تسعة مجهول
السفاحات الإناث
الرئيسية » جريمة » السفاحات الإناث : من قال إن الجنس اللطيف لا يعشق القتل؟!

السفاحات الإناث : من قال إن الجنس اللطيف لا يعشق القتل؟!

السفاحات الإناث هن اللاتي أقدمن على ارتكاب جرائم قتل أكثر من الحد المعتاد، حتى أن معظمهم قد يتخطى أعداد السفاحين الرجال، فمن هن تلك السفاحات من النساء؟

تعتبر السفاحات النساء نقطة سوداء في تاريخ المرأة بشكل عام، فلم يكن يتخيل أحد يومًا أن المرأة، والتي تُعرف بالكائن الهش الرقيق، يمكن أن ترتكب ذات يوم جريمة قتل، ما بالكم بجرائم قتل كثيرة ومتعددة وبطرق وحشية مُختلفة، والغريب أن أغلب السفاحات في الحقيقة لم يمتلكن المبرر القوي لارتكاب جرائمهن تلك، عمومًا، دعونا في السطور القليلة القادمة نتعرف على أشهر السفاحات الإناث اللاتي مررن بالتاريخ ونعرف كيف صارت الحياة معهن حت دفعتهن إلى ارتكاب كل هذه الحماقات وتخليف ذلك العدد الكبير من الضحايا دون وجه حق.

من هم أشهر السفاحات الإناث ؟

السفاحات الإناث

بشكل عام، وقبل أن نبدأ في سرد أشهر السفاحات الإناث، يجب علينا أولًا التعرف على الدراسة التي أجرتها إحدى المختبرات وخرجت بنتائج تؤكد أن المرأة تزداد شراسةً كلما تقدم الزمن، بمعنى أنه لم يكن هناك ذلك القدر العدد الكبير من السفاحات قديمًا، بل كانت النساء مسالمات أكثر وآية في القهر والضعف، لكن مع تقدم الزمن، ولأسباب لم يستطع العلماء التوصل إليها، أصبحت المرأة أكثر عدوانية وشراسة، حتى أفرزت ما يُمثل شراستها هذه في صورة عدد لا بأس به من السفاحات الإناث، واللاتي سنتناول أهمهم وأشرهم الآن.

ماري لويز، فتاة العقدة

تعتبر ماري لويز من أشهر السفاحات الإناث، إذا لم تكن أشهرهن على الاطلاق، وقد بدأت قصة لويز منذ أن كانت صغيرة، حيث توفي والديها وتركاها بصحبة أحد أقاربها، ليبدأ بعدها الجحيم الحقيقي للطفلة المسكينة.

طفولة ماري مرت بعدة صدمات متكررة جعلتها تحظى بحياة بائسة سوداء، فبداية كان يُعتدى عليها جسديًا من أقاربها الذين عاشت معهم، وبالتالي شعرت بعقدة تجاه الذكور بشكل عام، لكن هذه العقدة أخذت في الزوال مع وقوعها في حب أحد الرجال، بل أنها قد أحبته حب غير طبيعي لدرجة التفكير في الأنخاب، وفي ليلة سوداء على العالم كله، عادت ماري لويز إلى البيت فوجدت زوجها على فراشها مع فتاة أخرى غيرها.

ماري لويز السفاحة

في هذه الليلة بدأت ماري في كتابة اسمها ضمن قائمة أشهر السفاحات النساء، حيث لم تتمالك نفسها ذلك اليوم وقامت بطرد الفتاة التي كانت مع زوجها، وجعلتها تركض في الشارع عالية، ثم أمسكت بحجر كبير وهشمت به رأس زوجها دون رحمة، الأدهى من ذلك أنها أخرجت المسدس ووضعتها في السيارة ثم انطلقت عاقدة العزم على ارتكاب مذبحة الشوارع الشهيرة، فمثلًا رأت عروسان جديدان فأطلقت النار عليهما دون سبب، ثم رأت بعدهما مجموعة من الأطفال الصغار وهم عائدين من المدرسة، ففتحت النار عليهم كذلك، فيما بعد، عندما سألوها عن السبب، قالت أنها لم ترد لهؤلاء الأطفال أن يكبروا ويخدعوا فتيات أخريات، فقررت إنهاء فصلهم من الآن، وبالطبع نحن نستطيع أن نلمس قدر الجنون الذي أُصيبت به، والذي يُمكن إرجاع سببه في النهاية إلى عقدة الرجال التي عانت منها.

كريستيان غيلبرت، الممرضة المجنونة

كانت كريستيان غيلبرت أي في الجنون، وحقيقة أنها لا تستحق مكانًا أفضل من صدارة قائمة السفاحات الإناث، فقد قامت بارتكاب عدد كبير من جرائم القتل بلا أي سبب يُذكر، فقط لأنها لا تُريد أن يُزعجها أحد!

كانت كريستيان تعمل كممرضة بأحد المستشفيات، وقد كان عملها رعاية المرضى والسهر من أجل توفير حاجاتهم، لكن كريستيان لم تكن كذلك أبدًا، بل كانت مجرد طريقة سريعة لموتهم، وقد بدأ الأمر برمته من مزحة لطيفة خرجت في المستشفى التي كانت كريستيان تعمل بها، فقط كان يُقال “الموت يذهب أينما حلت كريستيان”.

كريستيان غيلبرت والقتل

في الحقيقة لم يكن الأمر مجرد مزحة، فما لا يعرفه أصحاب هذه المزحة أن الموت كان يذهب أينما حلت زميلاتهم فعلًا، لكنها هي من كانت تستدعيه، ولأسباب جنونية إلى أبعد حد.

عندما ارتكبت أشهر السفاحات الإناث كريستيان غيلبرت جريمتها الأولى كانت قد عملت للتو في المستشفى، لكنها وقعت في حب أحد العاملين في المشرحة، لذلك أرادت اختلاق حجة تمكنها من الولوج إلى هذا المكان باستمرار، فلم تجد أفضل من قتل مرضاها والذهاب بهم إلى هناك، وكانت عندما تأخذ مناوبتها الليلية وتجد إزعاجًا من أي نوع يخرج من المرضى تقوم بقتلهم، ولكم أن تتخيلوا أن ذلك ألإزعاج كان مجرد أنين المرضى، عمومًا، جاءت نهاية كريستيان بالسجن مدى الحياة، وقد عانت في هذه العقوبة أكثر بكثير مما كان من الممكن أن تعانيه إذا حكم عليها بالإعدام، حيثُ أُصيبت بالجنون الشديد وقضت بقية حياتها في جحيم.

أودي هيلي، قاتلة الأقارب

ولدت أودي هيلي عام 1933 وماتت عام 1987، لكنها خلال هذه الفترة قامت بارتكاب عدة جرائم جعلتها تتربع باقتدار على قائمة السفاحات الإناث، والأغرب من كل ذلك كان الضحية اللاتي اختارتهم أودي لها.

كانت أودي تقتل أقاربها بشكل أقرب إلى الجنوني، فقد قتلت في البداية زوجها، ثم شقيقها، ثم والدتها، وحاولت في النهاية قتل ابنتها لكنها لم تتمكن من ذلك وتم كشفها، لتخلد بذلك في سجل السفاحات والمجرمات، لكن تحليل شخصية أودي كان أمرًا مُلحًا على الجميع، فالتعرف على أسباب قتلها لأقاربها كان لغزًا يود الآخرون كشفه، والحقيقة أن كشف اللغز جاء في النهاية كما لم يكن أحد يتوقعه، فلم تكن أودي مصابة بالجنون أو ما شابه، بل أنها كانت فقط تشعر بالكره تجاه هؤلاء، لذلك قامت بقتلهم، عمومًا تم إعدامها في النهاية ولقت جزاءً مُستحق بعض الشيء على جرائمها.

ريا وسكينة، نساء الذعر

لا يجوز ذكر لقب السفاحات الإناث دون أن يذكر خلفه أكثر السفاحات الإناث إثارةً للذعر، خاصةً في مصر والوطن العربي، فقد كتب هاتان المرأتان التاريخ الأسود للمرأة المصرية والعربية، وكانتا سببًا في تنفيذ عقوبة الإعدام على النساء المصريات لأول مرة.

بدأ نجم ريا وسكينة يلمع في عشرينيات القرن العشرين، حيث بدأت وقتها حوادث اختفاء النساء المُحيرة، والتي كان لا يتم العثور بعدها على المرأة المختفية أو حتى جثتها، كان الأمر جحيمًا بحق، لكن بالرغم من كل ذلك لم يتوقع أحد أن تكون السيدتين هما السبب الرئيسي في هذا الجحيم.

سقوط ريا وسكينة

كان سقوط أشهر السفاحات الإناث مدويًا بحق، فقد جاء ليؤكد أن النهاية ستأتي بلا شك، حتى ولو كانت عن طريق أقرب الأشخاص إليك، وهذا ما حدث بالفعل فيما يتعلق بالسفاحتين ريا وسكينة.

كان القتل بالنسبة لريا وسكينة أمر عادي جدًا، فقد كانا يقومان باجترار الضحية إلى بيتهما ثم يقومان بشنقها حتى القتل ودفنها بإحدى غرف المنزل، لذلك كانتا يتوقعان ألا يتم الإيقاع بهما، لكن ما حدث أن ابنة سكينة شاهدت إحدى جرائم القتل وقامت بتبليغ الشرطة، ليسقط بذلك أشهر سفاحتين من الإناث على يد أقرب شخص إليهما، وتنتهي أسطورتهما المرعبة للأبد، وذلك بتنفيذ حكم الإعدام عليهما، ليصبحا أول امرأتين يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهما.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

3 × أربعة =