تسعة مجهول
تيد بندي
الرئيسية » جريمة » تيد بندي : سفاح لا يرتكب جرائمه إلا ضد الجنس الناعم فقط!

تيد بندي : سفاح لا يرتكب جرائمه إلا ضد الجنس الناعم فقط!

تيد بندي سفاح شهير عاش في النصف الثاني من القرن العشرين وارتكب عدة جرائم قتل غير مُبررة تصل إلى الثلاثين، لكن الغريب أنه تم القبض عليه بسبب عملية سطو!

يُعتبر تيد بندي أحد أشهر السفاحين الذين مروا بالولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأكمله، إذ أنه قد قام بما لا يقل عن ثلاثين جريمة حسب اعترافه، هذا إذا ما تغاضينا عن المعلومات التي تقول أنها قد قتل ما لا يقل عن مئة امرأة، لكن، سواء صح هذا أو ذلك فهو في النهاية يُعد سفاحًا خطيرًا يستحق الإعدام رميًا بالأحذية، لكنه بكل أسف لم يحصل سوى على حكم بالسجن خمسة عشر عام بسبب قيامه بعملية سطو، عمومًا، لا حاجة لنا بالحكم فقد تكفل التاريخ بتسجيل قصته كاملة، والتي سنقوم بالتعرف عليها سويًا من خلال السطور القليلة القادمة، حيث تيد بندي، سفاح النساء الأول.

تيد بندي يقتل ويفلت يسرق فيقبض عليه!

من هو تيد بندي؟

ولد تيد بندي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1946، وبالطبع جميعنا يعرف أن هذه الفترة كانت شاهدة على نهاية الحرب العالمية الثانية والقضاء على أشهر سفاح في هذا الوقت، هتلر، لكن بندي جاء يُكمل مسيرته باقتدار.

في الرابعة من عمره، وعندما بدأ بندي التعرف المُحيطين به، قيل له أن والديه قد مات في حادثٍ، وأنه يعيش مع شقيقته الكبرى والوحيدة، وقد صدق بندي هذا الأمر وبدأ يتعايش مع أسرته الجديدة المكونة، حسبما يعرف، من شقيقته الكبرى وزوجها وأطفالها، وكان من الطبيعي جدًا أن تكون طفولة بندي مستقرة وجيدة إلى حدٍ ما.

طفولة تيد بندي

كانت طفولة تيد بندي تقول إننا مُقدمون على شخص مثالي بكل ما تعنيه الكلمة من معان، بالرغم من كون بندي مُنعزلًا بعض الشيء إلا أنه كان يحظى بحب زملائه ومُدرسيه، والأهم من كل ذلك أنه كان يتمتع بقدر كبير من الذكاء.

كان ذكاء بندي سببًا في تفوقه الدراسي الكبير، فقد كان بارعًا تقريبًا في كل المواد، بما في ذلك الرياضيات والعلوم، حتى أن زملائه كانوا يطلبون منه دائمًا أن يشرح لهم بعض الدروس، وقد استمر بندي على هذا المنوال حتى أنهى حياته الجامعية وأصبح مؤهلًا للانطلاق في العمل والزواج وكل هذه الأمور الطبيعية، كان ذلك قبل أن يضرب زلزال تيد بندي.

زلزال تيد بندي

عندما كان تيد بندي في الثانية والعشرين من عمره، وتحديدًا بعام 1969، ضرب حياة بندي زلزال شديد تسبب في تدميرها بالكامل، حيث عرف عن طريق الصدفة أن المرأة التي يعيش معها على أنها شقيقته الكبرى ليست كذلك، وإنما هي والدته التي حملت به حملًا غير شرعي وهرب زوجها دون الاعتراف بطفلها، لتضطر هي للزواج من رجل آخر وإقناعه أن بندي شقيقها الصغير، وأن والديه قد مات في حادثة، ولكم أن تتخيلوا تأثير هذا الزلزال على حياة هذا الشاب والتي تغيرت بالطبع مئة وثمانين درجة، وتُصبح بعد ذلك مُجرد قطعة كبيرة من الجحيم.

ما بعد الزلزال

هل تذكرون تيد بندي الخجول المنطوي الذي كان يحصد الدرجات العليا دائمًا ويُنادى بين زملائه بالمتفوق؟ لقد مات هذا الرجل في الثانية والعشرين بعد معرفته بأمر شقيقته التي اتضح له أنها والدته.

أصبح بندي فظًا غليظًا مُنفعلًا ومُندفع دائمًا، لم يعد ذلك الشخص الهادئ الخجول، ولم تعد هناك فكرة تُسيطر عليه أكثر من الانتقام والثأر من كل امرأة على وجه الأرض، حيث كان يرى فيهن وجه والدته الخائنة التي صفعته أكبر صفعة في حياته، عمومًا، للتوثيق، في عام 1974، ولد تيد بندي السفاح.

تيد بندي السفاح

كان تيد بندي السفاح مسخًا لتيد بندي المنطوي، لا يظهر إلا عند تجاوز الساعة الثانية عشر، فكان يخرج في شوارع واشنطن ويبدأ في اصطياد ضحاياه على طريقته، وأولهم المسكينة ليند آن.

كانت ليند آن فتاة صغيرة وجميلة، ولم يكن لها أي جرم سوى كونها تُشبه والدة بندي كثيرًا، لذلك لم يجد أفضل منها لافتتاح سلسلة جرائمه، فقد راقبها لثلاثة أيام، ثم قام بمهاجمتها في اليوم الرابع بمنزلها، وبكل برودٍ قتلها ثم قطع جسدها قطع صغيرة ووضعها في حقيبة يد ثم انصرف، وكأن شيئًا لم يكن.

بندي يُدمن القتل

بات القتل العادة المفضلة لسفاح أمريكا الجديد تيد بندي، فقد كان يقتل أسبوعيًا ضحية جديدة، وكان في كل مرة يتفنن في كيفية تنفيذ جرائمه، أولًا لأنه يشعر بمتعة كبيرة في ذلك، وثانيًا كي لا يُكتشف أمره، عمومًا، كانت الجرائم تتوالى، وكانت الشرطة تُمارس عملها بكل فشل، حتى أن النساء في واشنطن شعرن بأن الحكومة غير قادرة على حمايتهن، فقرروا حمل الأسلحة البيضاء الخفيفة لحماية أنفسهم حال مُهاجمة بندي لهن، إجمالًا، انتشر الرعب وحل الذعر، وأصبح سقوط هذا السفاح أمر لا بد منه، وبالفعل تحقق هذا الأمر، لكن بطريقةٍ أغرب ما يكون.

سقوط تيد بندي

سقط تيد بندي في السادس من أغسطس القابع في عام 1975، وذلك بطريقة أقل ما يُقال عنها أنها غريبة، فالرجل الذي ارتكب كل جرائم القتل هذه سقط في النهاية بتهمة السطو والسرقة!

في أحد الأيام كان تيد بندي في حاجة إلى سيارة لتنفيذ جريمة من جرائمه، فلم يجد أسهل من سرقة سيارة من الطريق واستخدامها في تأدية الغرض، لكنه من سوء حظه شوهد وهو يقوم بمحاولة السرقة هذه، فتم إلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة بتهمة السرقة، لكن، وللغرابة الشديدة، عند تواجده في المحكمة رأته إحدى الضحايا التي أقدم على قتلها ففشل، فقامت بالإمساك به والصياح قائلة “لقد حاول قتلي، لقد حاول قتلي”.

تيد بندي في المحكمة

وجد القاضي نفسه أمام سارق ومُتهم في جريمة القتل، لكنه في الحقيقة لم يجد ما يُثبت ادعاء المرأة، لذلك أعطى بندي حكم بالسجن خمسة عشر عامًا فقط.

لم تكتفي الشرطة بسجن تيد بندي، وإنما قامت بالبحث في منزله وفي كل مكان ذهب إليه على أمل العثور على دليل إدانة، وبالفعل تم العثور في بيته على شعيرات تعود لسيدة اختفت من بيتها قبل أسبوعين، وقبل مواجهة بندي بالأمر اكتُشف أنه قد هرب في الطريق إلى السجن، لكن لم تمض أيام إلا وتم إلقاء القبض عليه مرة أخرى، وبالمواجهة اعترف بندي أخيرًا بجرائمه، ثم منح الجالسين في المحكمة صدمات مُتتالية بسبب وصفه لما كان يفعله في ضحاياه.

نهاية تيد بندي

حظي تيد بندي أخيرًا بالنهاية المستحقة عام 1989، حيث تم الحكم عليه بالإعدام نظير جرائمه الكثيرة التي قام بارتكابها، والتي جعلتها بلا شك أكبر السفاحين من حيث عدد الضحايا، والذي لا يزال مجهولًا حتى الآن، حيث هناك من يقول إنهم مئة وهناك من يزعم أنهم أكثر من ذلك بكثير، عمومًا، في يناير 1989، تم إعدام تيد بندي أمام أعين الإعلام، ليُغلق بذلك الفصل الأخير في قصة الرجل الذي اعتبرته أمريكا أشهر سفاح في تاريخه، إذ لم يكن تاريخ العالم بأكمله.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

سبعة عشر + 12 =