تسعة مجهول
جوزيف ستالين
الرئيسية » جريمة » جوزيف ستالين : هتلر الاتحاد السوفيتي ورجله المرعب

جوزيف ستالين : هتلر الاتحاد السوفيتي ورجله المرعب

جوزيف ستالين يعتبر واحدًا من أقسى من مروا على حكم الاتحاد السوفيتي، عرف الرجل بقبضته الحديدية، وحروبه الكثيرة التي خاصها، نتعرف على قصة حياته بالكامل هنا.

جوزيف ستالين ، هتلر الاتحاد السوفيتي وقائده ورئيس وزراءه، يعد واحدة من الظواهر التي برزت منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، فمن كان يُصدق أن جوزيف ستالين الذي لم يدخل الجيش السوفيتي لكونه غير ملائم سيُصبح يومًا ما رئيسًا لأكبر دولة في العالم وواحدة من القوى العُظمى في هذا الوقت؟، بل من كان يتوقع ويؤمن بأن جوزيف ستالين ابن الفلاح الكادح سيُحول الاتحاد السوفيتي إلى مُجتمع صناعي قادر على التصدي لدول المحور مُجتمعة بعدما كان مُجتمعًا زراعي قادر بالكاد على إطعام نفسه.

جوزيف ستالين : القصة الكاملة للسفاح السوفيتي

من هو؟

خرج جوزيف ستالين فوجد والده فيساريو إسكافي فقير، ووالدته إيكترينا فلاحه تقتات على جمع الزروع في مواسم الجمع، وتخدم في البيوت عند انتهائها، بل وكانت هي وزوجها ضمن طبقة العبيد في المجتمع الروسي، هكذا وجد جوزيف ستالين نفسه قبل ثلاثين عامًا من توليه السلطة!

بدأت حياة الكفاح عند جوزيف ستالين منذ أن لفظ أنفاسه الأولى، فقد كانت والدته إيكترينا تُعرف بكونها امرأة شؤم، يموت أبنائها عند الصغر، لذلك، عندما نجا ستالين من هذه اللعنة نذرت أن تجعله راهبًا في خدمة الكنيسة، قربانًا للرب على تعويضها به بعد وفات شقيقيه في صغرهما.

بدأ جوزيف ستالين المعاناة على يد والده في سنواته الأولى، فقد كان والده دائم الضرب له ولوالدته منذ الصغر، حتى أنه قد تسبب بضربه له في إصابته باختلاط البول بالدم، وفي إحدى الشجارات تطور الأمر إلى ترك والده له ولأمه دون عائل، مما نتج عنه تدهور الحالة الاجتماعية إلى الأسوأ، وكان ذلك كفيلًا بخروجه من المدرسة، لولا تفوقه وحصوله على المراتب الأولى مما دفع بوالدته إلى تحمل عبء أكبر والعمل ليلًا ونهارًا حتى يُكمل تعليمه، وبالفعل أنهى تعليمه في المدرسة التي حصل بها على منحة دراسية، وكانت هذه المدرسة لا تضم إلا أبناء ذوي النفوذ والمال والسلطة، إلا أن ستالين استطاع التفوق عليهم جميعًا.
كان جوزيف ستالين يملك موهبة الكتابة منذ صغره، حيث كان يكتب الشعر ويلقيه على أصدقائه في المدرسة، بعد ذلك بدأ في قراءة الروايات والكتب، بما في ذلك الكتب والروايات الغير مسموح بها، حتى تم الوشاية به والقبض عليه،مما عرضه للمحاسبة والسجن المتكرر حتى انعكس على أخلاقه ومعتقداته وأودى بها إلى الإلحاد والالتحاق بالحزب الاشتراكي، وبقراءة المزيد من الكتابات الثورية ل فلاديمير لينين وغيره قرر جوزيف ستالين أن يُصبح ثوريًا.

طريقه للسلطة

بنفس الطريقة التي شق طريقه بها نحو التعليم استطاع جوزيف ستالين الوصول للسلطة، وذلك بالكد والكفاح واستخدام ذكائه الفطري، كما عمل على كسب ود واحترام الجميع منذ اللحظة الأولى، وجاهد في الحصول على حقوقهم المسلوبة وإلقاء الخطب التحريضية على المُلّاك المستبدين.

في أكتوبر عام 1902 حصل ستالين على عمل في إحدى الشركات البترولية، وذات مساء اندلع حريق هائل كاد يقضي على الشركة، إلا أن ستالين قام بإطفائه، مما أدى إلى إعجاب صاحب العمل به وعرض زيادة راتبه، لكن ستالين رفض وطالب بزيادة راتب باقي العمال مثله، لكن صاحب العمل أبى تنفيذ طلبه، فثار ستالين عليه بتأييد من العمال، وبهذا استطاع ستالين كسب ثقة واحترام طبقة كبيرة من الكادحين.
مع انضمام ستالين للبلاشفة وانتهاجه ذات النهج وتأييده الدائم للعمال والكادحين، لاحت له فرصة تولي السلطة عام 1922 مع استيلاء البلاشفة على الحكم، حدث ذلك بعد أن أزاح مُنازعيه كامييف وذيدوفيف، ليتولى ابن الإسكافي رئاسة الاتحاد السوفيتي رسميًا عام 1927، ولتبدأ بعدها أسطورة ستالين.

حكم ستالين

أراد جوزيف ستالين منذ الوهلة الأولى تحويل دول الاتحاد السوفيتي من دول زراعية إلى دول صناعية، كان يرى القوة في ذلك، وقد تبين صدق اعتقاده أثناء الحرب العالمية الثانية، والتي ما كانت روسيا لتصمد أمام الألمان ودول المحور لولا امتلاكها مصانع قادرة على مدها بالذخيرة من حين لأخر.

باختصار، كانت الحرب العالمية الثانية أول اختبار حقيقي لستالين، حيث كان منافسه هتلر في أوج قوته، وكان عازمًا على اجتياح الاتحاد السوفيتي وإبادة امبراطورية ستالين، وبالفعل كان على بعد خطوات من موسكو، إلا أن استراتيجية ستالين واستدراكه للألمان حتى حلول الشتاء ومحاصرته ومن ثم القضاء عليهم بمعاونة الجيش السيبري جعلت من أفكار هتلر في القضاء على امبراطورية ستالين مُجرد أفكار لا تُغادر رأسه، بل وزادت من شعبية ستالين وجعلت السوفيتيين يرون فيه قائدهم ومُخلصهم الأبدي، بل وعزز ذلك موقفه البطولي أثناء الحرب، حين تم أسر ابنه من قِبل الألمان، وطلبوا مقايضته بالمرشال، قائد الجيش الثاني الألماني، إلا أن ستالين رفض ذلك وبرر بأنه لا يمكن مبادلة ضابط عادي بمرشال مهما كان هذا الضابط، وهو ما أدى بعدها إلى وفاة نجله أثناء محاولته الهرب من السجن، ليظهر للشعب السوفيتي الوجه الحقيقي لستالين والذي لم يعد قابل للشك، ستالين البطل المُخلص والمُضحي.

بعد الاختبار الأقوى أثناء الحرب العالمية الثانية تعرض ستالين لعدة اختبارات أخرى، بدأت بالحرب مع كوريا وانتهت بتصفية اليهود والذين حاولوا قتله أكثر من مرة، ثم بدأ بعد ذلك في البحث عن تأمين أكثر للاتحاد السوفيتي فلجأ إلى القنبلة الذرية، حيث قال صراحة أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست أكبر من روسيا العظمى في شيء حتى تمتلك ما لا تمتلكه، كما استمر في المنافسة على الصعيد العلمي وقام بإرسال أول الرحلات الفضائية ليكون له السبق هذه المرة وليشهد العالم أن الاتحاد السوفيتي أعظم قوة في العالم، عندها فقط حان وقت موته.

ملابسات موته

كما حدث مع هتلر، قيل عن موت جوزيف ستالين الكثير والكثير، اختُلقت القصص وروجت الشائعات،حتى كاد التاريخ نفسه ينسى كيف مات جوزيف ستالين!

الشيء المؤكد الوحيد هو أن جوزيف ستالين مات في الخامس من مارس عام 1953 وذلك إثر تعرضه لجلطة دماغية مُفاجئة، وهنا يلوح في الأفق سؤالًا منطقي، هل تعرض ستالين لجلطةٍ دماغية أم تم تعريضها لها؟
في عام 1993 ذكر مولوتوف في مُذكراته أن الوزير لافرينتي بيريا أخبره بأنه قد دس السم في طعام جوزيف ستالين أثناء المأدبة التي أقيمت قبل موته بأربعة أيام، في الأول من مارس تحديدًا، وبعدها اتجهت حالة ستالين الصحية إلى الاضمحلال، وأُصيب بجلطة دماغية مات على إثرها في الخامس من نفس الشهر، إذًا، يقول مولوتوف صراحة أن وزير داخلية الاتحاد السوفيتي عام 1953 قتل قائده.

مولوتوف لم يكن وحده من رفع أصابع الاتهام نحو بيريا، ابنة ستالين أيضًا قالت ذلك، بل وأكدت على إصراره في قتل أبيها،حتى أنه قد تعمد تأخير وصول الأطباء بحجج واهية، وحين تأكد موت جوزيف ستالين صاح في القصر فرحًا وهدد الجميع بعدم الحديث حول خبايا هذا الأمر، وأمرهم أيضًا بترديد رواية واحدة تقول بأن الزعيم ستالين مات إثر جلطة دماغية مفاجئة فقط، لا أكثر ولا أقل.

تم وضع جثمان جوزيف ستالين بجانب رفيق رحلته فلادمير لينين، واستمر ذلك حتى عام 1961، بعدها تم نقله إلى مكان أخر، لتكون رحلة صعود ستالين شبيهة برحلة هتلر، إلا أن الأخير مات بيده مهزومًا، والأول مات بيد خائنة مُنتصرًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد + ثمانية عشر =