تسعة مجهول
الأشياء المسكونة
الرئيسية » اسطورة » أغرب الأشياء المسكونة : أشياء لم تتوقع تعرضها لأرواح الأشباح

أغرب الأشياء المسكونة : أشياء لم تتوقع تعرضها لأرواح الأشباح

الأشياء المسكونة حولنا تُعتبر أكبر دليل على أن العالم لم يعد مكانًا آمنًا بالمرة، فالأرواح باتت لا تسكن الأشخاص والبيوت فقط، وإنما أصبحت كذلك داخلة في الأشياء التي يمتلكها الأشخاص، لا زلت لا تصدق؟ السطور القادمة سوف تؤكد ذلك.

لا شك أن الأشياء المسكونة بالنسبة للكثيرين مُصطلح يُطلق على الناس أو بيوتهم، لكن ربما البعض لا يعرف أن هذا المصطلح قد يطلق كذلك على الأشياء أو الأغراض التي يمتلكها الأشخاص، بمعنى أنك عزيزي القارئ قد تشتري سرير جديد مثلًا أو دولاب وتكتشف أنه مسكونًا، ونفس الأمر يحدث مع أي شيء مهما كان صغيرًا من وجهة نظرك، ومعنى أن الشيء قد أصبح مسكونًا أنه وببساطة بات ملكًا للأرواح والأشباح، وهذا يعني أنه لاحقًا سيكون باعثًا للرعب، ولذلك فإن السطور القليلة المُقبلة سوف تُقربكم أكثر من الصورة عن طريق المرور بأبرز الأشياء المسكونة التي أشار التاريخ إليها ونعرف بدقة كيف أصبح هذه الأشياء مسكونة وباعثة للقلق، فهل أنتم مستعدون للدخول في هذا العالم المُخيف؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.

خزانة ملعونة

الأشياء المسكونة خزانة ملعونة

أول شيء يُمكن إدراجه في قائمة الأشياء المسكونة تلك الخزانة التي بناها هوسيا، وهو عبد أفريقي كان مملوكًا لرجل أمريكي ثري يُعرف باسم جايكوب كولي، وقد كان كولي يوكل عبده هوسيا للقيام ببعض الأعمال الخاصة له، كان ذلك في منتصف القرن التاسع عشر، في الوقت التي كانت فيه العبودية داخل الولايات المتحدة الأمريكية في طريقها للزوال، وربما كان ما سنذكره الآن سببًا في سرعة ذلك الزوال، عمومًا، في يوم من الأيام طلب كولي من هوسيا تشييد خزانة جميلة له، لكن لما قام هوسيا بصناعتها لم تحظى على الإطلاق بإعجاب الرجل وظن أنه يسخر منه بصنع خزانة بهذا السوء، وكردة فعل مجنونة لا تُصدق قام السيد بقتله عبده طعنًا بالسكين، وإلى هنا يُمكن القول إن الأمور كانت لا تتعلق بالأشباح من قريب أو من بعيد، بيد أن فعله أتباع هوسيا وأقاربه كان سببًا في أن تُصبح تلك الخزانة ملعونة لاحقًا.

لم يكن هوسيا يمتلك عائلة وأقارب أقوياء يكون بمقدورهم الأخذ بثأره، فقط كل ما فعلوه أنهم وكلوا ساحرًا بوضع شبح ولعنة داخل هذه الخزانة، ومن هنا بدأت الحوادث المجنونة تتوالى، حيث أن الخزانة أخذت أمامها ستة عشر شخصًا من بيت كولي، جميعهم لقوا حتفهم في عام واحد بعدة طرق غريبة للغاية، حتى أن كولي كان آخر هؤلاء الضحايا، ولما رأى أتباع هوسيا وأقاربه أن كل شيء قد انتهى بموت ذلك الرجل الذي قتل قريبهم قاموا بتوكيل ساحر آخر لإيقاف اللعنة، ومنذ ذلك التوقيت انتشرت القصة وخرجت الكثير من الأساطير حول الأشباح التي كانت تتواجد داخل الخزانة، أما الوقت الحالي فهو يشهد تواجدها داخل أحد المتاحف في ولاية كنتاكي الأمريكية لتكون شاهدة على ما تعرض له هوسيا وكولي بسبب تلك الخزانة.

سرير عائلة تالمان

من البديهي أن يُفكر الناس في حال أفضل ولأطفالهم فيما يتعلق بالنوم وكل شيء آخر في الحياة، وربما هذا ما فكرت به عائلة تالمان عندما قامت بشراء سرير مميز من طابقين في يناير 1988، أي قبل حوالي ثلاثين عامًا من الآن، وقد وضع الأب السرير لطفليه في غرفتهما ثم ودعهما بسعادة، بيد أن المسكين لم يكن يعلم أنه قد أدخل الجحيم إلى بيته بيده وأن هذا السرير ليس سوى ناقل غير طبيعي يندرج ضمن الأشياء المسكونة ، المسكونة بالأرواح الشريرة على وجه التحديد، وربما هذا ما لم يكن يصدقه الأب والأم في اليوم التالي لقدوم السرير عندما أخبرت الطفلة الصغيرة والديها أن المذياع قد بدأ يعمل وحده ويُقلب بين محطاته دون أن يتحكم أي شخص فيه، أيضًا الطفلة الصغيرة كان لها تجربة مع ذلك السرير المسكون، حيث أنها قد صارحت والديها بوجود امرأة عجوز سوداء تزورها في كل ليلة تبيت على هذا السرير وتطالبها بالرحيل، ولأن هذه الأمور قد تبدو غير منطقية للبعض فقد تغاضت العائلة عنها حتى جاء اليوم الذي تحرك فيه السرير، أمام الجميع، من تلقاء نفسه!

كان ذلك التحرك المُخيف أشبه بالقشة التي كسرت ظهر البعير، ففي اليوم التالي تم استدعاء قس لطرد الأرواح الشريرة، لكن ذلك الاستدعاء لم يُغير في شيء وبقيت الأمور العجيبة والغريبة تحدث في منزل عائلة تالمان حتى طفح كيل الأب وصرخ بأعلى ما فيه أمام السرير طالبًا المواجهة، وصدقوا أو لا تصدقوا، لقد خرج كيان ما وأفزعه وطالبه بالرحيل، ومع استدعاء القس المتكرر دون وجود أي جدوى لم يكن هناك مفر من حرق ذلك السرير وتحطيمه، ومنذ ذلك الوقت لم تعد الظواهر المخيفة الغريبة تحدث، لتبدأ بعدها قصة السرير في الانتشار بكل مكان، أما رماد السرير المحروق فهو لا يزال شاهدًا على واحدة من أغرب قصص الأشياء المسكونة في تاريخ البشرية.

كرسي باسبي الملعون

الأشياء المسكونة كرسي باسبي الملعون

الآن ننتقل إلى أحد الأشياء المسكونة التي أثارت جدلًا كبيرًا جدًا قبل حوالي ثلاثة قرون من الآن، والحديث هنا عن كرسي باسبي الملعون، ذلك الكرسي الذي وُجد بصورة غريبة وانتهى نهاية أغرب بكثير، فالقصة تبدأ عندما يتزوج رجل يُدعي باسبي بابنة رجل يُدعى أوتي، وقد كانت البداية بداية أي زواج عادي، لكن مع الوقت بدأ باسبي يُعذب ابنة أوتي حتى استشاط الرجل غضبًا وجاء يضرب ضارب ابنته، لكنه لم يجد باسبي وجلس ينتظره على أحد المقاعد، كرسي باسبي الرئيسي على وجه التحديد، ومن هنا يُمكن القول إن قصة كرسي باسبي الملعون قد بدأت بالفعل.

بداية القصة جاءت من خلال قدوم باسبي ورؤية أوتي وهو يجلس عليه، وهنا استشاط ذلك المجنون غضبًا وقام بضرب حماه لمجرد جلوسه على الكرسي الخاص به، بل إن الجنون وصل إلى طعنه بالسكين حتى الموت، ولا يعرف أحد حتى الآن ما الذي دفع باسبي لقتل حماه لمجرد جلوسه على مقعد عادي، على العموم، تم القبض على باسبي وحكم عليه بالإعدام، وفي ليلة تنفيذ الحكم كان يُحذر الناس مرارًا وتكرارًا من الاقتراب من الكرسي أو التفكير في الجلوس عليه، كان مجنونًا، وكان هذا الأمر واضحًا للجميع، وقد تم رد ذلك له في صورة طريقة إعدام بشعة مع تعليقه أمام منزله كي يكون عبرة لمن لا يعتبر، لكن الآن لنعد إلى تحذير باسبي قبل إعدامه بخصوص الكرسي، فما الذي حدث بهذا الصدد يا تُرى؟

تجاهل الناس تحذيرات باسبي تجاهلًا تامًا، وإذا كنت عزيزي القارئ تعتقد أن هذا التجاهل كان منطقيًا فأنت مُخطئ تمامًا، إذ أنه قد أدى إلى مقتل ما يزيد عن سبعة وستين شخص، كلهم خالفوا نصائح باسبي وقاموا بالجلوس على الكرسي، وقد راح هؤلاء خلال فترة الحرب العالمية الثانية تحديدًا، رجل وحيد عاقل فكر فيما قاله باسبي وأنه ربما كان يتحدث عن أكثر من كرسي، ربما يتحدث مثلًا عن كرسي يرجع إلى الأشياء المسكونة التي يتحدث عنها الجميع، ولهذا قام الرجل بوضع الكرسي في متحف المدينة مع تعليمات بعدم الاقتراب منه، وها نحن نقترب من القرن دون أن يلمس أي شخص هذا الكرسي، والآن إليكم المفاجأة، لم يمت أوتي حمو باسبي لأن باسبي مجنون وقتله، ولم يمت باسبي بسبب جريمته، بل لأنهما في الأساس قد جلسا على الكرسي، الكرسي الملعون على وجه التحديد.

مزهرية بازانو

الأشياء المسكونة مزهرية بازانو

من الأشياء المسكونة التي أدت قصصها إلى حالة رعب عارمة من الأشياء الغامضة التي لا نعرف أصلها تلك المزهرية المعروفة باسم بازانو، والقصة الخاصة بهذه المزهرية تبدو بصورة شاعرية رائعة، حيث أنه ثمة عرس عادي كان يُقام في أحد المدن الإيطالية، وفي ليلة الزفاف تتأخر العروس عن موعد خروجها مما يجعل الجميع يُفكر في اقتحام غرفتها لمعرفة سبب تأخرها الشديد، وبالفعل يحدث الاقتحام الذي ينتهي بصاعقة، حيث أن العروس الجميلة كانت مُلقاة على الأرض بصورة مخيفة وتأخذ في الاحتضار، كانت في طريقها إلى الموت، لكن هذه لم تكن المشكلة أبدًا، إذ أنها خلال عملية الاحتضار هذه نظرت إلى المزهرية بطريقة مُخيفة ووعدت أنها ستعود لتنتقم من كل الأشخاص الذين تسببوا في موتها، والحقيقة أنه لم يكن هناك أحد يعلم أساسًا باللعنة الموجودة في المزهرية أو السبب الذي أدى إلى قتل الفتاة، بيد أن الشيء المؤكد الذي حدث في هذه الليلة أنه لم ينتبه أحد إلى نظرة الفتاة لتلك المزهرية، ومن هنا بدأت اللعنة.

اللعنة كانت بالنسبة للكثيرين مجرد أسطورة لا وجود لها، لكن مع الوقت بدأت المزهرية في طريقها لحصد الرؤوس، إذ أنه في الشهر الأول تسببت المزهرية في قتل صيدلي تبعه شخص عجوز ثم زوج وزوجته في شهرهما الأول، وكل هؤلاء ماتوا وخلفهم الكثيرون الذين لم يُصدقوا فكرة اللعنة التي تحتوي عليها تلك المزهرية المرعبة للدرجة التي جعلت أعداد ضحاياها تصل إلى الخمسين شخص، جميعهم كانوا يلقون حتفهم في ظروف غامضة ومثيرة حتى جاء الوقت الذي انتبهت فيه الشرطة إلى الأمر وقررت فتح التحقيق الموسع خلف المزهرية وخطورتها، ثم أوصلت التحقيقات في نهاية المطاف إلى ضرورة التخلص من المزهرية التي لم يقبل بها أي متحف في إيطاليا، لينتهي الأمر بدفن المزهرية في مكان غامض لا يعرفه أحد حتى الآن، والجميع يتمنى فعلًا ألا يتم التعرف على ذلك المكان، للأبد!

كيف نعرف الأشياء المسكونة ؟

بعد أن استعرضنا لكم بعض النماذج ومجموعة كبيرة من الأشياء المسكونة فلابد أن بعضكم الآن يشعر بالرعب ويُفكر جديًا في البحث عن طريقة يُمكن من خلالها التعرف على ماهية الشيء وهل هو مسكون أم لا، ولكي نكون صريحين معكم فلا يوجد أساسًا طريقة يُمكن القيام من خلالها بالمطلوب، لكن على الجانب الآخر يُمكننا الاستعانة مثلًا بالأشياء الواقية مثل قراءة القرآن على الأشياء التي نقوم بشرائها كما نفعل تمامًا مع الأماكن التي ندخلها لأول مرة، أيضًا من الممكن كذلك السؤال عن أصل الشيء، وهل تم استخدامه من قبل على يد شخص متوفي، وهل كان ذلك الشيء أصلًا جزء من عملية الوفاة؟ فمثل هذه الأسئلة تُسهم أكثر في الاقتراب من ماهية ما نحن مقدمون عليه، وإن كان الإنسان في الواقع لا يضمن شيء أبدًا.

ختامًا، عزيزي القارئ، نحن لم نكتب لك تلك السطور الماضية من أجل بث الرعب والخوف فيك، فهذا أمر غير معقول التفكير فيه، وإنما هي فقط من أجل الحذر، فلا مانع من القلق قليلًا خلف الأشياء القديمة المجهولة، والتي قد تكون مسكونة!

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

14 − 12 =