تسعة مجهول
المنارات المسكونة
الرئيسية » ظواهر » قصص أبرز المنارات المسكونة حول العالم وأكثرها رعبًا

قصص أبرز المنارات المسكونة حول العالم وأكثرها رعبًا

المنارات المسكونة من أكثر عناصر البحار رعبًا، فبسبب وجود البحر والليل كانت المنارات ضرورية، لكن الرعب الذي تسببه لم يكن ضروريًا أبدًا!

مما لا شك فيه أن ظاهرة المنارات المسكونة لم تعد الآن بالقوة التي كانت عليها خلال القرنين الماضيين، فقبل هذه الفترة كانت كل منارة موجودة بالقرب من أي بحر مصدر ذعر للبحارة والبحر نفسه، فتلك المنارة التي من المفترض أن تكون مهمته الرئيسية هداية السفن جاءت في فترة من الفترات وأصبحت مبعث للخوف بسبب ما يحدث بها من أحداث مرعبة كان يُظن في البداية أنها مجرد أساطير، لكن فيما بعد اتضح أنه واقع مرير يجب على عابرين البحر مواجهته، تلك المواجهة التي كانت غالبًا ما تنتهي بالكثير من الخسائر في أمور هامة، على رأسها الأرواح بكل تأكيد، وإن كان للبحر نقطة سلبية في تاريخه بالإضافة إلى الأمواج وحوادث الاختفاء فإن تلك النقطة السلبية سوف تكون بالطبع المنارات المسكونة ، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نقترب من الصورة أكثر ونتعرف سويًا على المنارات وكيف تصبح مسكونة وأبرز الأمثلة على تلك المنارات التي بثت الرعب في الناس.

المنارات والهدف منها

بالتأكيد قبل أن نتعرف على المنارات المسكونة وكل شيء يتعلق بها نحن في حاجة أولًا إلى التعرف على المنارة نفسها، المنارة العادية قبل أن تُصبح مسكونة وجاذبة أكثر، فهي في الأصل مجرد مجموعة من الأبراج العالية جدًا التي تكون واقفة بالقرب من شواطئ البحار وتلالها الصخرية، وكما هو واضح من الاسم فإن هذه المنارات تحمل في أعلاها مصبح كبير أو مصدر للضوء يُمكن من خلاله إضاءة مُحيط كبير من البحر، ومن هذا يتضح أن عمل المنارات الرئيسي يكون مع حلول الظلام، وهو بالمناسبة وقت ملائم جدًا لكل الأشياء المُرعبة، وعلى رأسها الأرواح والأشباح.

مهمة المنارات الرئيسية، هذا قبل أن تُصبح مصدرًا للخوف، أنها تقوم بإرشاد السفن إلى الشواطئ، وهذه المهمة كانت مهمة تحديدًا في الماضي، قبل اختراع أضواء السفن، والتي كانت تسير في عرض البحر ولا تعرف إلى أين تذهب أو أين هي بالتحديد، هي فقط كانت تعرف أن ثمة شيء سوف يتولى مهمة تحديد وجهتها وإعلان الخبر السعيد بوصولها للشاطئ، ذلك الشيء هو المنارات التي نتحدث عنها، والتي كانت تقي السفن أيضًا من الارتطام بالصخور البارزة المختفية في الظلام، وبالتالي التحطم في عرض البحر، كل هذا، كما ذكرنا، كان موجودًا قبل أن تُصبح المنارات مبعث على أسوأ شيء في الوجود بلا شك، الخوف.

المنارات والأشباح

لا أحد يعرف متى بدأ الأمر وكيف، لكن فجأة أصبحت المنارات الموجودة على حدود كل الشواطئ مبعث على الخوف بسبب وجود الأشباح، فتقريبًا خلال القرون الخمس الأخيرة بدأ الأمر يُصبح أكثر خطورة، وبات من غير المنطقي أبدًا تحمله أو السكوت عنه، فكانت السفينة مثلًا تذهب إلى المنارة ثم بعد أيام قليلة ينتشر خبر اختفائها، هكذا بدون أية تفسيرات، وطبعًا الجميع كان يبحث حينها على إجابة سؤال واحد هام، لماذا تحولت المنارات إلى بيوت الأشباح!

من عادة المنارات أنها تظل خاوية على عروشها طوال الوقت، اللهم إلا الحارس المسكين الذي يتولى إشعال المصابيح عند حلول الظلام، وهذا هو التفسير الأول من وجهة نظر البعض، أما البعض الآخر فيرى أن طبيعة المنارات من حيث كونها بناء مُظلم غالبًا وصامت يجعلها كذلك جاذبة للأشباح، والتي نعرف جميعًا أنها تنجذب للظلام والفارغ، عمومًا في النهاية أصبح وجود الأشباح في المنارات أمر طبيعي، وبقي من الواجب علينا أن نذكر أبرز المنارات المسكونة التي سجل التاريخ مجموعة حوادث مُخيفة وقعت بها.

سيجون الأمريكية، منارة العزف الحزين

في عام 1985 كانت منارة سيجون الأمريكية تعج بالشائعات التي تقول أن ثمة شبح لعازف قد مات في هذه المنارة مما أدى إلى وجود صوت العزف بها وحدوث أمور أخرى أكثر رعبًا، لكن السلطات الأمريكية لم تُصدق هذا الأمر وأرسلت فرقة من الضباط كي تأتيها بالخبر الأكيد، وبعد أن عادت فرقة الضباط إلى القيادة مرة أخرى قال قائدها بوضوح أنه قد قضى في تلك المنارة واحدة من أسوأ الليالي التي قضاها في حياته، فقد سمع صوت العزف كما يقول الناس بالإضافة إلى صوت اهتزاز السرير وأصوات مرعبة لم تتوقف ولم يستطع أحد التعرف على مصدرها حتى الآن.

قصة منارة سيجون الأمريكية تبدأ قبل حوالي قرن من ذلك التاريخ، فقد عاش فيها قديمًا رجل وزوجته، وقد كانت تلك الزوجة تُحب العزف، وتعرف أنها تُحب العزف، لكنها لم تكن تعرف أنها لا تُجيده، لذلك في كل ليلة كانت تقوم بجلب الجيتار وعزف مقطوعة ما بشكل سيء، ومع مرور الوقت لم يستطع زوجها تقبل ذلك العزف السيئ، فأخبرها صراحةً أنه لا يُحب عزفها وأن عليها أن تتوقف، لكنها للغرابة لم تفعل، واستمرت فيما تفعل حتى جن جنون الزوج وقام بضربها بالفأس حتى قتلها، وبعد أن فاق من جنونه أدرك ما فعله فندم وانتحر، لكن قصته مع زوجته لم تُغلق بعد هذه الحادثة، إذ عاش شبح الزوجة يعزف حتى بعد موتها، دون أن يتمكن أحد من وقف ذلك العزف.

منارة بينساكولا، منارة الزوجة الغامضة

أبطال المنارات المسكونة لا يزالون حتى الآن من الأزواج، ففي عام 1840 تزوج رجل وامرأة وقررا أن يقضيا كل لحظات حياتهما في سعادة بتلك المنارة، كانت بالنسبة لهما عشًا من أعشاش الزوجية، وكان بمقدورك جدًا أن تُتابع السعادة وهي تتدلى من عيونهم في السنوات الأولى من الزواج، لكن الرياح لا تأتي دائمًا كما تشتهي السفن، إذ أنه بعد عدة سنوات، ومع كثرة المشاكل والصراعات، وصل الأمر إلى التشابك بالأيدي وأخيرًا القتل، الأمر الغريب أن القاتل في هذه القصة كان الزوجة وليس الزوج، إذ أنها قد استلت سكينًا ثم أخذت روح زوجها وكل شيء يتعلق بحياته، الغريب أكثر أنها لم تشعر أبدًا بالذنب، بل إنها قد حاولت التنصل من تلك الجريمة وبالفعل نجحت في ذلك وخدعت المحكمة لتحصل على حكم نهائي بالبراءة، لقد نجت من عقاب القضاء على ما يبدو!

بينساكولا تتحول لبيت الأشباح

عقب المجتمع كان بالنسبة لتلك المرآة القاتلة كان أكبر بكثير من عقاب القضاء، إذ أن الجميع قد انعزل عنها وتركها بحجة أن خائنة لزوجها لا تستحق الاختلاط بهم، خاصةً وأن الجميع كان يعرف أنها القاتلة ولا أحد غيره، والواقع أنها لم تأبه بهم وقررت العيش في المنارة لبقية حياتها، تلك الحياة التي انتهت تمامًا في عام 1955، لكن القصة لم تنتهي، إذ أن الناس قد ادعوا أنهم كلما اقتربوا من المنارة سمعوا أصوات غريبة وحديث بين أشخاص، لكنهم عندما يقتحمون المنزل لا يجدون فيه أي شيء يدل على ذلك، كما أنه كان ثمة بقعة من الدماء تتواجد في إحدى الدرجات كلما حاولوا مسحها وجدوا تتجدد من تلقاء نفسها وتأبى أن تُمسح، لتدخل منارة بينساكولا بذلك قائمة المنارات العالمية المسكونة.

منارة هيستا، منارة لعنة الطفلة

تعد منارة هيستا كذلك أحد أشهر المنارات المسكونة نظرًا لما وقع بها للطفلة التي انجرفت، فقد كان حارس تلك المنارة يعيش فيها مع زوجته وطفلته الوحيدة، وفي يوم الأيام انجرفت الطفل حتى سقطت في المحيط وغرقت، وقد كان هذا سببًا في حزن والدتها، ذلك الحزن الذي تطور فيما بعد حتى أصبح انتحارًا بدعوى عدم تحول الحياة دون وجود الطفلة، وبالفعل ماتت الأم منتحرة، وربما يعتقد البعض أن القصة ليست بالجديدة أو أنها لا تستدعي حكايات الأشباح، لكن ما حدث بعد ذلك كان هو مربط الفرس كما يقولون.

الرعب الحقيقي يبدأ في منارة هيستا مع حلول الظلام، ففي تلك الأثناء تعود الأم، أو شبح الأم على وجه التحديد، للبحث عن الطفلة، ومع عدم العثور عليها تبدأ في الصريخ وإثارة الفوضى للدرجة التي تجعلها تبث الرعب في نفوس كل من تحتك بهم، وقد قال حارس المنارة مثلًا أنه في يوم من الأيام اشتبه في وجود شيء ما خلف الزجاج فأطلق عليه النيران وحطم الزجاج ثم ذهب ليحصل على الإمدادات، وعندما عاد هو وأصدقاءه وجدوا أن الزجاج قد عاد لهيئته من جديد فتشككوا في وجود شيء خارق للطبيعة أو شبح على الأقل.

منارة جيبرالتير، شبح الضباب المنتقم من أشهر المنارات المسكونة

أيضًا من ضمن قصص المنارات المسكونة الشهيرة تلك القصة التي حدثت مع حارس منارة جيبرالتير المسكين، ففي يوم من الأيام دعا ذلك الحارس أصدقاءه إلى وليمة عشاء في المنارة التي يحرسها، كان يُمني نفسه بواحدة من الليالي التي لا تعوض، وبالفعل سار الأمر في بدايته باتجاه هذه النهاية، لكن في تلك الأثناء حدث ما قلب كل شيء رأسًا على عقب، حيث تعرض الحراس لحالة سكر شديدة جعلتهم يتعاركون على أمر ما، ولم يتوقف الأمر على التراشق بالألفاظ وإنما كذلك تم استخدم الأيدي في الضرب، وما هي إلى ثوانٍ قليلة حتى كان حارس منارة جيبرالتير مطعونًا بزجاجة في قلبه.

مات الحارس المسكين في التو واللحظة، وعندما أفاق أصدقاءه الحراس أدركوا أنهم قد ارتكبوا خطئًا جسيمًا، لكن وقت تفويت الأخطاء وتصحيحها كان قد مضى بالفعل، ولذلك لم يجدوا بد من إخفاء جثة الحارس بعد تقطيعها كيلا تتسبب تلك الجريمة في إعدامهم، وطبعًا لأنهم عقلية عسكرية تمكنوا من إكمال الأمر بكفاءة شديدة ونجوا من الجريمة التي يكتشفها أحد، حيث ادعوا أن صديقهم قد خرج صباح ذلك اليوم ولم، يعد، بمعنى أدق، نسبوا ما حدث للغموض، ونجحوا فعلًا في نسبه حتى اكتملت الجريمة، لكن العدالة الإلهية لم تتركهم بجريمتهم.

انتقام شبح منارة جيبرالتير

إن ما يجعل منارة جيبرالتير تصنف ضمن المنارات المسكونة في العالم ليس فقط ما حدث لذلك الحارس، فهذه الحادثة تعتبر حادثة غدر طبيعية، لكن ما حدث بعد ذلك أن شبح الحارس قد عاد وقرر الانتقام على طريقته، فقام ببث الرعب يوميًا في قلوب الحراس، مما أدى إلى موت اثنين منهم بالفعل عن طريق الأزمات القلبية، وأيضًا حدثت بعض الكوارث في حياة البقية، لدرجة أن أحدهم قد قام بالانتحار وإنهاء حياته بنفسه، أما المنارة فلا تزال حتى الآن تصرخ في كل ليلة وكأن شبح الحارس يبحث عن جثته التي تم إخفاءها، والحقيقة أن هناك من يقول أنه قد تم العثور على الجثة بالفعل، أو بمعنى أدق، تمكنت جثة الحارس المسكين من قلب كل شيء رأسًا على عقب حتى أظهرت نفسها!

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

تسعة عشر + 20 =