تسعة مجهول
المتنبئين بالمستقبل
الرئيسية » الغاز » المتنبئين بالمستقبل : أشهرهم عبر التاريخ حتى الآن

المتنبئين بالمستقبل : أشهرهم عبر التاريخ حتى الآن

موضوع التنبؤ بالمستقبل هو موضوع شائك ويحمل الجدل، لكننا في هذه السطور سوف نستعرض أشهر المتنبئين بالمستقبل الذين ادعوا في فترة ما قدرتهم على معرفة الغيب.

كثير منا قد سمع عن المتنبئين بالمستقبل ، فهناك من أطلق عليهم العرافون، وهناك من أطلق عليهم علماء الفلك، ومنهم من يمكن اعتبارهم أشخاص عادية، ولكن لهم نبوءات عما سيحدث في المستقبل وتحققت بعد ذلك، ورأى كل الناس هذه النبوءة وهي تتحقق أمام أعينهم فأطلقوا على هذا الشخص المتنبئ بالمستقبل، ولكن كثر الحديث عن المتنبئين بمستقبل التكنولوجيا ورؤيتهم الواسعة والخيالية حول وضع العلم والتكنولوجيا بعد سنوات قليلة قادمة، ويفكرون في الاكتشافات والأدوات التي ستوجد في المستقبل القريب، ويعتبر المتنبئين بالمستقبل أصحاب فن قليل من يمتلكه على هذه الأرض، وهذا الفن له عوامله الفطرية الموجودة في الشخص نفسه إلى جانب الثقافة التي اكتسبها، والمعرفة حول تطور العالم من الماضي إلى يومنا هذا، ومن ثم يستطيع التكهن بما هو آت في المستقبل من خلال تلك الدراسات والمعرفة.

المتنبئين بالمستقبل : تعرف على أشهرهم

التنبؤ بالمستقبل

هناك من يعرف التنبؤ بالمستقبل على أنه نوع من أنواع الدجل والتكهن بمعرفة المستقبل، ولكن حقيقة الأمر أن العلماء هم أكثر المتنبئين بالمستقبل أما الدجل والتكهن بالمعرفة فهو من صفات الجهلاء، وهذا ما يجعلنا نرفض هذا المنطق من بدايته، ولكن في الحقيقة فإن التنبؤ بالمستقبل ما هو إلا استخدام لمهارات استنتاجية يتمتع بها المتنبئين بالمستقبل، وبالطبع العلم حول المجال الذي يتنبأ به جيداً حيث يكون مدرك تطور هذا المجال في الفترة الماضية، ومن ثم مع بعض مهارات الاستنتاج تستطيع أن تستنتج وتتنبأ بما سيحدث في المستقبل في هذا المجال، وهذا ما يجعل التنبؤ بالمستقبل مقروناً بالعلماء دائماً، وهو من العلوم التي يبحث ورائها العديد من الأشخاص حتى ينالوا الشهرة، وعلو المكانة في المجتمع وأحياناً يكون حتى يشبعوا رغباتهم في التنبؤ بالمستقبل.

فوائد التنبؤ بالمستقبل

إن المتنبئين بالمستقبل من أصحاب الفنون التي تحمل في مجملها فائدة كبيرة على المتنبئين بالمستقبل أنفسهم، وأيضاً فائدة كبيرة على المجتمع الذي يعيشون فيه، حيث أن كثير من العلماء قبل اختراعهم أو اكتشافهم شيء جديد كانوا يتنبؤون بوجوده، وهذا ما جعلنا نقول أن هذا التنبؤ هو السبب الرئيسي في الاكتشاف أو الاختراع فهو بمثابة الدافع الذي يجعلهم يتجهوا لهذا المجال، وعلى سبيل المثال هناك متنبئ تابع للمجال العلمي يسمى آرثر كلارك وهو من أشهر العلماء، ويعد أول من تنبأ بالأقمار الصناعية وكيفية وجودها واختراق الفضاء، وهذا حدث قبل أن يجهز لها على الإطلاق، وإنما كان مجرد تنبؤ دفعه إلى التفكير في اختراع الأقمار الصناعية وحينها اكتشف هذا العالم أو المتنبئ بالمستقبل العلمي أن القمر الصناعي يجب أن يدور حول الأرض بنفس سرعتها وليس فقط السرعة وإنما بنفس كيفيتها أيضاً، كما استطاع أن يتوصل لحسابات عديدة وتوصل إلى حساب الارتفاع الذي يجب أن يوضع عنده القمر الصناعي مع شروط دورانه حول محوره وحول الأرض، وامتازت حساباته بالدقة العالية، كل هذه الحسابات والاكتشافات أتت من مجرد التنبؤ بالمستقبل من قبل عالم.

نبذة عن آرثر كلارك

يعد آرثر كلارك من أشهر المتنبئين بالمستقبل في الفترة ما بين ديسمبر عام 1917، وحتى مارس من عام 2008، هو من العلماء البارعين في العلم والتنبؤ والذي اشتهر بكثرة إنتاجه لقصص الخيال العلمي على مدار مسيرته الحياتية كلها، والتي كان من أشهرها القصة الأكثر انتشاراً وهي ملحمة الفضاء، وهذه القصة طلبت منه من قبل مخرج أمريكي في عام 2001، وتم ترجمتها في صورة فيلم شهير حاز على إعجاب الملايين من الناس، ولم يتوقف عطائه في العلم والأدب فقط، وإنما دخل في مجال الإذاعة التلفزيونية وتقديم البرامج حينما قدم برنامج تلفزيوني تحت اسم العالم الغامض، وكما ذكرنا سابقاً أن عملية التنبؤ بالمستقبل لابد لها أن يتوافر فيها عاملان رئيسيان أولها العلم الجيد في المجال الذي يتخيل فيه المتنبئ بالمستقبل وهذا ما حصل عليه العالم والمتنبئ آرثر كلارك حينما كان يؤدي خدمة في الجيش البريطاني وعمل في عملية تركيب الرادارات وتطويرها، ويعد هذا سر تفوقه في مجال التنبؤ بالمستقبل، لذا في أثناء فترة خدمته وعمله في الجيش البريطاني أصبح أول من يعرض اقتراح إنشاء محطات استقبال وإرسال للرادارات تدور في مدار معين حول الأرض.

وحيث أن القمر هو الشيء الوحيد الذي كان يدور حينها حول الأرض أطلق آرثر كلارك على اسم هذه المحطات بالأقمار الصناعية، وبعد تنبؤه بحوالي 18 عاماً بدأ التنافس على إطلاق أول قمر صناعي يدور حول الأرض، وقد حصد آرثر كلارك جوائز عديدة ومتنوعة على مدار حياته ومن أشهرها جائزة نوبل في مجال السلام وكان هذا في عام 1994، وأيضاً فاز بجائزة كالينجا المقدمة من قبل مؤسسة اليونيسكو، وهي من الجوائز التي تمنح بسبب اكتشافات علمية واستخدامها ومن ثم تبسيطها ليفهمها جميع فئات المجتمع.

وكان العالم المتنبئ آرثر كلارك مولع بالغوص تحت المياه ورؤية الشعب المرجانية، وألف العديد من الروايات التي تأتي تحت عنوان الخيال العلمي، وكانت أولى تلك الروايات هي رواية فرقة إنقاذ، والتي على إثرها نال شهرة كبيرة، وهذه الشهرة ما دفعته لأن يكرس مجهوداته في هذا المجال، وهو كتابة أدب الخيال العلمي، واستمر في كتاباته الأدبية في هذا المجال حتى زادت شهرته وتوسعت، وكانت هذه الروايات بمثابة المفتاح الذي دفع العلماء للتفكير حول هذا الخيال لتوصيله إلى شيء يقارب الحقيقة، وهذا ما يجعل جميع العلماء الذين حققوا تنبؤاته بعد ذلك في حالة شكر وامتنان لمن فتح أمامهم الطريق للوصول لمثل هذه الاكتشافات، واستمر كلارك موحي للعلماء واكتشفتهم إلى أواخر الثمانينات حيث أصابه نوع من الشلل، فأصبح على إثره غير قادر على الحركة بدون مساعدة الكرسي، وحينها توقف عطاء آرثر كلارك في هذا المجال.

كيف يأتي علم التنبؤ بالمستقبل عند كل المتنبئين بالمستقبل

إن علم التنبؤ بالمستقبل لهو من العلوم الواسعة، ونلاحظ أنها تدخل في كافة المجالات أياً كان نوعها وأياً كانت درجة اختلافها، حيث أن جميع العلوم لابد لها أن تتطور وهذا التطور لا يأتي سوى عن طريقين، الأول وهو الصدفة أثناء القيام بتجربة ما أو القيام بفعل شيء تلاحظ شيء معين يمكنك من اكتشاف أشياء جديدة في حياتك والتعرف والتوسع في هذا العلم، أما الطريق الثاني فهو طريق الخيال حين تطلق العنان لخيالك ليسبح في الفضاء محلقاً بأفكار وخيالات تحاول بعلمك أن تتنبأ بمستقبل التطور في هذا المجال من العلم، وهذا ما يفتح الباب أمام العديد من الاكتشافات الحديثة التي تحاول العمل على جعل الحياة أكثر رفاهية مع توفير الوقت والجهد والمال وذلك بالبحث عن سبل واكتشافات لتقليل وقت القيام بشيء معين، فنتطرق لاختراع شيء يقوم بهذا العمل في وقت أقصر، وأيضاً تقليل الجهد الذي يبذله الشخص في فعل هذا الشيء عن طريق اختراع آلة تحل محله تقوم بهذا العمل بدلاً منه، كما توفر هذه الاكتشافات المال، ومن أمثلة ذلك التنبؤ بأنه بحلول عام 2050، سوف تكون هناك ماكينات طباعة تدعم خاصية ثلاثية الأبعاد، تقوم بعمل أشياء خيالية وبسعر قليل جداً، لذا نرى أن علم مثل هذا العلم لا يمكن إهماله في حياتنا، بل علينا تشجيع العلماء على أن يتحلوا بموهبة التنبؤ بالمستقبل وينضموا لفئة المتنبئين بالمستقبل .

راندا عبد البديع

حاصلة على بكالوريوس في العلوم تخصص كيمياء ونبات، أهوى العمل الحر، أعمل كمدونة ومترجمة على الإنترنت لأكثر من أربع سنوات.

أضف تعليق

17 − ستة =