المجنون بكل شيء، وكان من المفترض أن يسمع الجميع الحكم بإعدامه.

نهاية ليست مُرضية

جاءت نهاية روبرت رودز غير مُرضية بالمرة، فالرجل الذي خطف واغتصب وقتل، تم الحكم عليها في النهاية بالسجن مدى الحياة، وذلك الحكم بالطبع مُبررًا بجنونه وحالته النفسية، عمومًا، ما زال روبرت على قيد الحياة حتى الآن في أحد السجون المجهولة، وقد أصبح عمره سبعين عام بالتمام والكمال.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × ثلاثة =