تسعة مجهول
ثوب الزفاف المسكون
الرئيسية » غرائب » قصة ثوب الزفاف المسكون الذي أصبح من أغرب أساطير أمريكا!

قصة ثوب الزفاف المسكون الذي أصبح من أغرب أساطير أمريكا!

ثوب الزفاف المسكون هو الثوب الذي كان مملوكًا لفتاة أمريكية تُدعى آنا، وقد شهد ذلك الثوب قصة غريبة في ليلة زفاف آنا جعلته ينقلب إلى حالة غير طبيعية بالمرة.

حظيت قصة ثوب الزفاف المسكون بشهرة واسعة داخل أروقة المجتمع الأمريكي، خاصةً وأن قصص الأشباح والأرواح والبيوت المسكونة لم تكن شائعة بهذا الوقت الذي نتحدث فيه، وهو تحديدًا منتصف القرن التاسع عشر، حيث شهد ذلك الوقت في ولاية بنسلفانيا بناء أحد أعظم القصور، هو قصر بيكر، لصاحبه الياس بيكر، والد الفتاة آنا بطلة قصتنا مع ثوب زفافها، حيث تعرضا معًا لواحدة من أغرب القصص، والتي يتم تداولها حتى الآن وأصبحت جزءً من التراث الأمريكي، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على قصة ثوب الزفاف المسكون وأبطالها، وكيف تم تخليدها.

بداية قصة ثوب الزفاف المسكون

بدأت قصة ثوب الزفاف المسكون ببداية القصر الذي ولدت فيه آنا صاحبة الثوب، والحقيقة أن ذلك القصر لم يكن قصرًا عاديًا، وإنما يمكن اعتباره حدثًا أمريكيًا في ذلك الوقت، وتحديدًا في اية بنسلفانيا التي شهدت بناء ذلك القصر من قِبل صاحبه، ذلك الثري القادم من بيكر، الياس بيكر.

في أحد الأيام، ومع اقتراب النصف الأول من القرن العشرين من الانتهاء، فكر أحد الأثرياء ويُدعى الياس بيكر في بناء قصر كبير يصلح للعيش والتفاخر في نفس الوقت، والحقيقة أن أول ما فكر فيه بيكر هو بناء ذلك القصر على الطراز الفرعوني والإغريقي، وبالفعل تم ذلك، فكان القصر آية خالدة في الجمال، من يراه من مسافة بعيدة لا يمكن أبدًا أن يعتقد بأن المبنى الذي أمامه هو مجرد قصر عادي، وإنما هو معبد، وفي ذلك المعبد، أسس الياس بيكر أسرته.

أسرة الياس بيكر

كما ذكرنا، إن أهم ما في هذه القصة هو التعرّف على أبطالها، لأنهم جميعًا أسهموا فيما آل إليه ثوب الزفاف المسكون، فبعد أن انتهى الياس بيكر من بناء القصر في عام 1849، وتحديدًا بعد خمس سنوات من العمل المُرهق، ذهب للعيش فيه مع زوجته وطفلته، والتي كانت المفتاح الحقيقي لقصتنا.

كبرت آنا ولم تعد طفلة، وإنما فتاة جميلة أشبه بالأميرة، يهرع إليه الخطاب من كل حدب وصوب، وكان والدها يرفض دائمًا هؤلاء الخطاب ويقول إنه ينتظر لفتاته الفارس الحقيقي الذي لا يُرفض، لكن الرياح لا تأتي دائمًا بما تشتهيه السفن، والحب كذلك لا يأتي أبدًا حسب الأهواء الشخصية.

آنا وبداية القصة

بدأت قصة ثوب الزفاف المسكون منذ اللحظة التي وقعت فيها آنا ابنة صاحب القصر مع أحد العمال العاملين فيه، كانت واقعة غريبة ومجنونة، لم تجعل والد آنا يعترض على ذلك الحب فقط، وإنما سعى لتدميره بكل ما يمتلكه من قوة، وعلى ما يبدو أن الياس بيكر لم يكن يمتلك القوة الكافية لتنفيذ ما يُريده، إذ أن آنا قد قررت أن تضع النهاية المنطقية لهذا الحب.

عندما شعرت آنا بأن والدها لن يقبل أبدًا بزواجها من ذلك العامل الفقير قررت أن تتزوجه بدون علم والدها، بل وتهرب معه أيضًا، وقد أعدت لذلك جيدًا لدرجة أنها اشترت ثوب الزفاف الذي ستُزف به إلى حبيبها بعد الهرب، ولم تكن تعرف أبدًا أن ذلك الثوب سوف يُعرف فيما بعد باسم ثوب الزفاف المسكون.

بداية النهاية

كانت بداية نهاية قصة حب الموظف وآنا من اللحظة التي قررا فيها ارتكاب تلك الحماقة، فوالدها، الياس بيكر، لم يمر عليه هذا الأمر، بل قام باكتشافه ومعاقبة كلا الطرفين بعواقب سيدفع ثمنها للأبد.

العقاب الأول كان من نصيب الموظف المسكين الذي رضخ لرغبة آنا في الهرب، فبالرغم من أنه كان يحبها بصدق إلا أنه في نفس الوقت لم يكن يُريد هذه المخاطرة، لكن آنا أقنعته بها، قبل أن يُكتشف أمره ويبدأ العقاب بالنسبة له، والذي لم يكن لبيكر حل سواه، وهو قتل الموظف والتخلص من جثته، أما عقاب آنا فقد كان يتمثل في شيئين، الأول إيهامها بأن الموظف المسكين الذي أحبته قد قام باستغلالها وهرب متخليًا عنها، والجزء الثاني من العقاب كان يتمثل في حبسها في غرفة منفردة لفترة طويلة من الوقت من أجل نسيان قصة الحب الوهمية تلك، حدث ذلك برفقة ثوب الزفاف المسكون.

آنا وثوب الزفاف المسكون

عندما حُبست آنا في أحد غرف القصر لم تكن وحدها، بل كان معها الشيء الوحيد الذي يُذكرها بقصة الحب هذه، وهو الثوب الزفاف، والذي لم يكن مسكونًا حتى ذلك الوقت، وإنما كان مجرد ثوب زفاف عادي، بلغ جنون آنا أنها كانت تلبسه وترقص مع الهواء وكأنها ترقص مع حبيبها، كأنها قد فقدت عقلها، وكأن الزمن قد توقف عند هذه اللحظة، والحقيقة أن الأمر استمر على ذلك المنوال لسنوات طويلة، كانت آنا خلالها ترفض الطعام والشراب وكل شيء يُمكن أن يمنحها الحياة، تلك الحياة التي تعتقد أن حبيبها الهارب قد سلبها منها.

النهاية الرمادية

كان الموت هو النهاية الرمادية لنهاية قصة أبطال ثوب الزفاف المسكون، فقد أخذوا يتساقطون واحدًا تلو الآخر، بدايةً من الوالد الظالم مرورًا بالأم المُذعنة له انتهاءً بالفتاة المسكينة التي راحت ضحية لهما، الجميع مات، حتى القصر كذلك انطفئ لونه وأصبح باهتًا وكأنه يصرخ من هول ما شاهده، ولم يبقى شيء ينبض بالحياة داخل أروقة المكان سوى ثوب الزفاف المسكون، والذي عاش ليحكي قصة آنا وما حدث لها من قِبل والديها، حدث ذلك تحديدًا بعد أن تحول القصر وأصبح متحفًا، حيث كانت بداية لحقبة جديدة من الأحداث.

بداية جديدة

البداية الجديدة لقصة ثوب الزفاف المسكون كانت بتحويل القصر إلى مُتحف، والحقيقة أن ذلك المتحف لم يكن متحفًا عاديًا، فإضافةً إلى جمال القصر كان ثمة شيء آخر يُميزه، وهو الرعب الذي ملئ جنبات المكان.

عندما تم افتتاح القصر كمتحف كان من الطبيعي أن يجذب الناس إليه، لكن، بمرور الوقت أصبح الناس ينفرون منه ويُحذرون معارفهم من الذهاب للتنزه به، وذلك بسبب الأشباح التي يعج بها إضاقةً إلى الأصوات الغامضة والمخيفة التي كانت تُسمع به في كل ليلة، كان كل شيء يدل على أن ذلك القصر ليس طبيعيًا بالمرة، لكن أحدًا ما لم يستطع في البداية الربط بين حدوث كل هذه الأشياء ووجود ثوب الزفاف المسكون في قاع القصر، أو المتحف كما عُرف بعدها.

نهاية القصة للأبد

مع الوقت بدأ الناس يدركون أن شيء ما خاطئ يحدث داخل جنبات القصر، ومع التفتيش الجيد في كل أرجاء المكان تم العثور في أحد السراديب على ثوب متهالك وقديم وبال، وعلى الفور تم التخلص من ذلك الثوب وحرقه، والذي لم يكن في الحقيقة سوى ثوب الزفاف المسكون الذي تدور حوله كامل قصتنا، وبالفعل تغير كل شيء بعد التخلص من الثوب واختفت اللعنة والأصوات المخيفة من القصر، إلا أن البعض فضل عدم المخاطرة بدخول القصر مرة أخرى.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة + 10 =